الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة خلف القبوريين
مداخلة: خاصة وصلنا كاسيت آخر شيء عن كلام لك عن جهاد الأفغان. وفتياك حول جواز الصلاة خلف القبوريين، فاختلف الناس يا شيخ.
الشيخ: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 118 - 119] هذا نص القرآن الكريم: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 118 - 119] فالاختلاف طبيعي جداً ولا خلاص ولا نجاة منه إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة؛ ولذلك إن وقع خلاف فيجب على المختلفين أمران اثنان:
الأمر الأول: أن لا يكون الخلاف سبب شقاق واختلاف يؤدي إلى الفرقة وإلى التحزب.
والأمر الثاني: أن يرجعوا في ذلك إلى الله ورسوله .. كما قال الله عز وجل في القرآن: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] وأنا أعتقد أن في كثير من المسائل يقع فيها إفراط وتفريط.
(الهدى والنور /337/ 13: 47: 00)
الشيخ: فأردت أن أقول: إن كثيراً من المسائل يقع فيها إفراط وتفريط، فكثير
من إخواننا المتمسكين بالسنة يرون عدم الصلاة وراء المبتدعة، ونحن نقول: هؤلاء المبتدعة إما أن يكونوا عندنا في حكمنا الذي ظهر لنا عليهم كفاراً أو أن يكونوا مسلمين، فإن كانوا كفاراً فلا تصح الصلاة خلفهم إجماعاً، وإن كانوا مسلمين فالصلاة خلفهم صحيحة، ولو كانوا من المبتدعة أو كانوا ضالين في بعض المسائل التي خرجوا فيها عن السنة.
وعندنا حديث في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حق الأئمة: «يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم» ، وحديث آخر في صحيح البخاري أيضاً: أن رجلاً من الولاة في بعض البلاد وأظنها المدينة في زمن الأمويين واسمه: عقبة بن الوليد فيما أذكر صلى بالناس صلاة الفجر يوماً أربع ركعات؛ لأنه كان سكران شارباً للخمر فهو لا يدري ماذا يصلي، ومن ضلاله حينما سلم من الصلاة قال لهم: أزيدكم؟ ! هو صلى الفجر أربع مع ذلك قال: أزيدكم؟ !
وما نقل إلينا والحديث في صحيح البخاري الذي يروي الأحاديث كما جاءت بحذافيرها تماماً لم ينقل أن أولئك السلف أعادوا الصلاة التي صلاها بهم أربعاً، لماذا؟ للحديث الأول:«يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم» .
هذا من جهة، ومن جهة أخرى هؤلاء المبتدعة لا شك أن الكثير منهم أرادوا الصواب فأخطؤوه؛ ولذلك فواجبنا نحن أن نحاول إرشادهم وهدايتهم وليس أن نتخذهم خصوماً وأعداءً لنا، والمناط في هذه المسألة وما ذكرت آنفاً ما داموا مسلمين فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، وإذا خرجوا عن دائرة الإسلام وصاروا
كفاراً كالذين يقولون بوحدة الوجود مثلاً فهؤلاء لا تصح الصلاة خلفهم، لكن هؤلاء لا يقال إنهم مبتدعة، المبتدعة مثل الخوارج، مثل المعتزلة، مثل المرجئة، فهؤلاء أئمة الحديث كانوا يروون الأحاديث عنهم بشرط أن يكونوا صادقين فيما يروون وحافظين لرواياتهم، وما كفروهم ولا أخرجوهم عن دائرة الإسلام لكن أعطوهم ما يستحقون من الحكم ألا وهو خروجهم عن السنة؛ لذلك نحن لا نتحمس لتحذير الناس من الصلاة خلف المبتدعة، بل كثيراً ما نُسأل صراحةً فلان الإمام يتوسل بالأولياء والصالحين، هل نصلي خلفه؟ أقول: نعم هل خرج بذلك عن دائرة ((
…
انقطاع
…
))
وبهذه الطريقة في اعتقادي يمكن تقريب وجوه النظر والاختلاف بين المسلمين، أما إذا حكمنا على من ابتدع بدعة أو بدعاً في الإسلام بأنهم خرجوا من الإسلام ازدادت شقة الخلاف بيننا وبين المسلمين وهذا بلا شك لا يجوز.
هذه وجهة نظرنا في الصلاة وراء المبتدعة، فما أدري إذا كان عندكم شيء من الملاحظات نسمعها ونستفيدها.
مداخلة: جزاك الله خيراً يا شيخ.
الشيخ: وإياك.
مداخلة: لأنه حتى الموقف السابق أو القديم لك، وهو يصل الحمد لله، وكان الموقف يعني: حاد تجاههم وكان هذا الأمر أصبح أساساً بتربية الشباب عندنا، أصبح أساساً من الصعب أن ينفكون عنه.
الشيخ: كيف الموقف السابق ما هو؟
مداخلة: شيخ! هو الموقف الحاسم تجاه المبتدعة، وحتى عندنا عن المبتدعة كل من يتوسل فهو مبتدع .. كل من يستغيث فهو مبتدع .. بل يصل الحد إلى أن كل من لم يحرك إصبعه في التشهد يعني موقفاً لا يكاد يكون طيب يعني في هذا الأمر.
الشيخ: نعم.
مداخلة: فأصبح شيخ يعني: أساس في موقف الشباب هذا أنه الحدة تجاه القبوريين .. تجاه المتوسلين، حدة تامة؛ لأن عندنا يا شيخ القبوريين بصراحة أمرهم واضح وجلي واستغاثتهم بغير الله واضحة ولا يخفيها منهم أحد، بل ويعادون أهل السنة بها، بل حتى يمكرون على أهل السنة أحياناً، وكما هو موجود الآن، وتسبب هذا في مشاكل، فعندما سمعوا هذه الفتوى الحقيقة منهم من بقى يلتفت يميناً وشمالاً إلا أن الحمد لله موقف أهل العلم عندنا كان واضحاً وفهموا مرادك يا شيخ، فالحمد لله وضحوا الأمور.
الشيخ: على كل حال بارك الله فيك: هذا الذي تذكره بالنسبة لبلدكم البلاء عام في كل بلاد الدنيا هكذا، يعني: أهل البدعة يخاصمون أهل السنة.
(الهدى والنور /337/ 59: 50: 00)