الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة الشيخ للشباب بعدم الانشغال
بالأشخاص تجريحاً وتبديعاً
مداخلة: أريد أن تُقَدِّم نصيحة إلى بعض الإخوان طلبة العلم هنالك في الكويت، لا يخفى عن حضرة الشيخ الوضع الحالي الموجود في قضية الفتنة الموجودة التي تترى على شباب الصحوة ومن ضمنها فتنة الإخوان الذين في المملكة العربية السعودية الأخ سفر وسلمان وما إلى ذلك، ومن يؤيد ما هم عليه في بعض القضايا التي يدندنون حولها، هذا الأمر وصل إلينا يعني في مناطقنا في الكويت ثم أصبح هنالك يعني:{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53] وكل إنسان يَدَّعي وصلاً بليلى، وكل منهم يقول أنا على الصراط المستقيم، وأنا صاحب اللواء .. لواء السلفية وأدافع عنها.
ثم أصبحت الآن في النفوس بين الإخوان من منهم على النهج السلفي إن شاء الله تبارك وتعالى بسبب هذه القضايا، ولا لنا شيء إلا هذه المسألة تركنا طلب العلم وتركنا قضية حفظ كتاب الله تبارك وتعالى وتركنا أموراً كثيرة فقمنا ندندن حول هذه المسألة، وأخذنا حتى كثير من إخواننا الشباب ليس لهم هَمٌّ إلا هذه المسألة يتكلمون بعرض ذلك الرجل وذلك الإنسان، وهذا جعله مطية ماذا؟ مطية الدعوة السلفية والدفاع عن السنة يتكلمون بعرض فلان وفلان وفلان، وفلان ثم وصل الأمر إلى لتجريح بأشخاص هؤلاء وليس ما عندهم من أخطاء.
الشيخ: من خطأ.
مداخلة: نعم، فالشباب الآن شبابنا في مقتبل العمر عندما يأتي، وأضرب لك مثل واحد يعني: الذي نعرفه عن الإخوان المسلمين عندما يلتزم الشاب في دين الله تبارك وتعالى ينتهج هذا النهج يحذرونه من ماذا؟ يحذرونه من السلفيين، الآن أول ما يأتي هذا الشاب لكي يتدين أو ما يحذرونه من شريط فلان، وشريط فلان، وشريط فلان وهذا هم الهم الآن، والآن هذا ديدن كثير من الشباب حتى أصبح يميزون ويعرفون: هذا مبتدع، وهذا ضال، وهذا فيه كذا، وهذا فيه كذا، وهذا يمدح أهل البدع وهذا يتكلم بكذا، وإن قلنا للرجل هذا به يعني: .. سئلت مرة أنا أتاني قال: ما تقول في الشيخ قطب؟ قلت: يا أخي! أنا أحبه في الله هذا مسلم، وأبغض ما عنده من أخطاء، أحبه هذا مسلم المحبة العامة وأبغض ما عنده من أخطاء، ثم أخذوا هذا يمدح أهل البدع ويقول فيهم كذا وكذا ويجب أن يحذر من هؤلاء وهذا الدليل الموجود، شيخ نصيحتك لهؤلاء الشباب، بارك الله فيك.
الشيخ: والله يا أخي أنا رأيي عدم التعرض للأشخاص الذين يمدحون أو يقدحون اليوم، وحقيقةً تأتيني في كثير من الليالي أسئلة من الكويت ومن الإمارات وغيرها، ما رأيك في فلان؟ مما هو يبدوا أنه يميل إليه أو عليه، فأنا أصده عن مثل هذا السؤال وأقول له: اسأل يا أخي عما ينفعك مما يتعلق بإصلاح عقيدتك وعبادتك وتحسين خلقك، لا تسأل عن زيد وبكر وعمرو؛ لأن في هذا السؤال زيادة تشعيل النار ناراً، فهو قد يكون السائل مع هؤلاء على أولئك أو مع أولئك على هؤلاء، فإن مدحت في هذا طعنت في ذاك أو مدحت
ذاك طعنت في هذا، فهذا يزيد النار كما قلنا ضراماً واشتعالاً.
لهذا نحن ننصح بكلمة مجملة تُذَكِّرني بكلمة أبو بكر الصديق في مناسبة وفاة الرسول عليه السلام وهو الشخص الوحيد الذي يُجْمِع المسلمون كلهم على حبه وإلا من عدل عن هذا الحب كفر بخلاف اختلافهم في حب كثير من الصحابة والطعن في بعضهم فهذا في الغالب يكون فسقاً ولا يكون كفراً.
أريد أن أقول: مع أن الرسول عليه السلام هو سيد البشر وحبيب كل مسلم بادرهم أبو بكر الصديق حينما وقف عمر متحمساً ضد من نقل الخبر بأن الرسول مات، تعرفون القصة، الشاهد: أن أبا بكر قال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي باقي لا يموت.
فأنا لا أرى لكل طائفة من هذه الطوائف أن يتحزبوا لفلان على فلان أو العكس تماماً، وإنما أقول بقول رب العالمين:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] وأولئك الشباب الذين أشرت إليهم هم أحق الناس في هذه الكلمة على هؤلاء الذين يتحمسون لزيد على بكر أو لبكر على زيد أن يهتموا بأن يُصَحِّحوا عقيدتهم وعبادتهم وسلوكهم ولا يتعصبوا لشخص من هؤلاء الأشخاص أو عليهم؛ لأن مثل هذا التعصب أولاً: هو أشبه ما يكون بعبادة الأشخاص التي هذه العبادة التي حذر منها أبو بكر الصديق في كلمته السابقة: «من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن حي لا يموت» .
فالتحمسُّ لهؤلاء الأشخاص تَحَمُّس لغير العصمة، والأمر كما قال الإمام مالك .. إما دار الهجرة رحمه الله: ما منا من أحد إلا رَدّ ورُدَّ عليه إلا صاحب هذا
القبر وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأي إنسان يتعصب لشخص .. لعالم .. لداعية .. فسوف يجد فيه أخطاءً، أو يتعصب على آخر فسوف يجد فيه صواباً وسوف يجد فيه خيرا.
ولذلك نحن قبل كل شيء ننصح هؤلاء الذين اختلفوا وكانوا سبب تفرق الشباب من حولهم إلى طائفتين أو أكثر ننصح هؤلاء المختلفين بعضهم مع بعض في بعض المسائل، وأنا أحمد الله أن هذا الاختلاف ليس في اعتقادي اختلاف عقيدة وإنما هو اختلاف في بعض المسائل التي يمكن أن نسميها في اصطلاح المتأخرين مسائل فرعية ليست أصولية أو جوهرية، فإذا اختلف العلماء فما ينبغي أن يتفرق من حولهم بتفرق علمائهم؛ لأن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام:«إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد» .
فننصح هؤلاء العلماء أو الدعاة المختلفين أن لا يتحامل بعضهم على بعض، وأن يتعاملوا على أساس قوله عليه السلام:«إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» فإذا ما أخطأ زيد من الناس فعلينا أن نبين له خطأه بالتي هي أحسن وليس بالتي هي أسوء، وكل من المتخالفين يسلك هذا السبيل؛ لأننا ندعي جميعاً أننا سلفيون أي: أننا نتبع السلف الصالح في ما كانوا عليه من هدي ومنهج وسلوك.
ونحن نعلم أنهم قد اختلفوا في كثير من المسائل لكن لم يكن هذا الاختلاف سبباً لأن يتفرقوا ولأن يعادي بعضهم بعضاً، هناك بعض الأقوال التي صحت عن بعض السلف الصالح لو تبناها شخص اليوم خطأ؛ لأنه لا وجه له من الصواب
لقامت القيامة ضده لكن لم تقم القيامة ضد ذلك الصحابي الذي شذ في رأي ما .. في حكم ما .. عن الحكم الذي يتبناه الآخرون.
فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ينهى أن يحج الحاج متمتعاً وسلك سبيله في هذا النهي من بعده عثمان بن عفان رضي الله عنهما جميعاً، ولما حج عثمان في عهد خلافته أيضاً نهى الحجاج معه أن يتمتعوا بالعمرة إلى الحج فوقف في وجهه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وهو فرد من أفراد الأمة وهو الخليفة من بعده قال له: ما لك تنهى عن شيء فعلناه في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! لبيك اللهم بعمرة وحج.
ذاك ينهى عن التمتع بالعمرة إلى الحج وهذا يعلنها في وجهه أنه هكذا السنة مع ذلك لم يتفرق الشعب من بينهم وإنما ظلوا يحترمون رأي كل واحد وقد يميلون لرأي الخليفة؛ لأنه خليفة المسلمين إلى آخره، لماذا؟ لأن الخلاف إذا نشب بين العلماء فينبغي أن يبقى محصوراً بينهم ولا ينتقل عدوى هذا الخلاف إلى الشعب؛ لأن الشعب ليس عنده من الرصانة ومن الحصافة والفكر بحيث أنه يمنعه من أن يشتط في الخلاف.
كذلك مثلاً: كان عثمان بن عفان يرى بأن الرجل إذا جامع زوجته ولم يمني فيكفيه الوضوء دون الغسل، مع أن هذا مخالف للحديث الصحيح الصريح:«إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل أنزل أو لم ينزل» مع ذلك ما صار هناك فتنة ولا صار خلاف بينه وبين عائشة مثلاً التي هي تروي الحديث المخالف لقول عثمان رضي الله تعالى عنه.
وأغرب من ذلك كله والمسائل كثيرة، وإنما المقصود التمثيل والتقريب: أن عمر الخطاب كان ينهى الرجل المسافر الذي لا يجد الماء أن يتيمم وإنما يظل هكذا بدون صلاة حتى يجد الماء، مع أن الآية أولاً في ظاهرها صريحة الدلالة:{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] وبلغ عمر بن الخطاب أن أبا موسى الأشعري كان يفتي في زمن عمر بظاهر الآية: أن المسافر إذا لم يجد الماء تيمم، فأرسل خلفه قال: بلغني أنك تقول كذا وكذا؟ قال له: نعم يا أمير المؤمنين! ألا تذكر أننا كنا في سفر، وأننا أجنبنا فتمرغت أنت وأنا بالتراب ولما جئنا إلى الرسول عليه السلام وأخبرناه الخبر قال:«إنما كان يكفيك أن تضرب بكفيك الأرض ضربةً واحدة وتمسح بها وجهك وكفيك» .
طيب! المفروض: ألا تذكر أن الرسول عليه السلام قال: «إنما كان يكفيك أن تضرب ضربةً واحدة وتمسح بهما وجهك وكفيك» قال: لا أذكر، قال هل أمتنع عن الفتوى؟ قال: لا، إنما نوليك ما توليت، يعني: كما يقولون اليوم: على مسؤوليتك على ذمتك، أنا لا أذكر القصة هذه، إنسان ليس أنت فقط تنسى هذا أمير المؤمنين نسي.
مداخلة:
…
ما دليل عمر
…
ما هو دليل عمر أنه عندما يأتي
…
الشيخ: دليله الأصل، الأصل الماء.
مداخلة: الأصل.
الشيخ: الأصل هو الماء، المهم: كل هذا الخلاف وأكثر بكثير جداً ما كان سبباً لتفريق الأمة المسلمة؛ لأن العلم يأخذ مجراه والأمة تبقى وراء علمائها من
اقتنع بهذا الرأي فهو على هدى ومن اقتنع بذاك الرأي وهو على هدى، لأننا نقول نحن كلمة بهذه المناسبة ينبغي أن تُسَجَّل وأن تُنْشَر أيضاً:
كما أن المجتهد: «إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد» كذلك الذي يتبع المجتهد حكمه حكم المجتهد أي: الذي يتبع رأياً صواباً أصاب الإمام المجتهد فله أجران، فهذا الذي اتبعه على هذا الصواب فهو مأجور أيضاً أجرين - طبعاً الأجر متفاوت - لكن أجرين، أما الذي اتبع إماماً آخر وكان مخطئاً فهو مأجور أجر واحد، كذلك الذي اتبعه فهو مأجور أجراً واحداً.
فإذا وقع الخلاف بين العلماء فما ينبغي أن يكون هذا الخلاف سبب فُرْقَة بينهم أولاً، وما ينبغي أن يكون سبب فرقة بين الشعب ثانياً؛ لأنهم جميعاً مأجورون سواء من كان مصيباً أو من كان مخطئاً.
هكذا كان سلفنا الصالح ونحن نزعم أننا نمشي على منهجهم وعلى طريقتهم، لكني أقول مع الأسف الشديد: كثير منا يَدَّعي هذه الدعوى ويطبقها إلى حد كبير ولكنه ينحرف في بعض التطبيق انحرافاً خطيراً جداً، وهذه آثارها الآن تظهر، وفي الشعب كنا نظن أنه سيكون القدوة للشعوب الأخرى في تلميم وتجميع هذه الشعوب على اتباع السلف الصالح .. اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، مع الأسف وقع شيء من التفرق لذلك نحن كما ننصح المختلفين أنفسهم من الدعاة أو من العلماء أو طلاب العلم أن لا يتعادوا وإنما أن يتحابوا وأن يعذروا بعضهم بعضاً مع التزام التذكير والنصيحة بالتي هي أحسن.
كذلك ننصح الأمة بكل طبقاتها ممن ليسوا من العلماء ولا من طلاب العلم وإنما هم من عامة المسلمين عليهم أيضاً أن لا يتأثروا بمثل هذه الخلافات التي يرونها تقع بين بعض الدعاة؛ لأننا نقرأ في القرآن الكريم أن التفرق في الدين ليس من طبيعة المسلمين وإنما هي من صفة المشركين: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32].
في سبيل المحافظة على وحدة الصف وجمع الكلمة قال عليه السلام كما في صحيح البخاري في حق الأئمة الذين يُصَلُّون بالناس: «يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم» إذاً: أنت أيها العامي الذي لا يدخل في قسم العلماء الذين ذُكِروا في قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43] هؤلاء العلماء وإنما يدخل في الطرف الثاني من الآية: {إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
فأنتم معشر المسلمين الذين لا تعلمون أي: لستم من أهل الذكر الواجب عليكم أن تسألوا أهل الذكر، وليس الواجب عليكم أن تتعصبوا لفرد من أفراد هؤلاء العلماء إلا رسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي كما وصفه الله عز وجل بحق:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3 - 4].
ينبغي أن نتذكر بهذه المناسبة أن أيَّ داعية أو أيَّ عالم لا يمكن أن نَدَّعي له العصمة ولا يمكن أن نَدَّعي له أنه بريء من أن يتبع هواه ولو في مسألة واحدة، ولذلك فلا تربط أيها المسلم مصيرك بفرد من أفراد العلماء أو بداعية من الدعاة لأمرين اثنين:
أحدهما: مقطوع به بكل من دون الرسول عليه السلام وهو الخطأ.
والأمر الآخر: محتمل أن يكون قد عرف الصواب لكنه اتبع هواه فأفتى بغير ما يعلم من الحق والعلم؛ لذلك فما يجوز للعامة من المسلمين أن يتعصبوا لداعية على داعية، وإنما الأمر كما قال تعالى في القرآن الكريم وبهذا القول الكريم أنهي الجواب عن هذه المسألة، ألا وهو قوله تعالى:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
كما نحن نقول بالنسبة للأئمة الأربعة لا نتعصب لواحد منهم وإنما نأخذ الحق من كل فرد منهم والحق مشاع بينهم، كذلك ينبغي على كل من ينتمي إلى إتباع السلف الصالح أن لا يكون زيدياً، ولا أن يكون عمرياً وإنما يأخذ الحق من حيث ما عرفه من أي شخص جاءه، هكذا ينبغي على عامة المسلمين أن يكونوا، ونسأل الله لنا ولعامة المسلمين الهداية، والحمد لله رب العالمين.
مداخلة: شيخ هنا حفظك الله اسمح لي طبعاً في.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: لكي أرفع إن شاء الله تبارك وتعالى عن إخواني الجهل في هذه المسألة، يقول لك بعض الأمثلة التي ذكرتها عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كعمر رضي الله عنه وعثمان، هذه من المسائل الفقهية وليس من المسائل المنهجية، وأما الذي يخطئ في المنهج ويخطئ .. أما أنه يمدح أهل البدع أو أنه يُحَرِّض أو يهيج الناس على الحكام أو غيره فهذا يجب أن يحذر منه، فهذا فرق وهذا فرق، المسألة هذه بينها فرق فالرد عليه يا شيخ كيف .. ما المسألة، وأجعلها ديدن أو
تكلم دائماً بها، وأضرب لك مثل حي بارك الله فيك.
الشيخ: نعم.
مداخلة: أتت فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله في قضية السؤال عن أشرطة سلمان وسفر وما إلى ذلك وأنها يستفاد منها إذا كانت فيها مواد علمية وأما الخطأ فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتكلم أحد الإخوة وقرأ هذه الفتوى .. عرضت عليه في درس من الدروس فقرأ الفتوى، وبعدما قرأ الفتوى قال: نعم وزاد على تلك الفتوى بكلام معين وقال: نأخذ هذه الأخطاء وتوضع في شريط إذا كان هذا الأمر .. يعني: ونحذر من الأخطاء الموجودة ولكن لا نحذر من الرجال والطعن في الأشخاص وإنما نحذر من الكلمات الموجودة الخطأ ونأخذ ما فيها من خير إذا كان فيها خير، بعد هذا كثير من الشباب قال: كيف يقرأ هذه الفتوى أمام جمع من الناس هذا دليل على مدح هؤلاء والاستماع إلى أشرطتهم وما إلى ذلك ثم أخذوا يحذرون من ذلك الشخص، وصلت المرحلة إلى هذه الدرجة، بل الطعن في دين الرجل، سبحان الله الذي لا إله إلا هو.
مداخلة: هذا الشيخ بن باز؟
مداخلة: لا هو قال: والله ما قرأت هذه الفتوى إلا لشخص ذلك العالم الجليل أنا عندما أقرأ هذه الفتوى لكي أهدئ هؤلاء الناس، أن هذه المسألة تكلم بها عالم من علماء الأمة الذي يشار إليهم بالبنان، فإن المسألة أتت من الشيخ ناصر أو الشيخ ابن باز أو ابن عثيمين وهؤلاء أئمة هذه الدنيا فيقول: لكي يهدأ الوضع
ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله أخذوا يهيجون ذلك الأمر وأصبحت مشكلة لا نهاية لها.
الشيخ: على كل حال يا أستاذي! الآن القضية ليست قضية علمية قضية أخلاقية، قضية أخلاقية وقد أشرت آنفاً إلى أنه قد يتدخل الهوى في الموضوع وحسم هذا الموضوع من الناحية العلمية هو كما قلت في آخر الكلام:
كما أننا لا نتعصب لإمام من الأئمة الأربعة وهم مجمع على علمهم وفضلهم وخوفهم من ربهم، وأنهم ما كانوا يقولون شيئاً إلا وهم مطمئنون لصوابه وإن كانوا معرضين للخطأ كما ذكرنا، فنحن ننصح هؤلاء ألا يتعصبوا لأشخاص هم ليسوا في العير ولا في النفير بالنسبة للأئمة المتقدمين، وإنما يأخذون الصواب من أي شخص صدر منه هذا الصواب.
معالجة الأهواء هذه من أصعب الأمور، لذلك نأمرهم بتقوى الله عز وجل وعدم التباغض والتنافر الذي نهينا عنه في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمساوئ الأخلاق وسوء التربية لا تعالج بكلمة موعظة أو نصيحة، الخطأ يدلل عليه بالكتاب والسنة، أما إذا كان إنسان يعرف الحق ويحيد عنه .. يعرف أن هذا الإنسان ليس معصوماً فيتعصب له
…
يعرف أن هذا الإنسان الآخر هو مثل الأول فيتعصب عليه، هذا ليس له علاج إلا أن يتقي الله عز وجل في نفسه، وهذا ما يتيسر لنا.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
(الهدى والنور / 799/ 26: 27: 00)