الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخلاف بين المنتمين إلى الكتاب والسنة
الملقي: ماذا تنصحنا شيخ، ماذا تنصحنا في هذا الموضوع يعني بعض الأخوة في الخارج يعني يعتبرون مثل هذه الكتب لا يمحصونها، تخرج الكتب ويبدأوا ينظروا إلى العنوان فقط، ويحاولوا أن يدينوا بعض إخوانهم من العنوان فقط، دون تمحيص؛ فما هي النصيحة من حيث الدعوة ومن حيث النصرة وإلى غير ذلك، -بارك الله فيك-.
الشيخ: مع هذا الجواب السابق أظن يمكن أن نأخذ الجواب عن هذا السؤال اللاحق.
الملقي: نعم
الشيخ: الآن بلا شك نحن نعيش مشكلة كبيرة جداً، حيث أنه ظهر في الآونة الحاضرة الآن خلاف بين بعض الطوائف ممن ينتمون إلى الكتاب والسنة، فنحن ننصح طلاب العلم وبخاصة عامة المسلمين أن لا يرفعوا رؤوسهم إلى مثل هذه الخلافات من جهة، ومن جهة أخرى أن لا يكونوا مع طائفة على الأخرى؛ لأنه ليس من السهل أبداً أولاً أن يميزوا الصواب من الخطأ أو الحق من الباطل.
وثانياً وهذا مهم جداً، ليس كل شخص يستطيع أن يحكم بالقسط والعدل، وأن يقف مع قوله تعالى:{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، فتحقيق العدل بين المتخاصمين، لا سيما إذا كان هوى الرجل مع أحد الخصمين هذا صعب جداً جداً، ونحن نعلم من السنة الصحيحة
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أرسل علياً إلى اليمن قاضياً بين الناس قال: يا رسول الله ترسلني إلى ناس وأنا لا أعلم كيف أقضي، فضرب عليه السلام على صدره وقال له:«لا تحكم بين اثنين حتى تسمع منهما كليهما» ، تحقيق هذا النص في مثل هذه الخلافات التي ألمحتَ إليها وشرحتُ جانباً منه، تحقيق العدل، بل تحقيق الحق قبل العدل، هذا لا يتمكن منه إلا خاصة الخاصة من أهل العلم؛ لأن هؤلاء هم الذي بإمكانهم أولاً أن يقفوا على قول هؤلاء وعلى قول أولئك ثم يقابل قول هؤلاء بهؤلاء، ويستخلص من ذلك الصواب من القولين، وقد لا يكون أحياناً هناك اختلاف بين المذهبين وبين القولين إلا كما يقول العلماء في بعض الخلافات إنه: خلاف لفظي، هذا لا يستطيعه إلا أفراد قليلين من الخاصة، ثم من هؤلاء الخاصة من لا يستطيع أن يحكم بالعدل، هو عرف الحق من الفريقين هل بينهما اختلاف أو ليس بينهما اختلاف، فإذا كان بينهما اختلاف فقد يكون الحق مع الجانب الذي عاطفته ليست معه، فيحيد عن العدل، ولذلك قال تعالى:{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، لذلك نحن ننصح طلبة العلم فضلاً عمن دونهم أن لا يخوضوا هذه المخاضة، وأن لا يقفوا إلا مع الحق الذي يعرفونه قبل أن تقع هذه المشكلة أو أن تظهر هذه الخلافات.
الملقي: -بارك الله فيك-.
الشيخ: وفيك بارك.
(الهدى والنور /674/ 19: 35: 00)