الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم من يقول إن الجماعات غير السلفية
أخطر على الأمة من اليهود
الملقي: ما مدى استقامة قول القائل إن الجماعات الإسلامية المعاصرة غير الجماعة السلفية هنا قال الجماعة الأم، بين قوسين السلفية، أشد خطراً على الإسلام من اليهود والنصارى كجماعة الإخوان المسلمين، قياساً على قول هذه الكلمة من ابن تيمية حول الرافضة؟
الشيخ: لا ما أعتقد إلا أن هذا نوع جديد من الغلو ونوع جديد من التحزب والتباغض والتدابر في كل الجماعات الإسلامية فيها خير، فيها شر، الحكم على الجماعات يا إخواننا كالحكم على الأفراد، الحكم على الجماعات يا إخواننا كالحكم على الأفراد، فلا يوجد هناك فرد مسلم جمع خصال الكمال كلها، وإنما بعض دون بعض، صلاحه أكثر من طلاحه، أو طلاحه أكثر من صلاحه، فحتى في هذه الصورة الأخرى طلاحه أكثر من صلاحه ما ينبغي أن ننكر الصلاح الذي صدر منه، فالإخوان المسلمون وحزب التحرير وجماعة التبليغ فيهم خير، لكن فيهم أيضاً بعد عن الإسلام إما جهلاً وإما تجاهلاً، ولذلك هذه القولة فيها خطورة متناهية جداً، لا يجوز أن نطلق هذا الكلام، بل لا يجوز أن نضللهم، نحن قلنا في بعض جلساتنا: أنا لا أرى أن نقول: كل شيعي فهو كافر، لكن أي شيعي يقول إن قرآننا هذا هو ربع المصحف الذي ضاع وهو مصحف
فاطمة، ونحو ذلك من الكلمات المكفرة وهو يعتقدها يدين الله بها، فهذا الذي نقول إنه كافر، أما نقول: الشيعة كلهم كفار، هذا عبارة عن غلو في الدين، فأولى ثم أولى أن يطلق هذا الكلام بالنسبة لجماعات الإخوان المسلمين أو غير الجماعات التي تجمعها كلهم دائرة الإسلام،
لكن بعضهم أقرب من بعض إلى الإسلام، وبعضهم أبعد عن الإسلام من بعض، إذاً في كل الجماعات فيهم خير وفيهم دخن كما جاء في الحديث الصحيح، فنحن في الواقع نرى أن الدعوة السلفية هي الدعوة الوحيدة التي تجمع بين المسلمين؛ لأنها دعوة الحق التي كان عليها السلف الصالح، أما الجماعات الأخرى ففيها وفيها، ولذلك لا يجوز إطلاق مثل هذا الكلام، فإن فيه ظلم، وفيه مخالفة لقوله تبارك وتعالى:{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].
(الهدى والنور/752/ 25: 27: 00)