الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة السلفيين أن يُوَسِّعوا
صدورهم لبعضهم البعض
مداخلة: يا شيخنا بارك الله فيكم، يقول الله جل جلاله:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].
الشيخ: صدق.
مداخلة: يقول هذا الشاب الذي نتحدث عنه: لماذا تتكلم على فلان وتقول فيه كذا وكذا؟ يقول: إني أبغضه في الله، يقولون له: ما سبب بغضك له في الله؟ يقول: إذا جلسنا في مجلس مع الشيخ ناصر بيقلب الجلسة العلمية إلى فكاهية.
وردينا عليه يا شيخنا مع بعض الإخوة: قلنا إذا كان هذا الحكي صحيح فالشيخ ناصر لا يسمح بأن تكون الجلسة العلمية جلسة نكت وضحك. فماذا أيضاً يا شيخنا بارك الله فيكم تضيف على كلمتك الأولى، وهل في من طلابك يا شيخ من يقلب جلستكم العلمية إلى فكاهية؟
الشيخ: لا يجوز يكون في مبالغة من أحد الفريقين، بين الذي يدعي أنه يقلب الجلسة إلى جلسة فكاهية، وهذه طبعاً الواقع يشهد أنه ليس كذلك، فيكون في الكلام مبالغة لمعنى أنه قد يقع شيء من ذلك، وهذا لا يترفع عنه أي جلسة؛ لأننا أولاً كلنا بشر، وثانياً: قد تقع نكتة تجعل الجلسة فيها نوع من الفكاهة.
لكن قد تكون المبالغة في الكلام من أجل المحافظة على حرمة الجلسة، وعلى قدرها من الناحية العلمية؛ ولذلك فما ينبغي أن نحاصر وأن ندقق في مثل هذه الدقة، ما دام أن فيها احتمال أنه يكون فيها مبالغة من الطرفين، الطرف الذي يدعي أن هناك يعني قلب الجلسة العلمية إلى جلسة فكاهية، فيه مبالغة، أو المبالغة من الطرف الآخر الذي ينقل هذا النقل، ولا يكون الأمر كذلك.
بارك الله فيكم، ينبغي على المسلمين وبخاصة الملتزمين منهم أن يسع بعضهم بعضاً، وألا يحمل بعضهم على بعض، وأن يجري على سنن ما يروى، أقول ما يروى؛ لأني لست متثبتاً من صحة ما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال في مثل هذا النقل: التمس لأخيك عذراً. يعني: إذا قال فعلاً كما نقلت، وأنا أستبعد ذلك، لكن قال كلمة من باب المبالغة والحرص على نقاوة الجلسة مما يعكر صفوها العلمي، ماذا ينبغي أن نظن به؟ هل يظن الطعن في ذلك الذي قد يلقي فكاهة عرضة، أم يريد المحافظة على نقاوة الجلسة؟ التمس لأخيك عذراً؛ ولذلك فما ينبغي توسيع الرقع على الراقع، ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا الصواب فيما نأتي وفيما نذر.
(الهدى والنور /729/ 11: 45: 00)