الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة خلف المتلبس بشركيات
مداخلة: إضافة إلى سؤال الأخ، إذا كان الإمام فيه نوع من الشرك، مثل أن يكتب التمائم أو يستهزئ بسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مثل اللحى وقصر الثياب وإلى آخره
…
الشيخ: يا أخي هذا قضية اللحية وغيرها، هذا إثمه على جنبه هو، أما الشرك فهذا هو الأمر الخطير، لكن يجب أن نعلم نحن معشر أهل السنة أنه ليس كل من وقع في الشرك وقع الشرك عليه، أي: وانطبق عليه حكم المشركين، فذلك لأن الشرك ينقسم إلى أقسام، يهمنا الآن من هذه الأقسام قسمان اثنان.
القسم الأول: شرك قلبي، وشرك لفظي.
فإذا أشرك مسلم يصلي ويصوم شركاً لفظياً قد يكون هذا الشرك اللفظي معبراً عن شرك قلبي، وقد لا يكون كذلك، فلا يجوز الحكم على هذا المشرك لفظاً بأنه مشرك قلباً إلا بعد الاستفصال منه والتبيان، فإذا افترضنا أن شركه كان من النوع الأول، فهذا مسلم له ما لنا وعليه ما علينا، ولعلكم سمعتم قول النبي صلى الله عليه وآله سلم لذلك الرجل الذي سمع خطبة من النبي صلى الله عليه وآله سلم فأراد أن يظهر له طاعته له، فقال له:«ما شاء الله وشئت، فقال عليه السلام: أجعلتني لله نداً؟ ! قل: ما شاء الله وحده» .
إذاً: هذا أشرك لكنه شرك لفظي.
كان ينبغي أن يقول: ما شاء الله ثم شئت، فأخطأ وقال: ما شاء الله وشئت، فجعله شريكاً بقرنه مع ربه.
فمن هذا القبيل أن رجلاً من أصحابه صلى الله عليه وآله سلم رأى في المنام بينما كان يمشي في بعض أزقة المدينة لقي رجلاً من اليهود، فقال له المسلم: نعم القوم أنتم معشر اليهود، لولا أنكم تشركون بالله، فتقولون: عزير ابن الله، فقال اليهودي: ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله وتقولون ما شاء الله وشاء محمد.
ثم سار قليلاً فلقي رجلاً من النصارى، فقال له: نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله وتقولون: عيسى ابن الله. فقال النصراني: ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد.
فلما أصبح به الصباح جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقص عليه الرؤيا، قال له:«هل قصصتها على أحد؟ قال: لا. فخطب عليه الصلاة والسلام في الناس وقال: يا أيها الناس! طالما كنت أسمع أحدكم يقول: ما شاء الله وشاء محمد، ألا فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده» .
وفي رواية: «ما شاء الله ثم شئت» .
فإذا كان هذا الذي تقول عنه أنه مشرك كان شركه لفظياً فهو مسلم، وإن انكشف أن شركه شرك قلبي، حينئذ أيضاً لا يجوز المبادرة إلى تكفيره ما دام أنه
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا بعد أن تقام الحجة عليه، فإذا أقيمت الحجة عليه وأصر على شركه وضلاله، حينئذ نبذ نبذ النواة، أما دون هذا البيان فما يجوز أن يكفر مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله فضلاً عن ما إذا كان يصلي الصلوات الخمس، ويؤم المسلمين.
فلا بد من ملاحظة هذا التفصيل.
غيره عندكم شيء؟
مداخلة: وإذا كان يكتب تمائم؟
الشيخ: خطأ يا أخي، هذا خطأ، لكن نحن نقول يجب التفريق بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي، الكفر اللفظي والكفر القلبي، هذا حرام لا يجوز له، لكن لا يجوز تكفيره بمجرد هذه الأعمال.
مداخلة: يعني سمعتهم بعد صلاة التراويح يقولون: سبحان الملك القدوس، يعني: هل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
الشيخ: نعم، هذه سنة صحيحة مروية في سنن النسائي بالسند الصحيح.
مداخلة: جزاكم الله خير.
الشيخ: وهذه من السنن التي يجب إحياؤها بديل كثير من الأشياء التي تقال في مختلف البلاد وكل بلد له تقليده وعادته والسنن قد أماتها الناس.
(الهدى والنور / 574/ 30: 18: 00).