الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيف تكون معاملة المخالف
؟
الملقي: السؤال الأول: كيف تكون معاملة المخالف بين المتساهلين وتساهلهم هذا يؤدي إلى التمييع في السنية، بين المتشدديين تشددهم هذا قد يؤدي إلى الكثير ما سمعناكم تذكرونه من عدم إقامة الحجة على المخالف، وغير ذلك، وأقول هذا -كذلك- حتى لا أتعبكم بتكرار ما ذكرتموه
لكن تقوم بعض الشبه من أفعال السلف، كمثل قول بعضهم: القلوب ضعيفة والشبه خطافة عند مجالسة المبتدعة، وكذلك تنفير الإمام أحمد رحمه الله من الحارث المحاسبي
مداخلة:
…
الشيخ: نعم. نعم.
مداخلة: نهى عن قراءة كتبه
الشيخ: أي نعم.
الملقي: وبين معاملة هذا المخالف على ميزان حسناته وسيئاته، يعني هنا قاعدة تقول: ننظر في حسناته وسيئاته، ثم كلام بعض السلف في التنفير من المبتدعة وإن كانت لهم حسنات.
الشيخ: نعم.
الشيخ: الذي أراه والله أعلم أن كلام السلف يرد في الجو السلفي، يعني في الجو العامر بالإيمان القوي والاتباع الصحيح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة، هو تماماً كالمقاطعة، مقاطعة المسلم للمسلم تربية وتأديباً له هذه سنة معروفة، لكن في اعتقادي وكثيراً ما سئلت أقول: زمننا لا يصلح للمقاطعة، زمننا إذاً لا يصلح لمقاطعة المبتدعة؛ لأنه معنى ذلك أن تعيش على رأس الجبل، أن تنزوي عن الناس، وأن تعتزلهم، ذلك لأنك حينما تقاطع الناس إما لفسقهم أو لبدعتهم فلا يكون لك ذلك الأثر الذي كان يكون له يوم كان أولئك السلف الذين تكلموا بتلك الكلمات وحظوا الناس على مجانبة أهل البدع، ذلك بلا شك أمر مستقى من توجيهات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي منها مثلاً حديثه المشهور:«مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء» الحديث معروف، فهذا الحديث يعطينا ما يقوله بعض البلاد كمثل: الصاحب ساحب، الصاحب ساحب، لكن مجالسة المبتدعة شيء، والابتعاد عنهم حتى مما يكثر السؤال عنه، فلان مثلاً صوفي يتوسل بالأنبياء والرسل إلى آخره، وهو يؤم الناس، فهل أصلي خلفه أم لا؟ أنا بقول: صلي خلفه، فهذا شيء ومصاحبته ومجالسته والاستفادة منه هذا شيء آخر، وأظن أنه يؤيدني في هذا في هذا التفريق ويلتقي مع التوجيه السلف في بعض تلك الكلمات التي ذكرتها آنفاً أنه وصل إلينا أن من عقيدة السلف الصالح الصلاة وراء كل بر وفاجر، والصلاة على كل بر وفاجر، فالآن بيكون من التشدد أن نتخذ هذه الكلمات في تنفير الناس من الصلاة وراء هؤلاء الأئمة الذين قل من يكون فيهم على السنة، فتكون العاقبة أن يلزموا بيوتهم وحوانيتهم ويعطلوا جماعة المسلمين، فهذا ينافي قولهم بأنه من العقيدة
أن تصلي خلف كل بر
وفاجر، ولكن يكون صواباً أن نحذر هؤلاء من مخالطة أهل البدعة وأهل التصوف لما ذكرناه آنفاً من حديث، ومن المثل الذي هو خلاصة الحديث: الصاحب ساحب. هذا رأيي والله أعلم.
(الهدى والنور/511/ 02: 49: 00)