الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل صحيح أن هجر المبتدعة لا ينبغي
أن يُطَبَّق في هذا الزمان
؟
السائل: هل صحيح ما نسمعه من أن هجر المبتدعة في هذا الزمان لا يطبق؟
الشيخ: هو يريد أن يقول لا يحسن أن يطبق، هل صحيح لا يطبق هو لا يطبق؛ لأن المبتدعة والفساق والفجار هم الغالبون، لكن هو يريد أن يقول لا يحسن أن يطبق، وكأن السائل يعنيني أول ما يعنيني فأقول نعم هو كذلك لا يحسن أن يطبق، وقد قلت هذا صراحة آنفاً حينما ضربت المثل الشامي أنت مسكر وأنا مبطل. نعم.
مداخلة: لكن مثلاً إذا وجدت بيئة، فالغالب في هذه البيئة من أهل السنة مثلاً، وثم وجدت بعض النوابذ ابتدعوا في دين الله عز وجل، فهنا هل يطبق أم لا يطبق.
الشيخ: .. في الجماعة نفسها.
مداخلة: في نفس هذه البيئة التي يسودها أهل الحق، وظهرت البدعة في هذه الحالة ما قولكم؟
الشيخ: يجب هنا استعمال الحكمة، الفئة الظاهرة القوية هل إذا قاطعت الفئة المنحرفة عن الجماعة، يعود الكلام السابق، هل ذلك يدفع الطائفة المتمسكة
بالحق أم يضرها هذا من جهتهم، ثم هل ينفع المقاطعين والمهجورين من الطائفة المنصورة أم يضرهم، هذا سبق جوابه في ذلك، يعني لا ينبغي أن نأخذ مثل هذه الأمور بالحماس وبالعاطفة، وإنما بالروية والأناة والحكمة، لأننا نحن مثلاً هنا شذ واحد من هؤلاء خالف الجماعة، .. يا غيرة الله هذا قاطعوه، لا ترفقوا به، انصحوه، أرشدوه .. إلى آخره، صاحبوه مدة، فإذا يئس منه أولاً، ثم خشي أن تسري عدواه إلى زيد وبكر ثانياً، حينئذ يقاطع إذا غلب على الرأي أن المقاطعة هي العلاج، وكما يقال آخر الدواء الكي.
أنا بصورة عامة لا أنصح اليوم استعمال علاج المقاطعة أبداً؛ لأنه يضر أكثر مما ينفع، وأكبر دليل الفتنة القائمة الآن في الحجاز، كلهم تجمعهم دعوة التوحيد ودعوة الكتاب والسنة، لكن لأن لبعضهم نشاطاً خاصاً إما في السياسة وإما في بعض الأفكار التي لا تعرف من قبل عن أحد من أهل العلم، وقد يكون خطأ وقد يكون صواباً، فلا نتحمل أي شيء نسمعه من جديد وبخاصة إذا كان أمراً نكراً فيما يبدو لنا بادئ الرأي، رأساً نحاربه، هذا خطأ يا أخي:
تريد صديقاً لا عيب فيه
…
وهل عود يفوح بلا دخان
نحن نتمنى الإخوان المسلمين يكونوا معنا فقط على التوحيد، حتى نكون معهم ومش راضيين معنا حتى في العقيدة، ويقولوا إن إثارة هذه الخلافات يفرق الصف يفرق الجمع .. إلى آخره، هؤلاء الإخوان الذي انقسم عنهم جماعة أو هم انقسموا عن جماعة والله أعلم، هؤلاء معنا على طول الخط في الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، لكن جاؤوا بشيء جديد فعلاً بعضه خطأ وبعضه صواب، فلماذا ننشر بين بعضنا البعض الفرقة والتحزب والتعصب، فبينما كنا
كتلة صرنا كتلتين، صاروا ثلاثة، صاروا
…
صاروا سروريين .. إلى آخره، الله أكبر، وما فرق بينهم شيء يستحق التفريق، ليس هناك خلاف في الأمور العظائم التي لا يمكن أن يتصور أن السلفيين يختلفون فيها، نحن نعلم جميعاً أن الصحابة اختلفوا في بعض المسائل، لكن المنهج كان واحداً، ولذلك فإذا أنت تصورت أن جماعة من أهل السنة والجماعة ومن الطائفة المنصورة شذ منهم أفراد، نأخذهم بالرفق واللين يا أخي، ونحاول أن نحتفظ بهم مع الجماعة، ولا نقاطعهم ولا نهجرهم إلا إذا خشينا منهم خشية، وهذه لا تظهر فوراً، يعني مجرد ما واحد رأي نشز فيه وشرد عن الجماعة، لا ينبغي فوراً أن نقاطعه وأن نهجره، وإنما نتريث حتى لعل الله عز وجل يهدي قلبه أو يتبين لنا أن تركه هو الأولى.
(الهدى والنور/664/ 02: 02: 01)