الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
-السائل: عندي مجموعة من الأسئلة جزاك الله خير:
السؤال الأول: هل يشترط إقامة الحجة في التبديع والتفسيق؟
-الشيخ: والله هذا الجواب يختلف باختلاف البلاد وباختلاف السكان من حيث وجود العلماء الذين يقومون بوجوب أو بواجب التوعية والدعوة، خلينا نضربها مثلا كما يقولون في البلاد السورية علاوية، يعني فارق كبير جدا بين من كان في بلاد الكفر وبين جماعة قد أسلموا حديثا، فهؤلاء بلا شك بداهة لا يجوز الانطلاق إلى تكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم مباشرة لأنهم يعيشون في جو حديث عهد بالإسلام وبالمعرفة بالأحكام الإسلامية، هذا في طرف، والطرف الثاني جو علمي خالص جو إسلامي خالص ما يحتاج الأمر إلى إقامة الحجة لأن المسألة قائمة بواقع طبيعة الجو الإسلامي والعلمي، هذان مثلان متباينان تماما، فبلا شك بينهما أمثلة متعددة جدا بعضها تقترب من المثال الأول وبعضها تقترب من المثال الثاني وهكذا
…
لذلك المقصود من هذا التمثيل هو أنه لا يجوز إطلاق القول سلباً أو إيجاباً عن ذاك السؤال، فلا يقال يجب، ولا يقال لا يجب، وإنما ذلك يختلف باختلاف الناس الذين يراد تكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم.
والأصل أنه لا يجوز تكفير المسلم وبالتالي تفسيقه وبالتالي تبديعه إلا بعد
إقامة الحجة للآية المعروفة وما جاء في معناها من أحاديث صحيحة الآية المعروفة أعني بها قوله تعالى { .. وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15] ومثلها { .. لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ .. } [الأنعام: 19] كذلك قوله عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار.
فأقول: الأصل هو أن تكون الحجة قائمة على هذه الأصناف الثلاثة، هذا هو مناط الحكم، فإذن المسألة بعد تلك الأمثلة التي ضربناها: فمن كان على علم أو على ثقة من أن زيداً من الناس الحجة قامت عليه [جاز] بهذا تكفيره بهذا تفسيقه بهذا تبديعه وإلا فلا هذا هو الجواب.
-السائل: طيب يا شيخ إذا كان إذا أقام الحجة عالم من علماء المسلمين على شخص سواء في التكفير أو في التبديع أو في التفسيق هل يجب على الإنسان متابعة هذا العالم والا له إقامة الحجة هو بنفسه؟
-
…
ليس شرطا وإنما الواجب أن يكون قد اقتنع أن الحجة أقيمت على الشخص الذي يراد تكفيره أو تبديعه وأن القضية سلسلة لا نهاية لها.
(الهدى والنور/778/ 31: 05: 00).
السائل: هناك بعض القواعد يا شيخ يعمل بها بعض الشباب ومن ضمنها قاعدة: من لم يكفر الكافر فهو كافر، ثم من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع، وقاعدة
أخرى: من لم يكن معنا فهو ضدنا، ما رأيك في هذه القواعد يا شيخ؟
الشيخ: ومن أين جاءت هذه القواعد؟ ! ومن قعدها؟ ! هذا يذكرني بنكتة تروى في بلادنا الأصلية ألبانيا حكاها في بعض المجالس والدي رحمه الله، القصة تقول بأن رجلا عالما زار صديقا له في بيته ثم لما خرج من عنده كفره، قيل له لما؟ عندنا عادة في بلادنا وهي عادة أظن مطردة في بلاد الأعاجم يعظمون أو يحترمون أو يوقرون العلماء ببعض الأعراف والتقاليد التي تختلف باختلاف البلاد، منها رجل مثلا دخل الغرفة ونزل عليه فهو حين يخرج ينبغي أن يُدار النعل بحيث أن العالم لا يتكلف أنه يلف ويدور كأنه داخل وإنما يجد النعل مهيأ لدكّ قدميه فيه، فهذا العالم لما زار صديقه وخرج وجد النعلين كما هما يعني ما احترم الشيخ تركهما كما هما، فقال الرجل العالم إن هذا كفر، لماذا؟ لأنه لم يحترم العالم، والذي لا يحترم العالم لا يحترم العلم، والذي لا يحترم العلم لا يحترم من جاء بالعلم، والذي جاء بالعلم محمد عليه السلام، وهكذا سلسلها إلى جبريل إلى رب العالمين، فإذن هو كافر.
هذا سؤال أو هذه قاعدة ذكرتني بهذه الخرافة! ! ليس شرطا أبدا أن من كفر شخصا وأقام عليه الحجة أن يكون كل الناس معه في التكفير، لأنه قد يكون متأولاً ويرى العالم الآخر أنه لا يجوز تكفيره، كذلك التفسيق، والتبديع، فهذه الحقيقة من فتن العصر الحاضر، ومن تسرع بعض الشباب في ادعاء العلم.
فالمقصود أن هذا التسلسل أو هذا الإلزام غير لازم أبدا، هذا باب واسع قد يرى عالم أمرا واجبا ويراه الآخر ليس كذلك، وما اختلف العلماء من قبل ومن بعد إلا لأنه باب الاجتهاد لا يلزم الآخرين بأن يأخذوا برأيه الذي يوجب الأخذ
برأي الآخر، إنما هو المقلد الذي لا علم عنده فهو الذي يجب عليه أن يقلد، أو من كان عالما كالذي كفر أو فسق أو بدع ولا يرى منك رأي فلا يلزمه أبدا أن يتابع ذلك العالم، وهذا في الظاهر مصيبة كأنها إن شاء الله ما انتشرت بعد من بلادكم إلى بلاد أخرى.
-السائل: والله يا شيخ هي موجودة في بلادنا قضية التبديع وقضية التكفير.
-الشيخ: أما جماعة التكفير فهم جماعة معروفين أنها بدأت من مصر وكان لهم يعني فتنة هنا في عمان قبل استيطاني لها أي قبل نحو أربعة عشر سنة تقريبا، لكن الله عز وجل هداهم واستقاموا معنا على السنة، وكذلك بعضهم جاء إلى دمشق قبل المجيء إلى هنا، وحاولوا أيضا أن ينشروا فتنة التكفير لكن أيضا ربنا ما وفقهم والحمد لله ورجعوا بخفي حنين، أما هذه الضلالة لا تزال في مصر قائمة وأخشى أن يكون قد ورد إليكم شيء منها إلى بعض طلاب العلم والله المستعان.
(الهدى والنور/778/ 38: 10: 00).
-السائل: هناك بعض المسائل يا شيخ اختلفوا فيها أهل العلم عندنا فمنهم من يقول ببدعيتها ومنهم من يقول بجوازها وبعض الشباب مقلدة فلثقته بالعالم الذي قال بالجواز أخذ في هذه المسألة، فهل يجوز يا شيخ الحكم على هذا الشخص كالطعن في منهجه أو تبديعه من أجل فعله هذا ومثال عليها: مسألة التمثيل .. الشيخ محمد ابن عثيمين وضع بعض الشروط ويرى جوازها والشيخ عبد الله بن جبرين بعض مشايخ مثل الشيخ بكر أبو زيد الشيخ ربيع ابن هادي
يقول ببدعيتها ما رأيك يا شيخ؟
-الشيخ: سبحان الله، الله أكبر، سؤالك بدأ بشيء وانتهى إلى شيء في ظني، فهل أنت تسأل سؤال واحد أم أكثر من سؤال.
-سؤال واحد يا شيخ.
-الشيخ: إذن حدد سؤالك، لأني أنا شعرت أن فيه أكثر من سؤال حدد سؤالك.
-سؤال الحكم على الشخص الذي أخذ بقول الشيخ الذي قال بالإباحة وبجواز فعل هذا الشيء والمثال مسألة التمثيل.
-الشيخ: نعم نعم.
-هل يجوز كوني أنا أرى أن التمثيل بدعة والشخص هذا أخذ بقول مثلا أحد المشايخ الكبار الذي يقول بالجواز، هل لي أن أطعن في منهج هذا الشخص بحيث أني أقول هذا منهج الإخوان المسلمين في هذه المسألة أو أن يبدع شخص لأنه أخذ في هذه المسألة علما أن الشخص مقلد يا شيخ.
-الشيخ: هل يجوز للعالم أن يقول لمن خالفه في رأيه أن يقول فيه شيئا.
-لا.
-الشيخ: وهذا الكلام من باب أولى أخذت الجواب.
-نعم.
-الشيخ: طيب.
-جزاك الله خير.
-الشيخ: وإياك.
(الهدى والنور/778/ 18: 16: 00).
-السائل: في ردود الآن في الساحة على طلاب العلم مع العلماء والشيء الملاحظ في هذه الردود اتهام النيات ماذا ردكم على هذا أو تفسيركم له؟
-يتقي الله إيش ردنا في هذا؟ ! أن يتقوا الله في إخواننا المسلمين، وأن يُصَفُّوا نواياهم وقلوبهم وألا يحقد بعضهم على بعض: لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله، نحن نقول يا أستاذ دائما وأبدا: مسألة العالم الإسلامي الآن هو بعدهم عن شيئين اثنين لكن إحداهما أخذوا الطريق، أما الأخرى لا، لا بد أنكم سمعتم في بعض أشرطتي بعض كلماتي عن الإصلاح يبدأ من التصفية والتربية لا بد سمعتم بها فالتصفية فيها شيء من هذا لكن التربية ما في العالم الإسلامي، فهذه مشكلة، فتجد طلاب العلم الذي يفترض فيهم أن يكونوا على أكمل خلق حسن ما حظوا إلا بشيء من العلم كان حجة عليهم وليس حجةً لهم، فما الحل؟ ليس لها إلا الله تبارك وتعالى، ومن كان حريصا من أهل العلم على أن يمشي على هاتين الركيزتين التصفية والتربية فعليه أن يُنَشِّئ من حوله على هذا الأساس منذ نعومة أظفاره حتى إذا يعني كبروا ونشئوا نشئوا على العلم الصحيح والتربية الصحيحة، أما هؤلاء الكبار الذي فاؤوا إلى وجوب التصفية وأخذوا بحظ وافر أو قريب بذلك منه، فهؤلاء نادر جدا فيهم من هو قد صفى نفسه من الأخلاق السيئة الحسد والحقد والعياذ بالله اليوم أمر ظاهر جدا
حتى من بعض الخاصة حتى من بعض الخاصة حتى أجد نفسي مضطرا أحيانا أنا أقول بظاهر قوله تعالى وحين أقول بظاهر أعني ما أقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ .. } [المائدة: 105] قلت ظاهر لأن ظاهر الآية ليس هناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، لكن تعرفون حديث أبي بكر الصديق حينما أنكر على بعض الناس وذكر لهم أنهم يتأولونها على غير تأويلها وذكر الحديث الذي يأمر المسلمين أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر.
فالظاهرة المنتشرة الآن في الآونة الأخيرة في السعودية وقبل ذلك في كثير من البلاد الإسلامية هذه الحقيقة ليس لها علاج إلا بالأخذ بالأسباب الممكنة واللجوء إلى الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين وإلا فلا وجه إطلاقا أن الدعاة إلى الكتاب والسنة والذين ينتمون إلى مناهج السلف الصالح ليس هناك مطلقا ما يسوغ لهم أن ينقسموا إلى طائفتين بل إلى طوائف يعاني بعضهم بعضا، كما لو كان هناك سلفيون وأعداؤهم صوفيون وهم طائفة واحدة، كلهم يقول: أنا على الكتاب والسنة وإن كان بعضهم لا يرضى بأن ينتسب إلى السلف الصالح وهذا من المشاكل التي وقعت عندكم حيث أن بعض الطلاب الناشئين كما سمعت شريطا له أنه لا يريد أن يقول أنا سلفي وأن من أصر على ذلك يستتاب وإلا قتل سمعتم هذا.
-تراجع الرجل يا شيخ.
-الحمد لله بشرك الله بالخير.
-خرج له شريط في ذلك.
-هذا ما نريده.
-وبين قصده أولا قال أنا أقصد أن قضية التحزب.
-الله يهديه.
-ثم قال وأنا أتوب عن هذا اللفظ.
-جزاه الله خير ذلك
…
به لكن هذا إن دل على شيء كما يقولون اليوم: أن حرارة الشباب تغلب علمهم، الكلمة هذه ليست سهلة أن يقول إنسان إذا انتسب إلى السلف الصالح يستتاب وإلا قتل ويحتج بكلام ابن تيمية أين هذا من ذاك هذا الشريط عندكم.
-أنا أخبرني بهذا الشريط الشيخ عبد الله العبيلان كنت قبل أيام في الرياض وأخبرني بهذا الشريط لكن إن شاء الله إذا حصلت على نسخة أن أرسلها لك يا شيخ.
-جزاك الله خير.
(الهدى والنور/778/ 05: 20: 00).