الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَقُول لَك ابْن عبّاس: ثكلتك أمّك وَالله مَا يأتينا من النّاس إلاّ رجلَانِ: طَالب فقه أَو طَالب
(لَا درّ درُّ اللّيالي كَيفَ تضحكنا
…
مِنْهَا خطوبٌ أَعَاجِيب وتبكينا)
(وَمثل مَا تحدث الأيّام من غيرٍ
…
يَا بن الزّبير عَن الدّنيا تسلّينا)
(كنّا نجيء ابْن عبّاس فيقبسنا
…
علما ويكسبنا أجرا ويهدينا)
(وَلَا يزَال عبيد الله مترعةً
…
جفانه مطعماً ضيفاً ومسكينا))
(فالبرّ والدّين والدّنيا بدارهما
…
ننال مِنْهَا الَّذِي نبغي إِذا شينا)
(إنّ النّبي هُوَ النّور الَّذِي كشفت
…
بِهِ عمايات باقينا وماضينا)
(ورهطه عصمةٌ فِي ديننَا وَلَهُم
…
فضلٌ علينا وحقّ وَاجِب فِينَا)
(ولستفاعلمهأولادنا بهم رحما
…
يَا ابْن الزّبير وَلَا أولى بِهِ دينا)
(فقيم تمنعهم منّا وتمنعنا
…
مِنْهُم وتؤذيهم فِينَا وتؤذينا)
(لن يُؤْتِي الله من أخزى ببعضهم
…
فِي الدّين عزّاً وَلَا فِي الأَرْض تمكينا)
وَأنْشد بعده وَهُوَ
3 -
(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)
وَهُوَ من شَوَاهِد س:
الرجز
(حنّت قلوصي حِين لَا حِين محن)
على أنّ الشَّاعِر أضَاف حِين الأول إِلَى الْجُمْلَة كَمَا تَقول: حِين لَا رجل فِي الدَّار أَي: حِين لَا حِين حنينٌ حَاصِل.
قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ نصب حِين بِلَا التبرئة وَإِضَافَة حِين إِلَى الْجُمْلَة
وَخبر لَا مَحْذُوف وَالتَّقْدِير حِين لَا حِين محنٍّ لَهَا أَي: حنّت فِي غير وَقت الحنين. وَلَو جررت الْحِين على إِلْغَاء لَا جَازَ. والقلوص: النّاقة الشّابة بِمَنْزِلَة الْجَارِيَة من الأناسيّ. وحنينها: صَوتهَا شوقاً إِلَى أَصْحَابهَا. وَالْمعْنَى أنّها حنّت إِلَيْهَا على بعدٍ مِنْهَا وَلَا سَبِيل لَهَا إِلَيْهَا. انْتهى.
وقدّر ابْن الشجريّ الْخَبَر لنا بالنُّون وَالصَّوَاب مَا قبله.
وجوّز أَبُو عَليّ فِي الْمسَائِل المنثورة الحركات الثَّلَاث فِي حِين الثَّانِي: النصب على إِعْمَال لَا عمل إنّ وَالرَّفْع على إعمالها عمل لَيْسَ والجرّ على إلغائها وَإِضَافَة حِين الأوّل إِلَى الثَّانِي.
وَقَالَ أَبُو عليّ فِي التَّذْكِرَة القصرية لَا يقدّر للا هَذِه فِي رِوَايَة النصب خبر فَإِنَّهُ قَالَ عِنْد الْكَلَام على قَوْلهم: أَلا مَاء بَارِد: قَالَ المازنيّ: يرفع بَارِد على أَنه خبر وَيجوز على قِيَاس قَوْله أَن يرْتَفع لأنّه صفة مَاء ويضمر الْخَبَر.
وَيجوز نَصبه على قَوْله أَيْضا على أَنه صفة وَالْخَبَر مُضْمر وَيجوز على قِيَاس سِيبَوَيْهٍ وَمن عدا الْمَازِني أَلا مَاء بَارِد بِلَا تَنْوِين إلاّ أنّك لَا تضمر لَهَا خَبرا
لِأَنَّهَا مَعَ معمولها الْآن بِمَنْزِلَة اللَّفْظَة الْوَاحِدَة كَقَوْلِهِم: جِئْت بِلَا مَال وغضبت من لَا شَيْء أَي: بفتحهما فَلَا يلزمك إِضْمَار الْخَبَر)
فِي هَذِه الْمَسْأَلَة.
وَمثله قَوْله: حنّت قلوصي حِين لَا حِين محن أضَاف حِين إِلَيْهِمَا كَمَا تضيفه إِلَى الْمُفْرد. وَقد يحْتَمل هَذَا عِنْدِي أَن يكون إِضَافَة إِلَى جملَة وَالْخَبَر مَحْذُوف كَمَا يُضَاف أَسمَاء الزَّمَان إِلَى الْجمل وَذَلِكَ لأنّ حنت مَاض فحين بِمَعْنى إِذْ وَهِي مِمَّا يُضَاف إِلَى الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر. فَأَما قَوْله حِين لَا حِين فَالثَّانِي غير الأوّل لأنّ الْحِين يَقع على الْكَبِير واليسير من الزَّمَان قَالَ: الطَّوِيل
تطلقه حينا وحيناً تراجع وَلَا زَائِدَة وَلَا تكون غير زَائِدَة لما فِي ذَلِك من النَّقْض. وَقَالُوا فِي قَوْله تَعَالَى: تُؤْتى أكلهَا كلّ حِين: ستّة أشهر فَيكون على هَذَا حِين حِين من إِضَافَة الْبَعْض إِلَى الكلّ نَحْو: حَلقَة فضّة وَعِيد السّنة وسبت الْأُسْبُوع فَلَا يكون إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. وَمثله قَول الفرزدق: الوافر
(وَلَوْلَا يَوْم يومٍ مَا أردنَا
…
جزاءك والقروض لَهَا جَزَاء)
فيومٌ الأوّل وضح النّهار وَالثَّانِي البرهة كَالَّتِي فِي قَوْله: وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره وَالْأَمر يَوْمئِذٍ لله.
وَأنْشد أَبُو عَمْرو: