المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الرابع والتسعون بعد المائتين) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٤

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الْمَنْصُوب بِلَا الَّتِي لنفي الْجِنْس)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الستّون بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي والستّون بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الموفى ثَلَاثمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد الثلاثمائة)

الفصل: ‌(الشاهد الرابع والتسعون بعد المائتين)

.

(فَقلت لَهَا قومِي إِلَيْهِ فيسّري

طَعَاما فإنّ الضّيف لَا بدّ نَازل)

(يَقُول وَقد ألْقى مراسيه للقرى

أبن لي مَا الحجّاج بالنّاس فَاعل)

(فَقلت لعمري مَا لهَذَا طرقتنا

فَكل ودع الحجّاج مَا أَنْت آكل)

(أَتَانَا وَلم يعدله سُبْحَانَ وائلٍ

بَيَانا وعلماً بِالَّذِي هُوَ قَائِل)

(فَمَا زَالَ عَنهُ اللّقم حتّى كأنّه

من العي لمّا أَن تكلم بَاقِل)

قَوْله: ألْقى مراسيه أَي: ألْقى أثقاله وَثَبت كلّ الثَّبَات. وسؤاله عَن الحجّاج هُوَ الَّذِي عناه بقوله: يسائل عَن غير الَّذِي هُوَ آمل. وطرقتنا: أَتَيْتنَا لَيْلًا.

وَقَوله: فَمَا زَالَ عَنهُ اللّقم الخ أَرَادَ أنّه امْتَلَأَ من الطَّعَام حتّى كسبته الكظّة العيّ كَقَوْلِهِم: البطنة تذْهب الفطنة. ولّما بدأه الضَّيْف بِالْحَدِيثِ وَسَأَلَهُ عَن الحجّاج طلبا للاستئناس قطع عَلَيْهِ كَلَامه بقوله: مَا لهَذَا طرقتنا فَكل ودع الْحجَّاج. وَهَذَا مِنْهُ نهايةٌ فِي الْبُخْل لأنّ محادثة الضّيف من دَلَائِل الْكَرم. انْتهى كَلَام ابْن الشّجريّ.

وَأنْشد بعده وَهُوَ

3 -

(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

وَهُوَ من شَوَاهِد س:

ص: 255

الْكَامِل

(الْوَاهِب الْمِائَة الهجان وعبدها

عوذا تزجّي خلفهَا أطفالها)

على أَنه قد يَجْعَل ضمير المعرّف بِاللَّامِ فِي التَّابِع مثل المعرّف بِاللَّامِ فإنّ قَوْله: عَبدهَا بالجرّ مَعْطُوف على الْمِائَة وَهُوَ مُضَاف إِلَى مَا لَيْسَ فِيهِ أل. واغتفر هَذَا

لكَونه تَابعا وَالتَّابِع يجوز فِيهِ مَا لَا يجوز فِي الْمَتْبُوع.

قَالَ أَبُو بكر بن السرّاج فِي بَاب الْعَطف: وَمِمَّا جَاءَ فِي الْعَطف لَا يجوز فِي الأوّل قَول الْعَرَب: كلّ شَاة وسخليها بدرهم وَلَو جعلت السّخلة تلِي كلّ لم يستقم.

وَمن كَلَام الْعَرَب: هَذَا الضَّارِب الرجل وزيدٍ وَلَو كَانَ زيد يَلِي الضَّارِب لم يكن جرّ.

وينشدون هَذَا الْبَيْت جرّاً.

الْوَاهِب الْمِائَة الهجان وعبدها وَكَانَ أَبُو العبّاس المبّرد يفرق بَين عَبدهَا وَزيد يَقُول: إنّ الضَّمِير فِي عَبدهَا هُوَ الْمِائَة فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَعبد الْمِائَة وَلَا يستحسن ذَلِك فِي زيد وَلَا يُجِيزهُ. وَأَجَازَهُ سِيبَوَيْهٍ والمازنيّ وَلَا أعلمهم قاسوه إلاّ على هَذَا الْبَيْت.

وَقَالَ المازنيّ: إنّه من كَلَام الْعَرَب. وَالَّذِي قَالَه أَبُو العبّاس أولى وَأحسن. انْتهى.

وَقَالَ الأعلم: قد غلط سِيبَوَيْهٍ فِي استشهاده بِهَذَا لأنّ العَبْد مُضَاف إِلَى ضمير الْمِائَة وضميرها بمنزلتها وَهَذَا جَائِز بِإِجْمَاع وَلَيْسَ مثل الضَّارِب الرجل وَعبد الله لِأَن عبد الله علم كالفرد لم يضف إِلَى ضمير الأوّل فَيكون بِمَنْزِلَتِهِ.

وإنّما احتجّ سِيبَوَيْهٍ بِهَذَا بعد أَن صحّ عِنْده بِالْقِيَاسِ جَوَاز الجرّ فِي الِاسْم الْمَعْطُوف. وَأنْشد الْبَيْت ليري ضربا من الْمِثَال فِي الِاسْم الْمَعْطُوف. لأنّه حجّة لَهُ لَا أنّه لَيْسَ يجور فِيهِ غَيره. هَذَا كَلَامه.

ص: 256

وَمعنى الْبَيْت أنّ هَذَا الممدوح يهب الْمِائَة من الْإِبِل الْكَرِيمَة ويهب راعيها أَيْضا وَهُوَ المُرَاد من العَبْد. وخصّ الهجان لِأَنَّهُ أكرمها. والهجان: الْبيض قَالَ الجوهريّ: هُوَ من الْإِبِل الْأَبْيَض يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث وَالْجمع وَقَالَ الأصمعيّ: الهجان: الْكِرَام وأصل الهجان الْبيَاض وَهِي تكون للْوَاحِد وَالْجمع وربّما جمع هجائن كَمَا قَالُوا شمال وشمائل.)

وَقَالَ شَارِح ديوَان الْأَعْشَى: العوذ: الحديثات النِّتَاج قبل أَن توفى خمس عشرَة لَيْلَة ثمَّ هِيَ مطفل بعده.

وَقَالَ ابْن خلف: هِيَ الحديثة النِّتَاج كَانَ مَعهَا ولد أَو لم يكن. قَالَ الأعلم: وسمّيت عائذاً لأنّ وَلَدهَا يعوذ بهَا لصغره وَبني على فَاعل لأنّه على نِيَّة النّسَب لَا على مَا يُوجب التصريف كَمَا قَالُوا عيشة راضية. وتزجيّ: بالزاي الْمُعْجَمَة وَالْجِيم أَي: تَسوق والتّزجية: السّوق وَمثله الإزجاء.

وَرُوِيَ بدله: ترشّح والترشيح: التربية يَعْنِي إِذا تخلّفت أَوْلَادهَا وقفت وحنّت حتّى يلْحق أَوْلَادهَا بهَا فتعذّيها وَكَذَلِكَ التزجية. وَقيل إنّما تكون التزجية من بَين يَديهَا. وفاعل تزجّي ضمير العوذ وَالْجُمْلَة صفة لَهَا وأطفالها مفعول تزجيّ.

وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة للأعشى مَيْمُون وَقد تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد

ص: 257

الثَّالِث وَالْعِشْرين فِي أَوَائِل الْكتاب وَقد اسْتعْمل هَذَا الْمَعْنى فِي شعره كثيرا مِنْهَا قَوْله: الْكَامِل

(الْوَاهِب الْمِائَة الهجان وعبدها

قطناً تشبّهها النّخيل المكرعا)

الْقطن والقطين: أَتبَاع الْملك وَهُوَ حَال من العَبْد. وتشبّهها بِالْخِطَابِ. والمكرع بِوَزْن اسْم وَمِنْهَا قَوْله: المتقارب

(هُوَ الْوَاهِب الْمِائَة المصطفا

ة إمّا مخاضاً وإمّا عشارا)

وَقَالَ أَيْضا فِي قصيدة نونية: المتقارب

(هُوَ الْوَاهِب الْمِائَة المصطفا

ة كالنخل زيّنها بالرّجن)

والرّجن بِفَتْح الرَّاء الْمُهْملَة وبالجيم قَالَ فِي الصِّحَاح: قَالَ الفرّاء: رجنت الْإِبِل ورجنت أَيْضا بِالْكَسْرِ وَهِي راجنة وَقد رجنتها أَنا وأرجنتها: إِذا حبستها لتعلفها وَلم تسرّحها.

وَقد سبق الْأَعْشَى فِي هَذَا الْمَعْنى إمّا بشر بن أبي خازم وإمّا أَوْس بن حجر فَإِنَّهُمَا متعاصران وَكَانَا قبله: قَالَ الأوّل يمدح عَمْرو بن أم أنَاس:

ص: 258

الْكَامِل

(والمانح الْمِائَة المعكاء يشفعها

يَوْم النّضار بِأُخْرَى غير مجهود)

والمعكاء بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة بعْدهَا كَاف قَالَ ابْن الأنباريّ فِي الْمَقْصُود)

والممدود: يُقَال أعطَاهُ مائَة معكاء: إِذا أعطَاهُ مائَة من الْإِبِل سماناً غلاظاً. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت.

وَتلك القصيدة يمدح بهَا الْأَعْشَى قيس بن معد يكرب الكنديّ. وَهَذَا مطْلعهَا: الْكَامِل

(رحلت سميّة غدْوَة أجمالها

غَضبى عَلَيْك فَمَا تَقول بدا لَهَا)

(هَذَا النّهار بدا لَهَا من همّها

مَا بالها باللّيل زَالَ زَوَالهَا)

ثمَّ قَالَ:

(وسبيئةٍ ممّا تعتّق بابلٌ

كَدم الذّبيح سلبتها جريالها)

(وغريبةٍ تَأتي الْمُلُوك حكيمةٍ

قد قلتهَا ليقال من ذَا قَالَهَا)

ثمَّ وصف نَاقَته فَقَالَ مُخَاطبا لَهَا:

(وَلَقَد نزلت بِخَير من وطئ الْحَصَى

قيسٍ فَأثْبت نعلها وقبالها)

(مَا النّيل أصبح زاحراً من مدّه

جَادَتْ لَهُ ريح الصبّا فَجرى لَهَا)

ص: 259

(زيدا بمصرٍ يَوْم يسْقِي أَهلهَا

وَغدا تفجّره النّبيط خلالها)

(يَوْمًا بأغزر نائلاً مِنْهُ إِذا

نفس الْبَخِيل تجهّمت سؤالها)

الْوَاهِب الْمِائَة الهجان وعبدها

...

. . الْبَيْت

(والقارح الأحوى وكلّ طمرّةٍ

مَا عَن تنَال يَد الطَّوِيل قذالها)

وَقَالَ فِي آخر القصيدة:

(وَإِذا تَجِيء كتيبةٌ ملمومةٌ

خرساء يخْشَى الذّائدون نهالها)

(كنت المقدّم غير لابس جنةٍ

بالسّيف تضرب معلما أبطالها)

(وَعرفت أنّ النَّفس تلقى حتفها

مَا شَاءَ خَالِقهَا المليك قضى لَهَا)

وَقَوله: هَذَا النَّهَار بدا لَهَا الخ قَالَ أَبُو عليّ فِي الْإِيضَاح الشعريّ رَوَاهُ أَبُو الْحسن: هَذَا النّهار بِالنّصب وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عَمْرو الشّيبانيّ فأمّا من رفع النَّهَار فَجعله وَصفا لهَذَا وَحذف الرَّاجِع من خبر الْمُبْتَدَأ كَأَنَّهُ قَالَ: هَذَا النَّهَار

بدا لَهَا فِيهِ. فأمّا فَاعل بدا فَيكون ضمير الْمصدر أَي: بدا البداء وَقَوله: من همّها حَال من هَذَا الْفَاعِل وَيجوز على قَول الْأَخْفَش بِزِيَادَة من فِي الْوَاجِب أَن يكون مجرورها فَاعل بدا.

وَمن استجاز حذف الْفَاعِل مّمن خَالف سِيبَوَيْهٍ أجَاز أَن يكون من همّها صفة للْفَاعِل الْمَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ: بدا لَهَا بداءٌ من همّها. وَمن نصب النَّهَار فَفِيهِ وَجْهَان:)

أَحدهمَا: أَن يكون على حدّ زيدا مَرَرْت بِهِ.

وَالْآخر: أَن يكون ظرفا لبدا كَأَنَّهُ قَالَ: بدا لَهَا البداء من همّها

ص: 260

فِي هَذَا النَّهَار.

وَيجوز أَن يكون قَوْله: هَذَا فِيمَن نصب النَّهَار إِشَارَة إِلَى الارتحال كَأَنَّهُ لّما قَالَ: رحلت قَالَ: هَذَا الارتحال بدا لَهَا النَّهَار فَيكون فِي بدا ذكر يعود إِلَى الْمُبْتَدَأ الَّذِي هُوَ هَذَا. وَكَانَ الْمَعْنى عَلَيْهِ لأنّ الْمَعْنى هَذَا الارتحال والمفارقة قد بدا لَهَا فِي النَّهَار فَمَا بالها بِاللَّيْلِ يعتادنا خيالها هلاّ فارقتنا بِاللَّيْلِ كَمَا فارقتنا بِالنَّهَارِ.

فأمّا فَاعل زَالَ فِيمَن نصب زَوَالهَا فَجَائِز أَن يكون الهمّ لأنّ ذكره قد تقدّم كَأَنَّهُ قَالَ: زَالَ وَقد حُكيَ هَذَا القَوْل عَن أبي عَمْرو الشيبانيّ. وَيجوز أَن يكون الْفَاعِل اسْم الله تَعَالَى كَأَنَّهُ قَالَ: زَالَ الله زَوَالهَا. من قَوْله زلته فَلم يزل وعَلى هَذَا قَول ذِي الرّمّة: الطَّوِيل

(وبيضاء لَا تنحاش منّا وأمّها

إِذا مَا رأتنا زيل منّا زويلها)

انْتهى كَلَام أبي عليّ وَكَأَنَّهُ لم يطّلع على مَا للْعُلَمَاء بالشعر فِي هَذَا الْبَيْت.

وَقد جمعه حَمْزَة بن الْحسن فِي كتاب التّنبيه على حُدُوث التَّصْحِيف قَالَ: قَوْله: هَذَا النَّهَار بدا قَالَ الْأَخْفَش: النَّهَار ظرف أَي: فِي هَذَا النَّهَار.

وَقَوله: من همّها مَا بالها بِاللَّيْلِ قَالَ بَعضهم: يَقُول: هَذَا الارتحال الَّذِي يرى لنا من همّها فِي النَّهَار فَمَا بالها بِاللَّيْلِ إِذا نمنا ألمّ بِنَا خيالها.

وَقَالَ آخر: يَقُول: هَذَا الهمّ بدا لَهَا نَهَارا والهمّ مَا همّت بِهِ من مُفَارقَته وصرمه. وَقَالَ آخر: هِيَ بِالنَّهَارِ تخَاف الْعُيُون وتراقب الوشاة فَمَا بالها بِاللَّيْلِ أَيْضا بِمثل تِلْكَ الْحَال لَا تزورني وَقد زَالَ عَنْهَا مَا تحاذر.

وَقَالَ آخر: إنّما ردّه على آخر الْبَيْت الأول وَهُوَ قَوْله: فَمَا تَقول بدا لَهَا ثمَّ قَالَ مُفَسرًا

ص: 261

لذَلِك: بدا لَهَا أَن همّت بصرمي نَهَارا فَمَا بالها بِاللَّيْلِ أَي: مَا لنا وَلها بِاللَّيْلِ لسنا ننامه شوقاً إِلَيْهَا وذكراً لَهَا.

وَقَوله: زَالَ زَوَالهَا قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ دُعَاء على الْمَرْأَة أَي: هَذِه الْمَرْأَة لَا أكاد أَرَاهَا بِالنَّهَارِ فَإِذا جَاءَ اللَّيْل إِذْ أَتَانِي خيالها فَمَا بالها ثمَّ دَعَا عَلَيْهَا فَقَالَ: زَالَ زَوَالهَا وَمَعْنَاهُ لَا زَالَ همّها يَزُول زَوَالهَا أَي: يَزُول مَعهَا أَرَادَ أنّه لَا يفارقها. وَقَالَ بَعضهم: هَذَا دُعَاء على الهمّ وَمَعْنَاهُ زَالَ الهمّ مَعهَا حَيْثُ زَالَت. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ كلمة يدعى بهَا فَتَركهَا على حَالهَا.)

وَقَالَ بَعضهم: هُوَ دُعَاء على الخيال وَمَعْنَاهُ أذهب الله خيالها عنّي كَمَا ذهبت هِيَ فَأَسْتَرِيح.

وَقَالَ الْأَخْفَش: هُوَ دُعَاء على اللَّيْل وَمَعْنَاهُ أَزَال الله اللَّيْل الَّذِي نقاسي فِيهِ مِنْهُ مَا نقاسيه مَعَ صرمها لنا نَهَارا كَمَا زَالَت سميّة. وَهَذَا كَمَا تَقول: هلك فلَان أَي: أهلكه الله.

وَقَالَ الْأَخْفَش: قَالَ بَعضهم: زَالَ هُنَا بِمَعْنى أَزَال وَهِي لُغَة قوم من الْعَرَب تَقول: زلت الرجل عَن مقَامه بِمَعْنى أزلته وَعَلِيهِ قَول ذِي الرّمّة: الطَّوِيل

زيل مِنْهَا زويلها فَكَأَنَّهُ قَالَ: مَا بَال هَذَا اللَّيْل أزالها.

ويحكى هَذَا القَوْل بِعَيْنِه عَن أبي عُبَيْدَة. وَقَالَ الأصمعيّ فِي بعض

ص: 262

الحكايات عَنهُ: هَذَا مقلوب يجب أَن يَقُول زَالَت زَوَاله أَي: زَوَال النَّهَار ثمّ قلب الْكَلَام كَمَا قَالَ الشَّاعِر:

(

...

... . كَمَا

كَانَ الزناء فَرِيضَة الرَّجْم)

وَقَالَ بَعضهم: هُوَ خيرٌ لَيْسَ بِدُعَاء وَمَعْنَاهُ مَا بَال حظّنا من سميّة بِاللَّيْلِ قد أزل كَمَا زَالَت وإنّما يُرِيد تَأَخّر الخيال عَنهُ الَّذِي كَانَ يقوم مقَامهَا فيستريح إِلَيْهِ. وعلّة تأخرّ الخيال عَنهُ أَنه سهر لفراقها فَلم ينم فيبصره.

قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون دُعَاء على اللَّيْل إِذْ فَاتَهُ حظّه فِيهِ مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَنا أرويه: زَالَ زَوَالهَا بِالرَّفْع وَإِن كَانَ إقواء وعَلى هَذَا يكون دُعَاء على الْمَرْأَة بِالْهَلَاكِ وَأَن تذْهب من الدّنيا والأعشى شَاعِر أفحل من أَن يُقَوي.

وَقَالَ بَعضهم: هُوَ دعاءٌ مِنْهُ لسميّة لَا عَلَيْهَا زَالَ مَا تهمّ بِهِ من صرمنا فِي النّهار وَاللَّيْل كَمَا زَالَت هِيَ أَي: زَالَ عنّا همّها بذلك.

وَقَالَ بَعضهم: هُوَ إِخْبَار عَن اللَّيْل وَفِيه تَقْدِير قد أَي: قد زَالَ زَوَالهَا أَي: كأنّ اللَّيْل الَّذِي كَانَ لنا مِنْهَا قد زَالَ وَهَذَا كَمَا تَقول: مَالِي مَعَ فلَان ليلٌ وَلَا نَهَار وَإِنَّمَا تَعْنِي مَالِي حظّ من اللَّيْل وَلَا النّهار وَلست تَعْنِي أنّ هُنَاكَ نَهَارا وَلَا لَيْلًا. انْتهى مَا أوردهُ حَمْزَة.

وَقَوله: وسبيئة مّما تعتّق بابل الخ السّبيئة: الْخمر فَعَلَيهِ بِمَعْنى من سبأت الْخمر سّبئاً: إِذا اشْتَرَيْتهَا لتشربها وَالِاسْم السّباء بِالْكَسْرِ على

فعال والسّبّاء: الخمّار وزنا وَمعنى. والجريال بِكَسْر الْجِيم وَبعد الرَّاء

ص: 263

مثنّاة تحتيّة.

قَالَ الجواليقي فِي المعرّبات: هُوَ صبغ أَحْمَر وَيُقَال: جَرَيَان بالنُّون وَقيل هُوَ مَاء الذَّهَب)

وَذهب الأصمعيّ أنّه رومي مُعرب وَرُوِيَ لي عَن الْأَصْمَعِي عَن شُعْبَة عَن سماك بن حَرْب عَن يُونُس بن متّى راوية الْأَعْشَى قَالَ: قلت للأعشى: مَا معنى قَوْلك: سلبتها جريالها قَالَ: شربتها حَمْرَاء وبلتها بَيْضَاء فسلبتها لَوْنهَا. يَقُول: لما شربتها نقلّت لَوْنهَا إِلَى وَجْهي فَصَارَت حمرتها فِيهِ. وَهَذَا الْمَعْنى أَرَادَ أَبُو نواس بقوله: الْبَسِيط أجدته حمرتها فِي الْعين والخدّ وربّما سميّت الْخمر جريالاً. انْتهى كَلَامه.

وَقَوله: وغريبةٍ تَأتي الْمُلُوك حكيمةٍ أَي: ربّ قصيدة غَرِيبَة فِي أسلوبها محكمَة.

وَقَوله: وَلَقَد نزلت الخ قَالَ شَارِح الدِّيوَان ابْن حبيب: يجوز ضم التَّاء بالتكلم وَكسرهَا بخطاب النَّاقة وَالْمرَاد لقد نزلت برجلي فَأثْبت نعلها أَي: قضى حوائجي. وتجهمت: بِمَعْنى استثقلت.

وَقَوله: والقارح الأحوى الخ هُوَ بالجرّ عطف على الْمِائَة الهجان. والقارح: مَا جَاوز خمس سِنِين من ذَوَات الْحَافِر. والأحوى: مَا خالط لَونه لون آخر إِذا كَانَ كميتاً مثل صدأ الْحَدِيد وَقيل حَمْزَة يخالطها سَواد. والطمّرة بكسرتين وَتَشْديد الرَّاء: المستفز للوثب.

ص: 264