المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد التاسع والتسعون بعد المائتين) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٤

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الْمَنْصُوب بِلَا الَّتِي لنفي الْجِنْس)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الستّون بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي والستّون بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الموفى ثَلَاثمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد الثلاثمائة)

الفصل: ‌(الشاهد التاسع والتسعون بعد المائتين)

كَمَا فعل ابْن السيّد واللّخميّ فِي شرح أَبْيَات الْجمل وتبعهما العينيّ والعبّاسيّ فِي شرح أَبْيَات التَّلْخِيص.

فَإِنَّهُم جعلُوا مَا نقلنا من شعر قيس بن الخطيم مطلع القصيدة ثمَّ أوردوا فِيهَا الْبَيْت الشَّاهِد وَهُوَ: الحافظو عَورَة الْعَشِيرَة وَالشَّاهِد الثَّانِي وَهُوَ: نَحن بِمَا عندنَا وَأَنت بِمَا عنْدك راضٍ وَالْحَال أنّ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من قصيدة عَمْرو بن امْرِئ الْقَيْس.

ثمَّ اخْتلف النَّاس فِي نِسْبَة الْبَيْت الشَّاهِد أَعنِي: الحافظو عَورَة الْعَشِيرَة فنسبه التّبريزيّ فِي شرح إصْلَاح الْمنطق والجواليقيّ فِي شرح أدب الْكَاتِب وَابْن برّيّ فِي حَوَاشِي صِحَاح الجوهريّ إِلَى عَمْرو من امْرِئ الْقَيْس كَمَا نسبناه نَحن.

وَنسبه ابْن السيرافيّ فِي شرح أَبْيَات الْإِصْلَاح لشريح بن عمروان من بني قُرَيْظَة قَالَ: وَيُقَال: إنّه لمَالِك بن العجلان الخزرجيّ. وَنسبه ابْن السَّيِّد فِي شرح أَبْيَات الْجمل وَفِي شرح أبيادت أدب الْكَاتِب وَابْن هِشَام اللّخميّ فِي شرح أَبْيَات الْجمل وَعلي بن حَمْزَة فِي أغلاط الرّواة والعباسيّ فِي شرح أَبْيَات التَّلْخِيص لقيس بن الخطيم.

وَالْعجب من العينيّ أَنه نقل عَن اللّخميّ أنّه لعَمْرو بن امْرِئ الْقَيْس. وَالله أعلم.

وَأنْشد بعده وَهُوَ

3 -

(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

وَهُوَ من شَوَاهِد س:

ص: 283

الوافر

(أَنا ابْن التّارك الْبكْرِيّ بشرا)

هَذَا صدر وعجزه: عَلَيْهِ الطّير ترقبه وقوعا على أنّه عِنْد الْمبرد لَا يتبع مجرور ذِي اللَّام إلاّ مَا يُمكن وُقُوعه موقع متبوعه: فبشر

عِنْده مَنْصُوب لَا غير للْحَمْل على محلّ البكريّ.

أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ بجرّ بشر على أنّه بدل أَو عطف بَيَان للفظ البكريّ وَإِن لم يكن فِي بشر الْألف وَاللَّام. وَجَاز ذَلِك عِنْده لبعده عَن الِاسْم الْمُضَاف ولأنّه تَابع وَالتَّابِع يجوز فِيهِ مَا لَا يجوز فِي الْمَتْبُوع.

وغّلطه المبّرد وَقَالَ: الرِّوَايَة بِنصب بشر. وَاحْتج بأنّه إنّما جَازَ أَنا ابْن التارك البكريّ تَشْبِيها بالضارب الرجل فَلَمَّا جِئْت ببشر وَجَعَلته بَدَلا صَار مثل أَنا الضَّارِب زيدا الَّذِي لَا يجوز فِيهِ قَالَ الزّجّاج: الَّذِي ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ أَن بشرا عطف الْبَيَان الَّذِي يقوم مقَام الصّفة يجوز فِيهَا مَا لَا يجوز فِي الْمَوْصُوف: تَقول يَا زيد الظريف وَلَا يجوز يَا الظريف وَكَذَا أَقُول الضَّارِب الرجل زيدٍ وَلَا أَقُول الضَّارِب زيد.

قَالَ النّحاس: وَقد قَالَ المبّرد فِي الْكتاب الَّذِي سمّاه الشَّرْح: القَوْل فِي ذَلِك أَن قَوْله: أَنا ابْن التارك البكريّ بشرٍ عطف بَيَان وَلَا يكون بَدَلا لأنّ عطف الْبَيَان يجْرِي مجْرى النَّعْت سَوَاء ألاّ ترى بَيَان فِي بَاب النداء تَقول: يَا هَذَا زيدٌ وَإِن شِئْت زيدا على عطف الْبَيَان فيهمَا. وَإِن أردْت الْبَدَل قلت زيد. فَهَذَا وَاضح جدا لأنّك أزلت هَذَا وَجعلت

ص: 284

زيدا مَكَانَهُ منادى.

انْتهى. وَهَذَا من الْمبرد رُجُوع إِلَى رِوَايَة سِيبَوَيْهٍ وَإِن كَانَ خَالفه فِي شَيْء آخر.

وَقد أوردهُ شرّاح ألفيّة ابْن مَالك بجرّ بشر على أنّه عطف بَيَان للبكريّ لَا بدل لِأَنَّهُ فِي حكم تنحية الْمُبدل مِنْهُ وحلوله محلّه. والتارك إِن كَانَ من التّرك الَّذِي بِمَعْنى الْجعل والتصيير فَهُوَ متعدّ لمفعولين: الأول قد وَقع مُضَافا إِلَيْهِ وَالثَّانِي هُوَ جملَة عَلَيْهِ الطّير من الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر. وَإِن كَانَ من التّرْك الَّذِي بِمَعْنى التَّخْلِيَة فَهُوَ متعدّ لمفعول وَاحِد وَهُوَ الْمُضَاف إِلَيْهِ فَيكون الظّرْف أَعنِي عَلَيْهِ حَالا من الْبكْرِيّ)

وَالطير فَاعل الظّرْف أَو الطير مُبْتَدأ وَعَلِيهِ الْخَبَر وَالْجُمْلَة حَال مِنْهُ وَجُمْلَة ترقبه حَال من وأعربه الشَّارِح فِي عطف الْبَيَان فَقَالَ: عَلَيْهِ الطير ثَانِي مفعولي التارك إِن جَعَلْنَاهُ بِمَعْنى المصيّر وإلاّ فَهُوَ حَال.

وَقَوله: ترقبه حَال من الطّير إِن كَانَ فَاعِلا لعليه وَإِن كَانَ مُبْتَدأ فَهُوَ حَال من الضَّمِير المستكن فِي عَلَيْهِ. انْتهى.

وَمعنى ترقبه أَي: تنْتَظر انزهاق روحه لأنّ الطّير لَا يَقع على الْقَتِيل وَبِه رَمق فَفِيهِ حذف مُضَاف.

وَقَوله: وقوعاً فِيهِ أعاريب: أَجودهَا أَنه مفعول لَهُ أَي: تنْتَظر ازهاق روحه للوقوع عَلَيْهِ.

وَقَالَ الأعلم وَتَبعهُ ابْن خلف إِنَّه حَال من الضَّمِير فِي ترقبه. وَلَو رفع على الْخَبَر لجَاز. وقوعٌ عِنْده جمع وَاقع وَهُوَ ضدّ الطّائر. وَهَذِه الحاليّة لَا تصحّ من جِهَة الْمَعْنى لأنهّ لَا معنى للانتظار بعد الْوُقُوع على الْمَيِّت. وَلَو جعله حَالا من الطّير كَمَا قَالَه بَعضهم لَكَانَ صَحِيحا وَكَانَ حِينَئِذٍ فِيهِ بيانٌ لقَوْله عَلَيْهِ الطير.

وَقَالَ ابْن يعِيش: وقوعاً جمع وَاقع وَهُوَ إِمَّا من الضَّمِير المستكنّ فِي عَلَيْهِ وَإِمَّا من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي ترقبه.

وَقَالَ ابْن المستوفي فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: وَيجوز أَن يكون مصدرا فِي مَوضِع

ص: 285

الْحَال. وَلم يعيّن صَاحب الْحَال. وَقَالَ بعض فضلاء الْعَجم فِي إِعْرَاب أَبْيَات الْمفصل: وَلَا يبعد أَن يَجْعَل وقوعاً مصدرا وَيكون مَنْصُوبًا على الْبَدَل من الضَّمِير الرَّاجِع إِلَى بشر فِي ترقبه لأنّه فِي معنى وقوعاً عَلَيْهِ فيتخصص نوع اخْتِصَاص وَيكون من بَاب بدل الاشتمال. هَذَا كَلَامه وَهُوَ جيّد إلاّ أنّ فِيهِ حذف الضَّمِير.

وَقَالَ العينيّ: قَوْله: الطير مُبْتَدأ وَالْجُمْلَة أَعنِي قَوْله ترقبه خَبره وَقد وَقعت حَالا عَن البكريّ وَقَوله: عَلَيْهِ يتَعَلَّق بقوله وقوعاً. وَلَا يخفى مَا فِي تَعْبِيره من الاختلال وكأنّه لم يبلغهُ منع تقدّم مَعْمُول الْمصدر مَعَ هَذَا الْفضل الْكثير.

وَهَذَا الْبَيْت للمرّار بن سعيد الفقعسيّ. وَبعده:

(علاهُ بضربةٍ بعثت بليلٍ

نوائحه وأرخصت البضوعا)

(وقاد الْخَيل عَائِدَة لكلبٍ

ترى لوجيفها رهجاً سَرِيعا)

)

(عَجِيب لقائين صهٍ لقومٍ

علاهم يفرع الشّرف الرّفيعا)

بعثت أَي: نبهت من النّوم يُقَال: بَعثه أَي: أهبّه أَي: أيقظه. والنوائح: جمع نائحة من ناحت الْمَرْأَة على الْمَيِّت نوحًا إِذا بَكت عَلَيْهِ مَعَ صُرَاخ. والبضوع إمّا جمع بضعَة بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة وَهِي الْقطعَة من اللَّحْم وإمّا جمع بضع بضمّ فَسُكُون يُطلق وَرُوِيَ بدله: البضيعا بِفَتْح فَكسر وَهِي اللَّحْم. والوجيف بِالْجِيم: مصدر وجف الْفرس إِذا عدا وأوجفته إِذا أعديته وَهُوَ الْعُنُق فِي السّير بِفتْحَتَيْنِ. والرّهج: الْغُبَار. وصهٍ أَي: اسْكُتْ سكُوتًا مَا. ويفرع بِالْفَاءِ وَالْعين الْمُهْملَة بِمَعْنى يَعْلُو يُقَال: فرعت الْجَبَل إِذا صعدته.

قَالَ ابْن السيرافيّ فِي شرح شَوَاهِد س: بشر فِي قَوْله: أَنا ابْن التارك البكريّ بشر هُوَ بشر بن عَمْرو بن مرْثَد

ص: 286

وَقَتله رجلٌ من بني أَسد ففخر المرّار بقتْله. وَبشر هُوَ من بني بكر بن وَائِل.

وأرخصت البضوعا أَي: أرخصت الضَّرْبَة اللَّحْم على الطير. والبضوع: جمع بضعَة ويروى البضيعا وَهُوَ اللَّحْم.

وَزعم بعض الروَاة أَنه يُرِيد بالبضوع بضوع نِسَائِهِ أَي: نكاحهنّ يَقُول: لما قَتَلُوهُ سبوا نساءة فنكحوهنّ بِلَا مهر. والبضوع: النِّكَاح. وَالتَّفْسِير الأوّل أعجب إليّ.

قَالَ أَبُو مُحَمَّد الأعرابيّ الْأسود فِي فرحة الأديب وَقد تقدّمت تَرْجَمته فِي أوّل الْكتاب: مَا أَكثر مَا يرجّح ابْن السيرافيّ الرَّدِيء على الجيّد والزائف على الْجَائِز وَذَلِكَ أَنه مَال إِلَى القَوْل بِأَن البضوع هُنَا اللَّحْم ولعمري أنّها لَو كَانَت لُحُوم المعزى وَالْإِبِل لجَاز أَن يَقع عَلَيْهَا الرّخص والغلاء وَهَذِه غباوة تَامَّة.

وَالصَّوَاب لّما قَتَلُوهُ عرضوا نِسَاءَهُ للسّباء لِأَنَّهُ لم يبْق لهنّ من يحميهنّ ويذود عنهنّ. ثمَّ إنّه لم يذكر قَاتل بشر من أيّ قبائل بني أَسد كَانَ وَإِذا لم يعرف حَقِيقَة هَذَا وَلم يدر لأيّ شَيْء افتخر المرّار بذلك.

وقاتله سبع بن الحسحاس الفقعسيّ وَرَئِيس الْجَيْش بني أَسد ذَلِك الْيَوْم خَالِد بن نصلة الفقعسيّ وَهَذَا جدّ المرّار بن سعيد بن حبيب بن خَالِد بن نَضْلَة. انْتهى وَمن الْعَجَائِب قَول العينيّ: أَرَادَ ببشر بن عَمْرو وَكَانَ قد جرح وَلم يعلم جارحه يَقُول: أَنا ابْن الَّذِي ترك بشرا بِحَيْثُ تنْتَظر الطُّيُور أَن تقع عَلَيْهِ إِذا مَاتَ هَذَا كَلَامه.

وليت شعري كَيفَ يفتخر الشَّاعِر بقتيل جهل قَاتله فَإِن قلت: فعلى قَول الْأسود الأعرابيّ)

قَاتله سبع بن الحسحاس كَيفَ افتخر المرّار بِهِ مَعَ أَنه لَيْسَ بأب من آبَائِهِ وَلَا مّمن ينتسب إِلَيْهِ قلت: افتخاره بجده خَالِد بن نَضْلَة فَإِنَّهُ كَانَ أَمِير الْجَيْش وسبعٌ الْمَذْكُور كَانَ من أَفْرَاد عسكره ومأموراً لَهُ وَالْفِعْل لسبع وَالِاسْم لخَالِد.

ص: 287

قَالَ أَبُو مُحَمَّد الأعرابيّ: وَكَانَ من حَدِيث هَذَا الْيَوْم وَهُوَ يَوْم قلاب: أنّ حيّا من بني الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن دودان غزوا وَعَلَيْهِم خالدٌ جدّ المرّار الْمَذْكُور فَاعْترضَ بشر بن عَمْرو لآثارهم فَلَمَّا وصل إِلَيْهِم قَالَ: عَلَيْكُم الْقَوْم. قَالَ ابْنه: إنّ فِي بني الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بني فقعس وَإِن تلقهم تلق الْقِتَال. فَقَالَ: اسْكُتْ فإنّ وَجهك شَبيه بِوَجْه أمّك عِنْد الْبناء فلمّا الْتَقَوْا هزم جَيش بشر فاتّبعه الْخَيل حتّى توالى فِي إثره ثَلَاثَة فوارس فَكَانَ أوّلهم سبع بن الحسحاس وأوسطهم عميلة بن المقتبس الوالبيّ وَآخرهمْ خَالِد بن نَضْلَة فأدركت نبل الوالبيّ الْأَوْسَط فرس بشر ابْن عَمْرو برميّة عقرته ولحقه سبعٌ فاعتنقه وَجَاء خَالِد وَقَالَ: يَا سبع لَا تقتله فإنّا لَا نطلبه بِدَم وَعِنْده مَال كثير وَهُوَ سيد من هُوَ مِنْهُ. وأتتهم الْخَيل فكلّما مرّ بِهِ رجلٌ أمره بقتْله فيزجر عَنهُ خَالِد.

ثمّ إنّ رجلا همّ أَن يوجّه إِلَيْهِ السّنان فنشر خالدٌ على رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ: اجْتنب أسيري فَغَضب سبع أَن يدّعيه خَالِد فَدفع سبعٌ ف ينْحَر بشر فَوَقع مُسْتَلْقِيا فَأخذ

برجلة ثمَّ أتبع السَّيْف فرج الدّرع حتّى خَاضَ بِهِ كبده فَقَالَ بشر: أجيروا سراويلي فإنّي لم أستعن. وَعمد إِلَى فرسه فاقتاده. انْتهى. والمرّار بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء الْمُهْملَة الأولى ينْسب تَارَة إِلَى فقعس وَهُوَ أحد آبَائِهِ الْأَقْرَبين وَتارَة إِلَى أَسد بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر وَهُوَ جدّه الْأَعْلَى.

ص: 288

وَهَذِه نسبته من المؤتلف والمختلف للآمذي: المرّار بن سعيد بن حبيب ابْن خَالِد بن نَضْلَة بن الأشتر بن جحوان بِتَقْدِيم الْجِيم الْمَفْتُوحَة على الْحَاء الْمُهْملَة الساكنة بن قفعس بن طريف الشَّاعِر الْمَشْهُور.

والمرّار بن سعيد من شعراء الدولة الأموية وَقد أدْرك الدولة العبّاسيّة.

قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء: كَانَ المرّار بن سعيد الأسديّ يهاجي الْمسَاوِر بن هِنْد وَكَانَ قَصِيرا مفرط الْقصر ضئيلاً. تَتِمَّة)

هَذَا الْمَعْنى أَعنِي تتبّع الطّير للجيش الْغَازِي للأعداء حتّى تتَنَاوَل من الْقَتْلَى متداولٌ بَين الشُّعَرَاء قَدِيما وحديثاً وأوّل من جَاءَ بِهِ الأفواه الأوديّ فِي قَوْله: الرمل

(وَترى الطّير على آثارنا

رَأْي عينٍ ثِقَة أَن ستمار)

أَي: تَأْخُذ الْميرَة من لُحُوم الْقَتْلَى. وَأَخذه النّابغة الذّيبانيّ فَقَالَ: الطَّوِيل

(إِذا مَا غزا بالجيش حلّق فَوْقهم

عصائب طيرٍ تهتدي بعصائب)

(جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله

إِذا مَا التقى الجيشان أوّل غَالب)

(لهنّ عَلَيْهِم عادةٌ قد عرفنها

إِذا عرض الخطيّ فَوق الكواثب)

ص: 289

. والكاثبة من الْفرس: حَيْثُ تقع يَد الْفَارِس. وأخذهالحطيئة فَقَالَ: الطَّوِيل

(ترى عافيات الطّير قد وثقت لَهَا

بشبعٍ من السّخل الْعتاق مَنَازِله)

وَأَخذه مُسلم بن الْوَلِيد فَقَالَ: الْبَسِيط ثمَّ تبعه أَبُو نواس وَإِن كَانَ فِي عصره:

(تتأيّا الطّير غدوته

ثِقَة بالشّبع من جزره)

ثمَّ أَخذه أَبُو تَمام فَقَالَ: طالطويل

(وَقد ظلّلت عقبان راياته ضحى

بعقبان طيرٍ فِي الدّماء نواهل)

(أَقَامَت مَعَ الرّايات حتّى كأنّها

من الْجَيْش إلاّ أنّها لم تقَاتل)

وكلّهم قصرّ عَن النَّابِغَة لأنّه زَاد فِي الْمَعْنى فَأحْسن التَّرْكِيب ودلّ على أنّ

الطير إنّما أكلت أَعدَاء الممدوح وَكَلَامهم مُحْتَمل وإنّ كَانَ أَبُو تَمام قد زَاد فِي الْمَعْنى. على أنّ الطّير إِذا شبعت مَا تسْأَل: أيّ القبيلتين الْغَالِب وَقد أحسن المتنبيّ فِي قَوْله: الطَّوِيل

(لَهُ عسكرا خيلٍ وطيرٍِإذا رمى

بهَا عسكراً لم تبْق إلاّ جماحمه)

وَقَالَ أَبُو عَامر: الطَّوِيل

(وَتَدْرِي كماة الطّير أنّ كماته

إِذا لقِيت صيد الكماة سِبَاع)

ص: 290

.

(وَتَطير جياعاً فَوْقه وتردّها

ظباه إِلَى الأوكار وَهِي شباع)

وَقد أَخذ هَذَا الْمَعْنى مَرْوَان بن أبي الْجنُوب فَقَالَ يمدح المعتصم: الْبَسِيط

(عوارفاً أنّه فِي كلّ معتركٍ

لَا يغمد السّيف حتّى يكثر الجزرا))

فَأَخذه بكر بن النّطاح فَقَالَ: مجزوء الْكَامِل

(وَترى السّباع من الجوا

رح فَوق عسكرنا جوانح)

(ثِقَة بِأَنا لَا نزا

نمير ساغبها الدّبائح)

وَأَخذه ابْن جهور فَقَالَ: الْبَسِيط

(ترى جوارح طير الجوّ فَوْقهم

بَين الأسنّة والرّايات تختفق)

وَأَخذه آخر فَقَالَ: الطَّوِيل وَلست ترى الطّير الحوائم وقّعا من الأَرْض إلاّ حَيْثُ كَانَ مواقعا وَمِنْه قَول الْكُمَيْت بن مَعْرُوف: الوافر

(وَقد سترت أسنّته المواضي

حديّا الجوّ والرّخم السّغاب)

وَمِنْه قَول ابْن قيس الرّقيّات: الْبَسِيط

(وَالطير إِن سَار سَارَتْ فَوق موكبه

عوارفاً أنّه يَسْطُو فيقريها)

ص: 291

. وَأَخذه عبّاس الْخياط فَقَالَ: السَّرِيع

(يَا مطعم الطّير لُحُوم العدا

فكلّها تثني على بأسه)

إِذا حوّمت فَوق الرّماح نسوره أطار إِلَيْهَا الضّرب مَا تنرقّب وأبدع من هَذَا كلّه قَول المتنبيّ: الْبَسِيط

(يطْمع الطّير فيهم طول أكلهم

حتّى تكَاد على أحيائهم تقع)

وَقد جَاءَ امْرُؤ الْقَيْس بِهَذَا الْمَعْنى بِوَجْه آخر فَقَالَ: الطَّوِيل

(إِذا مَا ركبنَا قَالَ ولدان أهلنا

تَعَالَوْا إِلَى أَن يأتنا الصّيد نحطب)

يَقُول: قد وثقوا بصيد هَذَا الْفرس فهم يهيؤون لمجيء صَيْده الْحَطب.

وَأَخذه حميد بن ثَوْر الهلاليّ الصّحابيّ فَقَالَ فِي صفة الذّئب: الطَّوِيل

(ينَام بِإِحْدَى مقلتيه ويتّقي

بِأُخْرَى المنايا فَهُوَ يقظان هاجع)

(إِذا مَا إِذا يَوْمًا رَأَيْت غيابةً

من الطّير ينظرن الَّذِي هُوَ صانع)

زأخذه ابْن المعتز بِلَفْظ امْرِئ الْقَيْس فَقَالَ: الرجز قد وثق الْقَوْم لَهُ بِمَا طلب فَهُوَ إِذا جلّى لصيدٍ واضطرب عرّوا سكاكينهم من الْقرب)

ص: 292