المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الثامن والتسعون بعد المائتين) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٤

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الْمَنْصُوب بِلَا الَّتِي لنفي الْجِنْس)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الستّون بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي والستّون بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

- ‌(الشَّاهِد الموفى ثَلَاثمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد الثلاثمائة)

الفصل: ‌(الشاهد الثامن والتسعون بعد المائتين)

ورهقه بِمَعْنى أدْركهُ وَقرب مِنْهُ أَيْضا. وَالْهَاء يجوز أَن تكون ضميراً وَأَن تكون للسكت.

وَهَذَا الْبَيْت أَيْضا مَصْنُوع.

وَأنْشد بعده وَهُوَ

3 -

(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ)

وَهُوَ من شَوَاهِد س: المنسرح

(الحافظو عَورَة الْعَشِيرَة)

على أنّ الضَّمِير بعد الْوَصْف ذِي اللَّام المثنّى وَالْمَجْمُوع يحْتَمل عِنْد سِيبَوَيْهٍ أَن يكون مجروراً على الْإِضَافَة أَو مَنْصُوبًا كَمَا ورد الظَّاهِر مَنْصُوبًا بعده.

قَالَ ابْن السرّاج فِي الْأُصُول: وَقد أَجَازُوا: رَأَيْت الضاربي زيدا وَلَيْسَ ذَلِك بِحسن وإنّها جَوَاز ذَلِك على أنّك أردْت النُّون فحذفتها لطول الِاسْم كَمَا

تَقول: الَّذِي ضربت زيد فتحذف الْهَاء من ضَربته وَأَنت تريدها. وَحذف النُّون من الضّاربين والضّاربين مَعَ الإعمال قَبِيح قَالَ الشَّاعِر:

(الحافظو عَورَة الْعَشِيرَة ل

يَأْتِيهم من وَرَائِنَا نطف)

وَلَو جرّوا لَكَانَ الجيّد الصَّوَاب هـ.

وَقَالَ ابْن خلف: الشَّاهِد فِيهِ أنّه حذف النُّون من الحافظون وَنصب عَورَة الْعَشِيرَة بِمَا فِي الصِّلَة فَكَأَنَّهُ قَالَ: الَّذين حفظوا عَورَة الْعَشِيرَة. وَلم يحذفها للإضافة إنّما حذفهَا تَخْفِيفًا مَعَ مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام.

ص: 272

وَقَالَ ابْن جنّي: حذفوا النُّون تَشْبِيها لهَذِهِ الْأَسْمَاء المتمكّنة غير الموصولة بالأسماء الموصولة لأنّها فِي معنى الموصولة.

قَالَ أَبُو عليّ: وَالْأَكْثَر الجرّ وَقَرَأَ بضعهم: والمقيمي الصّلاة بِنصب الصّلاة وَحكى أَبُو الْحسن عَن أبي السماك: وَاعْلَمُوا أَنكُمْ غير معجزي الله وَلَيْسَت فِيهِ ألف لَام حتّى يشبّه بالذين.

وَقَرَأَ بَعضهم أَيْضا: إنّكم لذائقوا الْعَذَاب الْأَلِيم بِالنّصب. وَقَرَأَ عمَارَة بن عقيل: وَلَا اللّيل سَابق النّهار بِنصب النَّهَار. وَالْأَشْبَه فِي هَذَا أَن يكون حذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين.

وَرُوِيَ: الحافظو عَورَة الْعَشِيرَة بجرّ الْعَوْرَة على أنّ الحافظو مُضَاف فَيكون سُقُوط النُّون للإضافة. وَقَوله: الحافظو صَوَابه والحافظو بِالْوَاو

فإنّه مَعْطُوف على خبر مُبْتَدأ فِي بَيت قبله كَمَا سَيَأْتِي. وَبِه يسْقط قَول ابْن خلف: الحافظو مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ أَو على الْخَبَر وَهُوَ مدح كأنّه قَالَ: هم الحافطون عَورَة الْعَشِيرَة فَحذف الْمُبْتَدَأ أَو الحافظو عَورَة الْعَشِيرَة هم فَحذف الْخَبَر.

هَذَا كَلَامه وَلَا يَنْبَغِي أَن يكْتب قبل أَنِّي يقف على السّياق

ص: 273

والسّباق. ثمَّ بعد فصل أنّ الْمُبْتَدَأ)

يحذف فِي خَمْسَة مَوَاضِع وَالْخَبَر يحذف فِي اثْنَي عشر موضعا ثمَّ أَخذ فِي بَيَان أل الموصولة وأل والْعَوْرَة: الْمَكَان الَّذِي يخَاف مِنْهُ العدوّ. وَقَالَ ثَعْلَب: كلّ مخوف عَورَة. وَقَالَ كرَاع: عَورَة الرجل فِي الْحَرْب ظَهره. والْعَشِيرَة: الْقَبِيلَة وَلَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا وَالْجمع عشيرات وعشائر.

كَذَا فِي الْمِصْبَاح.

وَلَا يُنَاسِبه قَول العينيّ هُنَا: وعشيرة الرّجل: الَّذين يعاشرونه. والنّطف بِفَتْح النُّون والطاء الْمُهْملَة قَالَ صَاحب الْعباب: قَالَ الفرّاء: النطف الْعَيْب وَقَالَ اللَّيْث: النطف: التلطّخ بِالْعَيْبِ.

وَرُوِيَ بدله الوكف بِفَتْح لواو وَالْكَاف أَيْضا قَالَ صَاحب الْعباب: هُوَ الْعَيْب وَالْإِثْم. انشد هَذَا الْبَيْت.

وَهَذَا الْمَعْنى الثَّانِي أوردهُ أَبُو عبيد فِي الْغَرِيب المُصَنّف قَالَ: وكف وكفاً من بَاب فَرح.

وَقد ردّه عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم عليّ بن حَمْزَة البصريّ فِي كتاب التَّنْبِيهَات على أغلاط الرّواة بأنّ الوكف إنّما هُوَ الْعَيْب. وانشد هَذَا الْبَيْت.

وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي أدب الْكَاتِب وَأنْشد هَذَا الْبَيْت.

قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح أَبْيَات الْجمل وأبيات أدب الْكَاتِب وَتَبعهُ ابْن هِشَام اللّخميّ فِي شرح أَبْيَات الْجمل: الْمَعْنى نَحن نَحْفَظ عَورَة عشيرتنا فَلَا يَأْتِيهم من وَرَائِنَا شَيْء يعابون بِهِ: من تَضْييع ثغرهم وَقلة رعايته. هَذَا على رِوَايَة: من وَرَائِنَا.

وَمن روى: من ورائهم أخرج الضَّمِير مخرج الْغَيْبَة على لفظ الْألف وَاللَّام لأنّ معنى الحافظو عَورَة: نَحن الَّذين يحفظون كَمَا تَقول أَنا الَّذِي قَامَ

فَتخرج الضَّمِير مخرج الْغَيْبَة وَإِن كنت

ص: 274

تَعْنِي نَفسك لِأَن مَعْنَاهُ أَنا الرجل الَّذِي قَامَ. وَقد يَقُولُونَ أَنا الَّذِي قُمْت. فعلى هَذَا رِوَايَة من روى: من وَرَائِنَا. انْتهى.

وَقَالَ ابْن خلف: قَوْله: من وَرَائِنَا أَي: من غيبنا فكنى بوراء عَن ذَلِك فامتدح بحفظهم عَورَة قَومهمْ بِظهْر الْغَيْب وأمنهم من ناحيتهم كلّ نقض وعيب. وَيجوز أَن يَعْنِي من وَرَاء حفظنا إيَّاهُم وذّبنا عَن حماهم فَحذف الْمُضَاف الَّذِي هُوَ حفظ واقام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه. وَمن روى: من ورائهم فَالْمَعْنى فِيهِ أوضح وَحمل الضَّمِير على الْعَشِيرَة أرجح.

وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة لعَمْرو بن امْرِئ الْقَيْس الخزرجيّ وَهِي هَذِه:

(يَا مَال والسيّد المعمّم قد

يطْرَأ فِي بعض رَأْيه السّرف))

(خَالَفت فِي الرَّأْي كلّ ذِي فَخر

والحقّ يَا مَال غير مَا تصف)

(يَا مَال والحقّ قد قنعت بِهِ

فالحقّ فِيهِ لأمرنا نصف)

(لَا ترفع العَبْد فَوق سنته

والحقّ نوفي بِهِ ونعترف)

(إنّ بجيراً مولّى لقومكم

يَا مَال والحقّ عِنْده فقفوا)

(نَحن بِمَا عندنَا وَأَنت بِمَا

عنْدك راضٍ والرّأي مُخْتَلف)

ص: 275

(نَحن المكيثون حَيْثُ نحمد بَال

مكث وَنحن المصالت الْأنف)

(والحافظو عَورَة الْعَشِيرَة لَا

يَأْتِيهم من وَرَائِنَا وكف)

(وَالله لَا تزِدْه كتيبتنا

أَسد عرينٍ مقيدها الغرف)

(إِذا مشينا فِي الفارسين كَمَا

تمشي جمالٌ مصاعبٌ قطف)

(نمشي إِلَى الْمَوْت من حفائظنا

مشياً ذريعاً وحكمنا نصف)

(إِن سميراً أَبَت عشيرته

أَن يعرفوا فَوق مَا بِهِ نصف)

(أَو تصدر الْخَيل وَهِي جافلةٌ

تَحت هَواهَا جماجمٌ خفف)

(أَو تجرعوا الغيظ مَا بدا لكم

فهارشوا الْحَرْب حِين تَنْصَرِف)

(إنّي لأنمى إِذا انتميت إِلَى

عزٍّ منيع وقومنا شرف)

(بيضٌ جعادٌ كأنّ أَعينهم

يكحلها فِي الْمَلَاحِم السّدف)

قَوْله: يَا مَال هُوَ منادى مرخّم مَالك بن العجلان. والعمامة عِنْد الْعَرَب لَا يلبسهَا إِلَّا الْأَشْرَاف والعمائم تيجان الْعَرَب. وطرأ الشَّيْء يطْرَأ طرآنا مَهْمُوز أَي: حصل بَغْتَة. والسّرف بِفتْحَتَيْنِ: اسْم الْإِسْرَاف وَهُوَ مصدر أسرف إسرافاً إِذا جَاوز الْقَصْد. والْفَخر بِفتْحَتَيْنِ:: لُغَة فِي الْفَخر بِسُكُون الْخَاء وَهُوَ الافتخار وعدّ الْقَدِيم. والنّصف: الْعدْل والاستقامة. والسّنّة: الطَّرِيقَة. وبجير بِضَم الْمُوَحدَة وَفتح الْجِيم.

ص: 276

وتكف: مضارع ركف وكفاً من بَاب فَرح: إِذا جَار عدل عَن الحقّ.

وَقَوله: نَحن بِمَا عندنَا الخ هَذَا من وَشَاهد النُّحَاة والمعانيّين حذف فِيهِ خبر نَحن أَي: رضوَان بِدلَالَة خبر الْمُبْتَدَأ الثَّانِي وَهُوَ أَنْت رَاض بِمَا عنْدك.

وَقَوله: نَحن المكيثون جمع مكيث فعيل من الْمكْث وَهُوَ الِانْتِظَار واللّبث أَرَادَ بِهِ هُنَا الصبّر والرّزانة يُقَال: رجلٌ مكيث أَي: رزين. والْمكْث بِالْفَتْح الْمصدر وبالضم وَالْكَسْر الِاسْم.)

وَقَوله: والحافظو عَورَة الخ. هُوَ معظوف على المصالت أَي: نَحن نَحْفَظ عشيرتنا من أَن يصيبهم مَا يعانون بِهِ.

وَقَوله: لَا تزدهي كتيبتنا الخ تزدهي: تستخفّ. والكتيبة من الجيوش: مَا جمع فَلم ينتشر.

وَهُوَ مفعول وَالْفَاعِل أسدّ. والعرين بِفَتْح الْعين وَكسر الرَّاء المهعملتين: الغابة والأجمة وَهِي مسكن الْأسد.

وأضاف الْأسد إِلَيْهَا لأنّها أشدّ مَا تكون وَهِي فِي الغابة وَلَا يقدر أحد أَن يهجم عَلَيْهَا. والغرف بِضَمَّتَيْنِ: جمع غريف بالغين الْمُعْجَمَة وَهِي الغابة والأجمة أَيْضا.

وَقَوله: إِذا مشينا فِي الفارسين أَي: بَينهم. والمصاعب بِفَتْح الْمِيم: جمع مُصعب بضَمهَا وَفتح ثالثه هُوَ الْفَحْل الشَّديد يُقَال: أصعبت الجيل فَهُوَ مُصعب إِذا تركته فَلم تركبه. وقطف بِضَمَّتَيْنِ: جمع قطوف

ص: 277

بِفَتْح الْقَاف: البطيء يُقَال: قطفت الدايّة من بَاب قتل إِذا مشت مَعَ تقَارب الخطو.

وَقَوله: من حفائظنا: جمع حفيظة وَهِي الحميّة وَالْغَضَب. والذّريع بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة: السَّرِيع.

وَقَوله: أَو تصدر الْخَيل الخ أَو هُنَا بِمَعْنى إِلَى. وخفف بِضَمَّتَيْنِ: جمع خَفِيف. والهراش: مصدر هارش وَهُوَ التحريش وتحريك الْفِتْنَة.

وَقَوله: إنّي لأنمى إِذا انتميت الأوّل بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول يُقَال: نميت الرجل إِلَى أَبِيه نميّاً: إِذا نسبته إِلَيْهِ وانْتهى هُوَ: انتسب. وشرف بِضَمَّتَيْنِ أَي: أَشْرَاف.

وَقَوله: بيض جعاد الخ الْبيض قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح سقط الزّند: الْعَرَب تمدح السَّادة بالبياض من اللَّوْن وإنّما يُرِيدُونَ النَّقَاء من الْعُيُوب وربّما أَرَادوا بِهِ طلاقة الْوَجْه لأنّ الْعَرَب

والجعاد: جمع جعد بِفَتْح الْجِيم وَيكون الْعين الْمُهْملَة وَهُوَ الْكَرِيم من الرِّجَال. والْمَلَاحِم: جمع ملحمة بِالْفَتْح: الْقِتَال. والسّدف بِفَتْح السِّين وَالدَّال هِيَ الظلّمة فِي لُغَة نجد والضوء فِي لُغَة غَيرهم يَقُول: سَواد أَعينهم فِي الْمَلَاحِم باقٍ لأنّهم أنجادٌ لَا تبرق أَعينهم من الْفَزع فيغيب سوادها.)

ص: 278

وَكَانَ السَّبَب فِي القصيدة: أنّه كَانَ لمَالِك بن العجلان مولى يُقَال لَهُ بجير جلس مَعَ نفر من الْأَوْس من بني عَمْرو بن عَوْف فتفاخروا فَذكر بجيرٌ مَالك بن العجلان ففضّله على قومه وَكَانَ سيّد الحيّين فِي زَمَانه: الْأَوْس والخزرج فَغَضب جماعةٌ من كَلَام بجير وَعدا عَلَيْهِ رجلٌ من الْأَوْس يُقَال لَهُ سمير من زيد بن مَالك أحد بني عَمْرو بن عَوْف فَقتله فَبعث مَالك إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف: أَن ابْعَثُوا إليّ بسمير حَتَّى أَقتلهُ بمولاي وإلاّ جرّ ذَلِك الْحَرْب بَيْننَا.

فبعثوا إِلَيْهِ: إنّا نعطيك الرِّضَا فَخذ منا عقله. فَقَالَ: لَا آخذ إلاّ دِيَة الصّريح وَهِي عشرٌ من الْإِبِل: ضعف دِيَة الْمولى وَهِي خمس فَقَالُوا: إنّ هَذَا مِنْك استذلالٌ لنا وبغيٌ علينا فَأبى مالكٌ إلاّ أَخذ دِيَة الصّريح فَوَقَعت الْحَرْب بَينهم فَاقْتَتلُوا قتالاً شَدِيدا حَتَّى نَالَ بعض الْقَوْم من بعض.

ثمَّ إنّ رجلا من الْأَوْس نَادَى: يَا مَالك نشدتك الله والرّحم أَن تجْعَل بَيْننَا حكما من قَوْمك فارعوى مالكٌ وحكّموا عَمْرو بن امْرِئ الْقَيْس صَاحب القصيدة الَّتِي ذَكرنَاهَا فَقضى لمَالِك بن العجلان بدية الْمولى فَأبى مَالك وآذن بِالْحَرْبِ فخذلته بَنو الْحَارِث لردّة قَضَاء عَمْرو.

وَأنْشد يَقُول: المنسرج

(إنّ سميراً أرى عشيرته

قد حدبوا دونه وَقد أنفوا)

(إِن يكن الظّنّ صادقي ببني النّ

جّار لَا يطعموا الَّذِي علفوا)

(لَا يسلمونا لمعشر أبدا

مَا دَامَ منّا بِبَطْنِهَا شرف)

ص: 279

(لَكِن مواليّ قد بدا لَهُم

رأيٌ سوى مَا لديّ أَو ضعفوا)

(بَين بني جحجبى وَبَين بني

زيدٍ فأنّى لجاريّ التّلف)

(يَمْشُونَ بالبيض والدّروع كَمَا

تمشي جمالٌ مصاعبٌ قطف)

(كَمَا تمشّى الْأسود فِي رهج ال

موت إِلَيْهِ وكلّهم لهف)

وَقَالَ بعده عَمْرو بن امْرِئ الْقَيْس قصيدته الَّتِي شرحناها.

وَقَالَ دِرْهَم بن زيد أَخُو سمير: المنسرح

(يَا قوم لَا تقتلُوا سميراً فإنّ

الْقَتْل فِيهِ الْبَوَار والأسف)

(لَا تقتلوه ترنّ نسوتكم

على كريمٍ ويفزع السّلف)

(يَا مَال والحقّ إِن قنعت بِهِ

فِينَا وفيّ لأمرنا نصف))

(إنّ بجيراً عبدٌ فَخذ ثمنا

والحقّ نوفي بِهِ ونعترف)

(ثمّ اعلمن إِن أردْت ظلم بني

زيدٍ فإنّا وَمن لَهُ الْحلف)

(لنصبحن داركم بِذِي لجبٍ

يكون لَهُ من أَمَانه عزف)

(الْبيض حصنٌ لَهُم إِذا فزعوا

وسابغاتٌ كأنّها النّطف)

ص: 280

(وَالْبيض قد فللت مضاربها

بهَا نفوس الكماة تختطف)

(كَأَنَّهَا فِي الأكف إِذْ لمعت

وميض برقٍ وينكشف)

وَقَالَ قيس بن الخطيم من قصيدةٍ يجِيبه وَلم يحضر الْوَقْعَة وَلَا كَانَ فِي عصرها: المنسرح

(أبلغ بني جحجبى وقومهم

خطمة أنّا وَرَاءَهُمْ أنف)

(وأنّنا دون مَا يسومهم ال

أَعدَاء من ضيم خطةٍ نكف)

(نفلي بحدّ الصّفيح هامهم

وفلينا هامهم بهَا عنف)

وَبعد هَذَا سِتَّة أَبْيَات: فردّ عَلَيْهِ حسان بن ثَابت شَاعِر النّبيّ صلى الله عليه وسلم وَهَذَا من تِلْكَ القصيدة: المنسرح

(دع ذَا وعدّ القريض فِي نفرٍ

يرجون مدحي ومدحي الشّرف)

(إِن سميراً عبدٌ طَغى سفهاً

ساعده أعبدٌ لَهُم نطف)

ثمَّ إنّهم تهيؤوا للحرب وتقاتلوا قتالاً شَدِيدا ومشت الْحَرْب بَين الْأَوْس والخزرج عشْرين سنة فِي أَمر سمير.

فَلَمَّا طَالَتْ الْحَرْب وكادت الْعَرَب يَأْكُل بَعْضهَا بَعْضًا أرْسلُوا إِلَى مالكٍ أَن يحكموا بَينهم ثَابت بن الْمُنْذر أَبَا حسّان فأجابهم إِلَى ذَلِك فاتوه وَقَالُوا: قد حكّمناك بَيْننَا. قَالَ: لَا حَاجَة لي فِي ذَلِك.

ص: 281

قَالُوا: وَلم قَالَ: أَخَاف أَن تردّوا حكمي كَمَا رددتم حكم عَمْرو بن امْرِئ الْقَيْس.

فَأَعْطوهُ عهودهم: أَن لَا يردّون مَا حكم بِهِ فَحكم أَن يودى حَلِيف مَالك دِيَة الصّريح ثمَّ تكون السّنّة فيهم على مَا كَانَت بِهِ: الصّريح على دِيَته والحليف على دِيَته وَأَن يعدّوا الْقَتْلَى الَّتِي أَصَابَت بَعضهم من بعض فيقابل الْبَعْض بِالْبَعْضِ ثمَّ تُعْطى الدِّيَة لمن كَانَ لَهُ فضلٌ فِي الْقَتْلَى من الْفَرِيقَيْنِ. فرضوا بذلك ففضلت الْأَوْس على الْخَزْرَج بِثَلَاثَة نفر فودتهم الْأَوْس واصطلحوا. .

وَقيل: الْخَمْسَة المكملة لدية الصّريح أَعْطَاهَا ثابتٌ من عِنْده حِين أَبَت عَلَيْهِ الْأَوْس أَن تُؤدِّي أَكثر من خمس وأبى مَالك أَن يقبل أقلّ من عشر إطفاءً لنائرتهم ولمّا لشعثهم.)

وَقَول مَالك: بَين بني جحجبى الخ بحاء سَاكِنة بَين جيمين مفتوحتين: حيّ من الْأَوْس وَكَذَلِكَ بَنو بدر. والاستفهام للإنكار.

وَقَول قيس بن الخطيم: أبلغ بني جحجبى وقومهم إِلَى آخِره خطمة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطَّاء وَبعدهَا مِيم هُوَ عبد الله بن جشم بن مَالك بن الْأَوْس قيل لَهُ لأنّه ضرب رجلا بِسَيْفِهِ على خطمه أَي: أَنفه فسميّ خطمة.

وجحجبى وخطمة: حيّان لقبيلة قيس بن الخطيم لأنّه أوسيّ. والسّوم: التَّكْلِيف. والخطّة بِالضَّمِّ: الشَّأْن وَالْأَمر الْعَظِيم. ونكف بِضَمَّتَيْنِ: جمع ناكف من نكفت من كَذَا أَي: استنكفه وأنفت مِنْهُ.

وَعرف من إيرادنا لهَذِهِ القصائد مَا وَقع من التَّخْلِيط بَين هَذِه القصائد

ص: 282