الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
وأختم هذه الرسالة العلمية بما توصلت إليه خلال سنوات بحثي من النتائج والتوصيات:
أولاً: نتائج البحث:
1 -
أن الإمام ابن أبي الدنيا رحمه الله من أئمة السنة الكبار، مشهود له بالتميز والتقدم في ذلك.
2 -
أن كتبه من أهم مصادر العقيدة السلفية بكل فصولها وأبوابها، وهي لا تقل منزلة عن مصادر هذه العقيدة المشهورة كالشريعة للآجري وشرح أصول اعتقاد أهل والجماعة للالكائي ونحوهما.
3 -
أنها كذلك من أهم مصادر من جاء بعده في عدة علوم وللعقيدة من ذلك النصيب المعتبر.
4 -
أن كتب ابن أبي الدنيا من أهم المصادر المعتبرة عند أهل السنة في المسائل التاريخية لا سيما الشائكة منها كالفتن والحروب في القرون الأولى، ومسائل الصحابة في الإمامة.
5 -
أن أسانيد كتبه فيها العالي جدا والنازل جدا، وفيها من الصحيح الشيء الكثير ومن الحسن لغيره أكثر، ثم ما دونهما من الحسن وخفيف الضعف، أما الضعيف جدا والمتروك فهو وإن كان موجودا فليس هو الغالب عليها، لا أغلبه في الرويات التاريخية عن ناس اشتهروا بذلك كالإخباريين والقصاصين وأصحاب الأدب فيما يتناقلونه في
أحاديثهم، وكثير منهم متهم أو شديد الضعف في الحديث.
6 -
أن الموجود من كتب هذا الإمام لم يلق العناية العلمية المناسبة لمنزلته، سواء المخطوط منها أم المطبوع، فإنك تجد نسخا لبعض كتبه سقيمة فيها تحريف وتصحيف كثير، أما المطبوع فالغالب عليه هذه السمة، بل منه ما لا قيمة له ويحتاج إلى إعادة تحقيق وطباعة، إلا النزر اليسير مما حقق في رسائل علمية، أو بجهود متميزة فردية.
7 -
أن ما ذكر من كونه يروي عن شيوخ مجاهيل وأناس لا يعرفون، لا ينبغي أن لا يتخذ مطية في سرعة الحكم على من لا يوجد منهم في كتب الرجال المشهورة بالجهالة؛ لأنني وقفت على كثير منهم بهذه المثابة، ولم يجده محققو كتبه، ومع ذلك وقفت له على ترجمة أو ذكر يبين حاله أو يقربه للباحث، فيجب إعمال الفكر والنظر واحتمال التصحيف والتدليس وتنويع البحث في غير المظان وهكذا.
8 -
من خلال مروري على آلاف الآثار التي رواها ابن أبي الدنيا عن القرون الأولى المفضلة تبيَّن لي صفاء توحيد العبادة وسلامته من الشوائب في تلك العصور؛ إذ كان هو السائد الغالب على الناس، فلا تكاد تجد مظهرا من مظاهر شركِ العبادة في الأقوال ولا الأعمال، فإن أعمالهم وأدعيتهم وأشعارهم وسائر حديثهم، لا تجد فيه إلا التوحيد الخالص وإفراد اللَّه بكل أنواع العبادة سواء ما روي في ذلك عن خاصتهم أم عامتهم، أو عن أهل حاضرتهم أو باديتهم.
9 -
أن الجانب التربوي للعقيدة -وهو شقها التطبيقي العملي- وأثرها على النفس البشرية كان له اهتمام كبير وعناية واسعة من أئمة السلف، وقد توصلت من خلال هذا البحث إلى أن كتب الزهد من أهم مصادر العقيدة، وألفها أبرز علماء العقيدة الصحيحة كالإمام ابن المبارك وأحمد وهناد ووكيع وغيرهم.
10 -
اتفاق السلف على كلمة سواء في باب المعتقد لا سيما أئمتهم، رغم تباعد الأوطان واختلاف الأمصار، وتعدد الشيوخ وتنوع العبارة، ولا يأتي الخلل في هذا الجانب إِلا ممن لم يسبر مذهبهم، ولم تكن له خبرة بأقوالهم وأدلتها وطرق استدلالهم.
11 -
أن خلفاء المسلمين وحكامهم وأمراءهم في تلك العصور كان لهم دور بارز في نشر الدين والانتصار للسنة، ودحض البدع وقمع أهلها ولهم في ذلك مواقف مشهودة.
12 -
أن أئمة السلف الصالح كان لهم حضور في مسائل عصرهم، ونصرة لدين اللَّه في كل صغيرة وكبيرة تمس الدين، وتذهب بهاءه وتكدر صفوه، فتجد كلامهم مبثوثا في كل مسألة حدثت في الإسلام، سواء تعلق الأمر بالحفاظ على التراث الصافي، أو تعلق برد زحف البدع وجحافل الإحداث في الدين، فاحتضنوا الدين علما وعملا، وبلغوه بكل أمانة مهما كبر أو صغر، وألقموا المبتدعة جميعا في أفواههم الحجر.