الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طالب رضي الله عنه يقول: " {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ}
(1)
، الأرض من فضة، والجنة من ذهب"
(2)
.
التحليل والتعليق
تضمنت الآثار بيان أن أرض الجنة من فضة، وقد اعتنى ابن القيم رحمه الله بجمع ما ورد في صفة أرض الجنة، والتوفيق بينها فقال: "جاء في هذه الأحاديث أن ترابها الزعفران. . . ترابها المسك. . .مسك خالص. . . فهذه ثلاث صفات في تربتها ولا تعارض بينها فذهبت طائفة من السلف إلى أن تربتها متضمنة للنوعين المسك والزعفران. . .ويحتمل معنيين آخرين؛ أحدهما: أن يكون التراب من زعفران، فإذا عجن بالماء صار مسكا والطين ترابا. . .المعنى الثاني: أن يكون زعفرانا باعتبار اللون، مسكا باعتبار الرائحة، وهذا من أحسن شيء يكون البهجة والإشراق؛ لون الزعفران والرائحة رائحة المسك. . .وكذلك تشبهها بالدرمك وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومته. . .فاللون في البياض لون الفضة، والرائحة رائحة المسك. . .وقال أبو الشيخ حدثنا
(1)
سورة إبراهيم، الآية (48).
(2)
إسناده ضعيف للإبهام والجهالة في بعض الرواة، صفة الجنة (35) رقم (61)، وابن جرير في تفسيره (13/ 251)، ونسبه السيوطي في الدر (5/ 57) للمصنف في هذا الكتاب لكن قال:"والسماء من ذهب" بدل: "والجنة من ذهب"، وزاد على ما سبق ابن المنذر وابن أبي حاتم.
عمرو بن الحسين، حدثنا أبو علانة، حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي كعب قال: قال رسول اللَّه: قلت ليلة أسري بي: يا جبريل إنهم سيسألوني عن الجنة، فأخبرهم أنها من درة بيضاء، وأن أرضها عقيان، والعقيان الذهب، فإن كان أبو علانة حفظه، فهي أرض الجنتين الذهبيتين، فيكون جبريل أخبره بأعلى الجنتين وأفضلهما واللَّه أعلم"
(1)
.
وقد عقد رحمه الله في عدد الجنات وأنها نوعان جنتان من ذهب وجنتان من فضة، قال رحمه الله: "الجنة اسم شامل لجميع ما حوته من البساتين والمساكن والقصور وهي جنات كثيرة جدا. . .وفي الصحيحين
(2)
من حديث أبي موسى الأشعري عن رسول اللَّه أنه قال جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما".
(1)
حادي الأرواح (504 - 506)، وانظر فيض القدير (3/ 363)، وشرح ابن عيسى على الشافية الكافية (2/ 506).
(2)
صحيح البخاري برقم (4597)، صحيح مسلم (294).