الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في لسانهم
.
1111 -
حدثنا هارون بن سفيان، أنا محمد بن عمر، أنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال:"سألت الزهري عن لسان أهل الجنة فقال: "بلغني أنه عربي"
(1)
.
1112 -
حدثني هارون، ثنا محمد بن عمر، أنا سليمان بن داود بن الحصين، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:"لسان أهل الجنة عربي"
(2)
.
التحليل والتعليق
تضمن الأثران السابقان بيان أن لسان أهل الجنة عربي، ولم يصح واحد منهما، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "بماذا يخاطب الناس يوم البعث، وهل يخاطبهم اللَّه تعالى بلسان العرب، وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية، وأن لسان أهل الجنة العربية، فأجبته بعد الحمد للَّه رب العالمين، لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ، ولا بأي لغة
(1)
إسناده ضعيف جدا؛ فيه الواقدي وقد سبق (451)، صفة الجنة (70) رقم (212)، وبرقم (214، 216) لكنه من قوله وليس بلاغا، وابن المبارك في الزهد رقم (245)، وانظر مجموع الفتاوى (4/ 300) حيث رجح أنه لم يثبت فيه شيء ولم يكن فيه خلاف بين الصحابة.
(2)
إسناده ضعيف جدا؛ فيه الواقدي محمد بن عمر، صفة الجنة (70) رقم (213)، لم أجده موقوفا إلا عند المصنف بهذه الطريق عن عكرمة عن ابن عباس.
يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن اللَّه تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم، بل كلهم يكُفُّون عن ذلك؛ لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول، ولا قال اللَّه تعالى لأصحاب الثرى، ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين؛ فقال ناس: يتخاطبون بالعربية، وقال آخرون: إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية، وهي لغتهم في النار، وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم، وعنها تفرعت اللغات، وقال آخرون: إلا أهل الجنة؛ فإنهم يتكلمون بالعربية، وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها؛ لا من طريق عقل، ولا نقل، بل هي دعاوى عارية عن الأدلة، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم وأحكم"
(1)
.
(1)
مجموع الفتاوى (4/ 300 - 301)، وانظر حادي الأرواح (277)، والتذكرة للقرطبي (548)، كلاهما لم يرجح شيئا، وأورد ابن القيم حديثا لا يصح فيه عدة علل واللَّه أعلم.