الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: الآثار الواردة في إثبات عذاب القبر
.
973 -
حدثني محمد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا هشام بن حسان، عن واصل مولى أبي عيينة، عن عمرو، عن عبد الحميد بن محمود المعولي قال: "كنت جالسا عند ابن عباس فأتاه قوم فقالوا: إنا خرجنا حجاجا ومعنا صاحب لنا حتى أتينا ذا الصفاح
(1)
فمات، فهيّأناه ثم انطلقنا، فحفرنا له قبرا، ولحدنا له، فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد، فتركناه وحفرنا له مكانا آخر، فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد، فتركناه وأتيناك، فقال ابن عباس: ذلك الغل الذي تغل به، انطلقوا فادفنوه في بعضها، فوالذي نفسي بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيها، فانطلقنا فدفناه، فلما رجعنا أتينا أهله بمتيّع كان له معنا، فقلنا لامرأته: ما كان عمل زوجك؟ فقالت: كان يبيع الطعام، فيأخذ كل يوم منه قوت أهله، ثم يقرض القصب مثله فيلقيه فيه"
(2)
.
974 -
حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن داود بن
(1)
الصفاح موضع بين حُنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة، معجم البلدان (3/ 412).
(2)
إسناده حسن؛ واصل مولى أبي عيينة صدوق التقريب (7436)، القبور (119) رقم (128)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (6/ 1215 - 1216) رقم (2151)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 334) رقم (5311)، وذكره ابن القيم في الروح (70)، والسيوطي في شرح الصدور (113)، وابن رجب في الأهوال (113).
شابور، وعن أبي قزعة رجل من أهل البصرة
(1)
أو عن غيره، قال:"مررنا ببعض المياه التي بيننا وبين البصرة، فسمعنا نهيق حمار، فقلنا لهم: ما هذا النهيق؟ قالوا: هذا رجل كان عندنا، فكانت أمه تكلّمه بالشيء، فيقول: انهقي نهيقك، قال غير إسحاق: فكانت أمه تقول: جعلك اللَّه حمارا، فلما مات، نسمع هذا النهيق عند قبره كل ليلة"
(2)
.
975 -
حدثني سويد بن سعيد قال حدثنا الحكم بن سنان عن عمرو ابن دينار
(3)
قال: "كان رجل من أهل المدينة له أخت في باحة المدينة، فهلكت وأتى السوق يجهزها ولقيه رجل معه كيس فيه دنانير، فجعلته في حجرته
(4)
، فلما دفنها ورجع إلى منزله ذكر الكيس في القبر فاستعان برجل من أصحابه فنبشا فوجدا الكيس، فقال الرجل لصاحبه: تنحى حتى. . . على الرجال
(5)
أختي فرفع ما على اللحد، وإذا القبر يشتعل نارا،
(1)
هو سويد بن حُجَير الباهلي، أبو قزعة البصري، ثقة، قال أبو داود: لم يسمع من عمران بن حصين، التقريب (2688)، ثقة ثبت، انظر العلل لأحمد (3/ 475).
(2)
إسناده صحيح، مجابو الدعوة (84) رقم (48)، من عاش بعد الموت (30 - 31) رقم (25 - 27)، والمروزي في البر والصلة رقم (107)، وذكره ابن القيم في الروح (1/ 319) نقلا عن المصنف من كتاب القبور.
(3)
هو عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم، الجمحي مولاهم، ثقة ثبت، مات سنة (126 هـ)، التقريب (5024).
(4)
في طبعة الجابي: "فجعله في حجزته".
(5)
في طبعة الجابي: "تنحَّ حتى انظر على أي حال أختي".
فرده ودعا الرجل فسوى معه القبر، ثم رجع إلى أمه فقال: أخبريني ما حال أختي؟ قالت: وما تسأل عنها؟ السر قد مات
(1)
، قال: أخبريني، قالت: كانت أختك تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما كتب
(2)
الوضوء، وتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتُخرج حديثهم"
(3)
.
976 -
أخبرنا أبو بكر المديني، أخبرنا ابن عفير، ذكر يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن الحويرث بن الرباب
(4)
قال: "بينما أنا بالأثاية
(5)
، إذ خرج علينا إنسان من قبر، يلتهب وجهه ورأسه نارا، وهو في جامعة من حديد، فقال اسقني من الإداوة، وخرج إنسان في أثره فقال: لا تسق الكافر، لا تسق الكافر، فأدركه فأخذ بطرف السلسلة فجذبه فكبّه، ثم جرّه حتى دخلا القبر جميعا، فقال الحويرث: فضربت بي الناقة لا أقدر منها على كل شيء حتى التوت بعرق الظبية
(6)
، فبركت فنزلت، فصليت المغرب والعشاء الآخرة، ثم ركبت حتى أصبحت بالمدينة،
(1)
في نسخة الجابي: "وما ننقل عنها السر قد ماتت".
(2)
في طبعة الجابي: "فيما أظن".
(3)
إسناده ضعيف فيه ابن سنان وهو الباهلي ضعيف التقريب (1452)، الورع (72) رقم (84).
(4)
ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 190).
(5)
أَثَايَة: موضع في طريق الجحفة، بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخا، معجم البلدان (1/ 90).
(6)
عِرْق الظُّبْيَة من الروحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة، وبه مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، معجم البلدان (4/ 58).
فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته الخبر فقال: يا حويرث واللَّه لا أتهمّك، ولقد أخبرتني خبرا شديدا، ثم أرسل عمر إلى مشيخة من كنفي الصفراء
(1)
قد أدركوا الجاهلية، ثم دعا الحويرث فقال: إن هذا أخبرني حديثا ولست أتهمه، حدثهم يا حويرث ما حدثتني، فحدّثتهم فقالوا: قد عرفنا يا أمير المؤمنين، هذا رجل من بني غفار مات في الجاهلية، فحمد اللَّه عمر وسُرَّ بذلك حين أخبروه أنه مات في الجاهلية، وسألهم عمر عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين كان رجلا من رجال الجاهلية، ولم يكن يرى للضيف حقا"
(2)
.
977 -
أخبرنا عبد الرحمن بن صالح العتكي، أخبرنا خالد بن حيان أبو يزيد الرقي، عن كلثوم بن جوشن القشيري، عن يحيى المدني، عن سالم ابن عبد اللَّه عن أبيه قال: "خرجت مرة لسفر، فمررت بقبر من قبور
(1)
الصفراء على لفظ تأنيث أصفر، قرية فوق ينبع، كثيرة المزارع والنخل، ماؤها عيون يجري فضلها إلى ينبع، معجم ما استعجم (3/ 836).
(2)
إسناده صحيح؛ وأبو بكر المديني ورد عند ابن حجر: "أبو بكر المدائني أحمد بن منصور" وهو يروي عن ابن عفير ويروي عنه المصنف، ولم أجده بهذه النسبة لكن أحمد بن منصور معروف بالرمادي ثقة حافظ، طعن فيه أبو داود لمذهبه في القرآن التقريب (114)، من عاش بعد الموت (56) رقم (55)، القبور رقم (114)، الصبر رقم (56)، إكرام الضيف رقم (101) لأبي إسحاق الحربي عن محمد بن عبد الملك به، وأورد القصة ابن حجر في الإصابة (1/ 383) عن المصنف وبنى عليها أن الحويرث صحابي، وذكره أيضًا الهندي في كنز العمال (6/ 1109).
الجاهلية، فإذا رجل قد خرج من القبر يتأجّج نارا، في عنقه سلسلة من نار، ومعي إداوة من ماء، فلما رآني قال: يا عبد اللَّه اسقني، قال: قلت: عرفني باسمي، أو كلمة تقولها العرب يا عبد اللَّه؟ إذا خرج على إثره رجل من القبر فقال: يا عبد اللَّه لا تسقه؛ فإنه كافر، ثم أخذ السلسلة واجتذبه فادخله القبر، قال: ثم أضافني الليل إلى بيت عجوز إلى جانب بيتها قبر، فسمعت من القبر صوتا يقول: بَوْلٌ وما بَوْلٌ، شَنٌّ وما شَنٌّ
(1)
، فقلت للعجوز: ما هذا؟ قالت: كان هذا زوجا لي، وكان إذا بال لم يتق البول، وكنت أقول له: ويحك إن الجمل إذا بال تفاج، فكان يأبى، فهو ينادي منذ يوم مات: بَوْلٌ وما بَوْلٌ، قلت: فما الشِنّ؟ قالت: جاءه رجل عطشان، فقال: أسقني، فقال: دونك الشِنّ، فإذا ليس فيه شيء، فخرّ الرجل ميتا، فهو ينادي منذ يوم مات شِنٌّ وما شِنٌّ، فلما قدمت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخبرته فنهى أن يسافر الرجل وحده"
(2)
.
(1)
هو القربة الخلقة، مختار الصحاح (354).
(2)
إسناده ضعيف؛ فيه كلثوم بن جوشن وهو ضعيف التقريب (5691)، من عاش بعد الموت (33 - 34) رقم (32، 33)، والقبور قصة صاحب القبر الذي طلب الماء فقط برقم (93) وفيه أن السفر كان بين مكة والمدينة، وبرقم (95) أنه أصبح وقد ابيضّ شعره حتى صار كالنعامة، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (6/ 1214 - 1215) رقم (2148 - 2150)، ومن طريق المصنف ابن عبد البر في التمهيد (20/ 9) وعلق عليه بقوله: "قال أبو عمر: هذا الحديث ليس له إسناد، ورواته مجهولون، ولم نورده للاحتجاج به، ولكن للاعتبار، وما لم يكن فيه حكم =
978 -
حدثني إبراهيم بن عبد اللَّه، عن سعيد بن محمد الجرمي، ثنا أبو تميلة، ثنا زيد بن عمر التيمي، ثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي قال: "كان صفوان بن أمية
(1)
في بعض المقابر، فإذا أنوار قد أقبلت ومعها جنازة، فلما دنوا من المقبرة، قال: انظروا قبر كذا وكذا، قال: فسمع رجل صوتا من القبر حزينا موجعا يقول:
أنعم بالضعينة عينا
…
وبمسراك يا أمين إلينا
جزعا ما جزعت من ظلمة القبر
…
ومن مسك التراب أمينا
قال: فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضلوا لحاهم، ثم قال: هل تدري من أمينة؟ قلت: لا، قالوا: صاحبة هذا السرير، وهذه أختها ماتت عام أول، فقال صفوان: قد علمنا أن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصوت؟ "
(2)
.
= فقد تسامح الناس في روايته عن الضعفاء واللَّه المستعان"، ونقل كلامه هذا الزرقاني في شرح الموطأ (4/ 501).
(1)
هو صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن قدامة بن جح القرشي الجمحي المكي، صحابي من المؤلفة، مات أيام قتل عثمان، وقيل في أوائل خلافة معاوية، الإصابة (3/ 423)، ، التقريب (2932).
(2)
فيه ضعف، شيخ المصنف هو أبو إسحاق الهروي صدوق حافظ تكلم فيه بسبب القرآن كما في التقريب (195)، وفي طبقته أبو إسحاق المخرمي إبراهيم بن عبد اللَّه ذكر في الرواة الجرمي، لكن لم يذكر في شيوخ ابن أبي الدنيا، ولا ابن أبي الدنيا في تلاميذه، ومجالد ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره كما في التقريب (6520)، =
979 -
حدثني محمد بن المثنى العنزي، قال: وجدت في كتاب جدي علي بن طارق بن زيد الجعفي، ثنا الثمالي: "أن رجلا خرج يتنزَّه، فإذا هو بصوت من قبر ينادي:
هذا أبونا قد أتانا زائرا
…
أحبب به زورا إلينا باكرا
وخير ميت ضمن المقابرا
…
جدّ إلينا عتبة سائرا
قد وحَّد اللَّه زمانا صابرا
…
عوض من توحيده أساورا
في جنة الفردوس نزلا فاخرا
قال: فقلت: لا أبرح اليوم حتى أعلم ما هذا الصوت الذي سمعت، وعن الميت، فجيء بجنازة رجل، فسألتهم عنه فقيل: هذا رجل من الأنصار من بني سلمة، وهذا ابنه عتبة، وهذه ابنته عبيدة، فدفنوه بينهما، ثم انصرفوا"
(1)
.
980 -
حدثني إبراهيم بن عبد الملك، عن أبي جعفر الفراء قال: "كان الحسن بن صالح إذا صعد الصومعة يشرف على أهل القبور فيقول: ما
= إلا أن ابن عدي قوّى أمره في الشعبي خاصة كما في تهذيب الكمال (7/ 36)، أما زيد بن عمر فوقع في القبور رقم (20) يزيد بن عمرو التيمي ولعله أبو عبد اللَّه التيمي ذكره ابن حبان في الثقات كما في تهذيب الكمال (8/ 354) وفي التقريب (8268):"مجهول"، كتاب الهواتف (48 - 49) رقم (58)، والقبور برقم (20)، وانظر شرح الصدور (216).
(1)
سبق الأثر برقم (119) في فضل التوحيد.
أحسن ظاهرك، إنما الدواهي بواطنك"
(1)
.
981 -
حدثني الحسن بن سليمان، ثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ، حدثني إبراهيم بن عبد اللَّه النميري، عن بقية الزهراني قال: سمعت ثابتا البناني قال: "بينا أنا أمشي في المقابر إذ بهاتف يهتف من ورائي يقول: يا ثابت لا يغرّنَّك سكونها، فكم من مغموم فيها، قال: فالتفت فلم أر أحدا"
(2)
.
982 -
حدثني سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا وداع بن مرجي بن وداع قال: سمعت بشر بن منصور يقول: قال لي عطاء الأزرق
(3)
: "إذا حضرت المقابر فليكن قلبك فيما أنت بين ظهرانيه، فإني بينا أنا نائم ذات ليلة في المقابر إذ تفكرت في شيء، فإذا بصوت يقول: إليك يا غافل، إنما أنت بين ناعم في نعيمه، أو معذّب في
(1)
إسناده لين؛ شيخ المصنف سبق (2)؛ وأبو جعفر الفراء لم أعرفه، القبور (46) رقم (3)، ورقم (101) عن أبي الدرداء بسند لم يستطع المحقق قراءته كله، وذكره ابن القيم في الروح بصيغة التمريض (69) وذكر عن سماك.
(2)
إسناده ضعيف، فيه إبراهيم بن عبد اللَّه النميري قال عنه أبو زرعة في سؤالات البرذعي (375):"إبراهيم هذا لا أعرفه إلا أن روحا حدثنا عنه بهذا الحديث -يقصد نفس الأثر عن ثابت البناني-"، وشيخه بقية الزهراني لم يذكر فيه أبو حاتم في الجرح والتعديل (2/ 436) جرحا ولا تعديلا، كتاب الهواتف (42) رقم (45)، وانظر شرح الصدور للسيوطي (218).
(3)
هو النساج العابد كما وصفه ابن أبي حاتم، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، التاريخ الكبير (6/ 475)، الجرح والتعديل (6/ 340).