الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1086 -
حدثني أحمد بن حميد
(1)
، ثنا معتمر بن سليمان، عن شبيب بن عبد الملك قال: حدثني مقاتل بن حيان قال: "إن أهل الجنة إذا دعوا بالطعام قالوا: سبحانك اللهم، قال: فيقوم على أحدهم عشرة آلاف خادم مع كل خادم منهم صحفة من ذهب فيها طعام ليس في الأخرى، فيأكل منهن كلهن"
(2)
.
التحليل والتعليق
تضمنت الآثار السابقة بيان شراب أهل الجنة وأكلهم، وهو غاية في النعيم واللذة والسرور، فيشرب المسلم كل ما يشتهيه من شراب أهل الجنة، بمجرد اشتهائه، ويأتيه الشراب كما أراده وقدّره، وهو شراب مختوم بمسك، فيجدون عاقبتها رائحة المسك
(3)
، وهي كؤوس متتابعة لا تنقطع، يزيد بشربها المؤمن حسنا وبهاء حتى إن زوجته لتلحظ عليه ذاك،
(1)
الظاهر أنه مصحف، ومعتمر بن سليمان يروي عنه أحمد بن حنبل وأحمد بن عبدة الضبى، وأحمد بن المقدام العجلي ثلاثتهم، والضبي ثقة التقريب (74)، والعجلي صدوق التقريب (111)، وفي شيوخ ابن أبي الدنيا أبو حفص الصفار أحمد بن محمد وهو لا بأس به كما في تاريخ بغداد (5/ 127).
(2)
إسناده حسن، شبيب بن عبد المللك صدوق التقريب (2757)، صفة الجنة (50) رقم (118)، وذكره ابن كثير في تفسيره (2/ 409)، ونسبه السيوطي في الدر لابن أبي حاتم (4/ 345)، وانظر الترغيب والترهيب فقد نقل عن الحافظ توجيه اختلاف عدد الخدم في الروايات (4/ 280)، وفيض القدير (5/ 468).
(3)
انظر تفسير ابن جرير (12/ 497).
وتخبره بأنه ازداد حسنه أضعافا بعد شربه، كل ذلك في كؤوس ببياض الفضة، وصفاء الزجاج، شرابا طهورا معينا لا أذى فيه ولا غول، يشربه بعضهم صرفا خالصا، وبعضهم يمزج له بالتسنيم، قال ابن القيم: "أخبر سبحانه عن العين التي يشرب بها المقربون صرفا، أن شراب الأبرار يمزج منها؛ لأن أولئك أخلصوا الأعمال كلها للَّه، فأخلص شرابهم، وهؤلاء مزجوا
(1)
فمزج شرابهم"
(2)
، وقد ذكر نصوصا كثيرة تتعلق بشراب وأكل أهل الجنة، في باب مفرد من كتابه حادي الأرواح هو باب طعام أهل الجنة وشرابهم ومصرفه، ثم قال:"تضمنت هذه النصوص أن لهم فيها الخبز، واللحم، والفاكهة، والحلوى، وأنواع الأشربة، من الماء، واللبن، والخمر، وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء، وأما المسميات فبينها من التفاوت ما لا يعلمه البشر"
(3)
.
وكذا أكلهم وطعامهم منه الفاكهة كالرمان حبتها يأكل منها النفر الكثير، ومنها الأترجّة، يأكل منها منها ما اشتهى ثم ينقلب أي لون آخر اشتهاه، ومنه الموز وهو الطلح المنضود، ومنه الطعام الذي يوضع في آنية الذهب يقوم الخدم بتقديمه في يد كل واحد صنف ليس في يد الآخر، في نعيم وبهجة وسرور ورضا ربٍّ رحيم غفور.
(1)
قصده مزجوها بالمباح، كما نص عليه في طريق الهجرتين (301).
(2)
حادي الأرواح (126)، وانظر التذكرة للقرطبي (578).
(3)
حادي الأرواح (131)، بل إنه رحمه الله ردّ بعض الشبهات المتعلقة بهذا المبحث كإيراد شبهة عن الشوي كيف يكون مع أن الجنة ليس فيها نار، وغير ذلك.