المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

1013 - دثني حمزة بن العباس، أرنا عبد اللَّه بن - الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا - جـ ٣

[حميد بن أحمد نعيجات]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الخامس: الآثار الواردة في اليوم الآخر وما يتعلق به

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في أشراط الساعة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في القبر

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في إثبات عذاب القبر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في استمرارية عذاب القبر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في إثبات وجود الملكين في القبر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في تلاقي الأرواح بعد الموت

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في القيامة

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الصور

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النفخ في الصور

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في الميزان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في هول الموقف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في هوان الموقف على المؤمن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في أرض المحشر وصفتها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في الشفاعة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في المقام المحمود

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في البعث وصفته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في الصراط

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في الجنة

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في أن العرش سقف الجنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في أدنى أهل الجنة نعيما

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في معنى الظل الممدود

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في نخل الجنة وأشجارها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في أرض الجنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في شراب أهل الجنة وأكلهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في لباسهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فراشهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في حليِّهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في صفة أهلها وخدمهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في لسانهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني عشر: الآثار الواردة في تزاور أهلها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث عشر: الآثار الواردة في سوقها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع عشر: الآثار الواردة في غنائهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس عشر: الآثار الواردة في الحور العين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس عشر: الآثار الواردة في الجماع وما يتعلق به من الولد وغيره

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع عشر: الآثار الواردة في قصور الجنة وخيامها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن عشر: الآثار الواردة في أبواب الجنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع عشر: الآثار الواردة في موضع الجنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث العشرون: الآثار الواردة في وجود الجنة الآن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الحادي والعشرون: الآثار الواردة في ذكر بعض عيون الجنة وأنهارها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في النار

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في أبواب جهنم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في عمقها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في جبالها وأوديتها وحجارتها وبيوتها وسجونها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في مقامعها وسلاسلها وأغلالها وأزمتها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في شراب أهلها وطعامهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في حيّاتها وعقاربها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في ذكر بعض أنواع العذاب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في بكاء أهلها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في موضع النار

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في نارها ودركاتها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في أبديَّتها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الخاتمة

- ‌أولاً: نتائج البحث:

- ‌ثانياً: التوصيات والاقتراحات:

- ‌فهرس المصادر

- ‌أولاً: المخطوطات:

- ‌ثانياً: المطبوعات:

- ‌ثالثاً: المجلات والدوريات:

الفصل: 1013 - دثني حمزة بن العباس، أرنا عبد اللَّه بن

1013 -

دثني حمزة بن العباس، أرنا عبد اللَّه بن عثمان، أرنا ابن المبارك، أرنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء قال:"يرسل ريح فيها صر بارد زمهرير، فلا تذر على الأرض مؤمنا إلا لفت بتلك الريح، ثم تقوم الساعة على الناس، قال: ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه، فلا يبقى خلق في السماء والأرض إلا مات، ثم يكون بين النفختين ما شاء اللَّه أن يكون. . ."

(1)

.

‌التحليل والتعليق

تضمنت الآثار السابقة إثبات النفخ في الصور، والتصريح أنهما نفختان، وإلى المكان الذي تحصل فيه النفختان، وأن الشهداء مستثون من

= يظهر منه إلا ما أثبته، وقد روى ابن جرير الأثر السابق من طريق آخر عن سعيد عن قتادة أنه قال في تفسير الآية:"كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض. . ." ولا يستبعد أن يكون المطموس هو هذا الأثر واللَّه أعلم".

(1)

إسناده صحيح إلى أبي الزعراء وقد تقدم (1002)، والأثر لا يصح عن ابن مسعود، الأهوال (111) رقم (80)، والحاكم في المستدرك (4/ 598 - 600) مطولا عن أبي الزعراء عن ابن مسعود رضي الله عنه وقال:"حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" واستدرك عليه الذهبي بقوله: "ما احتجا بأبي الزعراء"، قال الشيخ الألباني رحمه الله في تحقيقه لشرح العقيدة الطحاوية (410):"وفاته أنه منقطع"، وابن جرير في تفسيره (22/ 119)، ونعيم بن حماد في الفتن (2/ 595)، والطبراني في الكبير (9/ 354 - 356) رقم (9761)، جميعهم عن أبي الزعراء عن ابن مسعود رضي الله عنه وقال ابن حجر في الفتح (11/ 370):"رواته ثقات إلا أنه موقوف" وقال الهيثمي: "رواه الطبراني وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا شافع" وهذه الفقرة لم تذكر هنا، وصح عند مسلم (4/ 2270): "كما ينبت البقل".

ص: 1151

الصعق عند النفخ في الصور، ثم آخر من يموت من المخلوقات.

فأما النفخ في الصور فالآثار تنوعت فمنها ما تضمن الإشارة إلى النفخة الثانية وهي نفخة البعث، ومنها ما تضمن الإشارة إلى النفخة الأولى وهي نفخة الصعق، ومنها ما صرح بأنهما نفختان وبيّن أن مكانهما مختلف، وبعضها يوحي بأنها أكثر من نفختين كأثر وهب بن منبه الذي ذكر نفختين غير نفخة الفزع والصعق.

وقد اختلف العلماء في عدد النفخات التي تقع، فعدها ابن حزم أربعا هي: نفخة الإماتة يموت كل من بقي حيا في الأرض، ثم نفخة الإحياء والنشر من القبور، ثم نفخة الفزع والصعق يفيقون جميعا كالمغشي عليه من الموت، ثم نفخة إقامة بعد ذلك الغشي

(1)

.

وذهب ابن العربي

(2)

، وهو ظاهر كلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم

(3)

، وابن كثير

(4)

، والسفاريني

(5)

إلى أنها ثلاثة: نفخة الفزع، ثم الصعق، ثم البعث.

وذهب القرطبي

(6)

وابن حجر

(7)

إلى أنها نفختان: نفخة الصعق يموت فيها من بقي حيا من أهل الأرض، ويغشى على من استثنى اللَّه، ثم

(1)

نقله عنه ابن حجر في الفتح (6/ 446).

(2)

ذكره عنه القرطبي في التذكرة (200)، وكذا ابن حجر كما في الحاشية السابقة.

(3)

مجموع الفتاوى (4/ 260 - 261) و (16/ 35)، تحفة المولود (306).

(4)

تفسير ابن كثير (2/ 196)(4/ 532)، والبداية والنهاية (1/ 45).

(5)

لوامع الأنوار (161 - 165).

(6)

التذكرة (200، 219).

(7)

فتح الباري (6/ 444)(11/ 369).

ص: 1152

نفخة البعث يحيى بها من مات، ويفيق من غشي عليه.

وخلاصة أدلة هذه الأقوال ما قاله ابن حجر رحمه الله، فأما عما ذهب إليه ابن حزم فقال: "هذا الذي ذكره من كون الثنتين أربعا ليس بواضح، بل هما نفختان فقط، ووقع التغاير في كل واحدة منهما باعتبار من يستمعها؛

فالأولى: يموت بها كل من كان حيا، ويغشى على من لم يمت ممن استثنى اللَّه.

والثانية: يعيش بها من مات، ويفيق بها من غشي عليه واللَّه أعلم".

وأما عن قول من جعلها ثلاث نفخات فقال رحمه الله: "وجدت مستند ابن العربي في حديث الصور الطويل، فقال فيه: "ثم ينفخ في الصور ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين" أخرجه الطبري هكذا مختصرا، وقد ذكرت أن سنده ضعيف ومضطرب"

(1)

.

ثم شرع رحمه الله يذكر الأدلة الصحيحة الصريحة في أنها نفختان فقال: "وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمرو أنهما نفختان، ولفظه في أثناء حديث مرفوع: "ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا، ورفع ليتا، ثم يرسل اللَّه مطرا كأنه الطل، فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. . . وفي كل

(1)

المصدر السابق (11/ 369).

ص: 1153

ذلك دلالة على أنهما نفختان فقط"

(1)

.

وقد جمع رحمه الله بين هذا القول والقول بأنها ثلاث نفخات، باعتبارهم أن الفزع نفخة مستلقة فقال: "ويمكن الجمع بأن النفخة الأولى يعقبها الصعق من جميع الخلق أحيائهم وأمواتهم، وهو الفزع كما وقع في سورة النمل:{فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}

(2)

، ثم يعقب ذلك الفزع للموتى زيادة فيما هم فيه، وللأحياء موتا، ثم ينفخ الثانية للبعث فيفيقون أجمعين"

(3)

.

وأما مكان النفخ في الصور فتضمنت الآثار أنه يكون ببيت المقدس، أو الباب الآخر كما في أثر عمرو بن العاص رضي الله عنه، وفي أثر أبي الزعراء أن الملك يقوم بين السماء والأرض، ولم أقف في هذه على شيء صحيح مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو موقوف على الصحابة، وما روي عن بعضهم فقد عرف عنه أنه يروي عن أهل الكتاب ككعب الأحبار الذي سبق أن أثر قتادة هو شيخه فيه، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص وقصته مشهورة في الزاملتين اللتين وجدهما وفيهما كتب أهل الكتاب، قال ابن كثير رحمه الله: "كان عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنهما قد أصاب يوم اليرموك زاملتين

(1)

فتح الباري (11/ 369 - 370).

(2)

سورة النمل، من الآية (87).

(3)

المصدر السابق (6/ 444)(11/ 369)، وانظر التذكرة (219) وقد جعل القرطبي الفزع مقارنًا لأحد النفختين إما الصعق الأولى ولعله الذي مال إليه، أو نفخة البعث واللَّه أعلم.

ص: 1154

من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك، والأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد، فإنها على ثلاثة أقسام:

أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.

والثاني: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه.

والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل، ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني"

(1)

.

وأما المستثنون من الموت في عند النفخ في الصور، فقد ورد في أثر سعيد بن جبير التنصيص على الشهداء، ولا شك في دخولهم في الاستثناء لثبوت الدليل في حقهم، بل رجح هذا القول القرطبي وقال:"قد ورد حديث أبي هريرة بأنهم الشهداء وهو الصحيح"

(2)

وقال ابن حجر:

(1)

تفسير ابن كثير (1/ 5)، وقد ذكر كثير من العلماء مكان النفخ في الصور بأنه بيت المقدس بل وذكروا له جملة من التعليلات بأنه أوسط الأرض، وبعده عن السماء، انظر تفسير ابن جرير (11/ 438)، والعاقبة للإشبيلي (266)، وتفسير ابن كثير (4/ 294)، وتفسير القرطبي (17/ 27) والتذكرة (229)، والدر المنثور (7/ 612)، وقد عبروا بصيغ التضعيف كقولهم: قيل، أو: ويروى، أو: وذكر ونحو ذلك واللَّه أعلم بحقيقة ذلك.

(2)

التذكرة (188).

ص: 1155

"ثبت ذلك للشهداء، ولا شك أن الأنبياء أرفع رتبة من الشهداء، وورد التصريح بأن الشهداء ممن استثنى اللَّه"

(1)

، هذا في حق الشهداء أما غيرهم فقال شيخ الإسلام:"أما الاستثناء فهو متناوِلٌ لمن دخل في الجنة من الحور العين، فإن الجنة ليس فيها موت، ومتناوِلٌ لغيرهم، ولا يمكن الجزم بكل من استثناه اللَّه؛ فإن اللَّه أطلق في كتابه، وقد ثبت في الصحيح أن النبي قال: "إن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى آخذا بساق العرش، فلا أدري هل أفاق قبلي، أم كان ممن استثناه اللَّه". . . وبكل حال النَّبِيُّ قد توقف في موسى، وهل هو داخل في الاستثناء فيمن استثناه أم لا، فإذا كان النبي لم يخبر بكل من استثنى اللَّه لم يمكنا نحن أن نجزم بذلك، وصار هذا مثل العلم بوقت الساعة، وأعيان الأنبياء، وأمثال ذلك مما لم يخبر به، وهذا العلم لا ينال إلا بالخبر واللَّه أعلم وصلى اللَّه على محمد وآله وصحبه وسلم"

(2)

.

ونص ابن القيم رحمه الله على الأقوال في المسألة فقال: "قيل هم الشهداء هذا قول أبي هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير.

وقيل هم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وهذا قول مقاتل وغيره.

(1)

فتح الباري (6/ 444).

(2)

مجموع الفتاوى (4/ 260)، ومثله القرطبي في تفسيره (15/ 245).

ص: 1156

وقيل هم الذين في الجنة من الحور العين وغيرهم، ومن في النار من أهل العذاب وخزنتها، قاله أبو إسحاق بن شاقلا من أصحابنا"

(1)

.

وبعد هذا يموت كل من بقي ويكون آخرهم ملك الموت، وقد عقد في ذلك القرطبي بابا فقال:"باب يفنى العباد ويبقى الملك للَّه وحده -أورد فيه بعض الأحاديث ثم قال- هذه الأحاديث تدل على أن اللَّه سبحانه يفني جميع خلقه أجمع. . . المقصود إظهار انفراده تعالى بالملك عند انقطاع دعوى المدعين، وانتساب المنتسبين؛ إذ قد ذهب كل ملك وملكه، وكل جبار ومتكبر وملكه، وانقطعت نسبتهم ودعاويهم"

(2)

، ولما تكلم ابن كثير عن نفخة الصعق قال:"نفخة الصعق وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السماوات والأرض، إلا من شاء اللَّه كما جاء مصرحا به مفسرا في حديث الصور المشهور، ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد الحي القيوم الذي كان أوَّلًا، وهو الباقي آخرا بالديمومة والبقاء"

(3)

.

(1)

الروح (35)، وانظر تفسير ابن جرير (11/ 27)، وتفسير البغوي (1/ 181)، والتذكرة للقرطبي (188).

(2)

التذكرة (194).

(3)

تفسير ابن كثير (4/ 82).

ص: 1157