الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن ابن شوذب، عن يزيد الرِّشْك
(1)
قال: "يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين ألف سنة، ويقضى بينهم في مقدار عشرة آلاف سنة"
(2)
.
1028 -
دثني محمد بن إدريس، دثنا ابن الأصبهاني، عن ابن السماك، عن شيخ من أهل البصرة، عن الحسن قال:"للناس يوم القيامة خمسين موقفا، كل موقف ألف سنة"
(3)
.
1029 -
دثنا علي بن الجعد، أرنا شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن حجر، عن سعيد بن جبير في قوله:{فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}
(4)
قال: "الشهداء ثنيّة اللَّه حول العرش متقلّدي السيوف"
(5)
.
التحليل والتعليق
تضمنت الآثار السابقة بعض الأهوال التي تحدث يوم القيامة، فهو عصيب وفيه أهوال وعظائم، فمنها: أن الناس يحشرون على هيئة ذليلة
(1)
هو يزيد بن أبي يزيد الضُبَعي مولاهم، أبو الأزهر البصري، يعرف بالرِّشْك، ثقة عابد وهم من لَيَّنَه، مات سنة (130 هـ) وهو ابن مائة سنة، التقريب (7793).
(2)
إسناده حسن، ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني صدوق يهم قليلا التقريب (3005)، وابن شوذب هو عبد اللَّه بن شوذب الخراساني صدوق عابد، التقريب (3408)، الأهوال (146) رقم (129)، وأورده ابن كثير في نهاية البداية (1/ 220) عن المصنف.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة المبهم، الأهوال (147) رقم (130)، وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 213) عن محمد بن النعمان مثله.
(4)
سورة الزمر، الآية (68).
(5)
سبق الأثر مخرجا (1009).
منكسي الرؤوس أيديهم على أكواعهم، مستوفزين على الركب؛ أي غير مطمئنين وإنما جالسين على ركبهم وأطراف أقدامهم
(1)
، وتدنو الشمس من العباد مسافة ميل أو ميلين أو أذرع، ويزاد في حرها ستون ضعفا، فيعرقون وتتفاوت درجاتهم في ذلك شيئًا فشيئا حتى إن منهم من يغرقه عرقه، ويزدحم الموقف حتى إن السعيد من وجد لقدميه موطئا، وتكون الأقدام كالنبل في القرن، وتفتح أبواب جهنم، فتهبّ عليهم رياحها وسمومها، كما يطول مكث الواقفين في ذلك اليوم، على اختلاف فيما ذكره السلف في مدة ذلك الوقوف، من مائة سنة، أو ثلاثمائة، أو أربعين ألف سنة، أو خمسين ألف سنة، وقد اكتفى ابن جرير بقوله:"بعض يقول: مقدار ثلاث مئة عام، وبعض يقول: مقدار أربعين عاما"
(2)
، بينما جعل هو والقرطبي هذا مشكلا فقد قال القرطبي: "قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
(3)
فمشكل مع هذه الآية، وقد سأل عبد اللَّه بن فيروز الديلمي عبد اللَّه بن عباس عن هذه الآية وعن قوله:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} فقال: أيام سماها سبحانه وما أدري ما هي؟ فأكره أن أقول فيها ما لا علم، ثم سئل عنها سعيد بن المسيب فقال: لا أدري، فأخبرته بقول ابن عباس، فقال ابن المسيب للسائل: هذا ابن
(1)
انظر معاني القرآن للنحاس (6/ 431)، تفسير القرطبي (10/ 250)، فتح القدير (5/ 15).
(2)
انظر تفسير ابن جرير (30/ 92 - 93)، وابن كثير (4/ 622).
(3)
سورة المعارج، من الآية (4).
عباس اتقى أن يقول فيها، وهم أعلم مني، ثم تكلم العلماء في ذلك فقيل: إن آية {سَأَلَ سَائِلٌ} هو إشارة إلى يوم القيامة، بخلاف هذه الآية، والمعنى: أن اللَّه تعالى جعله في صعوبته على الكفار كخمسين ألف سنة، قاله ابن عباس، والعرب تصف أيام المكروه بالطول، وأيام السرور بالقصر. . .
وقيل: إن يوم القيامة فيه أيام، فمنه ما مقداره ألف سنة، ومنه ما مقداره خمسون ألف سنة.
وقيل: أوقات القيامة مختلفة؛ فيعذب الكافر بجنس من العذاب ألف سنة، ثم ينتقل إلى جنس آخر مدته خمسون ألف سنة.
وقيل: مواقف القيامة خمسون موقفا، كل موقف ألف سنة، فمعنى:{ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ}
(1)
أي مقدار وقت، أو موقف من يوم القيامة وقال النحاس: اليوم في اللغة بمعنى الوقت، فالمعنى: تعرج الملائكة والروح إليه في وقت كان مقداره ألف سنة، وفي وقت آخر كان مقداره خمسين ألف سنة"
(2)
.
فالظاهر أن ما صح من هذه الأعداد يحمل على اختلاف حال الإنسان من مسلم وكافر، ودرجات كل منهما، أو يحمل على اختلاف مواقف يوم القيامة فيكون لكل موقف مدة تخصه، ومجموع وقت يوم القيامة من بدايته إلى نهايته هو خمسون ألف سنة واللَّه أعلم.
(1)
سورة السجدة، من الآية (5).
(2)
تفسير القرطبي (14/ 89)، وانظر تفسير ابن جرير (5/ 300)، تفسير البغوي (1/ 300).