الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1038 -
دثنا خلف ومحمد بن سليمان، دثنا أبو الأحوص، عن آدم ابن علي قال: سمعت ابن عمر يقول: "إن الناس يصيرون جثا يوم القيامة، كل أمة تتبع نبيّها يقولون: يا فلان، اشفع لنا حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي، فذلك اليوم الذي يبعثه اللَّه المقام المحمود"
(1)
.
التحليل والتعليق
تضمن أثرا حذيفة وابن عمر رضي الله عنهما تفسير المقام المحمود بأنه الشفاعة العظمى التي يشفعها النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف لكي يأتي اللَّه لفصل القضاء بينهم، قال ابن عبد البر: "على هذا أهل العلم في تأويل قول اللَّه عز وجل: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)}
(2)
أنه الشفاعة،
= وأبو نعيم في الحلية (1/ 278)، والبزار في مسنده (7/ 329) رقم (2926)، والحارث في مسنده كما في بغية الباحث (2/ 1007) رقم (112)، والنسائي في الكبرى (6/ 381) رقم (11294) عن شعبة به، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 377):"رواه البزار موقوفا ورجاله رجال الصحيح"، وانظر الدر المنثور (5/ 325)، وقد روي هذا الحديث مرفوعا ولا يصح كما قال أبو حاتم الرازي في العلل (2/ 217)، وقال الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم (353) بأنه:"في حكم المرفوع؛ لأن مثله لا يقال بالرأي"، وانظر المطالب العالية (5/ 119 - 120).
(1)
إسناده صحيح، الأهوال (164) رقم (152)، أخرجه البخاري في صحيحه (8/ 399 فتح) رقم (4718).
(2)
سورة الإسراء، من الآية (79).
وقد روي عن مجاهد أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش، وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية، والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين، أن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع فيه لأمته، وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك، فصار إجماعا في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة"
(1)
.
وقال ابن جرير: "اختلف أهل التأويل في معني ذلك المقام المحمود، فقال أكثر أهل العلم: ذلك هيو المقام الذي هو يقومه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم. . . وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} لما ذكرنا من الرواية عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن اللَّه يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه قول غير مدفوع صحته؛ لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك"
(2)
.
وكذلك ابن حجر والشوكاني -رحمهما اللَّه- ذكرا أن قول مجاهد لا يعارض القول بأن المقام المحمود هو الشفاعة، بل يمكن أن يكون الأمران معا الإقعاد والشفاعة، ويكون الإقعاد من صفات المقام المحمود الذي
(1)
التمهيد (19/ 63 - 64)، وانظر فتح الباري (11/ 426).
(2)
تفسير ابن جرير (8/ 129).
يشفع فيه صلى الله عليه وسلم
(1)
، وهذا الذي ذهب إليه الإمام القصاب رحمه الله فجوّز أن تكون الشفاعة من موضع الإقعاد، فالأمر ممكن غير مستحيل كما يدعي بعض المؤولة للنصوص
(2)
، لكن الشأن في الجزم به.
(1)
انظر: فتح الباري (11/ 427)، فتح القدير.
(2)
انظر: مقدمة تبيين كذب المفتري (14) للكوثري، ولا غرابة في قولهم إذا علم أصلهم: أنه ليس على العرش شيء، كما نسبه لهم غير واحد من علماء أهل السنة، انظر: السنة للخلال (1/ 251)، العلو للذهبي (129).