الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعقد المؤتمر العاشر في بازل. وكانت بين سنة 1905 - 1911 الفكرة اليهودية الوطنية جامدة وشعر قوادهم أن استرداد الأرض المقدسة شيء بعيد المنال حتى إن الحصول على قطعة من الأرض أمر عسير. وفي سنة 1913 عقد المؤتمر الحادي عشر وكانت أبحاثه جامدة وقد توالى على الحركة الصهيونية في هذه الفترة الخذلان، ولولا الحرب لعدلوا عن غايتهم القومية وأرجئوا البحث في فلسطين إلى حين. والحقيقة أن دور القهقري في تاريخ الحركة الصهيونية بدأ بوفاة هرتسل.
الأوضاع الصهيونية:
1 المصرف اليهودي الاستعماري: ليست مقاصد هذا المصرف مالية فقط بل سياسية أيضاً وبما أنه اكتسب حقوق الشركات ذات الامتياز فقد اتخذ أداة لهيئة الصهيونية العملية، وغايته العمل في فلسطين أو سورية أو في بقعة أخرى أياً كانت إذا اقتضت مصلحة اليهود ذلك. ولكن تعدل هذا النص وقيد بهذه الجملة
العمل في فلسطين وسورية وسائر أنحاء تركيا آسيا فقط وفتح فرع لهذا المصرف. وأسست سنة 1905 فروع مالية لشركة انجلوا فلسطين في القدس ويافا وحيفا والناصرة لنفس هذه الغاية.
2 البنك المالي اليهودي: وغايته توفير رأس مال دائم يجعل ملكاً للطائفة اليهودية ليستخدم في أغراضها الخصوصية مثل مشترى الأرض في فلسطين ويشترط أن لا يمس رأس ماله حتى يبلغ مليون شلن ويجب بقاء نصف هذه القيمة في المصرف. وتجمع أمواله من استعمال طوابع البريد الإضافية التي تلصق على رسائل الصهيونيين ومن الدعوات والهبات وما شابه ذلك.
العمل التهذيبي: كان توحيد التعليم اليهودي من أهم أغراض الصهيونية الرئيسة لذلك شرعوا في إقامة غرف قراءة ومنتديات للخطب وللدروس الليلية في أماكن مختلفة وفي سنة 1903 أنشئوا مدرسة البنات القومية في يافا، وقد نظم سنة 1901 حاييم ويزمان منهاجاً تاماً لجامعة عبرية وفتح لها فرع للآداب في القدس وعملوا لها بضعة احتفالات ولم تزل في مهدها.
جمعيات الطلبة: لما انتشرت الفكرة الصهيونية تغلغلت في نفوس الطلبة
اليهود في فرنسا وروسيا وغليسيا ورومانيا وتواصوا بالمحافظة على الشعور اليهودي وتعزيز الآداب العبرية وكان شعارهم إلى الأمام. ووجهوا اهتمامهم لاستعمار فلسطين وتألفت بعد ذلك جمعيات عديدة من طلبة المكاتب وانتقوا أسماء وطنية تشير إلى نهضاتهم السابقة وفتح لها فروع في فلسطين.
الجمعيات الرياضية: دعيت رياضية ولكن غايتها في الحقيقة عسكرية لا سيما وأن أسماءها ترمي إلى هذا الغرض، وقد امتدت بسرعة إلى الأستانة وبرلين وصوفيا وبخارى وهمبورغ. وانتشرت فروعها في فلسطين بأسماء مختلفة وظهرت بالتمرين على حمل السلاح والحركات العسكرية وتنظيم الجند.
الصحافة: للصحافة اليهودية أثر كبير في نشر الدعوة الصهيونية، فلهم صحف عديدة في روسيا والنمسا وألمانيا وإنكلترا وإيطاليا وغيرها من الممالك، وهي تكتب المقالات الطويلة انتصاراً لقضيتهم ودفاعاً عن صهيونيتهم وقد كان لهم بضع صحف في فلسطين لا قيمة لها.
انتشار الصهيونية: راجت الفكرة الصهيونية عند كثير من اليهود فانضم إليها أشخاص ما عرفوا شيئاً عن الغاية الصهيونية، وتبرع فريق منهم دون أن يكلفوا إلى ذلك حتى إنك لا تجد فئة من اليهود إلا وبينهم صهيونيون، وغالوا بإظهار دعوتهم وجاهروا برفع رايتهم الزرقاء البيضاء في احتفالاتهم فاحتج العرب على ذلك على غير طائل، ولا نزال نرى اللونين الأزرق والأبيض وفي نصفهما المثلث المتقاطع ترس داود يرفرفان أيام أعيادهم على صدورهم أو على مرتفعات معاهدهم أو على طرفهم وسلعهم.
الأحزاب الصهيونية: بذل اليهود جهوداً كبيرة لاستعمار فلسطين وحصل تباين في آرائهم فانفصل بضع فرق عن جامعتهم وبرزت في المؤتمرات وكثيراً ما كانت المنافسة عنيفة بين هذه الفرق التي سنذكرها هنا:
1ً فرقة الحكومة: وهي أتباع هرتسل ومنهاجهم ما صرح به رئيس المؤتمر في جلساته العديدة من وجوب إنشاء وطن لليهود في فلسطين والأقاليم المجاورة لها يضمن ضماناً شرعياً مع تمسكهم بقرار مؤتمر بازل.
2ً فرقة الوسط المزراحية: وهم عصبة اليهود المتدينين الذين ألفوا فرقتهم أثناء انعقاد المؤتمر الخامس وهي فرع من حزب المتطرفين وقد تزايد أعضاء هذا الحزب وعقدوا مؤتمراً خاصاً سنة 1904