الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يملكون قبل الحرب نحو 177 ميلا مربعاً وكان لهم 43 مستعمرة. أما اليوم فيملكون نحو 319 ميلاً مربعاً أي ستة في المائة من مجموع الأرض الزراعية وبلغت مستعمراتهم نحو 100 قرية أكثرها في الساحل وبعضها اشتراكية. فالبيع والشراء والزراعة والأكل والمعيشة كلها مشتركة والعزّاب نساء ورجالاً ينامون معاً أما المتزوجون فلهم غرف خصوصية، ويؤخذ الأولاد من والديهم يجعلون تحت المراقبة ويعنى بأمرهم لأنهم ملك مشترك للمستعمرة. وأكثر مستعمرات اليهود تعتمد على المساعدات الخارجية وعلى قروض المصارف ويملك البارون روتشلد 40بالمائة مما يملكه اليهود في فلسطين.
المعارف والمصارف والصحافة والمشاريع
الاقتصادية:
لليهود في فلسطين إدارة معارف تشرف على المدارس اليهودية من صهيونية وأرثوذكسية وهي مستقلة عن إدارة الحكومة. وقد كان لليهود سنة 1919 1920 مائة وعشر مدارس فيها 11220 تلميذاً و584 معلماً وقي سنة 1921 بلغت مدارسهم نحو 135 مدرسة فيها 523 معلماً و12830 طالباً وهي موزعة كما يأتي: في القدس 33 مدرسة وفي يافا 17 وفي حيفا 6 وفي طبريا 4 وفي صفد 4 وفي المدن الأخرى 587 في مستعمراتهم و6 في سورية.
ويقدرون أن 83بالمائة من أبناء اليهود في فلسطين يتعلمون في المدارس اليهودية ويندر أن يدخلوا المدارس الأجنبية. أما المدارس اليهودية في فلسطين فمتنوعة فبينما تجد المدرسة الدينية التي تشبه الكتاتيب المعروفة عند العرب ولا تعلم سوى التلمود والتوراة على الأصول القديمة، تجد من جهة أخرى بساتين الأطفال الحديثة تسير على نظم منتسوري وفروبل. وهي أنواع فمنها مدرستان ثانويتان اختلط فيهما الشبان والشابات إحداهما في القدس والأخرى في يافا، ولهم مدرسة صناعية في حيفا، ودار معلمات في يافا ودار معلمين في القدس، ولهم مدرسة نيتر الزراعية التي أُسست منذ 50 سنة تقريباً وفيها 100 طالب وقد كانت تابعة لجمعية الاتحاد الإسرائيلي الاليانس فأُلحقت مؤخراً بالجمعية الصهيونية. ولهم مدرسة تجارية في يافا وثلاث مدارس للموسيقى ومدرسة للفنون الجميلة في القدس. ولغة التعليم في جميع هذه المدارس العبرية وبرامجها
تشبه برامج مدارس أواسط أوربا مع تعديل طفيف. وهم يشددون إلى حد الإفراط في الاهتمام بتعليم جغرافية فلسطين وتاريخها اليهودي.
ومجموع ما أنفقته إدارة المعارف الصهيونية سنة 1920 120 ألف جنيه أي ينفق على كل تلميذ تسعة جنيهات وهو معدل باهظ جداً. ولكن موازنتهم أخذت تتناقص إلى أن بلغت 80000 جنيه رغم ازدياد الطلاب. وقد ساءت الحالة المالية وامتنعت إدارة المعارف الصهيونية عن دفع رواتب المعلمين فتذمروا وأنذروها بالإقلاع عن العمل إن لم تجبهم إلى مطاليبهم فلم تصغ إليهم وعجزت عن أداء مشاهراتهم فاضربوا شهراً كاملاً ثم حل المشكل حلاً سياسياً. والرسوم في المدارس اليهودية هي عالية جداً يؤدي الطالب الخارجي في المدرسة الثانوية ما يقارب العشرين جنيهاً سنوياً لقاء التعليم فقط. وقد أسس اليهود أوبرا إسرائيلية إلا أن الإقبال عليها قليل لكون لغتها عبرانية ويُقدر ما أنفقه اليهود من المال بعد الحرب بستة ملايين جنيه. مليون واحد اشتروا به أرضاً ومليون للصنائع ونصف مليون للمساعدات وثلاثة ملايين ونصف للاستعمار والتهذيب وللأمور المختلفة سياسية وإدارية.
أعظم مصرف لليهود في فلسطين بنك انكلو فلسطين الذي كان رأس ماله سنة 1920 100 ألف جنيه وفيه من الودائع 700 ألف جنيه أما الآن فقد زيد رأس ماله إلى 300 ألف جنيه واحتفظ هذا المصرف بأرباحه ولم يوزعها منذ سنة 1914 وذلك لأنه اضطر إلى تسليف المستعمرين قروضاً لمدد طويلة. وإدارة هذا المصرف العليا في لندن وله فروع في أمهات المدن الفلسطينية والسورية ولهم غير هذا المصرف مصارف عقارية. وأُخرى تسلفهم للبناء وكلها تفضل معاملة اليهود على غيرهم وتعطيهم بفائدة أقل مما تأخذه من العرب. ولليهود بضع صحف في فلسطين يصدر بعضها باللغة الإنكليزية مثل فلسطين الأسبوعية النشرة الفلسطينية وبعضها يصدر باللغة العبرانية ومنها دَوَار لسان حال العمال وها آرتس، ودؤار هايوم. وكولي إسرائيل لسان حال الأرثوذكس ومجلة هايشوف
وغيرها من الصحف الضئيلة.
في 21 أيلول سنة 1921 عقد اتفاق بين وكلاء التاج بالنيابة عن السر