المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الألف 1 - آخر الطب الكي. 2 - آخر من يدخل - دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ - جـ ٢

[شحاتة صقر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌أحاديث ضعيفةوموضوعة ولا أصل لها

- ‌خطورة انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين الناس

- ‌أسباب انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين الناس:

- ‌من الآثار السيئة للأحاديث الضعيفة والموضوعة:

- ‌1 - عدم تقبل الناس للأحاديث الصحيحة بعد سماعهم للأحاديث الضعيفة:

- ‌2 - إيقاع المسلم في الشرك الصريح:

- ‌3 - التشنيع على أهل الحديث:

- ‌4 - تعليم الناس ما لم يثبت:

- ‌5 - تأصيل أصول مخالفة للشريعة:

- ‌6 - إفساد الأخلاق:

- ‌7 - تغيير سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌8 - إلغاء قواعد في أصول الفقه:

- ‌9 - التفرقة بين المسلمين:

- ‌10 - تشويه سمعة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌11 - إعانة المستهترين على الاجتراء على الله بالمعاصي:

- ‌12 - الابتداع في العبادة، ومخالفة السنة:

- ‌13 - مساواة المسلمين بأهل الذمة:

- ‌14 - الصد عن سبيل الله:

- ‌15 - إلقاء الشك والريبة بين المسلمين؛ ونشر الخرافة بينهم:

- ‌16 - التضييق على الناس في أمورٍ من المباحات:

- ‌17 - أحيانًا تؤدي الأحاديث الضعيفة والموضوعة إلى احتقار النساء:

- ‌نماذج منأثر الحديثالضعيف والموضوعفي تخريب العقائد

- ‌أولًا: في أسماء الله وصفاته وتوحيده:

- ‌ثانيا: في حقيقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌مَن أرادُوا شَيْنَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌ثالثا: في العصبيات والأهواء:

- ‌رابعا: الأحاديث الموضوعة والخرافة:

- ‌خامسًا: الأحاديث الموضوعة في القرآن:

- ‌أحاديثضعيفة وموضوعة ولا أصل لها

- ‌تنبيهاتقبل قراءة الأحاديث

- ‌التنبيه الأول:

- ‌التنبيه الثاني:

- ‌التنبيه الثالث:

- ‌التنبيه الرابع:

- ‌التنبيه الخامس:

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العَيْن

- ‌موضوعات عامة

- ‌52 - أقسام البركة

- ‌53 - من صور البركة

- ‌54 - البركة في المجتمع المسلم

- ‌55 - عندما ترد الأرض بركتها

- ‌56 - كيف نحصل على البركة

- ‌57 - من وسائل الحصول على البركة

- ‌58 - التبرك المشروع والتبرك الممنوع

- ‌59 - قصة أصحاب الأخدود

- ‌60 - استضعاف وثبات

- ‌61 - الثبات حتى الممات

- ‌63 - مفهوم الإصلاح في الإسلام

- ‌64 - خصائص الشريعة الإسلامية

- ‌65 - نظام الحكم في الإسلام

- ‌66 - دين اسمه العلمانية

- ‌67 - شريعة الله لا شريعةالبشر حتى لا تغرق السفينة

- ‌68 - الشريعة خيرٌ كلها

- ‌71 - الاختلاط بين الرجال والنساء

- ‌72 - الفرق بين الخلوة والاختلاط

- ‌74 - من الثمار المُرّة للاختلاط

- ‌75 - واجِبُنا نحو آل بيت النبي

- ‌76 - معاوية بن أبي سفيان

- ‌77 - من فضائل معاوية

- ‌78 - من صفات معاوية

- ‌82 - السبيل إلى سلامة الصدر

- ‌83 - السهر

- ‌84 - أضرار السهر

- ‌85 - أنواع الهموم

- ‌86 - علاج الهموم

- ‌88 - مَن ترك لله عوضه الله

- ‌90 - المسجد الأقصىفي قلب كل مسلم

- ‌91 - لا يضر السحابَ نبحُ الكلاب

- ‌92 - الله سبحانه وتعالىيدافع عن خليله صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌93 - المولد النبوي هل نحتفل

- ‌94 - لماذا لانحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌95 - كشف شبهاتمن قال بجواز الاحتفال بالمولد

- ‌96 - كشفشبهات حول الاحتفال بالمولد

- ‌97 - رأس السنة هل نحتفل

- ‌98 - شم النسيم هل نحتفل

- ‌99 - حكمالاحتفال بشم النسيم

- ‌100 - عيد الأم هل نحتفل

الفصل: ‌ ‌حرف الألف 1 - آخر الطب الكي. 2 - آخر من يدخل

‌حرف الألف

1 -

آخر الطب الكي.

2 -

آخر من يدخل الجنة رجل يقال له: جهينة فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين.

3 -

آخر ما تكلم به إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل (1).

4 -

آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل.

5 -

آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفَتْرة، وآفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المنّ، وآفة الجمال الخيلاء.

6 -

آفة العلم النسيان، وإضاعته أن تحدث به غير أهله.

7 -

آلُ القرآن آلُ الله.

8 -

آلُ محمد كل تقي.

9 -

آمن شعر أمية بن أبي الصلت وكفر قلبه.

10 -

آمين خاتم رب العالمين على لسان عباده المؤمنين.

11 -

آية الكرسي ربع القرآن.

12 -

آية من كتاب الله خير من محمد وآله؛ لأن القرآن كلام الله غير مخلوق (2).

13 -

أبَى الله أن يجعل للبلاء سلطانًا على بدن عبده المؤمن.

(1) صح من كلام ابن عباس فروى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِىَ فِى النَّارِ: "حَسْبِىَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".

(2)

عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق.

ص: 49

14 -

أبَى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب.

15 -

أبَى الله أن يصح إلا كتابه.

16 -

ابتدروا الأذان، ولا تبتدروا الإمامة.

17 -

أبْدِ المَودَّةَ لِمنْ وَادَّكَ تَكُنْ أَثبتَ.

18 -

أبردوا بالطعام، فإن الطعام الحار غير ذي بركة.

19 -

أبغض الحلال إلى الله الطلاق.

20 -

أبْقِ للصلح موضعًا.

21 -

ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا.

22 -

أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافًا بحقه يعدل ذلك». رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت:«يا رسول الله! أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال؛ فإن نصبوا أجِروا، وإن قتلوا كانوا أحياءً عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟» قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافًا بحقه يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله» .

23 -

ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحِضْ ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها من النار.

24 -

ابنُكَ لَهُ أجرُ شَهيدَينِ»، رُوِيَ أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال لها: أم خلاد، وهي منتقبة، تسأل عن ابنها وهو مقتول. فقال لها بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«جئت تسألين عن ابنك، وأنت منتقبة؟!» (1). فقالت: «إن أُرزأ ابني فلن أرزا حيائي!!» ،

(1) تأمل الأثر السيئ لهذا الحديث الضعيف، فإن من يقرأ الإنكار على المرأة أنها تسأل وهي منتقبة يتوهم أن النقاب لم يكن موجودًا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مع أن احتجاب النساء عن الرجال الأجانب ظل هو الأصل حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبدايات القرن العشرين الميلادي عندما بدأ بعض المغرورين

ينخدع بحركة ما يسمى (تحرير المرأة). وإذا قرأت ما سطره علماء الحملة الفرنسية الصليبية على مصر، من وصف للمجتمع المصري في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وبداية القرن التاسع عشر، وجدت أن ستر الوجه عند الخروج من المنزل، وعدم الاختلاط حتى داخل البيوت كان هو الأصل عند حكام البلاد وعامة الشعب.

ومما قالوه: «النساء في كل الظروف لا يخرجن مطلقًا سافرات الوجوه، بل يغطين وجوههن بالبرقع. . . ولا يدخل الرجال مطلقًا ـ فيما عدا بعض الأهل الأقربين ـ إلى مسكن السيدات. . . ولم يستطع الرحّالة السابقون على الغزو أن يتعرفوا على أحوال سيدات الطبقة المسيطرة، وذهبت أدراج الرياح كل توسلاتهم اللحوح؛ فلم يكن عظماء مصر ليسمحوا لأحد بأن يتطلع إلى جمال زوجاتهم» [وصف مصر (1/ 64 - 65) تأليف ج دي شابرول، ترجمة زهير الشايب].

فإذا كان هذا حال المسلمين في تلك القرون فما ظنك بخير القرون الذي عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ص: 50

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم «ابنُكَ لَهُ أجرُ شَهيدَينِ» . قَالتْ: «وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسولَ اللهِ؟» ، قَالَ:«لأنَّهُ قَتَلهُ أهلُ الكِتابِ» .

25 -

أبو بكر وعمر خير الأولين وخير الآخرين وخير أهل السماوات وخير أهل الأرض، إلا النبيين والمرسلين.

26 -

أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى.

27 -

أتى سائل امرأة وفي فمها لقمة فأخرجت اللقمة فناولَتْها السائل، فلم تلبث أن رُزِقَتْ غلامًا، فلما ترعرع جاء ذئب فاحتمله؛ فخرجت تعدو في أثر الذئب وهي تقول:«ابني ابني!» ، فأمر الله تعالى ملَكا:«الحق الذئب فخذ الصبي مِن فِيه، وقل لأمه: «الله يقرئك السلام» وقل: «هذه لقمة بلقمة» .

28 -

أتاني جبريل آنفا فقلت: يا جبريل، حدثني بفضائل عمر في السماء، فقال:«يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر في السماء مثل ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر لَحَسنة من حسنات أبي بكر» .

ص: 51

29 -

أتاني جبريل، فأخذ بيدي، فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي»، فقال أبو بكر:«يا رسول الله! وددتُ أني كنت معك حتى أنظر إليه» ، فقال:«أما إنك يا أبا بكر! أول من يدخل الجنة من أمتي» .

30 -

أتاني جبريل فقال: «إذا أنت عطستَ فقل: الحمد لله ككرمه، والحمد لله كعز جلاله، فإن الله عز وجل يقول: صدق عبدي، صدق عبدي، صدق عبدي، مغفورًا له» .

31 -

أتاني جبريل فقال: «يا محمد! إن الأمة مفتونة بعدك قلت له: «فما المخرج يا جبريل» ، قال:«كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو حبل الله المتين، وهو الصراط المستقيم، وهو قول فصل ليس بالهزل، إن هذا القرآن لا يليه من جبار فيعمل بغيره إلا قصمه الله، ولا يبتغي علما سواه إلا أضله الله، ولا يخلق عن رده، وهو الذي لا تفنى عجائبه، من يقُل به يصدق، ومن يحكم به يعدل، ومن يعمل به يؤجر، ومن يقسم به يقسط» .

32 -

أتاني جبريل فقال: «يا محمد! إن أمتك مختلفة بعدك، قال: فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟ قال: فقال: كتاب الله تعالى، به يقصم الله كل جبار، من اعتصم به نجا، ومن تركه هلك، مرتين، قول فصل، وليس بالهزل، لا تختلقه الألسن، ولا تفنى أعاجيبه، فيه نبأ ما كان قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبر ما هو كائن بعدكم» .

33 -

أتاني جبريل، فقال:«إن ربي وربك يقول لك: تدري كيف رفعت لك ذكرك؟ قلت: «الله أعلم» ، قال:«لا أذْكَر، إلا ذُكِرْتَ معِي» .

34 -

أتاني جبريل عليه السلام فقال: «هذه ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من نار بعدد شعور غنم بني كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك، ولا إلى مشاحن، ولا إلى قاطع رحم، ولا إلى مسبل، ولا إلى عاق لوالديه، ولا إلى مدمن خمر» .

ص: 52

35 -

أتاني جبريل فقال: «يا محمد إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام، ويقول: وعزتي وجلالي لا أعذب أحدًا يُسمى باسمك يا محمد بالنار» .

36 -

أتاني جبريل فقال: «يا محمد، ربك يقرأ عليك السلام ويقول: إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لَكَفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالقلة ولو أغنيته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو أصححته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لكفر» .

37 -

أتاني جبريل فقال: «يا محمد لولاك ما خُلِقت الجنة ولولاك ما خُلِقت النار» .

38 -

اتبع الطرق، ولو دارت، وخذ - أو تزوج - البكر، ولو بارت (1).

39 -

أتَدْرُون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا؟»، قالوا:«يا رسول الله الملائكة؟» ، قال:«هم كذلك، ويحق ذلك لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها؟ بل غيرهم» ، قالوا:«يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة والرسالة؟» ، قال:«هم كذلك ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها؟ بل غيرهم» . قلنا: «فمن هم يا رسول الله؟» ، قال:«أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يَرَوْني (2)، ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانًا» .

(1) عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله رضي الله عنهما قَالَ: «تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فِى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَلَقِيتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «يَا جَابِرُ تَزَوَّجْتَ؟» . قُلْتُ: «نَعَمْ» . قَالَ «بِكْرٌ أَمْ ثَيِّبٌ» . قُلْتُ: «ثَيِّبٌ» . قَالَ «فَهَلَاّ بِكْرًا تُلَاعِبُهَا» . قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِى أَخَوَاتٍ فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِى وَبَيْنَهُنَّ» . قَالَ «فَذَاكَ إِذًا، إِنَّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا وَمَالِهَا وَجَمَالِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» . (رواه البخاري ومسلم).

(2)

وإنما يصح من هذا الحديث بعضه، وهو في حديث أَبِي جُمْعَةَ حَبِيبِ بْنِ سِبَاعٍ رضي الله عنه قال:«تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا، أَسْلَمْنَا مَعَكَ، وَجَاهَدْنَا مَعَكَ؟» ، قَالَ:«نَعَمْ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي» .

=

= [قال الألباني في (السلسلة الضعيفة، رقم 649): «رواه الدارمي وأحمد والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي. وأقول: إسناد الدارمي وأحد إسنادي أحمد صحيح إن شاء الله تعالى»].

ص: 53

40 -

أتدرون كم بين السماء والأرض؟» رُوِيَ عن عباس بن عبد المطلب قال كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال: «أتدرون ما هذا؟» ، قلنا:«السحاب» . قال: «والمزن» . فقلنا: «والمزن» . قال: «والعَنان» . فسكتنا فقال: «أتدرون كم بين السماء والأرض؟» ، قلنا:«الله ورسوله أعلم» . قال: «بينهما مسيرة خمس مائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمس مائة سنة، وكشف كل سماء خمس مائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين رُكَبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تبارك وتعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء» .

41 -

أتدرين أي ليلة هذه؟»، رُوِيَ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحركت فرجعت فسمعته يقول في سجوده: «أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» . فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: «يا عائشة! - أو يا حميراء - أظننت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خاس بك؟» . قلت: لا والله يا رسول الله! ولكني ظننت أنك قُبِضت لطول سجودك». فقال: «أتدرين أي ليلة هذه؟» . قلت: «الله ورسوله أعلم» . قال: «هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم» .

ص: 54

42 -

أتدرين ما حديث خرافة؟ إن خرافة كان رجلًا من بني عذرة فأصابته الجن فكان فيهم حينًا، فرجع إلى الإنس، فجعل يحدثهم بأشياء تكون في الجن، وبأعاجيب لا تكون في الإنس، فحدّث أن رجلًا من الجن كانت له أم، فأمرَتْهُ أن يتزوج، فقال:«إني أخشى أن يدخل عليك من ذلك مشقة أو بعض ما تكرهين، فلم تَزَلْ به حتى زوَّجَتْه، فتزوج امرأة لها أم، فكان يقسم لامرأته ولأمه، ليلة عند هذه، وليلة عند هذه، قال: وكانت ليلة امرأته، فكان عندها، وأمه وحدها، فسلم عليها مُسَلّمٌ، فردت السلام ثم قال: «هل من مبيت؟» ، قالت:«نعم» ، قال:«فهل من عشاء؟» ، قالت:«نعم» ، قال:«فهل من محدث يحدثنا؟» ، قالت:«نعم، أرْسِلُ إلى ابني يحدثكم، قال: «فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك؟» ، قالت:«هذه إبل وغنم» ، قال أحدهما لصاحبه:«أعط متمنيا ما تمنى وإن كان خيرًا» ، وقد ملئت دارها إبلًا وغنمًا، فرأت ابنها خبيث النفس فقالت:«ما شأنك؟ لعل امرأتك كلفتك أن تُحَوَّل إلى منزلي، وتحولني إلى منزلها؟» ، قال:«نعم» ، فقالت:«فنعم» ، فتحولت إلى منزل امرأته، وتحولت امرأتُه إلى منزل أمه، فلبثا ثم أصاباها والفتى عند أمه، فسلما فلم تَرُدّ السلام، فقالا:«هل من مبيت؟» ، قالت:«لا» ، قالا:«فعشاء؟» ، قالت:«ولا» ، قالا:«فما إنسان يحدثنا؟» ، قالت:«ولا» ، قال:«فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك؟» ، قالت:«سباع» ، فقال أحدهما لصاحبه:«أعط متمنّيًا ما تمنى، وإن كان شرًّا» ، فملئت عليها دارُها سباعًا، فأصبحوا وقد أكِلَتْ.

43 -

أَتَدْرِينَ مَا خُرَافَةُ؟» روي عَنْ عَائِشَةَ سدد خطاكم قَالَتْ: «حَدَّثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم نِسَاءَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَدِيثًا فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: «يَا رَسُولَ الله كَانَ الْحَدِيثُ حَدِيثَ خُرَافَةَ» . فَقَالَ: «أَتَدْرِينَ مَا خُرَافَةُ؟ إِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلًا مِنْ عُذْرَةَ أَسَرَتْهُ الْجِنُّ فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَمَكَثَ فِيهِمْ دَهْرًا طَوِيلًا ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الإِنْسِ فَكَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا رَأَى فِيهِمْ مِنَ الأَعَاجِيبِ فَقَالَ النَّاسُ: حَدِيثُ خُرَافَةَ» .

ص: 55

44 -

اتخَذَ الله إبراهيم خليلًا وموسى نجيًّا، واتخذني حبيبًا (1)، ثم قال:«وعزتي وجلالي لأوثِرَنَّ حبيبي على خليلي ونجيِّي» .

45 -

اتخِذوا عند الفقراء أيادٍ فإن لهم دولة يوم القيامة.

46 -

أتَرِعُون (2) عن ذكر الفاجر؟ متى يعرفه الناس؟ اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس.

47 -

اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ»، رُوِيَ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 2 - 3)، في رجل من أشجع كان فقيرًا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله فقال له:«اتق الله واصبر» فرجع إلى أصحابه فقالوا: «ما أعطاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟» ، فقال:«ما أعطاني شيئًا وقال لي: «اتق الله واصبر» .

فلم يلبث إلا يسيرًا حتى جاء ابن له بغنم له كان العدو أصابوه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله عنها وأخبره خبرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«كُلْها» فنزلت {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 2 - 3).

48 -

اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ»، رُوِيَ عن سالم بن أبي الجعد {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (الطلاق: 2) قال: نزلت في رجل من أشجع جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو مجهود، فسأله فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:«اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ» ، قال:«قد فعلت» ، فأتى قومه، فقالوا:«ماذا قال لك؟» ، قال: قال: «اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ» ، فقلت: قد فعلت حتى قال ذلك ثلاثًا»، فرجع فإذا هو بابنه كان أسيرًا في بني فلان من العرب، فجاء معه بأعنز فرجع إلى النبي

(1) قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهِ - تَعَالَى - قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا» (رواه مسلم).

(2)

(أَتَرِعُون) بفتح همزة الاستفهام والمثناة فوق وكسر الراء، أي أتتحرجون وتكفون وتتورعون.

ص: 56

- صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:«إن ابني كان أسيرًا في بني فلان، وإنه جاء بأعنز هل تطيبُ لي يا رسول الله؟» ، قال:«نعم» .

49 -

اتق شر من أحسنت إليه.

50 -

اتقوا البرد فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء.

51 -

اتقوا ذوي العاهات.

52 -

اتقوا غضب عمر؛ فإن الله يغضب اذا غضب.

53 -

اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله.

54 -

اتقوا مواضع التهم (1).

55 -

أتَمْشِي أمام رجل ما اطلعت الشمس على حرمته، رُوِيَ عن جابر سدد خطاكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى أبا الدرداء يمشي أمام أبي بكر فقال:«أتَمْشِي أمام رجل ما اطلعت الشمس على حرمته» .

56 -

أُتِيتُ بالبراق، فركبْتُ خلف جبريل عليه السلام، فسار بنا إذا ارتفع ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه، فسار بنا في أرض غمة منتنة، حتى أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة، فقلت:«يا جبريل! إنا كنا نسير في أرض غمة منتنة، ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة» ، قال:«تلك أرض النار، وهذه أرض الجنة» . فأتيت على رجل قائم يصلي، فقال:«من هذا معك يا جبريل؟» قال: «هذا أخوك محمد، فرحب بي، ودعا لي بالبركة، وقال: «سل لأمتك اليسر» ، فقلت:«من هذا يا جبريل؟» ، قال:

ص: 57

هذا أخوك عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم»، فسِرْنَا، فسمعتُ صوتًا وتذمرًا، فأتينا على رجل، فقال:«من هذا يا جبريل؟» ، قال:«هذا أخوك محمد» ، فرحب بي ودعا لي بالبركة، وقال:«سَلْ لأمتك اليسر» ، فقلت:«من هذا يا جبريل؟» ، فقال:«هذا أخوك موسى» ، قلت:«على من كان تذمره وصوته؟» ، قال:«على ربه!» ، قلت:«على ربه؟!» ، قال:«نعم، قد عرف ذلك من حدته» ، ثم سرنا، فرأينا مصابيح وضَوْء، قلت:«ما هذا يا جبريل؟» ، قال:«هذه شجرة أبيك إبراهيم صلى الله عليه وسلم، أتدنو منها؟» ، قلت:«نعم» ، فدنونا، فرحب بي، ودعا لي بالبركة، ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد، فنشرت لي الأنبياء، من سمى الله عز وجل منهم، ومن لم يُسَمّ، فصليتُ بهم إلا هؤلاء النفر الثلاثة: إبراهيم وموسى وعيسى، عليهم الصلاة والسلام» (1).

57 -

اجتنبوا الكبر، فإن العبد لا يزال يتكبر حتى يقول الله: اكتبوا عبدي هذا من الجبارين (2).

58 -

أجَدتَّ، لا يفضض الله فاك»، رُوِيَ عن يعلى بن الأشدق العقيلي قال حدثني نابغة بني جعدة قال: أنشدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الشعر، فأعجب به:

ص: 58

بلغنا السَّمَاءَ مجدُنا وجُدُودُنَا

وإنا لَنَبْغِي فوقَ ذلكَ مَظْهَرَا

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فأين المظهر يا أبا ليلى؟» ، فقلت:«الجنَّة» ، فقال:«قل إن شاء الله» ، فقلت:«إن شاء الله» .

ولا خيرَ في حِلْمٍ إذا لم يكنْ لَهُ

بَوَادرُ تحمي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا

ولا خيرَ في جَهْلٍ إذا لم يكنْ لَهُ

حليمٌ إذا ما أَوْرَدَ الأمرَ أَصْدَرَا

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أجَدْتَ، لا يفضض اللهُ فَاكَ» ، قال:«فلقد رأيته، وقد أتت عليه مائة سنة أو نحوها، وما انفضَّ مِن فِيه سنٌ» .

59 -

أجدني يا جبريل مغمومًا وأجدني يا جبريل مكروبًا»، رُوِيَ عن علي بن الحسين قال: سمعت أبي يقول: «لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه جبريل؛ فقال: يا محمد إن الله عز وجل أرسلني إليك إكرامًا لك وتفضيلًا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك، يقول: «كيف تَجِدُكَ؟» ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«أجدني يا جبريل مغمومًا وأجدني يا جبريل مكروبًا» ، فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل؛ وهبط ملك الموت؛ وهبط معهما ملك في الهواء يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملَك ليس فيهم ملَك إلا على سبعين ألف ملَك يشيّعُهم جبريل؛ فقال:«يا محمد، إن الله عز وجل أرسلني إليك إكرامًا لك وتفضيلا لك وخاصة لك، أسالك عما هو أعلم به منك، يقول: «كيف تَجِدُكَ؟» فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أجدني بداية يا جبريل مغمومًا وأجدني يا جبريل مكروبًا» ، قال: فاستأذن ملك الموت على الباب، فقال جبريل:«يا محمد هذا ملَك الموت يستأذن عليك، وما استأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك» ، فقال:«ائذن له» ، فأذن له جبريل فأقبل حتى وقف بين يديه فقال:«يا محمد، إن الله عز وجل -أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيما أمرتني به، إن تأمرني أن أقبض نفسك قبضتُها، وإن كرِهْتَ تركْتُها» ، قال:«وتفعل يا ملك الموت؟» ، قال:«نعم، وبذلك أمِرْتُ أن أطيعك به» ، فقال له جبريل؛:«إن الله عز وجل قد اشتاق إلى لقائك» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«امض لما أمِرْتَ به» ، فقال له جبريل: «هذا آخر وطأتي في الأرض،

ص: 59

إنما كُنتَ حاجتي في الدنيا»، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءت التعزية جاء آتٍ يسمعون حِسَّه ولا يرَوْن شخصه، فقال:«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كل نفس ذائقة الموت، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل فائت، فبالله فَثِقُوا، وإياه فارجوا؛ فان المُصاب من حُرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله» .

60 -

أجرؤُكم عل الفتيا أجرؤُكم على النار.

61 -

اجلس»، رُوِيَ عن عليٍّ سدد خطاكم قال انطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «اجلس» ، فصعد على منكبي فذهبْتُ لأنهض به فرأى مني ضعفًا فنزل وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال:«اصعد على منكبي» ، فصعدتُ على منكبه، فنهض بي، فإنه تخيل لي أني لو شئتُ لَنِلْتُ أفق السماء حتى صعدتُ على البيت وعليه تمثال صُفْر (1) أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنتُ منه قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«اقذِفْ به» فقذَفْتُ به فتكسر كما تنكسر القوارير، ثم نزلت، فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نستبق حتى توارينا في البيوت خشية أن يلقانا أحدٌ من الناس.

62 -

أحب الأسماء إلى الله ما تعبد به.

63 -

أحب الأسماء إلى الله ما عُبِّدَ وحُمِّدَ (2).

64 -

أحب البيوت إلى الله، بيت فيه يتيم مكرم.

ص: 60

65 -

أحب العباد إلى الله تعالى: الأتقياء الأخفياء (1)، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم.

66 -

أحب العمل إلى الله تعالى الحال المرتحل، الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حل ارتحل.

67 -

أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي.

68 -

أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي وكلام، أهل الجنة عربي.

69 -

احترسوا من الناس بسوء الظن.

70 -

أحدُ أبوي بلقيس كان جنيًّا.

71 -

احذروا الدنيا فإنها أسحر من هاروت وماروت.

72 -

احذروا الشهو ة الخفية: الرجل يتعلم العلم يحب أن يجلس إليه.

73 -

احضروا موتاكم، ولقنوهم لا إله إلا الله (2)، وبشروهم بالجنة، فإن الحليم من الرجال والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع، وإن الشيطان لأقرب ما يكون من ابن آدم عند ذلك المصرع، والذي نفسي بيده؛ لمعاينة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف، والذي نفسي بيده؛ لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على حياله.

74 -

أحقا أَنَا أَصَبْتُكَ»، رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن عمر قَالَ:«رَغِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْجِهَادِ فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ حَتَّى غَمُّوهُ وَفِي يَدِهِ صلى الله عليه وآله وسلم جَرِيدَةٌ قَدْ نَزَعَ سلاؤها وَبَقِيَتْ سلاءة لم يفطن بها وقال: «تأخروا عَنِّي هَكَذَا فَقَدْ غَمَمْتُمُوني» ، فَأَصَابَ النَّبِيُّ بَطْنَ رَجُلٍ فَأَدْمَى الرَّجُلُ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:«هَذَا فِعْلُ نَبِيِّكَ فَكَيْفَ بِالنَّاسِ» ، فَسَمِعَهُ

ص: 61

عُمَرُ سدد خطاكم فَقَالَ لَهُ: «انْطَلِقْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَإِنْ هُوَ أَصَابَكَ فَسَوْفَ يُعْطِيكَ الْحَقَّ، وَإِنْ كُنْتَ كذبتَ لأرعبنك بمعاملتك حَتَّى تُحَدِّثَ» .

فَقَالَ الرَّجُلُ: «انْطَلِقْ بِسَلَامٍ فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْطَلِقَ مَعَكَ» ، قَالَ:«مَا أَنَا بوداعك» ، فَانْطَلَقَ بِهِ عُمَرُ سدد خطاكم حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ:«إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَصَبْتَهُ وَدَمَّيْتَ بَطْنَهُ، فَمَا تَرَيْ؟» فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أحقا أَنَا أَصَبْتُكَ» ، قَالَ الرَّجُلُ:«نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ» ، قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم:«هَلْ رَأَى ذَلِكَ أَحَدٌ؟» ، قَالَ:«قَدْ كَانَ ههنا نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُ شَهَادَةَ رَجُلٍ رَأَى ذَلِكَ إِلَّا أخبرني» ، فقال ناس مِنَ الْمُسْلِمِينَ:«يَا رَسُولَ اللهِ أَنْتَ دميته ولم تُرِدْه» ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:«خذ لِمَا أصبت مَالًا وَانْطَلِقْ» فَقَالَ: «لا» ، قال:«فهَبْ لي ذلك» ، قال:«لَا أَفْعَلُ» ، فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم:«فَتُرِيدُ مَاذَا؟» ، قال:«أريد أن أَسْتَقِيدُ مِنْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ» ، فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم:«نَعَمْ» ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ:«اخْرُجْ مِنْ وَسَطِ هَؤُلَاءِ» ، فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَأَمْكَنَ الرَّجُلَ مِنَ الْجَرِيدَةِ يستَقِد مِنْهُ صلى الله عليه وآله وسلم فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ وَجَاءَ عُمَرُ صلى الله عليه وآله وسلم لِيُمْسِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ:«عَثَرْتَ بِنَعْلِكَ وَانْكَسَرَتْ أَسْنَانُكَ» ، فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ لِيَطْعَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم أَلْقَى الْجَرِيدَةَ وَقَبَّلَ سُرَّتَهُ وَقَالَ:«يَا نَبِيَّ اللهِ هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ، يُقْمَعَ الْجَبَّارُونَ مِنْ بَعْدِكَ» ، فَقَالَ عُمَرُ سدد خطاكم:«لَأَنْتَ أَوْثَقُ عَمَلًا مِنِّي» .

75 -

أخاف على أمتي ثلاثًا: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، والتكذيب بالقدر.

76 -

أخبرني جبريل: أن الله عز وجل بعثه إلى أمنا حواء حين دميت فنادت ربها: جاء مني دم لا أعرفه فناداها: لأدمينك وذريتك ولأجعلنه لك كفارة وطهورًا.

77 -

اختلاف أمتي رحمة.

78 -

اخرج عدو الله» (1)، رُوِي عن أُم أبان بنت الوازع عن أبيها أنَّ جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانطلق معه بابن له مجنون أو ابن أخت له، قال جدي: فلما

(1) أخرج الحاكم عن المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال:. . . وأتته (أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أدْنِيهِ» ، فأدْنَتْهُ منه، فتفل في فيه وقال:«اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ؛ أنَا رَسُولُ اللهِ» ، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«إذَا رَجَعْنَا فَأَعْلِمِينَا مَا صَنَعَ» . فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استقبلَتْه ومعها كبشان وأقط وسمن، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«خُذْ هَذَا الْكَبْشَ، فَاتَّخِذْ مِنْهُ مَا أَرَدْتَ» ، فقالت:«وَالّذِي أَكْرَمَكَ مَا رَأَيْنَا بِهِ شَيْئًا مُنْذُ فَارَقْتَنَا» . (رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، وصححه الذهبي، وجوده الألباني).

وعن أَبِى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِى الْعَاصِ قَالَ لَمَّا اسْتَعْمَلَنِى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى الطَّائِفِ جَعَلَ يَعْرِضُ لِى شَىْءٌ فِى صَلَاتِى حَتَّى مَا أَدْرِى مَا أُصَلِّى فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ «ابْنُ أَبِى الْعَاصِ؟» . قُلْتُ: «نَعَمْ يَا رَسُولَ الله» . قَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ؟» . قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ عَرَضَ لِى شَىْءٌ فِى صَلَاتِى حَتَّى مَا أَدْرِى مَا أُصَلِّى» . قَالَ: «ذَاكَ الشَّيْطَانُ؛ ادْنُهْ» . فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَىَّ. فَضَرَبَ صَدْرِى بِيَدِهِ وَتَفَلَ فِى فَمِى وَقَالَ: «اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ» . فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ:«الْحَقْ بِعَمَلِكَ» . (رواه ابن ماجه وصححه الألباني).

ص: 62

قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة قلت: يا رسول الله، إنَّ معي ابنًا لي أو ابن أخت لي مجنون أتيتك به تدعو الله عز وجل له، فقال:«ائتني به» . فانطلقتُ به إليه، وهو في الركاب، فأطلقت عنه وألقيت عنه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:«ادْنُهُ مِني، اجْعَلْ ظَهْرَهُ مِمَّا يَليني» . قال: فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظَهْرَهُ (1) حتّى رأيت بياض إبطيه وهو يقول:«اخرج عدو الله» . فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول، ثم أقعده

(1) قال الشيخ علي حشيش: «استنبط بعضهم من هذه القصة الواهية دليلًا واهيًا على ضرب المرضى والمجانين. وهذا الاستنباط كان له أثره السيئ، حيث تمادى المعالجون ومنهم جهلة قاصرون فاعتبروا كل الأمراض تَلَبُّسًا من الجان، واعتبروا أنفع الوسائل هي الضرب المبرح أو الخنق أو إيذاء المريض بحجة أنه يؤذي الجن المتلبس، وقد حدثت مآسٍ بل حالات قتل ـ ما لها اسم سوى القتل وسوى إزهاق النفس التي حرم الله بغير حق ـ فيا ويل هؤلاء القتلة من إثم هذا القتل.

=

= وعندما سُئل الشيخ الألباني رحمه الله في فتاويه المسجلة عن التعامل مع الجن وسؤال الجن هل أنت مسلم؟ هل أنت نصراني؟ أجاب قائلًا: «التعامل مع الجن ضلالة عصرية ولا يجوز لمسلم أن يزيد على الرقية الشرعية كما هي ثابتة في الكتاب والسنة وأدعية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم» . (تحذير الداعية من القصص الواهية الحلقة 55).

ص: 63

رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بين يديه، فدعا له بماء، فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفضل عليه».

79 -

أخِّرُوهُنَّ من حيث أخَّرَهُنَّ الله ـ يعني النساء.

80 -

اخشوشنوا وتمعددوا (1) واجعلوا الرأس رأسين وإياكم وزي الأعاجم.

81 -

أخفوا الختان.

82 -

أخلص دينك يَكْفِكَ القليل من العمل.

83 -

اخلعوا نعالكم عند الطعام، فإنها سنة جميلة.

84 -

أدّ ما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس، واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس (2).

85 -

أدَّبني ربي، فأحسن تأديبي (3).

86 -

أدخل رجل في قبره، فأتاه ملَكان، فقالا له:«إنا ضاربوك ضربة» ، فقال لهما:«على ما تضرباني؟» ، فضرباه ضربة امتلأ قبره منها نارًا، فتركاه حتى أفاق،

(1) اخْشَوْشَن: إذا لبس الخَشِنَ، وتمعددوا أي تشبهوا بعيش مَعَدّ بن عدنان، وكانوا أَهل قَشَف وغِلَظ في المَعاش أي فكونوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العجم.

(2)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ» ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: «أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ» ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ:«اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرْ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

(3)

نقل الألباني في (السلسلة الضعيفة، رقم 72)«قول ابن تيمية: «معناه صحيح، ولكن لا يعرف له إسناد ثابت» .

ص: 64

وذهب عنه الرعب، فقال لهما:«على ما ضربتماني؟» ، فقالا:«إنك صليت صلاة وأنت على غير طهور، ومررت برجل مظلوم ولم تنصره» .

87 -

ادرءوا الحدود بالشبهات، وأقيلوا الكرام عثراتهم إلا في حد من حدود الله تعالى.

88 -

ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجًا فخَلُّوا سبيله؛ فإن الإمام أنْ يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة.

89 -

ادفع الشك باليقين (1).

90 -

ادفنوا الأظفار والدم والشعر، فإنه ميتة.

91 -

ادفنوا دماءكم وأشعاركم وأظفاركم؛ لا تلعب بها السحرة.

92 -

ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين؛ فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء.

93 -

إذا ابتغيتم المعروف فابتغوه في حسان الوجوه، فو الله لا يلج النار إلا بخيل، ولا يلج الجنة شحيح، إن السخاء شجرة في الجنة تسمى السخاء، وإن الشح شجرة في النار تسمى الشح.

94 -

إذا أبغضتم إخوانكم فتجنبوهم.

95 -

إذا اتخذ الفيء دولًا، والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها؛ فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء وزلزلة وخسفًا ومسخًا وقذفًا وآيات تتابع كنظام لآل قطع سلكه فتتابع.

(1) يُغْنِي عنه حديث «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ» (رواه الترمذي وصححه الألباني).

ص: 65

96 -

إذا أتى أحدكم أهله فليستتر، فإنه إذا لم يستتر استحيت الملائكة وخرجت، وحضر الشيطان، فإذا كان بينهما ولد كان للشيطان فيه شريك.

97 -

إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ولا يتجردان تجرد العيرَيْن.

98 -

إذا أتى علَيَّ يومٌ لم أزدد فيه علما يقربني إلى الله تعالى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم.

99 -

إذا أحب أحدُكم أن يُحَدِّثَ ربَّه فليقرأْ القرآنَ.

100 -

إذا اجتمع العالم والعابد على الصراط قيل للعابد: «ادخل الجنة وتنعم بعبادتك» ، وقيل للعالم: «قف هنا فاشفع لمن أحببتَ؛ فإنك لا تشفع لأحد إلا شفعت؛ فقام مقام الأنبياء.

101 -

إذا أحسن الرجل الصلاة فأتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة: «حفظك الله كما حفظتني» ، فترفع، وإذا أساء الصلاة فلم يتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة:«ضيعك الله كما ضيعتني» ، فتُلَفّ كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه.

102 -

إذا أخذ أحدكم مضجعه ليرقد فليقرأ بأم الكتاب وسورة فإن الله يوكل به ملكًا يهبّ معه إذا هبّ.

103 -

إذا أخذت مضجعك فاقرأ سورة الحشر، إن متَّ متَّ شهيدًا.

104 -

إذا أراد الله بعبد خيرًا عاتبه في منامه.

105 -

إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له قفل قلبه، وجعل فيه اليقين، وجعل قلبه وعاءً واعيًا لما سلك فيه، وجعل قلبه سليمًا، ولسانه صادقًا، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيرة.

106 -

إذا أراد الله بقوم قحطًا نادى منادٍ من السماء: يا أمعاء اتسعي، ويا عين لا تشبعي، ويا بركة ارتفعي.

107 -

إذا أردت أن تذكر عيوب غيرك فاذكر عيوب نفسك.

ص: 66

108 -

إذا استصعبت على أحدكم دابته أو ساء خلق زوجته أو أحد من أهل بيته فليؤذن في أذنه.

109 -

إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير ذا إلى سرير ذا، وسرير ذا إلى سرير ذا، حتى يلتقيا فيتكئ ذا ويتكئ ذا فيتحدثان ما كان بينهما في دار الدنيا، فيقول:«يا أخي تذكر يوم كذا في دار الدنيا في مجلس كذا؟ فدعونا الله عز وجل فغفر لنا» .

110 -

إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه.

111 -

إذا أصبحت، فقل:«اللهم أنت ربي لا شريك لك، أصبحت وأصبح الملك لله، لا شريك له» ثلاث مرات، وإذا أمسيت، فقل مثل ذلك، فإنهن يكفرن ما بينهن.

112 -

إذا أضل أحدكم شيئًا، أو أراد أحدكم غوثًا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل:«يا عباد الله أغيثوني، يا عباد الله أغيثوني» ، فإن لله عبادًا لا نراهم.

113 -

إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا: «اللهم اجعلها مغنمًا، ولا تجعلها مغرمًا» .

114 -

إذا اغتاب أحدكم أخاه فليستغفر الله له فإنها كفارة له.

115 -

إذا أقرض أحدكم قرضًا فأهدي له، أو حمله على الدابة، فلا يركبها، ولا يقبله إلا أن يكون جري بينه وبينه قبل ذلك (1).

116 -

إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لأقدامكم.

(1) إن هذا الحديث مع ضعف إسناده يعارضه حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَعْطُوهُ» . فَطَلَبُوا سَِهُ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَاّ سِنًّا فَوْقَهَا، فَقَالَ: = = «أَعْطُوهُ» . فَقَالَ: «أَوْفَيْتَنِى، وَفَّى اللهُ بِكَ» . قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً» . (رواه البخاري ومسلم). وأحاديث زيادته صلى الله عليه وآله وسلم في الوفاء وحثه على ذلك كثيرة مستفيضة. (انظر: السلسلة الضعيفة للألباني رقم 1162).

ص: 67

117 -

إذا التقى المؤمنان فتصافحا نزَلَت عليهما مائة رحمة ، تسع وتسعون رحمة للأول وواحدة للثاني.

118 -

إذا التقى المؤمنان فتصافحا نزَلَت عليهما مائة رحمة، تسعون لأشدهما فرحًا وبِشْرًا لصاحبه وعشرة للآخر.

119 -

إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله عز وجل واستغفراه غُفِرَ لهما (1).

120 -

إذا انتهى أحدكم إلى الصف وقد تم فليجبذ إليه رجلًا يقيمه إلى جنبه.

121 -

إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: «يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي» ، فإن لله في الأرض حاضرًا سيحبسه عليكم.

122 -

إذا أوقف الله العباد نادى مناد: «ليَقُمْ مَن أجره على الله فليدخل الجنة» ، قيل:«من ذا الذي أجره على الله» ، قال:«العافون عن الناس» ، فقام كذا وكذا ألفًا فدخلوا الجنة بغير حساب.

123 -

إذا أويت إلى فراشك، فقل:«الحمد لله الذي مَنَّ عَلَيَّ وأفضلَ، الحمد لله رب العالمين، رب كل شيء، وإله كل شيء، أعوذ بك من النار» .

124 -

إذا أويت إلى فراشك، فقل:«اللهم رب السموات وما أظلت. . .» . رُوِيَ عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: شكا خالد بن الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال نبي الله: «إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللهم رب السموات وما أظلت، والأرضين وما أقَلّتْ، والشياطين وما أضَلّتْ، كن لي جارًا

(1) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

ص: 68

من شر خلقك كلهم جميعا، أن يفرط عليَّ أحد منهم أو يبغي، عَزّ جارك، وجَل ثناؤك، ولا إله غيرك» (1).

125 -

إذا أويت إلى فراشك قل: «باسمك الله وضعت جنبي، وطهر قلبي، وطيب كسبي، واغفر ذنبي» (2).

126 -

إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع، ناداه مناد من السماء:«أين تذهب يا أفسق الفاسقين؟!» .

(1) عن محمد بن المنكدر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشكا إليه أهاويل يراها في المنام فقال: «إذَا أوَيْتَ إلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: «أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ غَضَبِه وَعِقَابِهِ، وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُون» . (أخرجه ابن السني وحسنه الألباني).

(2)

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِى مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِى، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِى فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ» . (رواه البخاري).

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قَوْله (فَلْيَنْفُضْ فِرَاشه بِدَاخِلَةِ إِزَاره): الْمُرَاد بِالدَّاخِلَةِ طَرَف الْإِزَار الَّذِي يَلِي الْجَسَد، قَالَ مَالِك:«دَاخِلَة الْإِزَار مَا يَلِي دَاخِل الْجَسَد مِنْهُ» . . . وَقَالَ عِيَاض: «دَاخِلَة الْإِزَار فِي هَذَا الْحَدِيث طَرَفه» . . . قَوْله (فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ) أَيْ حَدَثَ بَعْده فِيهِ. . . قَالَ الطِّيبِيُّ: مَعْنَاهُ لَا يَدْرِي مَا وَقَعَ فِي فِرَاشه بَعْدَمَا خَرَجَ مِنْهُ مِنْ تُرَاب أَوْ قَذَاة أَوْ هَوَامّ». اهـ.

وعَنْ أَبِى الأَزْهَرِ الأَنْمَارِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: «بِسْمِ الله وَضَعْتُ جَنْبِى اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ذَنْبِى وَأَخْسِئْ شَيْطَانِى وَفُكَّ رِهَانِى وَاجْعَلْنِى فِى النَّدِىِّ الأَعْلَى» . (رواه أبو داود وصححه الألباني).

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ: «(وَأَخْسِئْ): أَيْ أَبْعِدْ وَاطْرُدْ (شَيْطَانِي): قَالَ الطِّيبِيُّ: إِضَافَة إِلَى نَفْسه لِأَنَّهُ أَرَادَ قَرِينه مِنْ الْجِنّ أَوْ مَنْ قَصَدَ إِغْوَاءَهُ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ (وَفُكَّ رِهَانِي): أَيْ خَلِّصْ رَقَبَتِي عَنْ كُلّ حَقٍّ عَلَيَّ وَالرِّهَان الرَّهْن، وَهُوَ مَا يُوضَع وَثِيقَة لِلدَّيْنِ، وَالْمُرَاد هَا هُنَا نَفْس الْإِنْسَان لِأَنَّهَا مَرْهُونَة بِعَمَلِهَا لِقَوْلِهِ تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (الطور: 21)، وَفَكُّ الرَّهْن تَخْلِيصه مِنْ يَد الْمُرْتَهِن (فِي النَّدِيّ الْأَعْلَى) النَّدِيّ هُوَ النَّادِي وَهُوَ الْمَجْلِس الْمُجْتَمِع، وَالْمَعْنَى اِجْعَلْنِي مِنْ الْمُجْتَمِعِينَ فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى مِنْ الْمَلَائِكَة» .

ص: 69

127 -

إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله الحفظة ذنوبه وأنسى ذلك جوارحه ومقامه من الأرض حتى يلقى الله يوم القيامة، وليس عليه شاهد من الله بذنب.

128 -

إذا تأنّيْتَ أصبت، أو كِدتَّ تصيب، وإذا استعجلت، أخطأت، أو كِدتَّ تخطئ.

129 -

إذا تثاءب أحدكم، فليضع يده على فيه، ولا يعوي؛ فإن الشيطان يضحك منه (1).

(1) موضوع بهذا اللفظ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ؛ فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللهَ كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: «يَرْحَمُكَ اللهُ» ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ» (رواه البخاري). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ:«التَّثَاؤُبُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ» (رواه مسلم). وعَنْ ابْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ عَلَى فِيهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ» (رواه أبو داود وصححه الألباني).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ وَلَا يَقُلْ هَاهْ هَاهْ فَإِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ يَضْحَكُ مِنْهُ» (رواه أبو داود وصححه الألباني).

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: «قَوْله صلى الله عليه وآله وسلم: (التَّثَاؤُب مِنْ الشَّيْطَان) أَيْ مِنْ كَسَله وَتَسَبُّبه، وَقِيلَ: أُضِيفَ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يُرْضِيه. وَفِي الْبُخَارِيّ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إِنَّ اللهَ ـ تَعَالَى ـ يُحِبّ الْعُطَاس، وَيَكْرَه التَّثَاؤُب» ، قَالُوا: لِأَنَّ الْعُطَاس يَدُلّ عَلَى النَّشَاط وَخِفَّة الْبَدَن، وَالتَّثَاؤُب بِخِلَافِهِ لِأَنَّهُ يَكُون غَالِبًا مَعَ ثِقَل الْبَدَن وَامْتِلَائِهِ، وَاسْتِرْخَائِهِ وَمَيْله إِلَى الْكَسَل. وَإِضَافَته إِلَى الشَّيْطَان لِأَنَّهُ الَّذِي يَدْعُو إِلَى الشَّهَوَات. وَالْمُرَاد التَّحْذِير مِنْ السَّبَب الَّذِي يَتَوَلَّد مِنْهُ ذَلِكَ، وَهُوَ التَّوَسُّع فِي الْمَأْكَل وَإِكْثَار الْأَكْل. قَالَ الْعُلَمَاء: أُمِرَ بِكَظْمِ التَّثَاوُب وَرَدّه وَوَضْع الْيَد عَلَى الْفَم لِئَلَّا يَبْلُغ الشَّيْطَان مُرَاده مِنْ تَشْوِيه صُورَته، وَدُخُوله فَمه، وَضَحِكَهُ مِنْهُ. وَاللهُ أَعْلَم».

=

= قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: «. . . يَضْحَك مِنْهُ، لِأَنَّهُ صَيَّرَهُ مَلْعَبَة لَهُ بِتَشْوِيهِ خَلْقه فِي تِلْكَ الْحَالَة. وَأَمَّا قَوْله فِي رِوَايَة مُسْلِم: «فَإِنَّ الشَّيْطَان يَدْخُل» ، فَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِهِ الدُّخُول حَقِيقَة، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَان مَجْرَى الدَّم لَكِنَّهُ لَا يَتَمَكَّن مِنْهُ مَا دَامَ ذَاكِرًا لِلهِ تَعَالَى، وَالْمُتَثَائِب فِي تِلْكَ الْحَالَة غَيْر ذَاكِر فَيَتَمَكَّن الشَّيْطَان مِنْ الدُّخُول فِيهِ حَقِيقَة. وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَطْلَقَ الدُّخُول وَأَرَادَ التَّمَكُّن مِنْهُ؛ لِأَنَّ مِنْ شَأْن مَنْ دَخَلَ فِي شَيْء أَنْ يَكُون مُتَمَكِّنًا مِنْهُ. وَأَمَّا الْأَمْر بِوَضْعِ الْيَد عَلَى الْفَم فَيَتَنَاوَل مَا إِذَا اِنْفَتَحَ بِالتَّثَاؤُبِ فَيُغَطَّى بِالْكَفِّ وَنَحْوه وَمَا إِذَا كَانَ مُنْطَبِقًا حِفْظًا لَهُ عَنْ الِانْفِتَاح بِسَبَبِ ذَلِكَ. وَفِي مَعْنَى وَضْع الْيَد عَلَى الْفَم وَضْع الثَّوْب وَنَحْوه مِمَّا يَحْصُل ذَلِكَ الْمَقْصُود، وَإِنَّمَا تَتَعَيَّن الْيَد إِذَا لَمْ يَرْتَدّ التَّثَاؤُب بِدُونِهَا».

ص: 70

130 -

إذا جاء القضاء ذهب البصر.

131 -

إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى الفرج فإنه يورث العمى.

132 -

إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها، فإن ذلك يورث العمى، ولا يكثر الكلام فإنه يورث الخرس.

133 -

إذا جزت يا معاذ أرض الحصيب ـ يعني من اليمن ـ فهرْوِلْ فإن بها الحور العين.

134 -

إذا حج الرجل بمال من غير حله فقال: «لبيك اللهم لبيك» ، قال الله:«لا لبيك ولا سعديك هذا مردود عليك» .

135 -

إذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا.

136 -

إذا حضرت الملائكة هربت الشياطين (1).

137 -

إذا خرج أحدكم من الخلاء فليقل: «الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني وأمسك عليَّ ما ينفعني» .

(1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ:«يَا رَسُولَ اللهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، غَضِبْتَ وَقُمْتَ» ، قَالَ:«إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ» ، ثُمَّ قَالَ:«يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلهِ عز وجل، إِلَّا أَعَزَّ اللهُ بِهَا نَصْرَهُ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ، يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً، إِلَّا زَادَهُ اللهُ عز وجل بِهَا قِلَّةً» (رواه الإمام أحمد وحسنه الأرنؤوط).

ص: 71

138 -

إذا خرج من دبر الإنسان ريح، وهو بالمسجد يتلقاه مَلَكٌ بفمه، ويخرج به إلى خارج المسجد، فإذا تَفَوَّهَ به مات الملَك.

139 -

إذا خرجت من منزلك فَصَلِّ ركعتين يمنعانك مخرج السوء، وإذا دخلت إلى منزلك فَصَلِّ ركعتين يمنعانك مدخل السوء.

140 -

إذا خطب أحدكم المرأة، فَلْيَسْألْ عن شعرها، كما يسأل عن جمالها، فإن الشعر أحد الجمالين.

141 -

إذا دخل أحدكم المسجد والإمام على المنبر فلا صلاة ولا كلام، حتى يفرغ الإمام.

142 -

إذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين، فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيرًا.

143 -

إذا دخل الرجل على أخيه فهو أمير عليه حتى يخرج من عنده.

144 -

إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح، قالوا:«فهل لذلك إمارة يعرف بها؟» قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتنحي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل الموت» .

145 -

إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله، طاعته عليهم واجبة.

146 -

إذا دخلت على مريض فمُرْهُ أن يدعو لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة.

147 -

إذا ذلت العرب ذل الإسلام.

148 -

إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك ظالم، فقد تُوُدّع منهم (1).

(1)(تُوُدِّع منهم) أي استوى وجودهم وعدمهم. وقيل: تُوُدِّعَ منهم أَي أُهْمِلو وتُرِكوا وما يَرْتَكِبونَ من المَعاصي حتى يُكثِروا منها ولم يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله.

ص: 72

149 -

إذا رأيت كلما طلبت شيئًا من أمر الآخرة وابتغيته يُسِّرَ لك، وإذا أردت شيئًا من أمر الدنيا وابتغيته عُسِّر عليك، فاعلم أنك على حال حسنة، وإذا رأيت كلما طلبت شيئًا من أمر الآخرة وابتغيته عُسِّر عليك وإذا طلبت شيئًا من أمر الدنيا وابتغيته يُسِّر لك فأنت على حال قبيحة.

150 -

إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه.

151 -

إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأْتُوها فإن فيها خليفة الله المهدي.

152 -

إذا رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ولا علة فذلك من غش للإسلام في قلبه.

153 -

إذَا رَأيتُمُ الرَّجُلَ يَعتادُ المساجدَ، فاشْهَدُوا لَهُ بِالإيِمانِ.

154 -

إذا رأيته أخذتك قشعريرة» رُوِيَ عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي وبلغه أنه يجمع له وكان بين عرنة وعرفات قال لي: «اذهب فاقتله» ، قال: قلت يا رسول الله: «صفه لي» ، قال: إذا رأيته أخذتك قشعريرة لا عليك أن لا أصف لك منه غير هذا»، قال:«وكان» ، قال: انطلقت حتى إذا دنوت منه حضرت الصلاة صلاة العصر قال: قلت: إني لأخاف أن يكون بيني ما أن أؤخر الصلاة فصليت وأنا أمشي أومئ إيماء نحوه ثم انتهيت إليه فوالله ما عدا أن رأيته اقشعررت وإذا هو في ظعن له - أي في نسائه - فمشيت معه فقال: «من أنت؟» ، قلت:«رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك» ، فقال:«إني لفي ذاك» ، قال: قلت في نفسي: ستعلم.

قال: فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد ثم قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته الخبر فأعطاني مخصرًا - يقول عصا - فخرجت به من عنده فقال لي أصحابي: ما هذا الذي أعطاكه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال قلت: مخصرًا

ص: 73

قالوا: وما تصنع به؟ ألا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم أعطاك هذا وما تصنع به؟ عُدْ إليه فاسألْه قال: فعدتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: «يا رسول الله: المخصر أعطيتنيه لماذا؟» ، قال:«إنه بيني وبينك يوم القيامة، وأقل الناس يومئذ المختصرون» ، قال: فعلقها في سيفه لا يفارقه فلم يفارقه ما كان حيًّا، فلما حضرته الوفاة أمرنا أن ندفن معه قال: فجعلت والله في كفنه».

155 -

إذا رجع أحدكم من سفره، فليرجع إلى أهله بهدية، وإن لم يجد إلا أن يلقي في مخلاته حجَرًا أو حزمة حطب، فإن ذلك مما يعجبهم.

156 -

إذا رعف أحدكم في صلاته فلينصرف فليغسل عنه الدم ثم ليُعِدْ وضوءه وليستقبل صلاته.

157 -

إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصٍ فيقول: «يارب» ، فتحجب الملائكة صوته فيكررها:«يارب» ، فتحجب الملائكة صوته فيكررها:«يارب» ، فتحجب الملائكة صوته فيكررها فى الرابعة فيقول الله عز وجل:«الى متى تحجبون صوت عبدي عني؟ لبيك عبدى، لبيك عبدى، لبيك عبدى، لبيك عبدى» .

158 -

إذا سجدتما فَضُمَّا بعض اللحم إلى الأرض»، روي عن يزيد ابن أبي حبيب: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر على امرأتين تصليان فقال: «إذا سجدتما فضُمَّا بعض اللحم إلى الأرض، فإن المرأة ليست في ذلك كالرجل» .

159 -

إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرًا.

160 -

إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا.

161 -

إذا سمعتم المؤذن أذن فقولوا: «اللهم افتح أقفال قلوبنا لذكرك، وأتمم علينا نعمتك وفضلك، واجعلنا عليها من عبادك الصالحين» .

162 -

إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل تغير عن خلقه فلا تصدقوا به، وإنه يصير إلى ما جبل عليه.

ص: 74

163 -

إذا شربتم الماء فاشربوه مصًا ولا تشربوه عبًّا، فإن العب يورث الكباد (1).

164 -

إذا شربتم فاشربوا مصًا، وإذا استكتم فاستاكوا عرضًا.

165 -

إذا صدقت المحبة سقطت شروط الأدب.

166 -

إذا صعد الخطيب المنبر فلا صلاة ولا كلام.

167 -

إذا صلى أحدكم فليصل صلاة مودع، صلاة من لا يظن أنه يرجع إليها أبدًا.

168 -

إذا صليت الصبح فَقُلْ قبل أن تكلم أحدًا من الناس: «اللهم أجِرْني من النار» سبع مرات؛ فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوارًا من النار، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس:«اللهم أجِرْني من النار» سبع مرات؛ فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارًا من النار».

169 -

إذا صليتم الفجر فلا تناموا عن طلب أرزاقكم.

170 -

إذا صليتم فعمموا.

171 -

إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورًا بين عينيه يوم القيامة.

172 -

إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل: «ذكر الله من ذكرني بخير» .

173 -

إذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا، وإذا وزنتم فأرجحوا.

174 -

إذا عركت (2) المرأة لم يحل أن تُظهِر إلا وجهها وإلا ما دون هذا»، رُوِيَ عن عائشة رضي الله عنه قالت: دَخَلَتْ عَلَيَّ ابنة أخي لأمي عبد الله بن الطفيل مُزَيَّنة، فدخل النبي

(1)(عبًّا): في دفعة واحدة بلا تنفس، (يورث الكباد) أي يتولد منه وجع الكبد. وعن أنس صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ في الشَّرابِ ثَلاثًا (رواه البخاري ومسلم). يعني: يتنفس خارجَ الإناءِ.

(2)

عركت: حاضت.

ص: 75

- صلى الله عليه وآله وسلم، فأعرض، فقالت عائشة:«يا رسول الله، إنها ابنة أخي وجارية» ، فقال:«إذا عركت المرأة لم يحل أن تُظهِر إلا وجهها وإلا ما دون هذا» وقبض على ذراع نفسه، فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى.

175 -

إذا عطس أحدكم فقال: «الحمد لله» ، قالت الملائكة:«رب العالمين» ، فإذا قال:«رب العالمين» ، قالت الملائكة:«رحمك الله» .

176 -

إذا فرغ الرجل من صلاته فقال: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًّا، وبالقرآن إمامًا، كان حقا على الله عز وجل أن يُرْضِيَه.

177 -

إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل به البلاء: إذا كان المغنم دُولًا، والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، وأطاع الرجل زوجته، وعَقّ أمه، وبَرَّ صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرِمَ الرجل مخافة شره، وشُربت الخمور، ولُبس الحرير، واتُخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفًا أو مسخًا.

178 -

إذا قام الرجل في صلاته أقبل الله عليه بوجهه، فإذا التفت قال: يا ابن آدم! إلى من تلتفت، إلى من هو خير لك مني؟! أقْبِل إليَّ، فإذا التفت الثانية قال مثل ذلك، فإذا التفت الثالثة صرف الله وجهه عنه.

179 -

إذا قرب لأحدكم طعامه وفي رجليه نعلان فلينزع نعليه فإنه أروح للقدمين وهو من السنة.

180 -

إذا كان أحدكم على وضوء فأكل طعامًا فلا يتوضأ، إلا أن يكون لبن الإبل، إذا شربتموه فتمضمضوا بالماء (1).

(1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَضْمِضُوا مِنَ اللَّبَنِ؛ فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا» . (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني). وليس فيه تخصيص لبن الإبل. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم شَرِبَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ لَهُ دَسَمًا» (رواه البخاري ومسلم).

ص: 76

181 -

إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الجليل رضوان خازن الجنة، فيقول:«لبيك وسعديك» ، فيقول:«أعدّ جنتي وزينها للصائمين من أمة أحمد، لا تغلقها عنهم حتى ينقضي شهرهم» . ثم ينادى مالكًا خازن جهنم: «يا مالك» ، فيقول:«لبيك وسعديك» ، فيقول:«أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد، لا تفتحْها عليهم حتى ينقضي شهرهم» . ثم ينادى جبريل: «يا جبريل» ، فيقول:«لبيك ربى وسعديك» ، فيقول:«انزل إلى الأرض فغلّ مردة الشياطين عن أمة أحمد، لا يفسدوا عليهم صيامهم» ، ولله عز وجل في كل ليلة من رمضان عند طلوع الشمس وعند وقت الإفطار عتقاء يعتقهم من النار عبيد وإماء (1)، وله في كل سماء ملك ينادى، عُرْفه تحت عرش الرحمن ورجليه في تخوم الأرض السابعة السفلى، جناح له بالمشرق مكلل بالمرجان والدر والجوهر، وجناح له بالمغرب مكلل بالمرجان والدر والجوهر ينادى: هل من تائب يُتاب عليه؟ هل من داع يُستجاب له؟ هل من مظلوم فيُنصر؟ هل من مستغفر يُغفر له؟ هل من سائل يعطَى سؤْله. والرب تعالى ينادى الشهر كله: عبيدي وإمائي أبشروا أوشك أن ترفع عنكم هذه المؤنات إلى رحمتي وكرامتي، فإذا كانت ليلة القدر ينزل جبريل في كُبْكُبَة (2) من الملائكة تصلي على كل عبد قائم وقاعد يذكر الله عز وجل، وإذا كان يوم فطرهم باهى بهم ملائكته:«يا ملائكتي ما جزاء أجير وفَّى عمله؟» ، قالوا:«رَبّ جزاؤه أن يُوَفَّى أجره» . قال: «عبيدي وإمائي قضَوْا فريضتي عليهم ثم خرجوا يعجّون إليَّ بالدعاء، وجلالي وكرامتي

ص: 77

وعلوّي وارتفاع مكاني لأجيبنّهم اليوم: ارجعوا قد غفرتُ لكم وبدلتُ سيئاتكم حسنات»، فيرجعون مغفورًا لهم.

182 -

إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إلى خلقه وإذا نظر الله عز وجل إلى عبده لم يُعَذبه أبدًا ولله عز وجل في كل ليلة ألف ألف عتيق من النار» (1).

183 -

إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئا إلا أعطي إلا زانية بفرجها أو مشرك.

184 -

إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب.

185 -

إذا كان يوم القيامة أنبت الله لطائفة من أمتي أجنحة فيطيرون من قبورهم إلى الجنان، يسرحون فيها ويتنعمون فيها كيف شاءوا، فتقول لهم الملائكة: هل رأيتم الحساب؟ فيقولون: ما رأينا حسابًا. فتقول لهم: هل جزتم الصراط؟ فيقولون: ما رأينا صراطًا. فتقول لهم: هل رأيتم جهنم؟ فيقولون: ما رأينا شيئا. فتقول لهم الملائكة: من أمة من أنتم؟ فيقولون: من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فتقول: ناشدناكم الله حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا؟ فيقولون: خصلتان كانتا فينا فبلغنا هذه المنزلة بفضل رحمة الله. فيقولون: وما هما؟ فيقولون: كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه، ونرضى باليسير مما قسم لنا، فتقول الملائكة: يحق لكم هذا.

186 -

إذا كان يوم القيامة حملت على البراق، وحملت فاطمة على ناقة العضباء، وحمل بلال على ناقة من نوق الجنة، وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر إلى آخر الأذان، يسمع الخلائق.

(1) انظر الهامش السابق.

ص: 78

187 -

إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع! غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى تَمُرّ.

188 -

إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: «يا محمد! قم فادخل الجنة بغير حساب» ، فيقوم كل من كان اسمه محمد، ويتوهم أن النداء له، فلكرامة محمد لا يُمْنَعُون.

189 -

إذا كان يوم القيامة يجاء بالأعمال في صحف مختمة فيقول الله عز وجل: «اقبلوا هذا وردُّوا هذا» ، فتقول الملائكة:«وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل» ، فيقول:«صدقتم إن عمله كان لغير وجهي، وإني لا أقبل اليوم إلا ما كان لوجهي» .

190 -

إذا كانت الدنيا في بلاء وقحط كانت الشام في رخاء وعافية، وإذا كانت الشام في بلاء وقحط كانت فلسطين في رخاء وعافية، وإذا كانت فلسطين في بلاء وقحط كانت بيت المقدس في رخاء وعافية.

191 -

إذا كانت أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءَكم وأموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كانت أمراؤكم أشراركم وأغنياؤكم بخلاءَكم وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها.

192 -

إذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار جل جلاله مع أنه لا يصفه الواصفون فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد يوحي إليهم: «يا معشر الملائكة، ما جزاء الأجير إذا وَفَّى عمله؟» ، فتقول الملائكة:«يوفى أجره» ، فيقول الله تعالى:«أشهِدُكم أنّي قد غفرتُ له» .

193 -

إذا كانت ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها، وصوموا يومها؛ فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفرٍ فأغفر له؟ ألا من مسترزقٍ فأرزقه؟ ألا من مبتلى فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر.

ص: 79

194 -

إذا كان ليلة النصف من شعبان نادَى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئًا إلا أعطي إلا زانية بفرجها أو مشرك (1).

195 -

إذا كبر ابنك واخيه (2).

196 -

إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه.

197 -

إذا كثرت ذنوبك، فاسق الماء على الماء، تتناثر كما يتناثر الورق من الشجر في الريح العاصف.

198 -

إذا كذب العبد، تباعد عنه الملَك مِيلًا من نَتْنِ ما جاء به.

199 -

إذا كنت على الماء فلا تبخل بالماء.

200 -

إِذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَسَوَّيْتُمِ التُّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ، فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: يَا فُلانَ بن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُهُ وَلا يُجِيبُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا فُلانَ بن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْتَوِي قَاعِدًا، ثُمَّ يَقُولُ: يَا فُلانَ بن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: أَرْشِدْنَا رَحِمَكَ اللهُ، وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ، فَلْيَقُلْ: اذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالْقُرْآنِ

(1) ويُغْنِي عنه حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ:«يَطَّلِعُ اللهُ عز وجل إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا لِاثْنَيْنِ: مُشَاحِنٍ، وَقَاتِلِ نَفْسٍ» (رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط). وحديث أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي الْكَافِرِينَ وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ» .. (رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني). وفي رواية عن أبي موسى رضي الله عنه: «يَطْلُعُ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» . (وصححه الألباني).

ولا يخص هذا اليوم بصيام، ولا قيام، وما شابه ذلك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يخصه بذلك، ولم يثبت عنه، ولا عن صحابته الكرام رضي الله عنهم.

(2)

(واخيه) لحن، وصوابه: آخِهِ.

ص: 80

إِمَامًا، فَإِنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يَأْخُذُ وَاحِدٌ مِنْهُمْا بِيَدِ صَاحِبِهِ، وَيَقُولُ: انْطَلِقْ بِنَا مَا نَقْعُدُ عِنْدَ مَنْ قَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ، فَيَكُونُ اللهُ حَجِيجَهُ دُونَهُمَا»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، فَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ أُمَّهُ؟ قَالَ:«فَيَنْسُبُهُ إِلَى حَوَّاءَ، يَا فُلانَ بن حَوَّاءَ» .

201 -

إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته.

202 -

إذا مات الرجل منكم فدفنتموه فليقم أحدكم عند رأسه، فليقل:«يا فلان ابن فلانة» ، فإنه سيسمع، فليقل:«يا فلان ابن فلانة» ، فإنه سيستوي قاعدًا، فليَقُل:«يا فلان ابن فلانة» ، فإنه سيقول:«أرشدني أرشدني رحمك الله» ، فليقل:«اذكر ما خرجت عليه من دار الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور» ، فإن منكرًا ونكيرًا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول له:«ما تصنع عند رجل قد لُقّنَ حجته؟» ، فيكون الله حجيجهما دونه.

203 -

إذا نام العبد في سجوده باهى الله عز وجل به ملائكته، قال:«انظروا إلى عبدي، روحه عندي وجسده في طاعتي» .

204 -

إذا نزل الرجل بقوم، فلا يصوم إلا بإذنهم.

205 -

إذا وُضِعَتْ المائدة فلا يقوم رجل حتى ترفع المائدة، ولا يرفع يده وإن شبع حتى يفرغ القوم، وليعذر فإن الرجل يخجل جليسه فيقبض يده وعسى أن يكون له في الطعام حاجة.

206 -

إذَا وَضعتَ جَنبكَ عَلَى الفِراشِ، وَقَرأتَ فَاتِحةَ الكِتابِ وقُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ، فَقَد أمِنتَ مِن كُلِّ شَيءٍ إلَاّ المَوتَ.

207 -

إذا وقف السائل على الباب وقفت الرحمة معه؛ قبلها من قبلها، وردها من ردها، ومن نظر إلى مسكين نظر رحمة؛ نظر الله إليه نظر رحمة، ومن أطال الصلاة خفف الله

ص: 81

عنه القيام يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ومن أكثر الدعاء قالت الملائكة:«صوت معروف، ودعاء مستجاب، وحاجة مقضية» .

208 -

إذا وقف العباد للحساب، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دمًا، فازدحموا على باب الجنة، فقيل: من هؤلاء؟ قال: الشهداء كانوا أحياء مرزوقين، ثم نادى مناد: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، ثم نادى الثانية: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة. قال: ومن ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس، ثم نادى الثالثة: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة. فقام كذا وكذا ألفا فدخلوها بغير حساب.

209 -

اذكروا الله ذكرًا يقول المنافقون إنكم تراؤون.

210 -

اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس.

211 -

اذهب فاقتل أباك»، رُوِيَ عَنْ حُصَيْنِ بن وَحْوَحٍ، أَنَّ طَلْحَةَ بن الْبَرَاءِ لَمَّا لَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِمَا أَحْبَبْتَ وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا، فَعَجِبَ لِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ غُلامٌ، فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ:«اذْهَبْ فَاقْتُلْ أَبَاكَ» ، قَالَ: فَخَرَجَ مُوَلِّيًا لِيَفْعَلَ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ:«أَقْبِلْ فَإِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ» ، فَمَرِضَ طَلْحَةُ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَعُودُهُ فِي الشِّتَاءِ فِي بَرْدٍ وغَيْمٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ لأَهْلِهِ:«لا أَرَى طَلْحَةَ إِلا قَدْ حَدَثَ فِيهِ الْمَوْتُ فَآذِنُونِي بِهِ حَتَّى أَشْهَدَهُ وَأُصَلِّيَ عَلَيْهِ وعَجِّلُوهُ» ، فَلَمْ يَبْلُغِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بني سَالِمِ بن عَوْفٍ حَتَّى تُوُفِّيَ، وجَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ طَلْحَةُ: ادْفِنُونِي وَأَلْحِقُونِي بِرَبِّي عز وجل، وَلا تَدْعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَإِنِّي أَخَافُ الْيَهُودَ أَنْ يُصَابَ فِي سَبَبِي، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم حِينَ أَصْبَحَ، فَجَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَصَفَّ النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ الْقَ طَلْحَةَ وَيَضْحَكُ إِلَيْكَ» .

212 -

اذهبْ فَوَارِهْ»، رُوِيَ عن سفينة قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعطاني دمه فقال: «اذهبْ فَوَارِهْ» فذهبتُ فشربتُه فرجعتُ فقال: «ما صنعتَ به؟» ، قلت:«وَارَيْتُه أو قُلتُ شربْتُه» ، قال:«احترزت من النار» .

ص: 82

213 -

اذهبوا فأنتم الطلقاء»، رُوِيَ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام على باب الكعبة فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو موضوع تحت قدمَيَّ هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط، والعصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها، يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب. ثم تلا هذه الآية:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} (الحجرات:) الآية كلها.

ثم قال: «يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟» ، قالوا:«خيرًا، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» ، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال:«يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أين عثمان بن طلحة؟» ، فدعي له فقال:«هاكَ مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بِرٍّ ووفاء» .

214 -

اذهبي فقد حرمك الله بذلك على النار»، رُوِيَ عَنْ سَلْمَى امرأة أبي رافع قالت:«كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَوْق بيته جالسًا، فقال: يا سلمى، ائتِنِي بغسل، فجئت إليه بإناء فيه ماء سدر فصفيته له، ثم جَثَا على مرفقة حشوها ليف، وأنا أصبّ على رأسه فغسله، وإني لأنظر إلى كل قطرة من رأسه في الإناء كأنه الدر يلمع، ثم جئتُه بماء فغسله، فلما فرغ من غَسْلِه قال: «يا سلمى، أهريقي ما في الإناء في موضع لا يتخطاه أحد» ، فأخذتُ الإناء، قلت:«يا رسول الله، حَسَدتُّ الأرض عليه فشربتُ بعضه، ثم أهرقْتُ الباقي، فقال: «اذهبي فقد حرمك الله بذلك على النار» .

215 -

أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسوا قلوبكم.

216 -

أربع لا يشبعن من أربع: عين من نظر، وأرض من مطر، وأنثى من ذكر، وعالم من علم.

ص: 83

217 -

أربع من الجفاء: يبول الرجل قائمًا، أو يكثر مسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو يسمع المؤذن يؤذن فلا يقول مثل ما يقول، أو يصلي بسبيل من يقطع صلاته.

218 -

أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلب شاكر، ولسان ذاكر وبدن على البلاء صابر، وزوجة لا تبغيه خونًا في نفسها ولا ماله.

219 -

أربعٌ من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، والحرص، وطول الأمل.

220 -

أربعٌ من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة وأولاده أبرارًا وخلطاؤه صالحين وأن يكون رزقه في بلده.

221 -

أربعٌ مَن كُنّ فيه حرمه الله تعالى على النار وعصمه من الشيطان: مَن ملك نفسه حين يرغب وحين يرهب وحين يشتهي وحين يغضب، وأربع من كن فيه نشر الله تعالى عليه رحمته وأدخله الجنة: مَن آوى مسكينًا ورحم الضعيف ورفق بالمملوك وأنفق على الوالدين.

222 -

أربعة من كن فيه كان من المسلمين وبَنَى الله له بيتا في الجنة أوسع من الدنيا وما فيها: مَن كان عصمة أمره لا إله إلا الله، وإذا أصاب ذنبا قال: أستغفر الله، وإذا أعطي نعمة قال: الحمد الله، وإذا أصاب مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

223 -

أربعة من كنوز الجنة: إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

224 -

أربعون دارًا جار.

225 -

ارجعن مأزورات؛ غير مأجورات»، رُوي عن علي رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا نسوة جلوس، فقال:«ما يجلسكن؟» ، قلن:«ننتظر الجنازة» ، قال:«هل تغَسّلْن؟» ، قلن:«لا» ، قال:«هل تحْمِلْن؟» ، قلن:«لا» ، قال:«هل تدلين فيمن يدلي؟» ، قلن:«لا» ، قال:«ارجعن مأزورات؛ غير مأجورات» .

ص: 84

226 -

أرْسِلْ إليه أن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله»، رُوِيَ عن محمد بن إسحاق: جاء مالك الأشجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: له أسر ابني عوف. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أرْسِل إليه أن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله» . وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القِد عنه، فخرج، فإذا هو بناقة لهم فركبها، وأقبل فإذا بسَرْح القوم الذين كانوا قد شدوه فصاح بهم، فاتبع أولها آخرها، فلم يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب، فقال أبوه:«عوف ورب الكعبة» . فقالت أمه: «واسوأتاه. وعوف كيف يقدم لما هو فيه من القد» ، فاستبقا الباب والخادم، فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلًا فقص على أبيه أمره وأمر الإبل، فقال أبوه:«قفا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسأله عنها» . فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«اصنع بها ما أحببت، وما كنت صانعًا بمالك» . ونزل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 2 - 3).

227 -

أرني المفتاح»، رُوِيَ أنه لما فتح رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة، فلما أتاه قال:«أرني المفتاح» . فأتاه به، فلما بسط يده إليه، قام العباس فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجمعه لي مع السقاية، فكَفّ عثمان يده، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:«هات المفتاح يا عثمان» . فقال: «هاك أمانة الله» ، فقام ففتح الكعبة، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم نزل عليه جبريل بردّ المفتاح، فدعا عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح، ثم قال:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (النساء: 58) حتى فرغ من الآية.

228 -

أرِيتُ بني مروان يتعاورون منبري فساءني ذلك، ورأيت بني العباس يتعاورون منبري فسرني ذلك.

229 -

أرِيتُ في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما ينزو القردة.

230 -

أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه.

231 -

استعد للموت قبل نزول الموت.

ص: 85

232 -

استعينوا بلا حول ولا قوة إلا بالله فإنها تذهب سبعين بابا من الضر أدناها الهم.

233 -

استعينوا على الرزق بالصدقة (1).

234 -

استعينوا على النساء بالعري فإن إحداهن إذا كثرت ثيابها وأحسنت زينتها أعجبها الخروج.

235 -

استكثر من الناس من دعاء الخير لك، فإن العبد لا يدري على لسان من يستجاب له أو يرحم، ولذلك جعل الله عز وجل المسلمين شفعاء بعضهم لبعض.

236 -

إسرافيل له أربعة أجنحة، منها جناحان أحدهما بالمشرق والآخر بالمغرب، واللوح بين عينيه، فإذا أراد الله عز وجل أن يكتب الوحي ينقر بين جبهته.

237 -

أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب.

238 -

أسْرِيَ بي في قفص من لؤلؤ وفراشه من ذهب.

239 -

أسِّسَت السموات السبع والأرضون السبع على {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1).

240 -

اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} (آل عمران: 26)(2).

(1) قال تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)} (سبأ: 39).

قال الشيخ السعدي: «فلا تتوهموا أن الإنفاق مما ينقص الرزق، بل وعد بالخلف للمنفق، الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} فاطلبوا الرزق منه، واسعوا في الأسباب التي أمركم بها.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ» (رواه مسلم).

(2)

قال الألباني في (السلسلة الضعيفة رقم 2772): «وقد ثبت أن اسم الله الأعظم في فاتحة آل عمران» .

ص: 86

241 -

اسم الله الأعظم؛ الذي إذا دعي به أجاب؛ وإذا سئل به أعطى؛ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: 87)، رُوِيَ عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «هل أدلكم على اسم الله الأعظم؛ الذي إذا دعي به أجاب؛ وإذا سئل به أعطى؛ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث:: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: 87)، فقال رجل: «يا رسول الله! هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا تسمع قول الله عز وجل: {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} (الأنبياء: 88)، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك؛ أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه» (1).

242 -

اسم الله الأعظم في ست آيات في آخر سورة الحشر.

243 -

اسم الله على فم كل مسلم»، رُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أرأيت الرجل يذبح وينسى أن يسمي؟» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«اسم الله على فم كل مسلم» .

(1) قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعْوَةُ ذِى النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِى بَطْنِ الْحُوتِ: «لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِى شَىْءٍ قَطُّ إِلَاّ اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ» (رواه الترمذي وصححه الألباني).

ص: 87

244 -

اسْمِي في التَّوراةِ أحْيَدُ؛ لأنِّي أحِيدُ أمَّتِي عن النَّارِ، واسمي في الزَّبُورِ: المَاحِي (1)،

مَحَا اللهُ بي عبدةَ الأوثانِ، واسْمِي في الإنجيلِ: أحْمَدُ، وفي القُرْآنِ: مُحَمَّدٌ؛ لأنِّي محمُود فِي أهْلِ السَّماءِ والأرْضِ.

245 -

اشتدي أزمة تنفرجي.

246 -

أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه.

247 -

أشد الناس عذابًا يوم القيامة مَن يرى الناس أن فيه خيرًا ولا خيرَ فيه.

248 -

أشدّكم من غلب نفسه عند الغضب، وأحلمُكم من عفا بعد القدرة.

249 -

أشْرَافُ أمَّتِي حَمَلةُ القُرآنِ، وَأصحَابُ اللَّيلِ.

250 -

أَشْرِكْنَا يَا أُخَىَّ فِى دُعَائِكَ». رُوِيَ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: «اسْتَأْذَنْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم فِى الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لِى وَقَالَ: «أَشْرِكْنَا يَا أُخَىَّ فِى دُعَائِكَ» . فَقَالَ كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِى أَنَّ لِى بِهَا الدُّنْيَا.

251 -

أشعرت يا بلال! أن الصائم تسبح عظامه، وتستغفر له الملائكة ما أكِل عنده.

252 -

أصحاب الأعراف قوم قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فمنعهم قتلهم في سبيل الله عن النار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة.

253 -

أصحابي كالنجوم بأيِّهم اقتديْتُم اهتديْتُم.

254 -

أصدق الحديث ما عطس عنده.

ص: 88

255 -

اصعد على منكبي» رُوِيَ عن عليِّ سدد خطاكم قال انطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «اجلس» ، فصعد على منكبي فذهبْتُ لأنهض به فرأى مني ضعفًا فنزل وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال:«اصعد على منكبي» ، فصعدتُ على منكبه، فنهض بي، فإنه تخيل لي أني لو شئتُ لَنِلْتُ أفق السماء حتى صعدتُ على البيت وعليه تمثال صُفْر (1) أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنتُ منه قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«اقذِفْ به» فقذَفْتُ به فتكسر كما تنكسر القوارير، ثم نزلت، فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نستبق حتى توارينا في البيوت خشية أن يلقانا أحدٌ من الناس.

256 -

اصْفِ النِيّة، ونم في البرية.

257 -

أصْلُ كل داء الرضى عن النفس.

258 -

أصلحوا دُنياكم واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غدًا.

259 -

أصليْتَ؟!»، رُوِيَ عن أسماء بنت عميس: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ، ولم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:«أصليت؟!» ، قال:«لا» . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فارْدُدْ عليه الشمس» ، قالت أسماء:«فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعَتْ بعدما غربت» (2).

(1) الصُفْر: خليط من النُّحاس والزّنك (الخارصين)، ويُسمَّى النُّحاس الأصفر.

(2)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية 8/ 165): «فضل عليٍّ سدد خطاكم وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم ولله الحمد من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني لا يحتاج معها إلى كذب، ولا إلى مالا يُعْلَم صِدْقُه.

=

= وحديث رد الشمس له قد ذكره طائفة كالطحاوي والقاضي عياض وغيرهما، وعّدُّوا ذلك من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكن المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع كما ذكره ابن الجوزي في كتاب الموضوعات».

ص: 89

260 -

اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله؛ فإن أصبت أهله أصبت أهله وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله.

261 -

اضربوهن، ولا يضرب إلا شراركم.

262 -

اضمنوا لي ست خصال أضمن لكم الجنة: لا تظالموا عند قسمة مواريثكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، ولا تجبنوا عند قتال عدوكم، ولا تغلوا غنائمكم، وأنصفوا ظالمكم من مظلومكم.

263 -

اطلبوا الحوائج إلى ذوي الرحمة من أمتي تُرزَقوا وتنجحوا؛ فإن الله تعالى يقول: «رحمتي في ذوي الرحمة من عبادي» ، ولا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم فلا ترزقوا ولا تنجحوا فإن الله تعالى يقول:«إن سخطي فيهم» .

264 -

اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس؛ فإن الأمور تجري بالمقادير.

265 -

اطلبوا الخير دهركم، واهربوا من النار جهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها، وإن النار لا ينام هاربها (1).

266 -

اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، وتسموا بخياركم، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.

267 -

اطلبوا العلم ولو بالصين.

268 -

اطّلِعْ في القبور، واعتَبِرْ بالنشور» روي عن أنس قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشكا إليه قسوة القلب فقال: «اطّلِعْ في القبور، واعتَبِرْ بالنشور» .

ص: 90

269 -

أطْيَبُ الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يطروا، وإذا كان عليهم لم يماطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا.

270 -

اعبد الله لا تشرك به شيئًا، وزل مع الحق حيث زال، واقبل الحق ممن جاء به صغير أو كبير، وإن كان بغيضًا بعيدًا، واردد الباطل ممن جاء به صغير أو كبير، وإن كان حبيبًا قريبًا.

271 -

اعتبروا عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وكنيته، ونقش خاتمه.

272 -

اعتكاف عشر في رمضان كحجتين وعمرتين.

273 -

اعْتَمّوا تزدادوا حِلمًا، والعمائم تيجان العرب.

274 -

أعْدَى عدوِّك زوجتك التي تضاجعك، وما ملكت يمينك.

275 -

أعْدَى عدوِّك نفسُك التي بين جنبيك.

276 -

اعرضوا حديثي على كتاب الله؛ فإن وافقه فهو مني وأنا قُلْتُه.

277 -

أعطني نخلتك التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة»، رُوِيَ عن ابن عباس أنَّ رجلًا كان له نخل ومنها نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال، فكان الرجل إذا جاء الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منها التمرة، فربما تقع تمرة فيأخذها صبيان الفقير، فينزل من نخلته فيأخذ التمرة من أيديهم وإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج التمرة من فيه، فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبره بما هو فيه من صاحب النخلة فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«اذهب» ، ولقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم صاحب النخلة، فقال له:«أعطني نخلتك التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة» . فقال الرجل: «لقد أعطيتُ، وإن لي نخلًا كثيرًا وما فيه نخلة أعجب إليَّ ثمرة منها» ، ثم ذهب الرجل ولقي رجلًا كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومِن صاحب النخلة فأتى رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «أتعطيني يا رسول الله ما أعطيت الرجل إن أنا

ص: 91

أخذتها»، فقال:«نعم» ، فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ولكليهما نخل فقال له صاحب النخلة:«أشعرت أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم أعطاني بنخلتَيَّ المائلة في دار فلان نخلة في الجنة؟» ، فقلت له:«لقد أعطيت ولكن يعجبني ثمرها ولي نخل كثير ما فيه نخلة أعجب إليَّ ثمرها منها» ، فقال له الآخر:«أتريدُ بَيْعَهَا؟» فقال: «لا، إلا أن أعطي بها ما أريد ولا أظن أن أعطى» ، فقال: فكم مُنَاك منها؟ قال: «أربعون نخلة» ، قال:«لقد جئت بأمر عظيم» ، ثم سكت عنه فقال له:«أنا أعطيك أربعين نخلة، فأشْهِدْ لي إن كنت صادقًا» ، فدعا قومه فشهدوا له، ثم ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له:«يا رسول الله، إن النخلة قد صارت لي وهي لك» ، فذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى صاحب الدار فقال له:«النخلة لك ولعيالك» .

فأنزل الله عز وجل: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} إلى قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} إلى آخر السورة (1).

(1) عَنْ أَنَسٍ سدد خطاكم أَنَّ رَجُلًا قَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا» ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:«أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ» فَأَبَى، فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ:«بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي» . فَفَعَلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ:«يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي، فَاجْعَلْهَا لَهُ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا» . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «كَمْ مِنْ عَذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ» ، قَالَهَا مِرَارًا. قَالَ: فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: «يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ» . فَقَالَتْ: «رَبِحَ الْبَيْعُ» . أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا. (رواه الإمام أحمد في المسند، وقال الأرنؤوط: «إسناده صحيح على شرط مسلم»). قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ» كان شفاعةً لا أمرًا، وإلا عصى بخلافه.

عذق: قيل: بالكسر الغصن، وبالفتح النخلة أو الحائط، والظاهر أن المراد ها هنا النخلة أو الحائط، لقوله تعالى:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (الأنعام: 160)، وقوله تعالى:{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} (البقرة: 261)، واقتصار النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الواحدة لبيان أنها تكفي في الرغبة في الخير، والله تعالى أعلم.

(رِداح) أي: الثقيل لكثرة ما فيه من الثمار.

ص: 92

278 -

أعطوا أعينكم حظها من العبادة: النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه.

279 -

أعط السائل، وإن جاءك على فرس.

280 -

أعطُيَتْ أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم: خُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول:«يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا إليكِ» ، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة». قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهي ليلة القدر؟ قال: «لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله» .

281 -

أعطِيَتْ أمتي شيئًا لم يُعْطَهُ أحدٌ من الأمم: أن يقولوا عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون.

282 -

أعظمُ النساء بركة أيسرهن مؤنة (1).

283 -

أعظم نساء أمتي بركة أصْبَحُهُنَّ وجهًا وأقًلّهُنَّ مهرًا (2).

284 -

اعلمي ـ وأعلمي من وراءك من النساء ـ أن حسن تبعل المرأة لزوجها، واتباعها موافقته ومرضاته؛ يعدل ذلك كله»، رُوِيَ عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالس مع أصحابه، فقلت: «يا رسول الله! إني

(1) قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا، وَتَيْسِيرُ رَحِمِهَا» . (رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما، وحسنه الألباني).

(إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ) أي بركتها (تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا) بالكسر أي سهولة سؤال الخاطب أولياءها نكاحها وإجابتهم بسهولة من غير توقف (وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا) أي عدم التشديد في تكثير مهرها ووجدانه بيد الخاطب من غير كَدٍّ في تحصيله (وَتَيْسِيرُ رَحِمِهَا) أي للولادة بأن تكون سريعة الحمل كثيرة النسل.

(2)

انظر الهامش السابق.

ص: 93

وافدة النساء إليك، إنه ليس من امرأة سمعَتْ بمخرجي إليك إلا وهي على مثل رأيي، وإن الله تبارك وتعالى بعثك إلى الرجال والنساء؛ فآمنا بك وبالهدى الذي جئتَ به، وإن الله قد فضلكم علينا - معشر الرجال - بالجماعة والجمعة، وعيادة المرضى، واتباع الجنائز، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن أحدكم إذا خرج غازيًا أو حاجًا أو معتمرًا؛ حفظنا أموالكم، وغزَلْنَا أثوابكم، وربَّيْنَا لكم أولادكم، وإنا - معشر النساء - مقصوراتٍ محصوراتٍ قواعد بيوتكم؛ أفما نشارككم في هذا الأجر؟»، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه بوجهه كله فقال:«سمعتم بمثل مقالة هذه المرأة؟» ، قالوا:«ما ظننا أن أحدًا من النساء تهتدي إلى مثل ما اهتدت إليه هذه المرأة» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«اعلمي - وأعلمي من وراءك من النساء - أن حسن تَبَعّل المرأة لزوجها، واتباعها موافقته ومرضاته؛ يعدل ذلك كله» . فانطلقت تهلل وتكبر وتحمد الله عز وجل استبشارًا.

285 -

أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف (1).

286 -

اعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدًا، واحذر حَذَرَ امرئ يخشى أن يموت غدًا.

287 -

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا.

288 -

اغْدُ عالمًا أو متعلمًا أو مستمعًا أو محبًا، ولا تكن الخامسة فتهلك.

289 -

أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة.

290 -

أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع.

291 -

أفضل العبادة انتظار الفرج.

ص: 94

292 -

أفضل العبادة درجة عند الله يوم القيامة الذاكرون لله كثيرًا.

293 -

أفضل العبادة قراءة القرآن.

294 -

أفضل العمل النية الصادقة.

295 -

أفضل العيادة أجرًا سرعة القيام من عند المريض.

296 -

أفضل المؤمنين إيمانًا الذي إذا سأل أعطى وإذا لم يُعْطَ استغنى.

297 -

افعلوا المعروف إلى مَن هو أهله وإلى من ليس هو من أهله؛ فإن أصبْتُم أهله فقد أصبتم أهله، وإن لم تصيبوا أهله فأنتم أهله.

298 -

أفلح مَن رُزِقَ لُبًّا»، رُوِيَ عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة: أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: «إنه كانت لنا أرباب تعبد من دون الله فبعثك الله، فدعوناهن فلم يجِبْن، وسألناهن فلم يُعْطِينَ، وجئناك فهدانا الله» ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«قد أفلح من رُزِقَ لُبًّا» . قال: «يا رسول الله! اكسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما» ، فكساه، فلما كان بالموقف في عرفات، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أعِدْ علَيَّ مقالتك» ، فأعاد عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أفلحَ مَن رُزِقَ لُبًّا» .

299 -

أفلح من كان سكوته تفَكُّرًا ونظره اعتبارًا، أفلح من وُجِد في صحيفته استغفارًا كثيرا (1).

300 -

أقامها الله وأدامها» رُوِيَ عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن بلالا أخذ فى الإقامة فلما أن قال: «قد قامت الصلاة» ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«أقامها الله وأدامها» .

301 -

أقبل، فإني لم أبعث بقطيعة رحم»، رُوِيَ أن طلحة بن البراء لما لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا رسول الله، مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمرًا، فعجب لذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو غلام، فقال له عند ذلك:«اذهب فاقتل أباك» ، قال: فخرج موليًا ليفعل،

(1) قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا» . (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

ص: 95

فدعاه، فقال له:«أقبل، فإني لم أبعث بقطيعة رحم» . فمرض طلحة بعد ذلك، فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعوده في الشتاء في برد وغيم، فلما انصرف قال لأهله:«لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه، وعجلوه» . فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بني سالم بن عوف حتى تُوُفي، وجنَّ عليه الليل، وكان فيما قال طلحة:«ادفنوني، وألحقوني بربي عز وجل، ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإني أخاف اليهود؛ أن يصاب في سببي» ، فأخْبِرَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره، فصف الناس معه، ثم رفع يديه، فقال:«اللهم الق طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك» .

302 -

اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه.

303 -

اقْرَءُوا الْقُرْآنَ (1) بحزن فإنه نزل بالحزن.

304 -

اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحونِ العَرَبِ وَأصواتِها، وإيَّاكُم وَلُحُونَ أهلِ الكِتابِ، وَأهلِ الفِسقِ، فإنَّهُ سَيجيءُ مِنْ بَعدِي قَومٌ يُرجِّعوُنَ بِالقرآنِ تَرجِيعَ الرَّهبانِيةِ، وَالنَّوْحِ وَالغِناءِ، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُم، مَفتونَةٌ قُلوبُهُم، وَقُلُوبُ الذينَ يُعجِبُهُمْ شَأنُهُمْ.

305 -

اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعى القرآن.

306 -

اقرأوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا، فتباكوا.

307 -

اقْرَءُوا على موتاكم: ياسين.

308 -

اقْرَءُوا ياسين على موتاكم.

309 -

اقض بينهما يا عمرو»، رُوِيَ عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: جاء رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم خصمان يختصمان، فقال لعمرو:«اقض بينهما يا عمرو» ، فقال: «أنت أوْلَى بذلك

(1) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ سدد خطاكم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» (رواه مسلم).

ص: 96

مني يا رسول الله». قال «وإن كان» . قال: «فإذا قضيتُ بينهما، فمالي؟!» ، قال:«إنْ أنتَ قَضيتَ بَينَهُما، فَأصبتَ القَضاءَ، فَلَكَ عَشرُ حَسناتٍ، وإنْ أنتَ اجتَهدتَ فَأخطأتَ، فَلَكَ حَسنةٌ» .

310 -

أقِلُّوا الدُخولَ عَلَى الأغنياءِ، فَإنَّهُ أجدرُ أنْ لَا تَزدَروا نِعمةَ اللهِ عز وجل (1).

311 -

أكبر الكبائر: حب الدنيا.

312 -

أكثَرُ الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيه.

313 -

أكثر أهل الجنة البُلْهُ.

314 -

أكْثِرُوا استلام هذا الحجر، فإنكم يوشك أن تفقدوه بينما الناس ذات ليلة يطوفون به إذ أصبحوا وقد فقدوه، إن الله لا ينزل شيئا من الجنة إلا أعاده فيها قبل يوم القيامة.

315 -

أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراؤون.

316 -

أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون.

317 -

أكثروا ذكر الموت، فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيى الله قلبه وهوَّن عليه الموت.

318 -

أكثروا في الجنازة قول: لا إله إلا الله.

319 -

إكرام الميت دفنه.

320 -

أكرم المجالس ما استقبل به القبلة.

321 -

أكرموا الخبز؛ فإن الله أكرمه فمن أكرم الخبز أكرمه الله.

322 -

أكرموا الخبز؛ فإن الله أنزله من بركات السماء وأخرجه من بركات الأرض.

ص: 97

323 -

أكرموا الخبز؛ فإنه من بركات السماء والأرض من أكل ما سقط من السفرة غُفر له.

324 -

أكرموا الشهود؛ فإن الله يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم.

325 -

أكرموا العلماء؛ فإنهم ورثة الأنبياء (1) فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله.

326 -

أكرموا الغرباء؛ فإن لهم شفاعة يوم القيامة لعلكم تنجون بشفاعتهم.

327 -

أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط؛ فإذا اغتسل أحدكم؛ فليستتر بجذم حائط، أو ببعيره، أو ليستره أخوه.

328 -

أكرموا الهِرَّ.

329 -

أكْرِموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله تعالى من شجرة وُلِدَتْ تحتها مريم بنت عمران؛ فأطعموا نساءكم الوالد الرطب فإن لم يكن رطب فتمر.

330 -

أكْلُ اللحم يحسّن الوجه ويحسّن الخلق.

331 -

أكُنْتِ تخافين أنْ يحيف الله عليك ورسوله؟»، رُوِيَ عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت:«فقدتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة فخرجْتُ فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال لي: «أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟» ، قالت: قلت: «يا رسول الله، ظننتُ أنكَ أتيتَ بعض نسائك» ، فقال:«إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب» .

(1) قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَه أَخَذَ بِحَظٍّ وافر» (رواه أبو داود، وصححه الألباني). (وَرَّثُوا الْعِلْم): لِإِظْهَارِ الْإِسْلَام وَنَشْر الْأَحْكَام (فَمَنْ أَخَذَهُ): أَيْ أَخَذَ الْعِلْم مِنْ مِيرَاث النُّبُوَّة (أَخَذَ بِحَظٍّ): أَيْ بِنَصِيبٍ (وَافِر): كَثِير كَامِل.

ص: 98

332 -

ألا أخبرك بتفسير (لا حول ولا قوة إلا بالله)؟»، رُوِيَ عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«ألا أخبرك بتفسير (لا حول ولا قوة إلا بالله)؟» ، قلت:«بلى، يا رسول الله، فقال: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله، هكذا أخبرني بها جبريل يا ابن أم عبد» .

333 -

ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم؟ تدعون الله ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن.

334 -

ألا أعَلّمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته؟»، رُوِيَ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: «يا رسول الله إن القرآن يتفلت من صدري» ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته؟ صَلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و (يس)، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وبـ (حم) الدخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وبـ (ألم تنزيل) السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب و (تبارك) المفَصّل، فإذا فرغْتَ من التشهد فاحمد الله تعالى وأثْنِ عليه وصل على النبيين واستغفر للمؤمنين، ثم قل: «اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني مِن أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوَه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنوِّر بالكتاب بصري، وتطلق به لساني، وتفرج به كربي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقويني على ذلك، وتعينني عليه؛ فإنه لا يعينني على الخير غيرك، ولا يوفق له إلا أنت» ، فافعل ذلك ثلاث جُمَعٍ أو خمسًا أو سبعًا تحفظه بإذن الله، وما أخطأ مؤمنًا قط»، فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك لسبع جُمَعٍ فأخبره بحفظ القرآن، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«مؤمنٌ ورب الكعبة، عِلْمٌ أبا الحسن» .

ص: 99

335 -

ألا أنبئكم بالفقيه؟»، قالوا:«بلى» ، قال:«من لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يُؤَيّسْهم من روح الله، ولا يُؤَمّنْهم من مكر الله، ولا يَدَع القرآن رغبةً عنه إلى ما سواه، ألَا لَا خيرَ في عبادة ليس فيها تَفَقّه، ولا في علم ليس فيه تفَهُّم، ولا قراءة ليس فيها تدبُّر» .

336 -

ألا دخلت في الصف»، رُوِيَ عن وابصة بن معبد أن رجلًا صلى خلف الصف وحده ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرى من خلفه كما يرى من بين يديه (1)، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«ألا دخلت فى الصف ، أو جذبتَ رجلًا صلى معك؟! أعِد الصلاة» .

337 -

ألا من قتل نفسًا معاهدة له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يرَح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا (2).

338 -

ألا هل مشمر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة،

(1) عن أَنَس سدد خطاكم قَالَ: «أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّى أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِى» . (رواه البخاري).

(2)

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» (رواه البخاري). (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا): أي ذِمِّيًّا أَوْ مُسْتَأْمَنًا. (لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ). أي لم يشم ريحها. = = وهو كناية عن عدم الدخول فيها ابتداء. بمعنى أنه لا يستحق ذلك. (مَسِيرَةِ): مسافة يستغرق سيرها هذه المدة.

وقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

(أَلَا) لِلتَّنْبِيهِ (مُعَاهِدًا) بِكَسْرِ الْهَاءِ أَيْ ذِمِّيًّا أَوْ مُسْتَأْمَنًا (أَوِ انْتَقَصَهُ) أَيْ نَقَصَ حَقَّهُ (أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ) أَيْ فِي أَدَاءِ الْجِزْيَةِ أَوِ الْخَرَاجِ بِأَنْ أَخَذَ مِمَّنْ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْجِزْيَةُ أَوْ أَخَذَ مِمَّنْ يَجِبُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا يُطِيقُ (فَأَنَا حَجِيجُهُ) أَيْ خَصْمُهُ وَمُحَاجُّهُ وَمُغَالِبُهُ بِإِظْهَارِ الْحِجَجِ عَلَيْهِ.

ص: 100

وحلل كثيرة في مقام أبدًا في خضرة ونضرة في دار عالية سليمة بهية»، قالوا:«نحن المشمرون لها» ، قال:«قولوا إن شاء الله» .

339 -

ألا يا رُبَّ نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رُبَّ نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا يا رُبَّ مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا يا رُبَّ مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا يا رُبَّ متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ما له عند الله من خلاق، ألا وإن عمل الجنة حزن بربوة، ألا وإن عمل النار سهل بشهوة، ألا يا رُبَّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلًا.

340 -

ألا يستحي أحدكم من ملَكَيْه اللذين معه؛ كما يستحي من رجلَيْن صالحين من جيرانه، وهما معه بالليل والنهار؟!

341 -

الأب أحق بالطاعة والأم أحق بالبر.

342 -

الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل كلما مات رجلٌ أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلًا.

343 -

الأرز في الطعام كالسيد في القوم، والكراث في البقول بمنزلة الخبز، وعائشة كالثريد (1)، وأنا كالملح في الطعام.

344 -

الأرض المقدسة لا تقدس أحدًا إنما يقدس الإنسان عمله (2).

345 -

الأرضون سبع في كل أرض نبيٌّ كنَبِيّكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى.

(1) عن أبي موسى الأشعريِّ سدد خطاكم قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» (رواه البخاري ومسلم).

(2)

روى الإمام مالك في الموطأ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِىِّ أَنْ هَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ: «إِنَّ الأَرْضَ لَا تُقَدِّسُ أَحَدًا، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الإِنْسَانَ عَمَلُهُ» ، وقال محققه:«إسناده ضعيف» .

ص: 101

346 -

الاستئذان ثلاث (1)، فبالأولى يستنصتون، والثانية يستصلحون، والثالثة يأذنون أو يردّون.

347 -

الإسلام نظيف فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف.

348 -

الأصابع تجري مجرى السواك إذا لم يكن سواك.

349 -

الأضاحي سُنة أبيكم إبراهيم». قالوا: «فما لنا فيها؟» ، قال:«بكل شعرة حسنة» ، قالوا:«فالصوف؟» ، قال:«بكل شعرة من الصوف حسنة» .

350 -

الأضحية لصاحبها بكل شعرة حسنة.

351 -

الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم.

352 -

الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدين.

353 -

الأقربون أوْلَى بالمعروف.

354 -

الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب.

355 -

الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.

356 -

الإيمان لا يزيد ولا ينقص.

357 -

الباذنجان لِمَا أكِلَ له.

358 -

البحر من جهنم.

359 -

البخيل عدو الله، ولو كان راهبًا.

(1) قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارْجِعْ» (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

ص: 102

360 -

البدلاء أربعون رجلًا وأربعون امرأة، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلًا، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة (1).

361 -

البر شيءٌ هيّن، وجه طليق، وكلام ليّن.

362 -

البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان.

363 -

البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديّان لا ينام، فكن كما شئت، كما تدين تدان.

364 -

البشاشة خير من القِرَى (2).

365 -

البِطْنَة أصل الداء، والحِمْيَة أصل الدواء، وعوّدوا كل جسم ما اعتاد (3).

366 -

البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلًا، ويذهب بالداء أصلًا.

367 -

البلاء موكل بالقول ما قال عبد لشيء: «لا والله لا أفعله أبدًا» ، إلا ترك الشيطان كل عمل وولع بذلك منه حتى يؤثّمه.

368 -

البلاء مُوَكّل بالمنطق، فلو أن رجلا عيّر رجلًا برضاع كلبة لَرَضَعها.

369 -

التائب حبيبُ الله.

370 -

التدبير نصف العيش، والتودد نصف العقل، والهَمّ نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارَيْن (4).

(1) قال ابن القيم معددًا الأحاديث الموضوعة: «ومن ذلك: أحاديث الأبدال، والأقطاب، والأغواث، والنقباء، والنجباء، والأوتاد، كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» . انظر: المنار المنيف (ص 136).

(2)

أي الضيافة.

(3)

وأما الحديث الدائر على ألسنة الناس: «الحِمْيَة رأس الدواء، والمعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما اعتاد» . فهو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. والحِمْية: الإقلال من الطعام ونحوه مما يضر.

(4)

(وقلة العيال أحد اليسارين) لأن الغِنَى نوعان غِنًى بالشيء والمال، وغِنًى عن الشيء لعدم الحاجة إليه، وهذا هو الحقيقي فقلة العيال لا حاجة معها إلى كثرة المؤن. [انظر: فيض القدير (3/ 280)].

وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بزيادة النسل بقوله: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكَمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الذهبي والألباني).

ص: 103

371 -

التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل.

372 -

التقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجبريل عليه السلام في الملأ الأعلى»، رُوِيَ عن أنس بن مالك سدد خطاكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: التقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجبريل عليه السلام في الملأ الأعلى فقال: «يا جبرئيل أعَلَى أمتي حساب؟» ، فقال:«نعم، عليهم حساب ما خلا أبا بكر الصديق لي عليه حساب، فقيل: يا أبا بكر ادخل الجنة فقال: لن أدخُلها حتى أدخِل معي مَن أحبني في دار الدنيا» .

373 -

التمس لأخيك سبعين عذرًا (1).

374 -

التمسوا الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق.

375 -

التمسوا الخير عند حِسَان الوجوه.

376 -

التمسوا الرزق بالنكاح (2).

(1) رُوِيَ عن عمر بن سدد خطاكم أنه قال: «لا تَظُنّ بكلمة صدرت من أخيك شرًّا وأنت تجد لها في الخير مَحْمَلًا» . ورُوِيَ عن جعفر بن محمد قال: «إذا بلغك عن أخيك الشيءَ تُنْكِرُه فالْتمسْ له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبْتَه، وإلا قُلْ لعل له عذرًا لا أعرفه» . ورُوِيَ عن محمد بن سيرين قال: «إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرًا» .

(2)

قال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)} (النور: 32)؛ قال الحافظ ابن كثير: «{الْأَيَامَى} جمع أيِّم، ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها، وللرجل الذي لا زوجة له. وسواء كان قد تزوج ثم فارق، أو لم يتزوج واحد منهما،. . . يقال: رجل أيّم وامرأة أيّم أيضًا. وقوله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: «رغّبَهم الله في التزويج، وأمر به الأحرار والعبيد، ووعدهم عليه الغنى» ، = = فقال:{إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} . . . ثم نقل ابن كثير أن أبا بكر الصديق سدد خطاكم قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، يُنْجِزْ لكم ما وعدكم من الغنى، قال:{إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}

ونقل أن ابن مسعود سدد خطاكم قال: «التمسوا الغِنَى في النكاح» ، يقول الله تعالى:{إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} .

وذكر ابن كثير حديث الترمذي وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمْ: المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ العَفَافَ» . (انظر تفسير الآية 32 من سورة النور. وهذا الحديث حسنه الألباني).

ص: 104

377 -

التوبة النصوح الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله تعالى ثم لا تعود إليه أبدًا.

378 -

التوبة تجُبُّ ما قبلها (1).

379 -

التوبة من الذنب أن لا تعود إليه أبدًا.

380 -

التيمم ضربتان: ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين.

381 -

الثالث ملعون»، رُوِيَ عن المهاجر بن قنفذ قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة على دابة، فقال:«الثالث ملعون» .

382 -

الثقة بالناس عجز.

383 -

الثوم والبصل والكراث من سك إبليس.

384 -

الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق، والزاد قبل الرحيل.

(1) يغني عنه قَولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» (رواه ابن ماجه وحسنه الألباني).

وعن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ سدد خطاكم قَالَ: لَمَّا أَلْقَى اللهُ عز وجل فِي قَلْبِي الْإِسْلَامَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم لِيُبَايِعَنِي فَبَسَطَ يَدَهُ إِلَيَّ فَقُلْتُ: «لَا أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي» . قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا عَمْرُو أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ، يَا عَمْرُو أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنْ الذُّنُوبِ» (رواه الإمام أحمد وصححه الألباني). ورواه مسلم بلفظ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ» .

ص: 105

385 -

الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله، والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله.

386 -

الجزاء من جنس العمل (1).

387 -

الجمعة حج الفقراء.

388 -

الجمعة حج المساكين.

389 -

الجمعة على الخمسين رجلًا، وليس على ما دون الخمسين جمعة.

390 -

الجمعة واجبة على خمسين رجلًا، وليس على من دون الخمسين جمعة.

391 -

الجنازة متبوعة وليست بتابعة؛ ليس مِنّا مَن تقَدّمها.

392 -

الجنة تحت أقدام الأمهات مَن شِئْنَ أدخَلْنَ، ومَن شِئْنَ أخرَجْن (2).

393 -

الجَنَّةُ دَارُ الأسخِياءِ.

394 -

الجوع كافر، وقاتله من أهل الجنة.

(1) لم يَرِدْ هكذا، ولكن معناه صحيح، ويشير إليه قوله تعالى:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} (النحل: 126)، {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} (الشورى: 40)، {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (الرحمن: 60).

(2)

يغني عنه حديث مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ: جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ أَرَدْتُ الْغَزْوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ» ، فَقَالَ:«هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟» ، قَالَ:«نَعَمْ» ، فَقَالَ:«الْزَمْهَا؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلَيْهَا» ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فِي مَقَاعِدَ شَتَّى كَمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ» (رواه الإمام أحمد والنسائي وحسنه الألباني).

والمقصود بالغزو هنا جهاد طلب الكفار في عقر دارهم، وليس جهاد دفع الكفار عن بلاد المسلمين.

(فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلَيْهَا) أَيْ نَصِيبُك مِنْهَا لَا يَصِل إِلَيْك إِلَّا بِرِضَاهَا، بِحَيْثُ كَأَنَّهُ لَهَا وَهِيَ قَاعِدَة عَلَيْهِ، فَلَا يَصِل إِلَيْك إِلَّا مِنْ جِهَتهَا، فَإِنَّ الشَّيْء إِذَا صَارَ تَحْت رِجْل أَحَد، فَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْهُ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ بِحَيْثُ لَا يَصِل إِلَى آخَر إِلَّا مِنْ جِهَته.

ص: 106

395 -

الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقًا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، وهو أفضل الجيران حقًا، فأما الجار الذي له حقٌ واحد، فالجار المشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان فالجار المسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم، وأدنى حق الجوار أن لا تؤذي جارك بقتار قدرك إلا أن تقدح له منها.

396 -

الجيزة روضة من رياض الجنة، ومصر خزائن الله في أرضه.

397 -

الحاج الراكب له بكل خف يضعه بعيره حسنة.

398 -

الحبيب لا يعذب حبيبه.

399 -

الحج قبل التزويج.

400 -

الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده.

401 -

الحجر يمين الله؛ فمن مسحه فقد بايع الله أن لا يعصيه.

402 -

الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش.

403 -

الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

404 -

الحزم سوء الظن.

405 -

الحسد في الجيران.

406 -

الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

407 -

الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل.

408 -

الحسود لا يسود.

409 -

الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر.

410 -

الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا.

ص: 107

411 -

الحكمة ضالة كل حكيم، فإذا وجدها فهو أحق بها.

412 -

الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسول الله»، رُوِيَ عن معاذ بن جبل سدد خطاكم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين بعثه إلى اليمن قال له:«كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟» ، قال:«أقضي بما في كتاب الله» . قال: «فإن لم يكن في كتاب الله؟» ، قال:«بسُنّة رسول الله» ، قال:«فإن لم يكن في سنة رسول الله؟» ، قال: أجتهد رأيي لَا آلُو»، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدره، وقال:«الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يُرضي رسولَ الله» (1).

413 -

الحياء زينة، والتُقَى كرم، وخير المركب الصبر، وانتظار الفرج من الله عز وجل عبادة.

414 -

الخبر الصالح يجيء به الرجل الصالح، والخبر السوء يجيء به الرجل السوء.

415 -

الخضر في البحر، وإلياس في البر، يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج، ويحجان ويعتمران كل عام، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل.

416 -

الخضر هو إلياس.

(1) قال الألباني: «هو صحيح المعنى فيما يتعلق بالاجتهاد عند فقدان النص، وهذا مما لا خلاف فيه، ولكنه ليس صحيح المعنى عندي فيما يتعلق بتصنيف السنة مع القرآن وإنزاله إياه معه، منزلة الاجتهاد منهما. فكما أنه لا يجوز الاجتهاد مع وجود النص في الكتاب والسنة، فكذلك لا يأخذ بالسنة إلا إذا لم يجد في الكتاب.

وهذا التفريق بينهما مما لا يقول به مسلم بل الواجب النظر في الكتاب والسنة معًا وعدم التفريق بينهما، لما علم من أن السنة تبيّن مجمل القرآن، وتقيد مطلقه، وتخصص عمومه كما هو معلوم». [انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (2/ 286، رقم 881)، وراجع (بيان الأوهام في إنكار حديث الاجتهاد في الأحكام) للدكتور أبي بكر خليل].

ص: 108

417 -

الخَلقُ كُلُّهُمْ عِيالُ اللهِ، فَأحبُّهُم إلى اللهِ أنفَعُهُم لِعِيالِهِ (1).

418 -

الخمول نعمة، وكل الناس يأباها.

419 -

الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة (2).

420 -

الخير كثير، وقليلٌ فاعلُه.

421 -

الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض.

422 -

الدعاء مخ العبادة (3).

423 -

الدم مقدار الدرهم يغسل وتعاد منه الصلاة.

424 -

الدنيا جِيفَةٌ وطُلّابُها كِلاب.

425 -

الدنيا حرام على أهل الآخرة، والآخرة حرام على أهل الدنيا، والدنيا والآخرة حرام على أهل الله.

426 -

الدنيا خطوة رجل مؤمن.

427 -

الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له.

428 -

الدنيا ضرة الآخرة.

(1) عن عبد الله بن دينار، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قيل: «يا رسول الله من أحب الناس إلى الله؟» ، قال:«أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وإِنَّ أحَبَّ الْأَعْمَالِ إلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ: تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا» . (رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وحسنه الألباني).

(2)

قال ابن حجر: «لا أعرفه ولكن معناه صحيح» . اهـ. ويغني عنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» (رواه مسلم).

(3)

عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ سدد خطاكم قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر: 60)» (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

ص: 109

429 -

الدنيا لا تصفوا لمؤمن، كيف وهي سجنه وبلاؤه.

430 -

الدنيا قنطرة الآخرة.

431 -

الدنيا مزرعة الآخرة.

432 -

الدواوين ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئًا، وديوان لا يعبأ الله به شيئًا، وديوان لا يترك الله منه شيئًا، فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئًا فالإشراك بالله، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فإن الله يغفر ذلك إن شاء ويتجاوز، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فمظالم العباد بينهم القصاص لا محالة.

433 -

الديك الأبيض الأفرق (1) حبيبي وحبيب حبيبي جبريل يحرس بيته وستة عشر بيتًا من جيرانه: أربعة عن اليمين، وأربعة عن الشمال، وأربعة من قُدّام، وأربعة من خلف.

434 -

الديك الأبيض صديقي، وصديق صديقي، وعدو عدوي يحرس دار صاحبه وتسع دور حولها.

435 -

الديك يؤذن بالصلاة (2)،

مَن اتخذ ديكًا أبيض حفظ من ثلاثة: من شر كل شيطان، وساحر، وكاهن.

436 -

الدَّيْن ذل ولو درهم، والسؤال ذل ولو أين الطريق.

437 -

الدَّيْن راية الله في الأرض، فإذا أراد الله أن يذل عبدًا وضعه في عنقه.

(1) ديكٌ أفرَقُ بيِّنُ الفَرَقِ: ذُو عُرْفَيْنِ للّذي عُرفُه مَفْروقٌ، وَذَلِكَ لانْفِراجِ مَا بينَهُما.

ورجُلٌ أفْرَقُ: كأنّ ناصِيتَه أَو لِحْيَتَه كأنّها مَفْروقَةٌ بيِّنُ الفَرَق.

(2)

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ يُوقِظُ لِلصَّلَاةِ» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

وفي رواية: «لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ» (رواه ابن حبان، وصححه الألباني).

ص: 110

438 -

الدين المعاملة.

439 -

الدَّيْن هم بالليل ومذلة بالنهار.

440 -

الديْن ولو درهم، والبنت ولو مريم، والسؤال ولو كيف الطريق.

441 -

الدَّيْن ينقص من الدِين والحسب.

442 -

الذبيح إسحاق.

443 -

الذِكْر الذي لا تسمعه الحفظة يزيد على الذكر الذي تسمعه الحفظة سبعين ضعفًا.

444 -

الذِكْر خيرٌ من الصدقة.

445 -

الذكر نعمة من الله فأدّوا شكرها.

446 -

الذنب شؤم على غير فاعله إن عيّره ابتلي به، وإن اغتابه أثم، وإن رضي به شاركه.

447 -

الرابح في الشر خاسر.

448 -

الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح، والرجل السوء يأتي بالخبر السوء.

449 -

الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل

450 -

الرفق رأس الحكمة.

451 -

الرّفقُ في المَعيشَةِ، خَيرٌ مِن بَعض التِّجارَةِ.

452 -

الزرقة في العين يُمْنٌ.

453 -

الزنا يورث الفقر.

454 -

الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصِبْتَ بها أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك.

ص: 111

455 -

الساكت عن الحق شيطان أخرس.

456 -

السؤال ولو كيف الطريق.

457 -

السباق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش.

458 -

السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبى طالب.

459 -

السبيل الزاد والراحلة.

460 -

أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟»، رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خَفٌّ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ ثَقَالٍ بَطِيءٍ يَتَبَطَّأُ بِالرَّكْبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ، وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ حَتَّى يَمْضِيَ الرَّكْبُ» ، قَالَتْ عَائِشَةُ:«فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا لَعِبَادِ اللهِ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ، إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فِيهِ خَفٌّ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، فَأَبْطَأَ بِالرَّكْبِ، فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: «أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟» . قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ، قَالَ:«أَوَ فِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ؟» ، قَالَتْ: قُلْتُ: «أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟ أَفَهلا عَدَلْتَ؟» ، وَسَمِعَنِي أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ ـ أَيْ حِدَّةٌ ـ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَلَطَمَ وَجْهِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«مَهْلا يَا أَبَا بَكْرٍ» ، فَقَالَ:«يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتْ؟» ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أعْلَاه، إنَّمَا التَّجَنِّي في القَلبِ» .

461 -

السخي قريب من الله، قريب من الجنة. قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار، وجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل.

ص: 112

462 -

السر عند الأحرار.

463 -

السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله (1).

464 -

السفر يُسْفِرُ عن أخلاق الرجال.

465 -

السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض يرفع له عمل سبعين صِدّيقًا.

466 -

السلطان ظل الرحمن في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإن جار أو حاف وظلم كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر.

467 -

السلطان ظل الله في الأرض فمن أكرمه أكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله.

468 -

السلطان ظل الله في أرضه من نصحه هدى، ومن غشه ضل.

469 -

السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر وكان على الرعية الشكر، وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر وكان على الرعية الصبر، وإذا جارت الولاة قحطت السماء، وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر، والمسكنة وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار (2).

(1) عن أَبِي بَكْرَةَ سدد خطاكم أَنَّ رَجُلًا قَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ» ، قَالَ:«مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» ، قَالَ:«فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟» ، قَالَ:«مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ» . (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

(2)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسٌ بِخَمْسٍ» ، قَالُوا:«يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خَمْسٌ بِخَمْسٍ؟» ، قَالَ:«مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ، وَمَا حَكَمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلا فَشَا فِيهِمُ الْفَقْرُ، وَلا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْفَاحِشَةُ إِلا فَشَا فِيهِمُ الْمَوْتُ، وَلا طفَّفُوا الْمِكْيَالَ إِلا مُنِعُوا النَّبَاتَ وَأُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَلا مَنَعُوا الزَّكَاةَ إِلا حُبِسَ عَنْهُمُ الْقَطْرُ» (رواه الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني).

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ - وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ -: لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» (حسن رواه ابن ماجه).

(الْفَاحِشَةُ) أي الزنا. (الْأَوْجَاعُ) أي الأمراض. (السِّنِين) أي الفقر. (الْقَطْرَ) أي المطر. (بَأْسَهُمْ) أي حربهم.

ص: 113

470 -

ألسنة الخلق أقلام الحق.

471 -

السواك شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت.

472 -

الشام مباركة، وفلسطين مقدسة، وبيت المقدس قدس ألف مرة.

473 -

الشتاء ربيع المؤمن، قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام.

474 -

الشحيح لا يدخل الجنة.

475 -

الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء.

476 -

الشكر في الوجه مذمة.

477 -

الشفقة على خلق الله تعظيم لأمر الله.

478 -

الشمس والقمر ثوران عقيران (1) في النار، إن شاء أخرجهما وإن شاء تركهما.

479 -

الشيخ في بيته كالنبي في قومه.

480 -

الشيخ في قومه كالنبي في أمته.

481 -

الشيخ في جماعته كالنبي في قومه، يتعلمون من علمه، ويتأدبون من آدابه.

482 -

الشيطان يلتقم قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس عنده وإذا نسي الله التقم قلبه.

(1) أي أَنَّهُمَا بِمَنْزِلَة الثورين العقيرين الَّذيْن ضُرِبَتْ قوائمهما بِالسَّيْفِ، فَلَا يقدران على شَيْء.

ص: 114

483 -

الصائم المتطوع بالخيار ما بينه وبين نصف النهار.

484 -

الصائم في عبادة، وإن كان راقدًا في فراشه (1).

485 -

الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة، والنخلة على نهر من أنهار الجنة، وتحت النخلة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنت عمران ينظمان سموط أهل الجنة (2) إلى يوم القيامة.

486 -

الصديقون ثلاثة: حبيب النجار، مؤمن آل يس الذي قال:{يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} (يس: 20)، وحزقيل، مؤمن آل فرعون الذي قال:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} (غافر: 28)، وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم.

487 -

الصلاة تسوّد وجه الشيطان، والصدقة تكسر ظهره، والتحاب في الله والتودد في العمل يقطع دابره، فإذا فعلتم ذلك تباعد منكم كمطلع الشمس من مغربها.

488 -

الصلاة خدمة الله في الأرض، فمن صلى ولم يرفع يديه فهى خِدَاجٌ، هكذا أخبرني جبريل عن الله عز وجل أن بكل إشارة درجة وحسنة.

489 -

الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ (3)، مَنْ أقَامَها فَقدْ أقَامَ الدِّينَ، وَمنْ هَدمَها فَقَد هَدَمَ الدِّينَ.

(1) قال الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 107)، رقم 653:«وقد رواه عبد الله بن أحمد في (زوائد الزهد ص 303) من قول أبي العالية موقوفًا عليه بزيادة: «ما لم يغتب» . وإسناده صحيح».

(2)

سموط أهل الْجنَّة): أَي قلائدهم.

(3)

قال رَسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَأسُ الْأمْرِ الإسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وذِرْوَةُ سَنامِهِ الْجِهَادُ» (رواه الترمذي، وصححه الألباني). (رَأْسُ الْأَمْرِ) أَيْ أَمْرُ الدِّينِ، (وَعَمُودُهِ) أَيْ مَا يَقُومُ وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهِ (وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ) - بِكَسْرِ الذَّالِ، وَهُوَ الْأَشْهَرُ، وَبِضَمِّهَا وَحُكِيَ فَتْحُهَا - أَعْلَى الشَّيْءِ، وَالسَّنَامُ - بِالْفَتْحِ - مَا ارْتَفَعَ مِنْ ظَهْرِ الْجَمَلِ قَرِيبَ عُنُقِهِ، (وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ) يَعْنِي الْإِسْلَامَ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ قُوَّةٌ وَكَمَالٌ

=

= كَالْبَيْتِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ عَمُودٌ فَإِذَا صَلَّى وَدَاوَمَ قَوِيَ دِينُهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ رِفْعَةٌ، فَإِذَا جَاهَدَ حَصَلَ لِدِينِهِ رِفْعَةٌ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وآله وسلم (وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ) وَفِيهِ إِشْعَارٌ إِلَى صُعُوبَةِ الْجِهَادِ وَعُلُوِّ أَمْرِهِ وَتَفَوُّقِهِ عَلَى سَائِرِ الْأَعْمَالِ.

ص: 115

490 -

الصلاة بالعمامة بعشرة آلاف حسنة.

491 -

الصلاة خلف الإمام بأربعة آلاف وأربعمائة وأربعين صلاة.

492 -

الصلاة في العمامة تعدل بعشرة آلاف حسنة.

493 -

الصلاة على النبِيّ أفضل من عتق الرقاب.

494 -

الصمت حِكَمٌ وقليلٌ فاعلُه.

495 -

الصمت زَيْنٌ للعالم، وسترٌ للجاهل.

496 -

الصمت سيد الأخلاق، ومن مزح استُخِفَّ به.

497 -

الصوم يُدِقّ المَصِير (1)، ويُذْبِل اللحم، ويُبْعِد من حر السعير، إن لله مائدة عليها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر (2)، لا يقعد عليها إلا الصائمون.

498 -

الصيام نصف الصبر، وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام.

499 -

الضحك في المسجد ظلمة في القبر.

500 -

الضحك من غير سبب قلة أدب.

501 -

الضحك من غير عجب من قلة الأدب، ومذهب للمروءة، وممحقة للرزق.

502 -

الضرورات تبيح المحظورات (3).

(1)(الصَّوْم يُدِقّ الْمصير) أَي الأمعاء أَي يُصَيّرها دقيقة، والدقة ضد الغِلَط، (فيض القدير 4/ 243).

(2)

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ سدد خطاكم عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى أَعْدَدْتُ لِعِبَادِى الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» (رواه البخاري ومسلم).

(3)

كلام يدور على ألسنة الفقهاء، وليس بحديث.

ص: 116

503 -

الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن؛ لكل ذنب بقي عليه لم يغفر له، وذلك أن يحيى بن زكريا عليهما السلام ضمه القبر ضمة في أكلته الشعير.

504 -

الضيف يأتي برزقه، ويرتحل بذنوب القوم، يمحص عنهم ذنوبهم.

505 -

الطاعون وخز إخوانكم من الجن.

506 -

الطلاق يمين الفُسّاق.

507 -

الظالم عدل الله في الأرض ينتقم به من الناس، ثم ينتقم الله منه.

508 -

الظُهُورُ يقطع الظُهُورَ.

509 -

العار خير من النار.

510 -

العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء، وإذا أراد أن يكثر به الكنوز هاب من كل شيء.

511 -

العالم أمين الله في الأرض.

512 -

العالم سلطان الله في الأرض فمن وقع فيه فقد هلك.

513 -

العباس عمي، وصنو أبي، فمن شاء فلْيُبَاهِ بعمه.

514 -

العباس مني، وأنا منه.

515 -

العباس وصِيّي ووارثي.

516 -

العبيد إذا جاعوا سرقوا، وإذا شبعوا زَنَوا.

517 -

العداوة في الأهل، والحسد في الجيران، والمنفعة في الإخوان.

ص: 117

518 -

العدل حسن، ولكن في الأمراء أحسن، السخاء حسن ولكن في الأغنياء أحسن، الورع حسن ولكن في العلماء أحسن، الصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن، التوبة حسنة، ولكن في الشباب أحسن، الحياء حسن، ولكن في النساء أحسن.

519 -

العز مقسوم، وطلب العز غموم وأحزان.

520 -

العصمةُ أن لا تجد.

521 -

العطاس عند الدعاء شاهد صدق.

522 -

العطاس عند الكلام شاهد صدق.

523 -

العلم خزائن، ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمجيب لهم.

524 -

العلم في الصغر كالنقش في الحجر.

525 -

العلم يُسعَى إليه.

526 -

العلماء ثلاثة: رجل عاش بعلمه وعاش الناس به، ورجل عاش الناس به وأهلك نفسه، ورجل عاش بعلمه ولم يعش به غيره.

527 -

العلماء قادة، والمتقون سادة، ومجالستهم زيادة.

528 -

العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه.

529 -

العين الرمدة لا تمس.

530 -

العينان دليلان، والأذنان قمعان، واللسان ترجمان، واليدان جناحان، والكبد رحمة، والطحال ضحك، والرئة نفس، والكليتان مكر، والقلب ملِك، فإذا صلح الملك صلحت رعيته، وإذا فسد الملك فسدت رعيته.

531 -

الغرباء في الدنيا أربعة: قرآن في جوف ظالم، ومسجد في نادي قوم لا يصَلَّى فيه، ومصحف في بيت لا يُقرأ فيه، ورجل صالح مع قوم سوء.

ص: 118

532 -

الغرباء ورثة الأنبياء، ولم يبعث الله نبيًا إلا وهو غريب في قومه.

533 -

الغناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب (1).

534 -

الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.

535 -

الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل يتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه.

536 -

الغيبة تنقض الوضوء والصلاة.

537 -

الفاتحة لما قُرِئَتْ له.

538 -

الفاجر الراجي لرحمة الله تعالى أقرب منها من العابد المقنط.

539 -

الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها.

540 -

الفقر أمانة، فمن كتمه كان عبادة، ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين.

541 -

الفقر فخري، وبه أفتخر.

542 -

الفقر شَيْنٌ عند الناس، وزَيْنٌ عند الله يوم القيامة.

543 -

القاصّ ينتظر المقت، والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة، والنائحة ومن حولها من امرأة مستمعة عليهن لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

544 -

القائم بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد (2).

(1) من أوضح الأدلة على تحريم الموسيقى والغناء المصحوب بموسيقى قولُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ، وَالمَعَازِفَ» (رواه البخاري). الحِرَ: هُوَ الْفَرْجُ، وَالْمعْنَى يسْتَحلُّونَ الزِّنَا. يسْتَحلُّونَ: قَالَ ابن الْعَرَبِيِّ: «يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى يَعْتَقِدُونَ ذَلِكَ حَلَالًا، وَيحْتَمل أَن يكون ذَلِك مَجَازًا عَلَى الِاسْتِرْسَالِ أَيْ يَسْتَرْسِلُونَ فِي شُرْبِهَا كَالِاسْتِرْسَالِ فِي الْحَلَالِ، وَقَدْ سَمِعْنَا وَرَأَيْنَا مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ؟» . وَالْمَعَازِف: هِيَ آلَاتُ الْمَلَاهِي. [انظر: فتح الباري لابن حجر (10/ 55)].

(2)

ويغني عنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، للْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ» ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَوْ مِنْهُمْ؟» قَالَ:«بَلْ مِنْكُمْ» . [رواه الطبراني، وقال الألباني: «هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم»، وهو مخرج في السلسلة الصحيحة برقم (494)].

ص: 119

545 -

القرآن هو النور المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم (1).

546 -

القلب بيت الرب.

547 -

القلب ملِك وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده، والأذنان قمع، والعينان مسلحة، واللسان ترجمان، واليدان جناحان، والرجلان بريد، والكبد رحمة، والطحال ضحك، والكليتان مكر، والرئة نفس (2).

548 -

القناعة مال لا ينفد.

549 -

القهقهة من الشيطان، والتبسم من الله.

(1) قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} (النساء:174)، وقال تعالى:

{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} (آل عمران: 58). وقال تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (الزخرف: 43).

(2)

(العينان مسلحة): أَي سلَاح يَتَّقِي بهما، (وَاللِّسَان ترجمان) عَمَّا فِي الضَّمِير.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» . (رواه البخاري ومسلم). وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ، فَتَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا؛ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَصْبَحَ اِبْنُ آدَمَ» أَيْ دَخَلَ فِي الصَّبَاحِ (فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ) جَمْعُ عُضْوٍ كُلُّ عَظْمٍ وَافِرٍ بِلَحْمِه ِ (كُلَّهَا) تَأْكِيدٌ (تُكَفِّرُ اللِّسَانَ) بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ الْمَكْسُورَةِ، أَيْ تَتَذَلَّلُ وَتَتَوَاضَعُ لَهُ، والتَّكْفِيرُ هُوَ أَنْ يَنْحَنِيَ الْإِنْسَانُ وَيُطَأْطِئَ رَأْسَهُ قَرِيبًا مِنْ الرُّكُوعِ كَمَا يَفْعَلُ مَنْ يُرِيدُ تَعْظِيمَ صَاحِبِهِ.

(فَتَقُولُ) أَيْ الْأَعْضَاءُ لَهُ (اِتَّقِ اللهَ فِينَا) أَيْ خَفْهُ فِي حِفْظِ حُقُوقِنَا (فَإِنَّمَا نَحْنُ بِك) أَيْ نَتَعَلَّقُ وَنَسْتَقِيمُ وَنَعْوَجُّ بِك (فَإِنْ اِسْتَقَمْت) أَيْ اِعْتَدَلَتْ (اِسْتَقَمْنَا) أَيْ اِعْتَدَلْنَا تَبَعًا لَك (وَإِنْ اعْوَجَجْت) أَيْ مِلْت عَنْ طَرِيقِ الْهُدَى (اعْوَجَجْنَا) أَيْ مِلْنَا عَنْهُ اِقْتِدَاءً بِك.

ص: 120

550 -

الكريم إذا قدر عفا.

551 -

الكريم حبيب الله ولو كان فاسقًا، والبخيل عدو الله ولو كان راهبًا.

552 -

الكريم حبيب الله ولو كان فاسقًا، والبخيل عدو الله ولو كان زاهدًا.

553 -

الكافر يلجمه العرق يوم القيامة، حتى يقول:«أرِحْنِي ولو إلى النار» .

554 -

الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها.

555 -

الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.

556 -

الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْحَكِيمِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا.

557 -

الكيّس مَن دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.

558 -

الكيس من عمل لما بعد الموت، والعاري العاري من الدين.

559 -

الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك.

560 -

اللباس يُظهر الغِنَى، والدهن يُذهب البؤس، والإحسان إلى المملوك يكبت الله به العدو.

561 -

اللهم اجعلني صبورًا، اللهم اجعلني شكورًا، اللهم اجعلني في عيني صغيرًا وفي أعين الناس كبيرًا.

562 -

اللَّهُمَّ الْقَ طَلْحَةَ وَيَضْحَكُ إِلَيْكَ»، رُوِيَ عَنْ حُصَيْنِ بن وَحْوَحٍ، أَنَّ طَلْحَةَ بن الْبَرَاءِ لَمَّا لَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِمَا أَحْبَبْتَ وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا، فَعَجِبَ لِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ غُلامٌ، فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ:«اذْهَبْ فَاقْتُلْ أَبَاكَ» ، قَالَ: فَخَرَجَ مُوَلِّيًا لِيَفْعَلَ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ:«أَقْبِلْ فَإِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ» ، فَمَرِضَ طَلْحَةُ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَعُودُهُ فِي الشِّتَاءِ فِي بَرْدٍ وغَيْمٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ لأَهْلِهِ:«لا أَرَى طَلْحَةَ إِلا قَدْ حَدَثَ فِيهِ الْمَوْتُ فَآذِنُونِي بِهِ حَتَّى أَشْهَدَهُ وَأُصَلِّيَ عَلَيْهِ وعَجِّلُوهُ» ، فَلَمْ يَبْلُغِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بني سَالِمِ بن عَوْفٍ حَتَّى تُوُفِّيَ، وجَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ،

ص: 121

فَكَانَ فِيمَا قَالَ طَلْحَةُ: ادْفِنُونِي وَأَلْحِقُونِي بِرَبِّي عز وجل، وَلا تَدْعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَإِنِّي أَخَافُ الْيَهُودَ أَنْ يُصَابَ فِي سَبَبِي، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم حِينَ أَصْبَحَ، فَجَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَصَفَّ النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ الْقَ طَلْحَةَ وَيَضْحَكُ إِلَيْكَ» .

563 -

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس»، رُوِيَ عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الطائف ماشيًا على قدميه، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يجيبوه، فانصرف، فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين ثم قال:«اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت؛ ارحمني، إلى من تَكِلُني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن غضبانًا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك أو تحِلّ علي سخطك، لك العُتْبَى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك» . وفي رواية: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين! إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهّمني أم إلى قريب مَلّكْته أمري؟ إن لم تكن ساخطًا عليَّ فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحِلّ علي غضبك أو تُنْزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك» .

564 -

اللهم إن عبدك عليًّا احتبس نفسه على نبيك، فرد عليه شرقها»، رُوِيَ عن أسماء بنت عميس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر بـ (الصهباء)، ثم أرسل عليًّا في حاجة، فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم العصر، فوضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه في حجر علي فنام، فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«اللهم إن عبدك عليا احتبس نفسه على نبيك، فرد عليه شرقها» ، (وفي رواية):«اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فارْدُدْ عليه الشمس» ، قالت أسماء:«فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت» .

ص: 122

قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال، وعلى الأرض، ثم قام عليٌّ فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت، وذلك في (الصهباء)(1).

565 -

اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إليَّ فأسْكِنِّي أحب البلاد إليك»، رُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اللهم إنك أخرجْتَنِي من أحب البلاد إليَّ فأسْكِنِّي أحبَّ البلاد إليكَ» ، فأسكنه الله المدينة (2).

566 -

اللهم إنك لست بإله استحدثناه»، رُوِيَ عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:«اللهم إنك لست بإله استحدثناه، ولا برب ابتدعناه، ولا كان لنا قبلك من إله يُلْجَأ إليه ونَذَرَك، ولا أعانك على خلقنا أحد فنُشْرِكَه فيك، تباركت وتعاليت» ، هكذا كان داود عليه السلام يقول.

567 -

اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ». رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ سدد خطاكم قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ» .

568 -

ألم أنْهَكِ أن ترفعي شيئًا لغد؟ فإن الله يأتي برزق كل غد»، رُوِيَ عن أنس بن مالك: «أهديت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة طوائر، فأطعم خادمه طائرًا، فلما كان من الغد

(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية 8/ 165): «فضل عليٍّ سدد خطاكم وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم - ولله الحمد - من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني لا يحتاج معها إلى كذب، ولا إلى مالا يعلم صدقه.

وحديث رد الشمس له قد ذكره طائفة كالطحاوي والقاضي عياض وغيرهما وعدوا ذلك من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكن المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع كما ذكره ابن الجوزي في كتاب الموضوعات».

(2)

عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ يَقُولُ:«وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَيَّ، وَاللهِ لَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ، مَا خَرَجْتُ» (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني، الْحَزْوَرَةِ: موضع بمكة).

ص: 123

أتَتْه به، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«ألم أنْهَكِ أن ترفعي شيئًا لغد؟ فإن الله يأتي برزق كل غد» .

569 -

ألم أنْهَكُم عن التعري؟! إن معكم من لا يفارقكم في نوم ولا يقظة، إلا حين يأتي أحدكم أهله، أو حين يأتي الخلاء، ألا فاستحيوا لها فأكرموها.

570 -

المؤمن كيِّس فطِن حذر.

571 -

المؤمن منفعة: إن ماشَيْتَه نفعك، وإن شاورْتَه نفعك، وإن شارَكْته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة.

572 -

المتقون سادة، والفقهاء قادة، والجلوس إليهم زيادة، وعالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد.

573 -

المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد (1).

574 -

المرء كثير بأخيه.

575 -

المريض أنينه تسبيح، وصياحه تكبير، ونفَسه صدقة، ونومه عبادة، وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله.

576 -

المساواة في الظلم عدل.

577 -

المغتاب والمستمع شريكان في الإثم.

578 -

المغرب جوهرة فالتقطوها (2).

(1) ويغني عنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، للْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ» ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَوْ مِنْهُمْ؟» قَالَ:«بَلْ مِنْكُمْ» . [رواه الطبراني، وقال الألباني: «هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم»، وهو مخرج في السلسلة الصحيحة برقم (494)].

(2)

من العجيب أن ينكر البعض سنة المغرب القبلية مستدلين بهذا الحديث الذي لا أصل له، ويردُّون به قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ - قَالَ فِى الثَّالِثَةِ - لِمَنْ شَاءَ» (رواه البخاري).

=

= بينما تجدهم في شهر رمضان يتركون صلاة المغرب في الجماعة الأولى في المسجد بحجة تناول طعام الإفطار ويقصرون في التقاط الجوهرة!.

ص: 124

579 -

الموتُ كَفارَةٌ لِكُلِ مُسلِمٍ.

580 -

النائم الطاهر كالصائم القائم.

581 -

النار خير من العار.

582 -

الناس أعداءُ ما جهلوا.

583 -

الناس على دين ملوكهم.

584 -

الناس كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية، والمرء كثير بأخيه يرفده ويحمله (1)، ولا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له.

585 -

الناس كلهم موتى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم غرقى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم (2).

586 -

الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا.

587 -

النساء على ثلاثة أصناف، صنف كالوعاء تحمل وتضع، وصنف كالعر - وهو الجرب -، وصنف ودود ولود، تعين زوجها على إيمانه، فهي خير له من الكنز.

588 -

النساء ينصر بعضهن بعضًا (3).

ص: 125

589 -

النظافة تدعو إلى الإيمان.

590 -

النظافة من الإيمان.

591 -

النظر إلى الكعبة عبادة.

592 -

النظر إلى المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في البصر.

593 -

النظر إلى الوجه الجميل عبادة.

594 -

النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر.

595 -

النظر في المصحف عبادةٌ، ونظر الولد إلى الوالدين عبادةٌ، والنظر إلى علي بن أبي طالب عبادةٌ.

596 -

النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفًا من الله آتاه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه (1).

597 -

النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله سبعمائة ضعف.

598 -

الهوا والعبوا؛ فإني أكره أن يُرى في دينكم غلظة.

599 -

الود يُتَوارَث، والبغض يُتَوارَث.

600 -

الورد الأبيض خلق من عَرَقِي ليلة المعراج، والورد الأحمر خلق من عَرَق جبريل، والورد الأصفر من عَرَق البراق.

(1) قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (النور: 30 - 31)، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِعَلِيٍّ سدد خطاكم:«يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ» (رواه أبو داود، وحسنه الألباني). وعَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: «اصْرِفْ بَصَرَكَ» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

ص: 126

601 -

الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر وهو من سنن المرسلين.

602 -

الوضوء من كل دم سائل.

603 -

الوضوء نور على نور.

604 -

الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

605 -

الولد سبع سنين سيد وأمير، وتسع سنين أخ ووزير، فإن رضيت فكافئه، وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت فيما بينك وبينه.

606 -

الولد سر أبيه.

607 -

إلياس والخضر أخوان أبوهما من الفرس وأمهما من الروم.

608 -

أما إني لا أنسى، ولكني أُنَسَّى لأُشَرِّع (1).

609 -

أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملًا من زوجها وهو عنها راض أن لها مِثل أجر الصائم القائم في سبيل الله»، رُوِيَ عن أنس بن مالك عن سلامة حاضنة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنها قالت:«يا رسول الله إنك تبشر الرجال بكل خير، ولا تبشر النساء» ، قال:«أصويحباتك دسَسْنَك لهذا؟» ، قالت:«أجل، هُن أمَرْنَني» ، قال: «أمَا ترضَى إحداكُن أنها إذا كانت حاملًا من زوجها وهو عنها راض أن لها مِثل أجر الصائم القائم في سبيل الله، وإذا أصابها الطَلْق لم يعلم أهل السماء والأرض ما أخْفِيَ لها من قرة أعين، فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة ولم يمُصّ مِن ثديها مَصَّةً إلا كان لها بكل جرعة وبكل مَصَّة حسنة، فإنْ أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تُعتقهم في

(1) قال الألباني في (السلسلة الضعيفة رقم 101): «وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم لا ينسى بباعث البشرية وإنما ينسيه الله ليشرع، وعلى هذا فهو مخالف لما ثبت في الصحيحين وغيرهما، من حديث ابن مسعود مرفوعًا: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِى» ، ولا ينافي هذا أن يترتب على نسيانه صلى الله عليه وآله وسلم حكم وفوائد من البيان والتعليم، والقصد أنه لا يجوز نَفْيُ النسيان الذي هو من طبيعة البشر عنه صلى الله عليه وآله وسلم لهذا الحديث الباطل! لمعارضته لهذا الحديث الصحيح».

ص: 127

سبيل الله، سلامة، تدرين من أعني بهذا؟ الممتنعات الصالحات المطيعات لأزواجهن اللواتي لا يكفرن العشير».

610 -

أما شْعَرْت أَنَّ اللهَ قَدْ زَوَّجَنِي فِي الْجَنَّةِ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ، وَكَلْثُمَ أُخْتَ مُوسَى، وَامْرَأَةَ فِرْعَوْنَ.

611 -

أمّا لدنياك؛ فإذا صليت الصبح فقل بعد الصلاة الصبح: سبحان الله العظيم وبحمده. . .»، رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل شيخ يقال له قبيصة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«ما جاء بك، وقد كبرتْ سِنّك، ودَقّ عظمك؟» ، فقال:«يا رسول الله كبرت سني، ودق عظمي، وضعفت قوتي، واقترب أجلي» . فقال: «أعِدْ علَيَّ قولك» ، فأعاد عليه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«ما بقي حولك شجر ولا حجر ولا مدر إلا بكى رحمة لقولك، فهات حاجتك، فقد وجب حقك» ، فقال:«يا رسول الله! علّمْني شيئًا ينفعني الله به في الدنيا والآخرة، ولا تُكْثِرْ علَيَّ، فإني شيخ نَسِيٌّ» ، قال:«أما لدنياك؛ فإذا صليت الصبح فقل بعد الصلاة الصبح: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثلاث مرات، يوقيك الله من بلايا أربع؛ من الجذام، والجنون، والعمى، والفالج. فأما لآخرتك؛ فقل: اللهم اهدني من عندك، وأفِضْ علَيَّ من فضلك، وانشر علي رحمتك، وأنزل علي من بركاتك. والذي نفسي بيده لئن وافى بهن يوم القيامة لم يدَعْهُن، لَيَفْتَحَنّ له أربعة أبواب من الجنة، يدخل من أيها شاء» .

612 -

أمان لأمتي إذا ركبوا البحر أن يقولوا: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)} (هود: 41){وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} (الزمر: 67).

ص: 128

613 -

أمر الله عز وجل بعبد إلى النار فلما وقف على شفتها التَفَتَ فقال: «أما والله يا ربّ إن كان ظني بك لَحَسَنًا» ، فقال الله:«ردوه فأنا عند ظن عبدي بي» ، فغفر له.

614 -

أمر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم الشمس أن تتأخر ساعة من النهار، فتأخرت ساعة من النهار.

615 -

أَمْرًا بَيْنَ أَمْرَيْنِ، وَخَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَطُهَا»، رُوِيَ عن عمرو بن الحارث عن سعيد عن هارون عن كنانة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الشهرتين؛ أن يلبس الثياب الحسنة التي ينظر إليه فيها، أو الدنية أو الرثة التي ينظر إليه فيها. قال عمرو: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أَمْرًا بَيْنَ أَمْرَيْنِ، وَخَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَطُهَا» (1).

616 -

امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار لأنه أول من أحكم قوافيها.

617 -

أمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر (2).

618 -

أُمرت بمداراة الناس كما أمرت بالصلاة المفروضة.

619 -

أمِرْنَا بتصغير اللقمة (3) في الأكل وتدقيق المضغ.

620 -

أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ»، رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنهما قَالَتَا: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ حَتَّى نُدْخِلَهَا عَلَى عَلِىٍّ، فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ فَفَرَشْنَاهُ تُرَابًا لَيِّنًا مِنْ أَعْرَاضِ الْبَطْحَاءِ، ثُمَّ حَشَوْنَا مِرْفَقَتَيْنِ لِيفًا فَنَفَشْنَاهُ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ

ص: 129

أَطْعَمْنَا تَمْرًا وَزَبِيبًا وَسَقَيْنَا مَاءً عَذْبًا، وَعَمَدْنَا إِلَى عُودٍ فَعَرَضْنَاهُ فِى جَانِبِ الْبَيْتِ لِيُلْقَى عَلَيْهِ الثَّوْبُ وَيُعَلَّقَ عَلَيْهِ السِّقَاءُ، فَمَا رَأَيْنَا عُرْسًا أَحْسَنَ مِنْ عُرْسِ فَاطِمَةَ».

621 -

امْشِ ميلًا عُدْ مريضًا، امْشِ ميليْن أصلِحْ بين اثنيْن، امْشِ ثلاثة أميال زُرْ أخًا في الله.

622 -

أميرانِ وليسَا بأميريْن: المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أن تطوف بالبيت طواف الزيارة فليس لأصحابها أن ينفروا حتى يستأمروها، والرجل يتبع الجنازة فيصلي عليها فليس له أن يرجع حتى يستأمر أهلها.

623 -

إن آدم قام خطيبًا في أربعين ألفًا مِن وَلَده وولَد ولَده وقال: «إن ربي عهد إليَّ فقال: «يا آدم أقلل كلامك ترجع إلى جواري» .

624 -

إن آل محمد ما فيهم صاع من طعام ولا مد من طعام فاسأل الله»، رُوِيَ عن عبد الله بن مسعود سدد خطاكم قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأراه عوفَ بن مالك - فقال: «يا رسول الله، إن بني فلان أغاروا علَيَّ فذهبوا بابني وإبلي» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«إن آل محمد كذا وكذا أهل بيت - وأظنه قال تسعة أبيات - ما فيهم صاع من طعام ولا مُدّ من طعام فاسأل الله عز وجل» ، قال: فرجع إلى امرأته، قالت:«ما رَدَّ عليك رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم» ، فأخبرها، قال: فلم يلبث الرجل أن رُدَّ عليه إبله وابنه أوفر ما كانوا، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فقام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأمرهم بمسألة الله عز وجل والرغبة إليه وقرأ عليهم:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 2 - 3).

625 -

إن أحب الضحايا إلى الله أغلاها وأسمنُها.

626 -

إن أحدكم يأتيه الله برزق عشرة أيام في يوم، فإن هو حبس عاش تسعة أيام بخير، وإن هو وسع وأسرف قتر عليه تسعة أيام.

ص: 130

627 -

إن أحسن ما اختضبتم به هذا السواد (1) أرْغَبُ لنسائكم فيكم وأهْيَبُ لكم في صدور عدوكم.

628 -

إن أدنى الرياء شرك (2)،

وأحب العبيد إلى الله تبارك وتعالى الأتقياء الأخفياء (3)، الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا، وإذا شهدوا لم يُعرفوا، أولئك أئمةُ الهدي ومصابيح العلم.

629 -

إن إدريس صلى الله عليه وآله وسلم كان صَدِيقًا لملَك الموت فسأله أن يرِيَه الجنة والنار فصعد بإدريس فأراه النار ففزع منها وكاد يُغشَى عليه، فالتف عليه ملك الموت بجناحه، فقال ملَك الموت:«أليس قد رأيتَها» ، قال:«بلى ولم أر كاليوم قط» . ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها، فقال ملك الموت:«انطلق، قد رأيتَها» . قال: «إلى أين؟» ، قال ملَك الموت:«حيث كنت» . قال إدريس: «لا والله لا أخرج منها بعد أن دخلتُها» . فقيل لملك الموت: «أليس أنت أدخلتَه إياها، وإنه ليس لأحدٍ دخلَها أن يخرج منها» .

(1) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ، كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» . (رواه أبو داود، وصححه الألباني). (يَخْضِبُونَ) أَيْ يُغَيِّرُونَ الشَّعْرَ الْأَبْيَضَ مِنَ الشَّيْبِ الْوَاقِعِ فِي الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ (بِالسَّوَادِ) أَيْ بِاللَّوْنِ الْأَسْوَدِ (كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ) أَيْ كَصُدُورِهَا فَإِنَّهَا سُودٌ غالبًا، وأصل الْحَوْصَلَةِ الْمَعِدَةُ، وَالْمُرَادُ هُنَا صَدْرُهُ الْأَسْوَدُ، قَالَ الطِّيبِيُّ مَعْنَاهُ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ فِي الْغَالِبِ لِأَنَّ حَوَاصِلَ بَعْضِ الْحَمَامَاتِ لَيْسَتْ بِسُودٍ، (لَا يَرِيحُونَ) أَيْ لَا يَشُمُّونَ وَلَا يَجِدُونَ (رَائِحَةَ الْجَنَّةِ) يَعْنِي وَرِيحُهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ كَمَا فِي حَدِيثٍ، فَالْمُرَادُ بِهِ التَّهْدِيدُ أَوْ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُسْتَحِلِّ أَوْ مُقَيَّدٌ بِمَا قَبْلَ دُخُولِ الْجَنَّةِ مِنَ الْقَبْرِ أَوِ الْمَوْقِفِ أَوِ النَّارِ. [عون المعبود (11/ 178)]. وحديث أن الْجَنَّة رِيحُهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الأرنؤوط.

(2)

عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ سدد خطاكم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ» ، قَالُوا:«وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟» ، قَالَ:«الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً» .

(3)

قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ، الْغَنِيَّ، الْخَفِيَّ» (رواه مسلم).

ص: 131

630 -

إن أدنى أهل الجنة منزلة لَمَن ينظر إلى جنانه وزوجاته ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله مَن ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} (القيامة: 22).

631 -

إن أشد الناس تصديقًا للناس أصدقُهم حديثًا، وإن أشد الناس تكذيبًا أكذبُهم حديثًا.

632 -

إن أشد أمتي حُبًّا لي قوم يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني (1)، يعملون بما في الورق المعلق.

633 -

إن أعمال بني آدم تُعرَض على الله تعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم.

634 -

إن أعمالَكم تُعرَض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرًا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا: «اللهم لا تُمِتْهُم حتى تهديهم كما هديتنا» .

635 -

إن أفواهكم طرق القرآن، فطهروها بالسواك (2).

636 -

إن الإسلام عريان، ولباسه التقوى، ورياشه الهدى، وزينتُه الحياء، وعماده الورع، وملاكه العمل الصالح، وأساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي.

(1) وإنما يصح من هذا الحديث بعضُه، وهو في حديث أَبِي جُمْعَةَ حَبِيبِ بْنِ سِبَاعٍ رضي الله عنه قال:«تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا، أَسْلَمْنَا مَعَكَ، وَجَاهَدْنَا مَعَكَ؟» ، قَالَ:«نَعَمْ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي» .

(قال الألباني في (السلسلة الضعيفة، رقم 649): «رواه الدارمي وأحمد والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي. وأقول: إسناد الدارمي وأحد إسنادي أحمد صحيح إن شاء الله تعالى» .

(2)

عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ سدد خطاكم أَنَّهُ أَمَرَ بِالسِّوَاكِ، وَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَسَوَّكَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي قَامَ الْمَلَكُ خَلْفَهُ، فَتَسَمَّعَ لِقِرَاءَتِهِ فَيَدْنُو مِنْهُ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ، إِلَّا صَارَ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ» [رواه البزار في (مسنده)، وقال الألباني: «إسناده جيد رجاله رجال البخاري»، انظر السلسلة الصحيحة، رقم 1213].

ص: 132

637 -

إن الأنصاري قد سبقك بالمسألة»، رُوِيَ عن عبادة بن الصامت قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتخطى إليه رجلان: رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فسبق الأنصاري الثقفي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للثقفي، «إن الأنصاري قد سبقك بالمسألة» فقال الأنصاري:«لعله يا رسول الله أن يكون أعجل مني، فهو في حِلّ» ، قال: فسأله الثقفي عن الصلاة فأخبره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنصاري:«إن شئت خبّرتُك بما جئت تسأل عنه، وإن شئت سألتَني فأخبر بذلك» ، فقال: يا رسول الله، تخبرني، فقال:«جئت تسألني ما لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق، وما لك من الأجر في وقوفك في عرفة، وما لك من الأجر في رميك الجمار، وما لك من الأجر في حلق رأسك، وما لك من الأجر إذا ودعت البيت» ، فقال الأنصاري:«والذي بعثك بالحق، ما جئت أسألك عن غيره قال: «فإن لك من الأجر إذا أمَمْتَ البيتَ العتيق ألا ترفع قدمًا أو تضعها أنت ودابّتُك إلا كُتِبَتْ لك حسنة، ورُفِعَتْ لك درجة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل يقول لملائكته: «يا ملائكتي ما جاء بعبادي؟» ، قالوا: جاءوا يلتمسون (1) رضوانك والجنة، فيقول الله عز وجل: «فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرتُ لهم عدد أيام الدهر، وعدد القطر (2)،

وعدد رمل عالج، وأما رمْيُك الجمار فإن الله عز وجل يقول:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة: 17)، وأما حلْقُك رأسَك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورًا يوم القيامة، وأما البيت إذا ودّعت، فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك».

(1) التمس الشيء: طلبه.

(2)

القطر: المطر.

ص: 133

638 -

إن التوبة تغسل الحوبة (1)، وإن الحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أنجاه في البلاء، وذلك بأن الله تعالى يقول: لا أجمع لعبدي أمنين، ولا أجمع له خوفين، إن هو أمِنَني في الدنيا خافي يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي (2) في حظيرة القدس، فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق.

639 -

إن الجارية إذا حاضت لم يَصْلُح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل.

640 -

إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي وعمار وسلمان والمقداد.

641 -

إن الجنة لا تحل لعاصٍ.

642 -

إن الجنة لَتَبَخَّرُ وتزيَّن من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبَّت ريحٌ من تحت العرش يُقال لها المُثيرة، فتَصْفِقُ ورق أشجار الجنان، وحَلَقَ المصاريع، فيُسمعُ لذلك طنينٌ لم يسمع السامعون أحسنَ منه، فتبرزُ الحورُ العينُ حتى يَقفن بين شُرف الجنة، فينادين: هل من خاطب إلى الله فيزوجه؟ ثم يقلن الحورُ العين: يا رضوان الجنة، ما هذه الليلة؟ فيجبيهن بالتلبية، ثم يقول هذه أولُ ليلةٍ من شهر رمضان، فُتحت أبواب الجنة للصائمين من أُمة محمد»، قال: ويقول الله عز وجل: «يا رضوانُ، افتح أبواب الجنانِ، ويا مالكُ، أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد، ويا جبرائيل اهبط إلى الأرض، فاصفِد مَرَدةَ الشياطين، وغُلَّهم بالأغلال، ثم اقذفهم في البحار، حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي

ص: 134

صيامهم»، قال: ويقولُ الله عز وجل في كلِّ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ لمنادٍ ينادي ثلاث مرات: «هل من سائلٍ فأعطيه سُؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ من يقرض المليء غير المعدوم، والوفيّ غير الظلوم؟» ، قال: «ولله عز وجل في كل يومٍ من شهر رمضان عند الإفطار ألفُ ألفِ عتيقٍ من النارِ، كلهم قد استوجبوا النار، فإذا كان آخرُ يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره، وإذا كانت ليلةُ القدر، يأمر الله عز وجل جبرائيل عليه السلام فيهبط في كُبْكُبَةٍ (1) من الملائكةِ، ومعهم لواءٌ أخضرُ، فيركزون اللواء على ظهر الكعبة، وله مائة جناحٍ، منها جناحان لا ينشرهما إلا في تلك الليلة، فينشرها في تلك الليلة، فيجاوز المشرق إلى المغرب، فيَحُثُّ جبرائيل عليه السلام الملائكة في هذه الليلة، فيسلِّمون على كل قائم، وقاعدٍ، ومصلٍّ، وذاكرٍ، ويصافحونهم، ويُؤمِّنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجرُ ينادي جبرائيل عليه السلام معاشر الملائكة، الرحيلَ الرحيل،

فيقولون: «يا جبرائيل، فما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة أحمد؟» ، فيقول:«نظرَ اللهُ إليهم في هذه الليلة، فعفا عنهم إلا أربعة فقلنا يا رسول الله، من هم؟ قال «رجلٌ مدمنُ خمر، وعاقٌ لوالديه، وقاطعُ رحمٍ، ومُشاحن» قلنا: «يا رسول الله، ما المشاحن؟ قال «هو المصارم» ، فإذا كانت ليلة الفطر، سميت تلك الليلة ليلة الجائزة، فإذا كانت غداةُ الفطر، بعث الله عز وجل الملائكة في كل بلدٍ، فيهبطون إلى الأرض، فيقومون على أفواه السِّكَكِ، فينادون بصوت يسمعه من خَلَق الله عز وجل إلا الجن والإنس، فيقولون:«يا أمة محمد، اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل، ويعفو عن العظيم» ، فإذا برزوا إلى مُصلاهم يقول الله عز وجل للملائكة:«ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟» ، قال: فتقول الملائكة: «إلهَنا وسيِّدَنا، جزاؤه أن تُوفِّيه أجره» ، قال: فيقول: «فإني أشْهِدُكم يا

(1) كُبْكُبَة - بضمتين وقيل بفتحتين -: جماعة متضامة من الناس وغيرهم.

ص: 135

ملائكتي أني قد جعلتُ ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي»، ويقول:«يا عبادي، سَلُوني فوَعِزّتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئًا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم، فوَعِزَّتي لأسْتُرَنّ عليكم عثراتكم ما راقبتموني، وعزتي وجلالي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب الحدود، انصرفوا مغفورًا لكم، قد أرضيتموني، ورضيتُ عنكم» ، فتفرحُ الملائكةُ، وتستبشرُ بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان».

643 -

إن الجنة لَتَزَخرفُ لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول ليلة من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة عن الحور العين، فقلن:«يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجًا تقر بهم أعيننا، وتقر أعينهم بنا» .

644 -

إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما.

645 -

إن الرجل ليَبْتَاع الثوب بدينار، أو بنصف دينار فيلبسه، فما يبلغ كعبيه حتى يغفر له»، يعني من الحمد.

646 -

إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جبارًا، وإنه ما يملك إلا أهل بيته.

647 -

إن الرجل ليدنو من الجنة حتى يكون ما بينه وبينها قيد ذراع، فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء.

648 -

إن الرجل ليصلي، وما فاته من وقتها أعظم من أهله وماله.

649 -

إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة (1) فيقول: ربِّ أرِحْنِي ولو إلى النار.

ص: 136

650 -

إن الرجل ليوضع طعامه بين يديه فما يرفع حتى يغفر له، فقيل:«يا رسول الله، بِمَ ذاك؟» ، قال:«يقول: بسم الله، إذا وضع، والحمد لله، إذا رفع» .

651 -

إن الرجلين من أمتي ليقومان إلى الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإن ما بين صلاتيهما ما بين السماء والأرض.

652 -

إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة، وترك الدعاء معصية.

653 -

إن السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله عز وجل.

654 -

إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس.

655 -

إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن فإذا التفت قال له الرب: «يا ابن آدم إلى من تلتفت؟ إلى من هو خير لك مني؟ ابن آدم أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه» .

656 -

إن العبد ليذنب الذنب، فيدخل به الجنة، قيل:«كيف؟» ، قال: يكون نصب عينيه ثابتًا قارًّا حتى يدخل به الجنة».

657 -

إن العبد يدعو الله وهو يحبه، فيقول الله عز وجل:«يا جبريل! اقض لعبدي هذا حاجته وأخِّرْها؛ فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته» ، وإن العبد ليدعو الله وهو يبغضه، فيقول الله عز وجل:«يا جبريل! اقض لعبدي هذا حاجته وعجِّلْها؛ فإني أكره أن أسمع صوته» .

658 -

إن الغسل يوم الجمعة ليسلّ الخطايا من أصول الشعر استلالًا.

ص: 137

659 -

إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.

660 -

إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أعْلَاه، إنَّمَا التَّجَنِّي في القَلبِ»، رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خَفٌّ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ ثَقَالٍ بَطِيءٍ يَتَبَطَّأُ بِالرَّكْبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ، وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ حَتَّى يَمْضِيَ الرَّكْبُ» ، قَالَتْ عَائِشَةُ:«فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا لَعِبَادِ اللهِ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ، إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فِيهِ خَفٌّ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، فَأَبْطَأَ بِالرَّكْبِ، فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: «أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟» . قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ، قَالَ:«أَوَ فِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ؟» ، قَالَتْ: قُلْتُ: «أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟ أَفَهلا عَدَلْتَ؟» ، وَسَمِعَنِي أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ ـ أَيْ حِدَّةٌ ـ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَلَطَمَ وَجْهِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«مَهْلا يَا أَبَا بَكْرٍ» ، فَقَالَ:«يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتْ؟» ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أعْلَاه، إنَّمَا التَّجَنِّي في القَلبِ» .

661 -

إن القاضي العادل ليجاء به يوم القيامة، فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة قط.

662 -

إن القرآن مثله كمثل جراب فيه مسك قد ربطت فاه، فإن فتحته فاح ريح المسك، وإن تركته كان مسكًا موضوعًا مثل القرآن إن قرأته وإلا فهو في صدرك.

663 -

إنَّ القُلُوبَ لَتَصدَأُ كَمَا يَصدَأُ الحَدِيدُ؛ إذا أصَابَهُ المَاءُ! قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا جَلاؤُهَا؟» ، قَالَ:«كَثرَةُ ذِكرِ اللهِ» .

664 -

إن الكذب يكتب كذبًا؛ حتى تُكتَب الكذَيْبَة كُذَيْبَة»، رُوِيَ عن أسماء بنت عميس قالت: كنت صاحبة عائشة التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعي

ص: 138

نسوة قالت: فوالله ما وجدنا عنده قِرَى إلا قدحًا من لبن، قالت فشرب منه، ثم ناوله عائشة، فاستحيت الجارية، فقلنا: لا تردّي يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، خذي منه، فأخذَتْه على حياء، فشربت منه، ثم قال:«ناولي صواحبك» ، فقلنا:«لا نشتهيه» ، فقال:«لا تجمعن جوعًا وكذبًا» ، قالت: فقلت: «يا رسول الله، إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه يُعَدُّ ذلك كذبًا؟» ، قال:«إن الكذب يكتب كذبًا؛ حتى تُكتَب الكذَيْبَة كُذَيْبَة» .

665 -

إن الله اختار العرب فاختار منهم كنانة أو النضر بن كنانة، ثم اختار منهم قريش، ثم اختار منهم بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم (1) فأنا خيار من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبِحُبي أحَبَّهم ومن أبغض العرب فببُغْضي أبغَضَهم.

666 -

إن الله إذا أحب عبد هـ جعل رزقه كفافًا.

667 -

إن الله إذا أراد أن يهلك عبدًا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تَلْقَهُ إلا مقيتًا ممقتًا، فإذا لم تَلْقَهُ إلا مقيتًا ممقتًا نزعت منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم تَلْقَه إلا خائنًا مخونًا نزعت منه الرحمة، فإذا نزعت منه الرحمة لم تَلْقَهُ إلا رجيمًا ملعنًا نزعت منه ربقة الإسلام.

668 -

إن الله باهى الناس يوم عرفة وباهى بعمر بن الخطاب خاصة.

669 -

إن الله تبارك وتعالى قرأ (طه) و (يس) قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمة ينزل هذا عليهم، وطوبى لألسن تتكلم بهذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا.

670 -

إن الله تعالى أوحى إليَّ في عليًّ ثلاثة أشياء ليلةَ أسْرِيَ بي: أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.

ص: 139

671 -

إن الله تعالى بَنَى الفردوس بيده وحظرها عن كل مشرك وعن كل مدمن خمر سِكّير.

672 -

إن الله تعالى قال: لقد خلقت خلقًا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، فَبِي حلفتُ: لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيران، فبي يغترون؟ أم علي يتجرءون؟

673 -

إن الله تعالى لا يعذب حسان الوجوه سُود الحِدَق.

674 -

إن الله تعالى لما خلق الدنيا نظر إليها ثم أعرض عنها ثم قال: «وعزتي لا أنزَلْتُك إلا في شرار خلقي» .

675 -

إن الله تعالى يحب أبناء الثمانين.

676 -

إن الله تعالى يحب أبناء السبعين ويستحيي من أبناء الثمانين.

677 -

إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف.

678 -

إن الله تعالى يحب الملِحّين في الدعاء.

679 -

إن الله تعالى يحب المؤمن المبتذل الذي لا يبالي ما لبس.

680 -

إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبَل.

681 -

إن الله تعالى يَطّلِع في العيدين إلى الأرض فابرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة.

682 -

إن الله تعالى يعجب من سائل يسأل غير الجنة، ومن مُعْطٍ يعطي لغير الله، ومن متعوذ يتعوذ من غير النار.

683 -

إن الله جعلها لكَ لباسًا، وجعلكَ لها لباسًا» رُوِيَ عن سعد بن مسعود وعمارة بن غراب اليحصبي: أن عثمان بن مظعون أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله إني لا أحب أن ترى امرأتي عريتي - وفي رواية: عورتي - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ولِمَ؟» قال: «أستحيي من ذلك وأكرهه» . قال: «إن الله جعلها لكَ لباسًا، وجعلكَ لها لباسًا، وأهلي يرون عريتي - وفي لفظ: عورتي - وأنا أرى ذلك منهم» ، قال: «أنت تفعل

ص: 140

ذلك يا رسول الله؟» قال: «نعم» ، قال:«فمَن بعدك؟!» ، فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«إن ابن مظعون لحيي سِتّير» .

684 -

إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: «إِنَّ عَبْدِي كُلَّ عَبْدِيَ الَّذِي يَذْكُرُنِي وَهُوَ مُلَاقٍ قِرْنَهُ، يَعْنِي: عِنْدَ القِتَالِ (1).

685 -

إن الله خَمّر طينة آدم بيده أربعين صباحًا.

686 -

إن الله سيجعلُ له مخرجًا»، رُوِيَ عن السديّ، في قوله تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (الطلاق: 2) أن رجلا من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقال له عوف الأشجعيّ، كان له ابن، وأن المشركين أسروه، فكان فيهم، فكان أبوه يأتي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فيشكوا إليه مكان ابنه، وحالته التي هو بها وحاجته، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمره بالصبر ويقول له:«إن الله سيجعل له مخرجًا» ، فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرًا إذا انفلت ابنه من أيدي العدوّ، فمرّ بغنم من أغنام العدوّ فاسْتَاقَها، فجاء بها إلى أبيه، وجاء معه بغنًى قد أصابه من الغنم، فنزلت هذه الآية:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 2 - 3).

687 -

إن الله شفاني، وليس برُقْيَتِكم». رُوِيَ عن جبلة بن الأزرق أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى إلى جنب جدار كثير الأحجرة - صلى ظهرًا أو عصرًا - فلما جلس في الركعتين خرجت عقرب فلدغته، فغشي عليه، فرقاه الناس، فلما أفاق قال:«إن الله شفاني، وليس برُقْيَتِكم» .

(1) قِرْنه - بكسر القاف وسكون الراء -: عدوه القارن المكافيء له في الشجاعة والحرب فلا يغفل عن ربه حتى في حال معاينة الهلاك، ومما يدل على ذِكْر الله أثناء القتال قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)} (الأنفال: 45).

ص: 141

688 -

إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب.

689 -

إن الله إن الله عز وجل خلق السماوات سبعًا فاختار العليا منها فسكنها»، رُوِيَ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بينا نحن جلوس بفناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ مرت امرأة، فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد، فقال أبو سفيان: إن مَثَل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن، فانطلقت المرأة، فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُعرَف الغضب في وجهه، فقال:«ما بال أقوال تبلغني عن أقوام، إن الله عز وجل خلق السماوات سبعًا فاختار العليا منها فسكنها، وأسكن سائر سماواته مَن شاء مِن خلقه، وخلق الأرضين سبعًا فاختار العليا منها فأسكنها مَن شاء مِن خلقه، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مُضَر، واختار من مُضَر قريشًا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم (1) فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحُبي أحَبَّهم، ومَن أبغض العرب فببغضي أبْغَضَهم» .

690 -

إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال:«لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا» ، رُوِيَ عن عن عبيد بن حنين قال: بيْنَا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان سدد خطاكم فقال: «انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري سدد خطاكم فإني قد أخبِرْتُ أنه قد اشتكى» ، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد، فوجدناه مستلقيًا رافعًا رجله اليمنى على اليسرى، فسلّمنا وجلسنا، فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة، فقال أبو سعيد:«سبحان الله يا ابن أم أوجعتني» ، فقال له: «ذلك أردتُ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله - عز

ص: 142

وجل - لما قضى خلقه استلقى، ووضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال:«لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا» .

691 -

إن الله عز وجل يحب الصمت عند ثلاث، عند تلاوة القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة».

692 -

إن الله عز وجل يقول: «أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا، مَالِكُ الْمُلُوكِ، وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ فِي يَدِي، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا أَطَاعُونِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا عَصَوْنِي حَوَّلْتُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْهِمْ بِالسَّخْطَةِ وَالنِّقْمَةِ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، فَلا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ، وَلَكِنِ اشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيَّ أَكْفِكُمْ مُلُوكَكُمْ» .

693 -

إنّ الله لا ينظر إلى الصف الأعوج (1).

694 -

إن الله لَيدْفَع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء.

695 -

إن الله لَيستحيي من ذي الشيبة، إذا كان مسدّدًا لَزُومًا للسنة، أن يسأله فلا يعطيه.

(1) بعض الأئمة عند تسوية الصفوف يقول: «إنّ الله لا ينظر إلى الصّفّ الأعوج» ، وهذا لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد صحت أحاديث كثيرة في إقامة الصف والاستواء فيه وسد الخلل، منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ» (رواه البخاري)، ورواه مسلم بلفظ:«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ» وفي رواية لمسلم أيضًا: «أَقِيمُوا الصَّفَّ فِى الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ» . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ» (رواه البخاري ومسلم). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ» (رواه البخاري). وعَنْ أَبِى مَسْعُودٍ سدد خطاكم قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِى الصَّلَاةِ، وَيَقُولُ:«اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ» (رواه مسلم).

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ:«أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

ص: 143

696 -

إن الله لَيستحيي من عبده إذا صلى في جماعة ثم سأل حاجته أن ينصرف حتى يقضيها.

697 -

إن الله لَيكره الرجل الرفيع الصوت، ويحب الرجل الخفيض الصوت.

698 -

إن الله لَيعجب من مداعبة الرجل زوجته، ويكتب لهما بذلك أجرًا، ويجعل لهما بذلك رزقًا حلالًا.

699 -

إن الله لَينفع العبد بالذنب يذنبه.

700 -

إن الله نظر في قلوب العباد فلم يجد قلبًا أتقى من أصحابه، ولذلك اختارهم فجعلهم أصحابًا، فما استحسنوا فهو عند الله حسن، وما استقبحوا فهو عند الله قبيح (1).

(1) لا أصل له مرفوعًا وإنما ورد موقوفًا على عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ سدد خطاكم قَالَ: «إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ» . أخرجه أحمد وقال الألباني: «هذا إسناد حسن. وروى الحاكم منه الجملة التي أوردنا في الأعلى [أي: فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ» ] وزاد في آخره: «وقد رأى الصحابة جميعًا أن يستخلفوا أبا بكر رضي الله عنه» ، وقال:«صحيح الإسناد» ووافقه الذهبي .... وإن من عجائب الدنيا أن يحتج بعض الناس بهذا الحديث على أن في الدين بدعة حسنة، وأن الدليل على حُسْنها اعتياد المسلمين لها! ولقد صار من الأمر المعهود أن يبادر هؤلاء إلى الاستدلال بهذا الحديث عندما تثار هذه المسألة وخفي عليهم أن هذا الحديث موقوف فلا يجوز أن يُحْتَجّ به في معارضة النصوص القاطعة في أن «كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» كما صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

وعلى افتراض صلاحية الاحتجاج به فإنه لا يعارض تلك النصوص لأمور:

الأول: أن المراد به إجماع الصحابة واتفاقهم على أمر، كما يدل عليه السياق، ويؤيده استدلال ابن مسعود به على إجماع الصحابة على انتخاب أبي بكر خليفة، وعليه فاللام في (المسلمون) ليس للاستغراق كما يتوهمون، بل للعهد.

=

= الثاني: سَلَّمْنا أنه للاستغراق، ولكن ليس المراد به قطعًا كل فرد من المسلمين، ولوكان جاهلًا لا يفقه من العلم شيئًا، فلابد إذن من أن يحمل على أهل العلم منهم، وهذا مما لا مفر لهم منه فيما أظن. فإذا صح هذا فمَن هم أهل العلم؟ وهل يدخل فيهم المقلدون الذين سدوا على أنفسهم باب الفقه عن الله ورسوله، وزعموا أن باب الاجتهاد قد أغلق؟ كلا ليس هؤلاء منهم.

وخلاصة القول: أن حديث ابن مسعود هذا الموقوف لا متمسك به للمبتدعة، كيف وهو رضي الله عنه أشد الصحابة محاربة للبدع والنهي عن اتباعها، وأقواله وقصصه في ذلك معروفة في (سنن الدارمي) و (حلية الأولياء) وغيرهما، وحسبنا الآن منها قوله رضي الله عنه:«اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم، عليكم بالأمر العتيق» . فعليكم أيها المسلمون بالسُنّة تهتدوا وتفلحوا» (باختصار من السلسلة الضعيفة 533).

ص: 144

701 -

إن الله نقل لذة الأغنياء إلى طعام الفقراء.

702 -

إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة.

703 -

إن الله يباهي الملائكة عشية عرفة بعمر ابن الخطاب.

704 -

إن الله يباهي بالشاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبد ي ترك شهوته من أجلي، أيها الشاب أنت عندي كبعض ملائكتي.

705 -

إن الله يبغض الطلاق، ويحب العتاق.

706 -

إن الله يتجلى لأهل الجنة في مقدار كل يوم على كثيب كافور أبيض.

707 -

إن الله يتجلى للناس عامة، ولأبى بكر خاصة.

708 -

إن الله يحب ابن عشرين إذا كان شبه ابن الثمانين، ويبغض ابن الستين إذا كان شبه ابن عشرين.

709 -

إن الله يحب أبناء الثمانين.

710 -

إن الله يحب الشاب التائب (1).

711 -

إن الله يحب العبد المؤمن المفتن التواب.

ص: 145

712 -

إن الله يحب المؤمن المحترف.

713 -

إن الله يحب العبد المحترف الذي يتعب في طلب الحلال.

714 -

إن الله يحب أن يرى عبدَه تَعِبًا في طلب الحلال.

715 -

إن الله يحب أن يعمل برخصه، كما يحب أن يعمل بفرائضه (1).

716 -

إن الله يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال.

717 -

إن الله يحبُّ مَنْ يحب التمر.

718 -

إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترًا منه على عباده، وأما عند الصراط فإن الله يُعطي كل مؤمن نورًا وكل مؤمنة نورًا وكل منافق نورًا فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} (الحديد: 13) وقال المؤمنون: {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} (التحريم: 8) فلا يذكر عند ذلك أحدٌ أحدًا.

719 -

إنَّ اللهَ يَزَعُ بِالسُّلْطَانِ مَا لَا يَزَعُ بِالْقُرْآنِ (2).

720 -

إن الله يسأل عن صحبة ساعة.

721 -

إن الله يستحيي من عبده إذا صلى في جماعة ثم يسأله حاجته أن ينصرف حتى يقضيها.

(1) موضوع بهذا اللفظ، والحديث صحيح بلفظ:«إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ» ، وبلفظ:«إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ» .

(2)

يَزَعُ: يَكُفُّ ويردع. رَوَيَ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/ 107) بإسناده عن عمر بن الخطاب سدد خطاكم أنه قال: «ما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن» . وفيه: الهيثم بن عدي، وهو كذاب. كذبه كل من البخاري ويحيى بن معين وأبو داود. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (1/ 118) عن ابن القاسم قال: حدثنا مالك أن عثمان بن عفان كان يقول: «ما يزع الإمام أكثر مما يزع القرآن» ، أي: من الناس، قال: قلت لمالك: «ما يزع؟» ، قال:«يَكُفّ» . (وهذا إسناد معضل).

ص: 146

722 -

إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم.

723 -

إن الله يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء.

724 -

إن الله يعجب من سائل يسأل غير الجنة، ومن معط يعطي لغير الله، ومن متعوذ يتعوذ من غير النار، ألا فلْيُبَاه بالعبادة لمن فوقه، والغِنَى إلى من دونه، حتى يكتب شاكرًا صابرًا؛ فإن أولياء الله أخروا النعيم للآخرة، وعجلوا الشدة في الدنيا للراحة.

725 -

إن الله يقول يوم القيامة: أمَرْتُكم فضيَّعْتم ما عهدتُ إليكم فيه، ورفعتم أنسابكم، فاليوم أرفع نسبي وأضع أنسابكم، أين المتقون؟ أين المتقون؟ {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13).

726 -

إن الله يكره الرجل البطال.

727 -

إن الله يكره في السماء أن يخطئ أبو بكر في الأرض.

728 -

إن الله ينقل لذة طعام الأغنياء إلى طعام الفقراء.

729 -

إن الله ينهاكم عن التَعَرّي، فاسْتَحْيُوا من ملائكة الله الذين معكم؛ الكرام الكاتبين، الذين لا يفارقونكم إلا عند ثلاث حالات: الغائط والجنابة والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء، فليستتر بثوبه أو بجذمة حائط أو ببعيره (1).

730 -

إن المؤمن إذا تعلم بابًا من العلم عمل به أو لم يعمل، كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعًا.

731 -

إن المؤمن إذا مات تجملت المقابر لموته، فليس منها بقعة إلا وهي تتمنى أن يدفن فيها، وإن الكافر إذا مات أظلمت المقابر لموته، فليس منها بقعة إلا وهي تستجير بالله أن لا يدفن فيها.

(1) الجِذمةُ: القِطعةُ تبقى من الشيء يُقطع طرفه ويبقى جِذمُه. والجُذمةُ: القطعةُ.

ص: 147

732 -

إن المؤمن يُضرَب وجهه بالبلاء كما يضرب وجه البعير.

733 -

إن الملائكة قالت: «يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟» ، رُوِيَ عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان آخر الليل قال:«يا نافع طلعت الحمراء؟» ، قلت:«لا» (مرتين أو ثلاثة)، ثم قلت:«قد طلعت» ، قال:«لا مرحبًا بها وأهلًا» ، قلت:«سبحان الله، نجم سامع مطيع؟» ، قال:«ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الملائكة قالت: «يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟» ، قال:«إني ابتليْتُهم وعافَيْتُكم» ، قالوا:«لو كنا مكانهم ما عصيناك» ، قال:«فاختاروا ملَكيْن منكم» ، فلم يألوا أن يختاروا، فاختاروا هاروت وماروت، فنزلا، فألقَى الله تعالى عليهما الشَبَق، قلت:

«وما الشبق؟» ، قال:«الشهوة» ، قال:«فنزلا، فجاءت امرأة يُقَال لها الزهرة، فوقعت في قلوبهما، فجعل كل واحد منهما يُخْفِي عن صاحبه ما في نفسه، فرجع إليها، ثم جاء الآخر، فقال: «هل وقع في نفسك ما وقع في قلبي؟» ، قال:«نعم» ، فطلباها نفسها، فقالت:«لا أمكنكما حتى تُعْلِماني الاسم الذي تعرجان به إلى السماء وتهبطان» ، فأبَيَا، ثم سألاها أيضا فأبَتْ، ففعلا فلما استطيرت طمسها الله كوكبًا وقطع أجنحتها، ثم سألا التوبة من ربهما، فخَيَّرَهما، فقال:«إن شِئْتُما ردَدْتُكم إلى ما كنتما عليه، فإذا كان يوم القيامة عذَّبْتُكما، وإن شئتما عذَّبْتُكما في الدنيا فإذا كان يوم القيامة ردَدْتُكما إلى ما كنتما عليه» ، فقال أحدهما لصاحبه:«إن عذاب الدنيا ينقطع ويزول، فاختارا عذاب الدنيا على الآخرة، فأوحى الله إليهما أن ائتيا بابل، فانطلقا إلى بابل فخسف بهما، فهما منكوسان بين السماء والأرض معذبان إلى يوم القيامة» (1).

(1) قال ابن كثير: «وقد رُوِيَ في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقَصَّها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى.

=

= وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطْنابٍ فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أورده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال»، (انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للألباني رقم 912).

ص: 148

734 -

إن الميت يرى الناس في بيته سبعة أيام.

735 -

إن الميت يعرف من يحمله، ومن يُغَسّله، ومن يُدْلِيه في قبره.

736 -

إن الناس دخلوا في دين الله أفواجًا، وسيخرجون منه أفواجًا»، رُوِيَ عن جار لجابر بن عبد الله قال: قدمت من سفر، فجاءني جابر بن عبد الله يسلم علي، فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن الناس دخلوا في دين الله أفواجًا، وسيخرجون منه أفواجًا» .

737 -

إن الورد الأحمر خُلق من عَرَق النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

738 -

إن اليمين الفاجرة التي يقتطع بها الرجل مال المسلم تعقم الرحم (1).

739 -

إن أهل الجنة يتزاورون على النجائب (2)، بِيض كأنهن الياقوت، وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير.

740 -

إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء كما يحتاجون إليهم في الدنيا؛ وذلك أنهم يزورون الله في كل جمعة فيقال لهم: تَمَنَّوْا، فيقولون: وماذا نتمنى وقد أدخلنا الجنة وأعطينا ما أعطينا؟! فيقال لهم: تمنوا، فيأتون العلماء فيقولون: ماذا نتمنى؟ فيقول لهم

(1) قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ شَيْءٌ أُطِيعَ اللهُ ـ تَعَالَى ـ فِيهِ أعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أعْجَلَ عِقَابًا مِنَ البَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ، واليَمِينُ الفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ» . (رواه البيهقي، وصححه الألباني).

صِلَةُ الرَّحِمِ: الإحسانُ إلى الأقاربِ بقولٍ أو فعلٍ. البَغْيُ: التَّعَدِّي على الناس. قَطِيعَةُ الرَّحِمِ: تكون بإسَاءَة أو هَجْر أو نحوِهما. اليَمِينُ الفَاجِرَةُ: الكاذبة. تَدَعُ: تترك. بَلَاقِعَ: جمع بلقع وهي الأرض القَفْراء التي لا شَئ َفيها، أي أنَّ الحالفَ كَذِبًا يَفْتَقِرُ ويذْهَبُ ما في بيتِه مِنَ الرِّزْقِ.

(2)

النَّجيب من الإبِل: القويّ، الخفيف، السَّريع، نجائبُ الإبل: خيارُها.

ص: 149

العلماء: تمنوا كذا وكذا، وتمنوا كذا وكذا. فهم محتاجون إليهم في الجنة كما هم محتاجون إليهم في الدنيا.

741 -

إن أهل السماء لا يسمعون شيئًا من أهل الأرض إلا الأذان.

742 -

إنَّ أولَ مَا دخلَ النقصُ على بني إسرائيلَ كانَ الرجلُ يَلقى الرجلَ فيقولُ: يا هذا، اتَّقِ اللهَ وَدَعَ ما تَصنعُ، فإنَّهُ لا يَحِلُ لَكَ، ثُم يَلقاه مِنَ الغَدِ، فَلا يَمنَعُهُ ذَلكَ أنْ يَكونَ أكيلَهُ، وَشَرِيبَهُ، وَقَعِيدَهُ، فَلمَّا فَعلوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللهُ قُلوبَ بَعضِهِم بِبعضٍ. كَلا واللهِ، لتأمُرُنَّ بالمعروفِ، ولَتنهُونَّ عَنِ المنكَر، ولَتَأخُذنَّ على يَدِ الظالِمِ، ولَتَأطرُنَّهُ على الحقِ أَطرًا، أو لَيَضرِبَنَّ اللهُ بِقلوبِ بَعضِكُم على بَعضٍ، ثُمَّ يَلعنُكُم كَمَا لَعَنهُم».

743 -

إنّ أول ما يجازى به المؤمن بعد موته أن يغفر لجميع من يتبع جنازته.

744 -

أنْ تفعل الخير خيرٌ لك»، رُوِيَ عن امرأة يقال لها بهيسة عن أبيها قالت: استأذن أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدخل بينه وبين قميصه، فجعل يقبل ويلتزم، ثم قال:«يا نبي الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟» ، قال:«الماء» . قال: «يا نبي الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟» ، قال:«الملح» . قال: «يا نبي الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟» ، قال:«أن تفعل الخير خير لك» .

745 -

إن بعير صفية قد اعتل فلو أعطيتِها بعيرًا لك»، رُوِيَ عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر ونحن معه فاعتَلّ بعيرٌ لصفية وكان مع زينب فضل، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«إن بعير صفية قد اعتَلّ فلو أعطيتِها بعيرًا لك» ، قالت:«أنا أعطي هذه اليهودية» ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهجرها بقية ذي الحجة ومحرم وصفَر وأيامًا من شهر ربيع الأول، حتى رفعت متاعها وسريرها فظنت أنه لا حاجة له فيها، فبينا هي ذات يوم قاعدة بنصف النهار إذ رأت ظله قد أقبل فأعادت سريرها ومتاعها.

746 -

إن تحت كل شعرة جنابة؛ فاغسلوا الشعر وأنقوا البشرة.

747 -

إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد.

ص: 150

748 -

إن داود النبي عليه السلام حين نظر إلى المرأة فَهَمَّ بها قطع على بني إسرائيل بعثًا وأوحى إلى صاحب البعث فقال: «إذا حضر العدو فقَرّبْ فلانًا» ، وسَمَّاه، فقربه بين يدي التابوت، وكان ذلك التابوت في ذلك الزمان يُسْتَنْصَر به، فمن قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يُقْتَل أو ينهزم عنه الجيش الذي يقاتله، فقُتِل زوج المرأة، ونزل الملَكان على داود فقصا عليه القصة (1).

749 -

إن رجلًا من أهل الجنة يُشْرِفُ يوم القيامة على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار ويقول: «يا فلان هل تعرفني؟» ، فيقول:«لا، والله ما أعرفك، من أنت؟» ، فيقول:«أنا الذي مررتَ بي في الدنيا فاسْتَسْقَيْتَنِي شربة ماء فسقَيْتُك» ، قال:«قد عرفت» ، قال:«فاشفع لي بها عند ربك» ، فيسأل الله تعالى ذكره، ويقول:«إني أشرفت على أهل النار فناداني رجل من أهلها فقال: «هل تعرفني؟» فقلت: «لا، من أنت؟» فقال: «أنا الذي اسْتَسْقَيْتَنِي في الدنيا فسقيْتُك فاشفع لي عند ربك» ، فشفّعْني فيه، فيشفعه الله فيه فيؤمر به فيخرج من النار.

750 -

إن شهر رجب شهر عظيم، من صام منه يومًا كتب الله له صوم ألف سنة، ومن صام يومين كتب الله له صيام ألفي سنة، ومن صام ثلاثة أيام كتب الله له صيام ثلاثة ألف سنة، ومن صام من رجب سبعة أيام أغلقت عنة أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء، ومن صام منه خمسة عشر يومًا بُدّلت سيئاته حسنات ونادى منادٍ من السماء: «قد غفر الله لك؛ فاستأنف العمل، زادٌ زادَه الله عز وجل، وفي رجب حمل الله نوحًا في السفينة فصام رجب وأمَر مَن

ص: 151

معه أن يصوموا، فجرت بهم السفينة سبعة أشهر أخر ذلك يوم عاشوراء، أهبط على الجودي فصام نوح ومن معه والوحش شكرًا لله عز وجل، وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني إسرائيل (1)، وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس، وفيه وُلد إبراهيم صلى الله عليه وسلم.

751 -

إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب تبارك وتعالى: «أخرجوهما» فلما أخرجوهما قال لهما: «لأي شيء اشتد صياحكما؟» قالا: «فعلنا ذلك لترحمنا» ، قال:«رحمتي لكما أن تنطلقا فتُلْقِيا أنفسكما حيث كنتما من النار» ، فينطلقان فيُلقِي أحدهما نفسه فيجعلها عليه بردًا وسلامًا، ويقوم الآخر فلا يُلقِي نفسه، فيقول له الرب:«ما منعك أن تُلقِي نفسك كما ألقى صاحبك؟» ، فيقول:«يا رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني» ، فيقول له الرب:«لك رجاؤك» ، فيدخلان الجنة جميعا برحمة الله.

752 -

إن شِئتُما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت»، رُوِيَ عَن عبد الله بن عُمَر قال: كنت قاعدًا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد مِنَى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلّما ثم قالا: يا رسول الله ، جئنا نسألك فقال:«إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وَإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت» . فقالا: «أخبرنا يا رسول الله» ، فقال الثقفي للأنصاري:«سَلْ» ، فقال:«أخبرني يا رسول الله» ، قال: «جئتني تسألني، عَن مخرجك من بيتك تَؤُمّ البيت الحرام وما لك فيه، وعَن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعَن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، ووقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعَن رميك الجمار وما لك فيه،

(1) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ:«مَا هَذَا؟» ، قَالُوا:«هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى» ، قَالَ:«فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. (رواه البخاري).

ص: 152

وعَن نَحْرِك وما لك فيه، وعَن حلقك رأسك وما لك فيه، وعَن طوافك بالبيت بعد ذلك وما لك فيه مع الإفاضة»، فقال:«والذي بعثك بالحق، عَن هذا جئت أسألُك» . قال: «فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفًّا، ولا ترفعه إلّا كتب الله لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة، وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشِيّة عرفة فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة، يقول: «عبادي جَاءُونِي شُعْثًا من كل فج عميق يرجون رحمتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزَبَد البحر لغفرتُها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له» ، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الموبقات، وأما نحرك فمذخور لك عند ربك، وأما حِلَاقُك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملَكٌ حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول:«اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى» .

753 -

إن شهر رمضان مُعَلّق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر.

754 -

إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوًا (1).

755 -

إن عُمّار بيوت الله هم أهل الله.

756 -

إنَّ عِيسى بْنَ مَريمَ أسلَمتُهُ أمُّهُ إلى الكتَّابِ لِيُعلمَهْ. فَقَالَ لَهُ المُعلمُ: «اكتُبْ» ، قَالَ:«وَمَا اكتُبُ؟» ، قَالَ:«بِسمِ اللهِ» . قَالَ عِيسَى: «وَمَا بِسمِ اللهِ؟» ، قَالَ المُعلمُ:«مَا أدري» ، قَالَ لَهُ عِيسى:«البَاءُ، بَهاءُ اللهِ، وَالسينُ: سَناؤُهُ، وَالمِيمُ: مَملَكتُهُ، وَاللهُ: إِلَهُ الآلِهَةِ، وَالرَّحمنُ: رَحمنُ الدُّنيَا وَالآخرةِ، وَالرَّحِيمِ: رَحِيمُ الآخرةِ» .

(1) إن عبد الرحمن بن عوف سدد خطاكم قد شهد له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة دون ذكر التأخير أو الدخول زحفًا.

قال ابن الجوزي: «أفَتُرَى مَن يسبق إذا حَبَا عبد الرحمن بن عوف، وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن أهل بدر المغفور لهم، ومن أصحاب الشورى؟» .

ص: 153

757 -

إن عيسى بن مريم كان يقول: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناس مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية» .

758 -

إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات.

759 -

إن فى الجنة بابا يقال له الضحى، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: «أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى؟ هذا بابكم فادخلوه برحمة الله عز وجل.

760 -

إن فى الجنة بابا يقال له الضحى، فمن صلى صلاة الضحى حنَّت إليه صلاة الضحى كما يحن الفصيل (1) إلى أمه حتى إنها لتستقبله حتى تدخله الجنة.

761 -

إن فى الجنة بابا يقال له الضحى لا يدخل منه إلا من حافظ على صلاة الضحى.

762 -

إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أصحاب الهموم»، رُوِيَ عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أصحاب الهموم» ، قال أبو سلمة: فقلت لأبي هريرة: «الهموم في المعيشة؟» ، قال:«نعم» .

763 -

إن في الجنة لسوقًا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها.

764 -

إن في الجنة لَنَهْرًا ما يدخُله جبريل مِن دَخْلة فيخرج منه فينتفض إلا خلق الله تعالى من كل قطرة تقطر منه ملكًا.

765 -

إن في الجنة نهرًا يقال له رجب أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر.

(1) الفصيل: ولد الناقة أو البقرة بعد فطامه وفصله عن أمه.

ص: 154

766 -

إن في الجنة نهرًا يقال له رجب ماؤه الرحيق، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، أعده الله لِصُوّام رجب.

767 -

إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب (1).

768 -

إن في جهنم واديًا يقال له: هبهب، حقًا على الله أن يسكنه كل جبار عنيد.

769 -

إن قذف المحصنة ليهدم عمل مائة سنة.

770 -

إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب.

771 -

إنْ كُنتَ تُحِبُّني، فأعِدَّ للفقرِ تِجفافًا»، رُوِيَ عن عبد الله بن مغفل قال:«قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا رسول الله، والله إني لأحبك» ، فقال:«انظر ما تقول» ، قال:«والله إني لأحبك» ، فقال:«انظر ما تقول» ، قال:«والله إني لأحبك» ثلاث مرات، فقال:«إنْ كُنتَ تُحِبُّني، فأعِدَّ للفقرِ تِجفافًا، فإنَّ الفقرَ أسرعُ إلى مَنْ يُحبني، من السيلِ إلى مُنتهاهُ» .

772 -

إن لجواب الكتاب حقًا كرد السلام (2).

773 -

إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة (3) وشجرة في الجنة، لو أن غرابًا طار من أصلها لم ينته الى فروعها حتى يدركه الهرم.

(1) عن مطرف قَالَ: صَحِبْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَقَلَّ مَنْزِلٌ يَنْزِلُهُ إِلَّا وَهُوَ يُنْشِدُنِي شِعْرًا، وَقَالَ:«إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لمندوحة عن الكذب» (رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).

(2)

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «إني لأرى لجواب الكتاب حقًا كردّ السلام» (رواه البخاري الأدب المفرد، وقال الألباني: «حسن الإسناد»).

(3)

يُشْرع لكل تالٍ للقرآن أن يجمع أهله بعد أن يختم القرآن وأن يدعو له ولهم بما فيه خير الدنيا والآخرة، والوارد عن السلف هو الدعاء بعد ختم القرآن، بدون التزام بدعاء معين أو صيغة معينة، فالمسلم إذا ختم القرآن الكريم سواء في رمضان أو غير رمضان، فإنه يستحب له أن يرفع يديه، ويدعو الله تعالى، ويسأله من خير الدنيا والآخرة. سئل الشيخ ابن باز رحمه الله:«هل هناك دعاء معين لختم القرآن؟» ، فأجاب:«لم يَرِدْ دليل على تعيين دعاء معين فيما نعلم، ولذلك يجوز للإنسان أن يدعو بما شاء ويتخير من الأدعية النافعة كطلب مغفرة الذنوب والفوز بالجنة والنجاة من النار، والاستعاذة من الفتن وطلب التوفيق لفهم القرآن الكريم على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، والعمل به وحفظه، ونحو ذلك لأنه ثبت عن أنس سدد خطاكم أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن ويدعو» اهـ. [مجموع فتاوى ابن باز (11/ 358)].

وقال الشيخ الألباني رحمه الله: «إن الدعاء المطبوع في آخر بعض المصاحف المطبوعة في تركيا وغيرها تحت عنوان: (دعاء ختم القرآن)، والذي ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -؛ فهو مما لا نعلم له أصلًا عن ابن تيمية أو غيره مِن علماء الإسلام. . . ومما لا شك فيه أن التزام دعاء معين بعد ختم القرآن من البدع التي لا تجوز؛ لعموم الأدلة، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة، وكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ» ، وهو من البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ «البدعة الإضافية» ، وشيخُ الإسلام ابن تيمية مِن أبْعَد الناس عن أن يأتي بمثل هذه البدعة، كيف وهو كان له الفضل الأول - في زمانه وفيما بعده - بإحياء السنن وإماتة البدع؟ جزاه الله خيرًا». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 315)].

ص: 155

774 -

إن لكل أمة سياحة وإن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله، وإن لكل أمة رهبانية ورهبانية أمتي الرباط في نحر العدو.

775 -

إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده. والذي نفسي بيده! لا يدخل الجنة إلا رحيم». قلنا:«يا رسول الله! كلنا يرحم» ، قال:«ليست الرحمة أن يرحم أحدكم صاحبه؛ إنما الرحمة أن يرحم الناس» .

776 -

إن لكل شيء بابًا، وباب العبادة الصيام.

777 -

إن لكل شيء توبة إلا صاحب سوء الخلق، فإنه لا يتوب من ذنب إلا وقع في شر منه.

778 -

إن لكل شيء دعامة ودعامة هذا الدين الفقه، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد.

779 -

إن لكل شيء سقالة، وإن سقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله، ولو أن تضرب بسيفك حتى ينقطع.

ص: 156

780 -

إن لكل شيء شرفًا وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة.

781 -

إن لكل شيء قلبًا وإن قلب القرآن (يس) من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات.

782 -

إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟»، رُوِيَ عن أبي سليمان الداراني قال: حدثني شيخ بساحل دمشق يقال له: علقمة بن يزيد الأزدي: حدثني أبي عن جدي قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سابع سبعة من قومي فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سَمْتِنا وزِيِّنَا فقال: «ما أنتم؟» ، قلنا:«مؤمنين» ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:«إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟» ، قلنا:«خمس عشرة خصلة، خمس منها أمَرَتْنا رسلُك أن نؤمن بها، وخمس أمرَتْنا رسلُك أن نعمل بها، وخمس تخلَّقْنا بها في الجاهلية ونحن عليها إلا أنْ تكره منها شيئًا» . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وما الخمس التي أمرَتْكم رسلي أن تؤمنوا بها؟» ، قلنا:«أمرَتْنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله والقدر خيره وشره» ، قال:«وما الخمس التى أمرَتْكم بها رسلي؟» ، قلنا:«أمرَتْنا رسلُك أن نشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله، ونقيم الصلاة المكتوبة، ونؤدي الزكاة المفروضة، ونصوم شهر رمضان ونحج البيت إن استطعنا إليه السبيل» ، قال:«وما الخمس التي تخلّقتم بها في الجاهلية؟» . قلنا: «الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصدق في مواطن اللقاء، والصبر عند شماته الأعداء، وإكرام الضيف» . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «علماء حكماء كادوا من صدقهم أن يكونوا أنبياء» ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«وأنا أزيدكم خمسًا، فيتِمّ لكم عشرون خصلة: إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبْنُوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء غدًا عنه تزولون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون» . قال أبو سليمان: «قال لي علقمة ابن يزيد: فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها، ولا

ص: 157

والله يا أبا سليمان ما بقي من أولئك النفر وأولادهم أحد غيري». قال: «وبقي إلى أيام قلائل ثم مات سدد خطاكم» .

783 -

إن لكل مسيء توبة، إلا صاحب سوء الخلق؛ فإنه لا يتوب من ذنب إلا وقع في شر منه.

784 -

إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة، وللماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة.

785 -

إن للقلوب صدًا كصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار.

786 -

إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها عنهم وحوَّلها إلى غيرهم؟

787 -

إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها كلها دخل الجنة (1) أسأل الله الرحمن الرحيم الإله الرب الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الحكيم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير الحنان المنان البديع الودود الغفور الشكور المجيد المبدئ المعيد النور البارئ الأول الآخر الظاهر الباطن العفو الغفار الوهاب الفرد الصمد الوكيل الكافي الباقي الحميد المقيت الدائم المتعالي ذا الجلال والإكرام الولي النصير الحق المبين المنيب الباعث المجيب المحيي المميت الجميل الصادق الحفيظ المحيط الكبير القريب الرقيب الفتاح التواب القديم الوتر الفاطر الرزاق العلام العلي العظيم الغني الملك المقتدر الأكرم الرءوف المدبر المالك القاهر الهادي الشاكر الكريم الرفيع الشهيد الواحد ذا الطول ذا المعارج ذا الفضل الخلاق الكفيل الجليل.

(1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (رواه البخاري ومسلم).

ص: 158

788 -

إن لله تعالى ريحًا يبعثها على رأس مائة سنة تقبض روح كل مؤمن.

789 -

إن لله تعالى ضنائن من خلقه، يغذوهم في رحمته، يحييهم في عافية ويُمِيتُهم في عافية، وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية.

790 -

إن لله تعالى عبادا اختصهم بحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله.

791 -

إن لله تعالى عبادًا يَضِنّ بهم عن القتل ويطيل أعمارهم في حسن العمل، ويحسن أرزاقهم، ويحييهم في عافية، ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش، فيعطيهم منازل الشهداء.

792 -

إن لله تعالى في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق يعتقهم من النار كلهم قد استوجبوا النار.

793 -

إن لله تعالى مجاهدين في الأرض أفضل من الشهداء، أحياء مرزوقين، يمشون على الأرض، يباهي الله بهم ملائكة السماء، وتزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، والمحبون في الله، والمبغضون في الله، والذي نفسي بيده إن العبد منهم ليكون في الغرفة فوق غرف الشهداء، للغرفة منها ثلاثمائة ألف باب، منها الياقوت والزمرد الأخضر، على كل باب نور، وإن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء، قاصرات الطرف عِين، كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له:«أتذكر يوم كذا وكذا أمرتَ بالمعروف، ونهيتَ عن المنكر؟» ، كلما نظر إلى واحدة منهن ذكرَتْ له مقامًا أمر فيه بمعروف، ونهى فيه عن منكر.

794 -

إن لله تعالى ملَكا موكّلًا بمن يقول: «يا أرحم الراحمين» ، فمن قالها ثلاثًا قال له الملك:«إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فَسَلْ» .

ص: 159

795 -

إن لله تعالى ملكًا ينادي عند كل صلاة: «يا بني آدم، قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها بالصلاة» (1).

796 -

إن لله ديكًا رأسه تحت العرش، وجناحه في الهو اء، وبراثنه في الأرض، فإذا كان في الأسحار وأدبار الصلوات خفق بجناحه، وصفق بالتسبيح، فتصيح الديكة تجيبه بالتسبيح.

797 -

إنَّ للهِ ضَنائِنَ مِن عِبادِهِ، يَضِنُّ بِهِم مِنَ القَتلِ وَالأمراضِ، يعيّشُهم في عَافِيةٍ، وَيُميتُهم في عَافِيةٍ.

798 -

إن لله عبادًا اختصهم لقضاء حوائج الناس، آلَى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة خلوا مع الله عز وجل يحدثهم ويحدثونه، والناس في الحساب.

799 -

إن لله عبادًا يضِنّ بهم عن البلاء، يُحييهم في عافية، ويُميتهم في عافية، ويُدخلهم الجنة في عافية.

800 -

إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا، إنه وتر يحب الوتر من حفظها دخل الجنة (2)،

وهي الله الواحد الصمد الأول الآخر الظاهر الباطن الخالق البارئ المصور الملك الحق السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرحمن الرحيم اللطيف الخبير السميع البصير العليم العظيم البار المتعالي الجليل الجميل الحي القيوم

(1) عن عَبْد الله بن مَسْعُودٍ سدد خطاكم عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْظُهْرَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَنَامُونَ فَلَا يُكْتَبُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ حَتَّى تَسْتَيْقِظُوا» (رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وصححه الألباني).

(2)

عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» ، وَزَادَ هَمَّامٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم:«إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ» (رواه مسلم).

ص: 160

القاهر القادر العلي الحكيم القريب المجيب الغني الوهاب الودود الشكور الماجد الواجد الوالي الراشد العفو الغفور الحليم الكريم التواب الرب المجيد الولي الشهيد المبين البرهان الرءوف الرحيم المبدئ المعيد الباعث الوارث القوي الشديد الضار النافع الباقي الوافي الخافض الرافع القابض الباسط المعز المذل المقسط الرزاق ذو القوة المتين القائم الدائم الحافظ الوكيل الفاطر السامع المعطي المحيي المميت المانع الجامع الهادي الكافي الأبد العالم الصادق النور المنير التام القديم الوتر الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

801 -

إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدي المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور.

802 -

إن لله عز وجل خلقًا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله.

803 -

إن لله ملَكًا على بيت المقدس ينادي كل ليلة: «من أكل حرامًا لم يُقْبَل منه صرف ولا عدل» .

804 -

إن لله ملَكًا لو قيل له: التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة لفعل، تسبيحه:«سبحانك حيث كنت» .

ص: 161

805 -

إنَّ للوُضوءِ شيطانًا يُقالُ لَهُ: الولَهان، فاتَّقوا وَسواسَ الماءِ.

806 -

إنْ لم تكن العلماء أولياء فليس لله وليٌّ.

807 -

إنّ له مرضعًا في الجنة - يعني: إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولو عاش لكان صديقًا نبيًّا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبط.

808 -

إن مُتَّ مُتَّ شهيدًا»، رُوِيَ عن أنس بن مالك سدد خطاكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى رجلًا إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر، وقال:«إن مُتَّ مُتَّ شهيدًا» ، أو قال:«من أهل الجنة» .

809 -

إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.

810 -

إن مُغَيِّر الخُلُق كمُغَيّر الخَلْق، إنك لا تستطيع أن تغير خُلقه حتى تغير خَلقه.

811 -

إن من أخلاق المؤمن قوةً في دين، وحزمًا في لين، وإيمانًا في يقين، وحرصًا في علم، وشفقة في مِقَة (1)، وحِلمًا في علم، وقصدًا في غِنًى، وتجملًا في فاقة، وتحرجًا عن طمع، وكسبًا في حلال، وبِرًّا في استقامة، ونشاطًا في هدى، ونهيًا عن شهوة، ورحمةً للمجهود، وإن المؤمن من عباد الله لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، ولا يضيع ما استودع، ولا يحسد، ولا يطعن، ولا يلعن، ويعترف بالحق، وإن لم يشهد عليه، ولا يتنابز بالألقاب، في الصلاة متخشعًا، إلى الزكاة مسرعًا، في الزلازل وقورًا، في الرخاء شكورًا، قانعًا بالذي له، لا يدَّعي ما ليس له، ولا يجمع في الغيظ، ولا يغلبه الشح عن معروف يريده، يخالط الناس كي يعلم، ويناطق الناس كي يفهم، وإن ظُلِم وبُغِيَ عليه صبر حتى يكون الرحمن هو الذي ينتصر له.

(1) المِقَةُ: المَحَبَّة.

ص: 162

812 -

إن من أسرق السراق من سرق منار الأرضين (1).

813 -

إِنَّ مِنْ أَسْرِقِ السُّرَّاقِ مَنْ يَسْرِقُ لِسَانَ الأَمِيرِ، وَإِنْ مِنْ أَعْظَمِ الْخَطَايَا مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَإِنَّ مِنَ الْحَسَنَاتِ عِيَادَةَ الْمَرِيضِ، وَإِنَّ مِنْ تَمَامِ عِيَادَتِهِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَيْهِ وَتَسْأَلَهُ كَيْفَ هُوَ؟ وَإِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الشَّفَاعَاتِ أَنْ تَشْفَعَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي نِكَاحٍ حَتَّى تَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، وَإِنَّ مِنْ لِبْسَةِ الأَنْبِيَاءِ الْقَمِيصُ قَبْلَ السَّرَاوِيلِ، وَإِنَّ مِمَّا يُسْتَجَابُ بِهِ عِنْدَ الدُّعَاءِ الْعُطَاسُ.

814 -

إن من أسوأ الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره.

815 -

إن من الجفاء أن يمسح الرجل جبينه قبل أن يفرغ من صلاته (2)، وأن يصلي لا يبالي مَن إمامه؟ وأن يأكل مع رجل ليس من أهل دينه، ولا من أهل الكتاب في إناء واحد.

(1) عن أَبي الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سدد خطاكم، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ:«مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يُسِرُّ إِلَيْكَ؟» ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يُسِرُّ إِلَيَّ شَيْئًا يَكْتُمُهُ النَّاسَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ، قَالَ: فَقَالَ: مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟»، قَالَ: قَالَ: «لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ» (رواه مسلم).

وفي رواية لابن حبان صححها الألباني والأرنؤوط: «لَعَنَ اللهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ» .

والْمُرَادُ بِمَنَارِ الْأَرْضِ: عَلَامَاتُ حُدُودِهَا، وَأَمَّا الْمُحْدِثُ فَهُوَ مَنْ يَأْتِي بِفَسَادٍ فِي الْأَرْضِ.

وقَوْلُهُ إِنَّ عَلِيًّا غَضِبَ حِينَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يُسِرُّ إِلَيْكَ

فِيهِ إِبْطَالُ مَا تَزْعُمُهُ الرَّافِضَةُ وَالشِّيعَةُ وَالْإِمَامِيَّةُ مِنَ الْوَصِيَّةِ إِلَى عَلِيٍّ وَغَيْرِ ذَلِكَ. اهـ باختصار من شرح النووي على مسلم (13/ 141).

(2)

حكم مسح الجبهة عن التراب بعد الصلاة: سْئِلَ الشيخ ابن باز رحمه الله: «سمعنا من يقول: يكره مسح الجبهة عن التراب بعد الصلاة فهل لهذا أصل؟» ، فأجاب:«ليس له أصل - فيما نعلم - وإنما يكره فعل ذلك قبل السلام ; لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض صلواته أنه سلم من صلاة الصبح في ليلة مطيرة ويُرى على وجهه أثر الماء والطين فدل ذلك أن الأفضل عدم مسحه قبل الفراغ من الصلاة» (مجموع فتاوى ابن باز (11/ 266).

ص: 163

816 -

إن من الذنوب ذنوبًا لا يكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة، يكفرها الهموم في طلب المعيشة.

817 -

إن من السَرَف أن تأكل كل ما اشتهيت.

818 -

إن من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار.

819 -

إن من العصمة أن لا تجد.

820 -

إن مِن الناس مفاتيحُ لذكر الله إذا رُؤُوا ذُكِرَ الله (1).

821 -

إن من بَركة المرأة تبكيرها بالأنثى، ألم تسمع الله يقول في كتابه:{يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} (الشورى: 49)، فبدأ بالإناث قبل الذكور».

822 -

إن من فقه الرجل تعجيل فطره وتأخير سحوره (2).

823 -

إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم: إشباع جوعته، وتنفيس كربته (3).

(1) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ وَشِرَارِكُمْ؟» ، قَالُوا:«بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ» . قَالَ: «خِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللهُ عز وجل، وَشِرَارُكُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ» (رواه البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني).

الباغون: جمع باغ وهم المتمنون، البرآء: جمع بريء وهو البعيد عن التهم، العنت: المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والزنا والحديث يحتمل كلها.

(2)

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ» (رواه البخاري ومسلم). وقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا أَخَّرُوا السَّحُورَ، وَعَجَّلُوا الْفِطْرَ» (رواه الإمام أحمد في المسند، وحسنه الأرنؤوط).

(3)

عن عبد الله بن دينار، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قيل: «يا رسول الله من أحب الناس إلى الله؟» ، قال:«أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وإِنَّ أحَبَّ الْأَعْمَالِ إلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ: تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا» . (رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وحسنه الألباني).

ص: 164

824 -

إن من نعمة الله على العبد أن يشبهه ولدُه.

825 -

إن موسى بن عمران مَرَّ برجُلٍ وهو يضطرب، فقام يدعو له أن يعافيه، فقيل له:«يا موسى إنه ليس الذي يصيبه خبط من إبليس، ولكنه جوع نفسه لي فهو الذي ترى، إني أنظر إليه كل يوم مرات أتعجب من طاعته لي، فمُرْهُ فليَدْعُ لك فإن له عندي كل يوم دعوة» .

826 -

إن نفس المؤمن إذا قُبِضَت تلقّاها من أهل الرحمة من عباده كما يتلقون البشير من الدنيا، فيقولون:«أنظروا صاحبكم يستريح، فإنه قد كان في كرب شديد» ، ثم يسألونه:«ماذا فعل فلان؟ وما فعلت فلانة هل تزوجت؟» ، فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبلُ فيقول:«أيهات (1) قد مات ذلك قبلي» ، فيقولون:«إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم وبئست المربية» . وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة، فإن كان خيرًا فرحوا واستبشروا، وقالوا:«اللهم هذا فضلك ورحمتك، وأتمم نعمتك عليه وأمِتْه عليها» ، ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون:«اللهم ألهِمْه عملًا صالحًا ترضى به عنه وتقربه إليك» (2).

(1) هيهات: كلمة تبعيد مبنية على الفتح، وناس يكسرونها، وقد تبدل الهاء همزة فيقال: أيْهات.

(2)

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ سدد خطاكم أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ: «اخْرُجِى رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ» . فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: «مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِى جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ» . فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ: «مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ» ، فَيَقُولُونَ:«دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِى غَمِّ الدُّنْيَا» ، فَإِذَا قَالَ:«أَمَا أَتَاكُمْ» ، قَالُوا:«ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ» ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ فَيَقُولُونَ:«اخْرُجِى سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللهِ عز وجل» . فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ: «مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ» حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ». (رواه النسائي، وصححه الألباني).

ص: 165

827 -

إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللهُ لَهُمَا، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمَا»، رُوِيَ عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَأَنَّ رَجُلًا قَالَ:«يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا، وَإِنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَوْ سَكَتَ، ثُمَّ عَادَ، وَأُرَاهُ قَالَ: بِالْهَاجِرَةِ، قَالَ: «يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّهُمَا وَاللهِ قَدْ مَاتَتَا أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا» ، قَالَ:«ادْعُهُمَا» ، قَالَ: فَجَاءَتَا، قَالَ: فَجِيءَ بِقَدَحٍ أَوْ عُسٍّ فَقَالَ لِإِحْدَاهُمَا: «قِيئِي» فَقَاءَتْ قَيْحًا أَوْ دَمًا وَصَدِيدًا وَلَحْمًا حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ لِلْأُخْرَى:«قِيئِي» فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ وَلَحْمٍ عَبِيطٍ وَغَيْرِهِ حَتَّى مَلَأَتِ الْقَدَحَ، ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللهُ لَهُمَا، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمَا، جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، فَجَعَلَتَا يَأْكُلَانِ لُحُومَ النَّاسِ» (1).

828 -

إن هذا الدين متين، فأوْغِلُوا فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المُنْبَتّ (2) لا سفرًا قطع، ولا ظهرًا أبقى، فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدًا، واحذر حذرًا يخشى أن يموت غدًا.

829 -

إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم (3).

830 -

إنَّ هَذا القرآنَ مأدبةُ اللهِ، فاقبلوا من مأدبتِهِ ما استَطعتُمْ، إنَّ هذا القرآنَ هُو حبلُ اللهِ، والنورُ المبينُ، والشفاءُ النافعُ، عصمةٌ لِمنْ تَمسَّكَ بِهِ، ونجاةٌ لِمنْ تَبعَهُ، لا يَزيغُ فَيُستعتبُ، ولا يَعوجُّ فَيقومُ، ولا تَنقضِي عَجائِبَهُ، ولا يَخلقُ مِنْ كَثرةِ الرَّدِّ.

(1)(إن هَذَا الدّين متين) أَي صلب شَدِيد (فأوْغِلوا) أَي سِيرُوا (فِيهِ بِرِفْق) من غير تكلّف وَلَا تُحَمّلوا أَنفسكُم مَا لَا تطيقون فتعجزوا وتتركوا الْعَمَل، (فَإِن المُنْبَتَّ) الْمُنْقَطع المتخلف عَن رفقته لكَونه أجهد دَابَّته حَتَّى أعياها أَو عطبت وَلم يقْض وطره (لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهرا أبقى) أَي فَلَا هُوَ قطع الأَرْض الَّتِي قَصدهَا وَلَا هُوَ أبقى ظَهره يَنْفَعهُ فَكَذَا من تكلّف من الْعِبَادَة مَا لَا يُطيق، فَيكْرَه التَّشْدِيد فِي الْعِبَادَة لذَلِك.

(2)

العُسُّ: القدح الكبير. واللَّحم العبيط: هو الطري غير النضيج. تأكلان لحوم الناس: أي: بالاغتياب.

(3)

رواه مسلم عن ابن سيرين من قوله.

ص: 166

831 -

إن هذا القرآن نزل بحُزن، فإذا قرأتموه، فابكوا، فإن لم تبكوا، فتباكوا.

832 -

إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا، وشجر يلقحون ما شاءوا، فلا يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفًا فصاعدًا.

833 -

أنا ابن الذبيحين.

834 -

أنا أفصح من نطق بالضاد (1).

835 -

أنا أنبئك بخير رجلٍ ربحَ»، رُوِيَ أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما فتحنا خيبر أخرجوا غنائمهم من المتاع والسبي، فجعل الناس يتبايعون غنائمهم، فجاء رجل فقال:«يا رسول الله لقد ربحت ربحًا ما ربح مثله أحدٌ من أهل هذا الوادي» ، قال:«ويحك ما ربحت؟» ، قال:«ما زلت أبيع وابتاع حتى ربحت ثلاثمائة أوقية» . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا أنبئك بخير رجلٍ ربح» ، قال:«ما هو يا رسول الله؟» ، قال:«ركعتين بعد الصلاة» .

836 -

أنا المنذر»، رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} (الرعد: 7)، وضع صلى الله عليه وآله وسلم يده على صدره فقال: أنا المنذر {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} وأومأ بيده إلى منكب عليّ، فقال:«أنت الهادي يا عليّ، بك يهتدي المهتدون بَعْدي» (2).

837 -

أنا أولَى مَن وَفّى بذمّته»، رُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتي برجل من المسلمين قد قتل معاهدًا من أهل الذمة، فأمر به فضرب عنقه، وقال:«أنا أوْلَى مَن وَفّى بذمّته» (3).

(1) قال ابن كثير: «لا أصل له، ومعناه صحيح» .

(2)

رُوِيَ عن عباد بن عبد الله الأسدي عن عَلِيّ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} (الرعد: 7)، قال عليٌّ:«رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنذر، وأنا الهادي» ، (رواه الحاكم في المستدرك، وقال الذهبي في التلخيص:««كذبٌ، قبّح الله واضعه» .

(3)

قال الألباني: «ويزيدُه ضعفًا أنه معارض للحديث الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ» . أخرجه البخاري وغيره». [انظر السلسلة الضعيفة (1/ 671)].

ص: 167

838 -

أنا جدُّ كل تقي.

839 -

أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، إلا أن يشاء الله.

840 -

أنا دار الحكمة، وعلي بابها.

841 -

أنا سابق العرب إلى الجنة، وصهيب سابق الروم إلى الجنة، وبلال سابق الحبشة إلى الجنة، وسلمان سابق فارس إلى الجنة.

842 -

أنا عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي.

843 -

إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ (1).

844 -

أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما (2)،

فأخْرِجْتُ من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهد الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي (3) فأنا خيركم نسبًا وخيركم أبًا.

845 -

أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

846 -

أنا من الله والمؤمنون مني.

(1) هذا الحديث لا أصل له مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والغالب أنه ثابت موقوفًا، وإنما ذكره البخاري معلقًا موقوفًا فقال: ويذكر عن أبي الدرداء: «إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ» . وَالْكَشْرُ: ظُهُورُ الْأَسْنَانِ وَأَكْثَرُ مَا يُطْلَقُ عِنْدَ الضَّحِكِ. [انظر: السلسلة الضعيفة (1/ 384)].

(2)

قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» . (رواه مسلم).

(3)

قال صلى الله عليه وآله وسلم: ««خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي ، لَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ» . (رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني).

ص: 168

847 -

أنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في الغار»، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبا بكر بـ (براءة)، ثم أتبعه غدًا يعني عليًّا، فأخذها منه، فقال أبو بكر:«يا رسول الله، حدث في شيء؟» ، قال:«لا، أنت صاحبي في الغار، وعلى الحوض، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي» .

848 -

انتظار الفرج من الله عبادة، ومن رضي بالقليل من الرزق رضي الله تعالى منه بالقليل من العمل.

849 -

أنزل الله إليَّ جبريل في أحسن ما كان يأتي صورة فقال: «إن الله عز وجل يُقْرِئُك السلام، يا محمد، ويقول لك: إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي، كي يحبوا لقائي، وتسهلي وتوسعي وتطيبي لأعدائي، حتى يكرهوا لقائي، فإن خلقتها سجنًا لأوليائي، وجنة لأعدائي» .

850 -

انزلا فَكُلَا من جيفة هذا الحمار»، روي عن أبي هريرة قال: جاء الأسلميُّ نبيَّ الله صلى الله عليه وآله وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حرامًا أربع مرات كل ذلك يعرض عنه، فأقبل في الخامسة فقال:«أنِكْتَها؟» (1)،

قال: «نعم» ، قال:«حتى غاب ذلك منك في ذلك منها؟» قال: «نعم» ، قال:«كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟» ، قال:«نعم» ، قال:«فهل تدري ما الزنا؟» ، قال:«نعم؛ أتيت منها حرامًا ما يأتي الرجل من امرأته حلالًا» ، قال:«فما تريد بهذا القول؟» ، قال:«أريد أن تطهرني» ، فأمر به فرُجم، فسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: «انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رُجِم رَجْم الكلب، (وفي رواية: فقال

(1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لَهُ: «لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ» ، قَالَ:«لَا يَا رَسُولَ اللهِ» ، قَالَ:«أَنِكْتَهَا» . لَا يَكْنِي، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ. (رواه البخاري). (لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ) أي واعترف بالزنا. (لا يكني) أي صرح بهذا اللفظ، ولم يكْنِ عنه بما يدل عليه وفي معناه ..

ص: 169

رجلان منهم: إن هذا الخائن أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرارًا كل ذلك يرُدّه، ثم قُتِل كما يقتل الكلب) فسكت عنهما، ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال:«أين فلان وفلان؟» ، فقالا:«نحن ذانِ يا رسول الله» ، قال:«انزلا فكُلَا من جيفة هذا الحمار؛ فما نِلْتُما مِن عِرض أخيكما آنفا أشدُّ مِن أكلٍ منه، والذي نفسي بيده! إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها» . وفي رواية: «فالذي نِلْتُما من عِرْض أخيكما آنفًا أكثرُ، والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ! إنه في نَهَرٍ من أنهارِ الجنةِ يَتَغَمَّسُ فيها» (1).

851 -

أنزلت عليَّ الليلة سورة مريم، فسمها مريم». روي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: «وُلِدَتْ لي الليلة جارية» ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«أنزلت علي الليلة سورة مريم، فسَمِّهَا مريم» .

852 -

أنزلوا الناس منازلهم»، روي عن الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب قال: جاءه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعْتُها إلى الله قبل أن أرفعَها إليك، فإن أنت قضيتها حمدتُ الله وشكرْتُك، وإن أنت لم تقضها حمدتُ الله وعذرْتُك»، فقال علي: «اكتب على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في

(1) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ، طَهِّرْنِي» ، فَقَالَ:«وَيْحَكَ، ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللهَ وَتُبْ إِلَيْهِ» ، قَالَ: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ:«يَا رَسُولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «وَيْحَكَ، ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللهَ وَتُبْ إِلَيْهِ» ، قَالَ: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ:«يَا رَسُولَ اللهِ، طَهِّرْنِي» ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّابِعَةُ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«فِيمَ أُطَهِّرُكَ؟» فَقَالَ: «مِنَ الزِّنَى» ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«أَبِهِ جُنُونٌ؟» فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ، فَقَالَ:«أَشَرِبَ خَمْرًا؟» فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَزَنَيْتَ؟» ، فَقَالَ:«نَعَمْ» ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ، قَائِلٌ يَقُولُ:«لَقَدْ هَلَكَ، لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ» ، وَقَائِلٌ يَقُولُ:«مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ» ، ثُمَّ قَالَ:«اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ» ، قَالَ: فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُمْ جُلُوسٌ، فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ:«اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ» ، قَالَ: فَقَالُوا: «غَفَرَ اللهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ» ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ» (رواه مسلم). اسْتَنْكَهَهُ: أَيْ شَمَّ رَائِحَةَ فَمِهِ.

ص: 170

وجهك»، فكتب:«إني محتاج» ، فقال علي:«علَيَّ بِحُلّة» ، فأتِيَ بها، فأخذها الرجل فلبسها، ثم أنشأ يقول:

كسوْتَني حُلة تبلى محاسنُها

فسوف أكسوك مَن حُسن الثّنَا حُلَلا

إنْ نِلتَ حُسْنَ ثنائي نِلْتَ مَكْرمةً

ولست تبغِى بما قد قُلْتُه بدَلَا

إن الثناء ليُحْيِى ذِكْرَ صاحِبِه

كالغيث يُحْيِي نَدَاهُ السهلَ والجبلَا

لا تزهد الدهر في زُهْدٍ تُواقِعُه

فكلُّ عبدٍ سيُجْزَى بالذي عملَا

فقال علي: «علَيَّ بالدنانير» ، فأتِيَ بمائة دينار فدفعها إليه، فقال الأصبغ: فقلت: «يا أمير المؤمنين، حُلّة ومائة دينار؟» ، قال:«نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أنزلوا الناس منازلهم» . قال: وهذه منزلة هذا الرجل عندي».

853 -

انصر مَنْ بالحق اعترف.

854 -

انطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر إلى الغار، فدخلا فيه، فجاءت العنكبوت، فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت، قالوا:«لم يدخله أحد» ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائمًا يصلي وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر سدد خطاكم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فداك أبي وأمي هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة: 40)(1).

(1) إنما يصح من الحديث آخره لوروده في القرآن الكريم: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} (التوبة: 40).

=

وقول أبي بكر: «أما والله. . .» في الصحيحين نحوه من حديث البراء».وأية: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} فيها ما يؤكد ضعف الحديث، لأنها صريحة بأن النصر والتأييد إنما كان بجنود لا تُرَى، والحديث يثبت أن نصره صلى الله عليه وآله وسلم كان بالعنكبوت، وهو مما يُرى، فتأمل.

والأشبه بالآية أن الجنود فيها إنما هم الملائكة، وليس العنكبوت ولا الحمامتين، ولذلك قال البغوي في تفسيره (4/ 174) للآية:«وهم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار وأبصارهم عن رؤيته» . [انظر: السلسلة الضعيفة (رقم 1129)].

وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، - في قصة الهجرة - قَالَ:. . . فَقَالَ أبُو بَكْرٍ:. . . فَارْتَحَلْنَا، وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا. فَقَالَ:{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَّا فَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَدْرُ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا» . وَبَكَيْتُ، قَالَ:«لِمَ تَبْكِي؟» ، قَالَ: قُلْتُ: «أَمَا وَاللهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيْكَ» . قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «اللهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ» . فَسَاخَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ إِلَى بَطْنِهَا فِي أَرْضٍ صَلْدٍ، وَوَثَبَ عَنْهَا، وَقَالَ:«يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يُنْجِّيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَوَاللهِ لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ بِإِبِلِي وَغَنَمِي فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ» . قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا» . قَالَ: وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَأُطْلِقَ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ». (رواه الإمام أحمد في المسند، وقال الأرنؤوط: «إسناده صحيح على شرط مسلم»).

ص: 171

855 -

انظر ما تقول، فإن لكل قول حقيقة»، روي عن أنس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمشي إذ استقبله شاب من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كيف أصبحت يا حارثة؟» ، قال:«أصبحت مؤمنا بالله حقًا» ، قال:«انظر ما تقول، فإن لكل قول حقيقة» ، قال:«يا رسول الله، عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرتُ ليلي، وأظمأت نهاري فكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون، وكأني أنظر إلى أهل النار يتعاوون فيها» ، قال:«أبصرت فالزم، عبدٌ نَوَّرَ الله الايمان في قلبه» ، فقال:«يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة» ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنُودي يومًا في الخيل

ص: 172

فكان أول فارس ركب وأول فارس استُشهِد، فبلغ ذلك أمّه فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:«يا رسول الله، إن يكن في الجنة لم أبْكِ ولم أحزن، وإن يكن في النار بكيتُ ما عشتُ في الدنيا» ، فقال:«يا أم حارثة، إنها ليست بجنة ولكنها جنة في جنات، والحارث في الفردوس الأعلى» ، فرجعت وهي تضحك وتقول:«بخ بخ يا حارثة» .

856 -

أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.

857 -

إنكم تُدْعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم.

858 -

إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي.

859 -

إنكم في زمانٍ مَن ترك منكم عُشرَ ما أمِرَ به هلك، ثم يأتي زمانٌ مَن عمل منهم بعُشْر ما أمِرَ به نجا.

860 -

إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش.

861 -

إنكم لا تسَعُون الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق.

862 -

إنما بُعثتُ مُعَلِّمًا (1).

863 -

إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمَّام.

864 -

إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب.

865 -

إنما سمي شعبان لأنه يتشعب فيه خير كثير للصائم فيه حتى يدخل الجنة.

866 -

إنما سمي شهر رمضان لأنه يرمض الذنوب رمضًا، وإنما سمي شوال لأنه تشول فيه الذنوب كما تشول الناقة ذنَبَها.

867 -

إنما سميت الجمعة لأن آدم جُمِعَ فيها خلقه.

ص: 173

868 -

إنما يسلط الله على ابن آدم مَن خافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط الله عليه أحدًا، وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يرْجُ إلا الله لم يَكِلْهُ الله إلى غيره.

869 -

إنما يعرف الفضلَ لأهل الفضلِ أهلُ الفضل.

870 -

إنما يقيم مَن أذّنَ (1).

871 -

إِنْهُ لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ يَبْدُو مِنْهَا إِلا هَكَذَا»، رُوِيَ عن إِبْرَاهِيمَ بن عُبَيْدِ بن رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ يُخْبِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بنتِ عُمَيْسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا عَلَى عَائِشَةَ بنتِ أَبِي بَكْرٍ وَعِنْدَهَا أُخْتُهَا أَسْمَاءُ، وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ سَابِغَةٌ وَاسِعَةُ الأَكِمَّةِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَامَ فَخَرَجَ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ:«تَنَحَّيْ فَقَدْ رَأَى مِنْكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَمْرًا كَرِهَهُ، فَفَتَحَتْ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ لِمَ قَامَ؟، فَقَالَ: «أَوَ لَمْ تَرَيْ إِلَى هَيَّأَتِهَا، إِنْهُ لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ يَبْدُو مِنْهَا إِلا هَكَذَا» ، وَأَخَذَ كُمَّيْهِ فَغَطَّى بِهِمَا ظُهُورَ كَفَّيْهِ حَتَّى لَمْ يَبْدُ مِنْ كَفَّيْهِ إِلا أَصَابِعُهُ، ثُمَّ نَصَبَ كَفَّيْهِ عَلَى صُدْغَيْهِ حَتَّى لَمْ يَبْدُ إِلا وَجْهُهُ.

872 -

إِنَّهَا حِبَّةُ أَبِيكِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ». رُوِيَ عن ابْنُ عَوْنٍ قَالَ كُنْتُ أَسْأَلُ عَنْ الاِنْتِصَارِ {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} (الشورى: 41) فَحَدَّثَنِى عَلِىُّ بْنُ زَيْدِ

ص: 174

بْنِ جُدْعَانَ عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ امْرَأَةِ أَبِيهِ - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: «وَزَعَمُوا أَنَّهَا كَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ» -، قَالَتْ: قَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَعِنْدَنَا زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَجَعَلَ يَصْنَعُ شَيْئًا بِيَدِهِ فَقُلْتُ بِيَدِهِ حَتَّى فَطَنْتُهُ لَهَا فَأَمْسَكَ وَأَقْبَلَتْ زَيْنَبُ تَقْحَمُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها فَنَهَاهَا فَأَبَتْ أَنْ تَنْتَهِىَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ «سُبِّيهَا» ؛ فَسَبَّتْهَا فَغَلَبَتْهَا فَانْطَلَقَتْ زَيْنَبُ إِلَى عَلِىٍّ سدد خطاكم فَقَالَتْ إِنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها وَقَعَتْ بِكُمْ وَفَعَلَتْ. فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَقَالَ لَهَا «إِنَّهَا حِبَّةُ أَبِيكِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» . فَانْصَرَفَتْ فَقَالَتْ لَهُمْ إِنِّى قُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لِى كَذَا وَكَذَا. قَالَ وَجَاءَ عَلِىٌّ سدد خطاكم إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ (1).

(1) عَنْ أَبِى عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ:«أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» ، قَالَ:«عَائِشَةُ» . فَقُلْتُ: «مِنَ الرِّجَالِ؟» فَقَالَ: «أَبُوهَا» . قُلْتُ: «ثُمَّ مَنْ؟» قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» (رواه البخاري ومسلم). [وانظر كتاب: أمنا عائشة بين حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبغض الشيعة، للمؤلف].

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ: «(وَلَمَنِ انْتَصَرَ): أَيْ اِنْتَقَمَ (بَعْدَ ظُلْمِهِ) أَيْ ظُلْم الظَّالِم إِيَّاهُ (فَأُولَئِكَ): أَيْ الْمُنْتَصِرُونَ (مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) أَيْ مُؤَاخَذَة، (كَانَتْ تَدْخُل عَلَى أُمّ الْمُؤْمِنِينَ): أَيْ عَائِشَة رضي الله عنها (وَعِنْدنَا زَيْنَب بِنْت جَحْش): أَيْ زَوْج النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم وَهِيَ أَسَدِيَة مِنْ أَسَد بْن خُزَيْمَةَ وَأُمّهَا أُمَيْمَة بِنْت عَبْد الْمُطَّلِب عَمَّة النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم (فَجَعَلَ يَصْنَع): أَيْ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم (شَيْئًا بِيَدِهِ): أَيْ مِنْ الْمَسّ وَنَحْوه مِمَّا يَجْرِي بَيْن الزَّوْج وَالزَّوْجَة (فَقُلْت): أَيْ أَشَرْت (حَتَّى فَطَّنْته لَهَا): مِنْ التَّفْطِين أَيْ أَعْلَمْته بِوُجُودِ زَيْنَب، (وَأَقْبَلَتْ زَيْنَب تَقْحَم لِعَائِشَة): قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ تَتَعَرَّض لِشَتْمِهَا وَتَتَدَخَّل عَلَيْهَا، (إِنَّ عَائِشَة وَقَعَتْ بِكُمْ): أَيْ فِي بَنِي هَاشِم لِأَنَّ أُمّ زَيْنَب كَانَتْ هَاشِمِيَّة، (فَجَاءَتْ فَاطِمَة): أَيْ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم، (فَقَالَ): أَيْ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم (لَهَا): أَيْ لِفَاطِمَة رضي الله عنها (إِنَّهَا): أَيْ عَائِشَة (حِبَّة أَبِيك): أَيْ حَبِيبَته فَلَا تَقُولِي لَهَا شَيْئًا وَإِنْ وَقَعَتْ فِي بَنِي هَاشِم (فَانْصَرَفَتْ): أَيْ فَاطِمَة، (فَقَالَتْ): أَيْ فَاطِمَة (لَهُمْ) أَيْ لِبَنِي هَاشِم (أَنِّي قُلْت لَهُ): أَيْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم (فَكَلَّمَهُ): أَيْ كَلَّمَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب سدد خطاكم رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم (فِي ذَلِكَ) الْأَمْر أَيْ فِي وَاقِعَة عَائِشَة وَزَيْنَب رضي الله عنهما. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: «عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ لا يُحْتَجُّ بحديثه، وأم ابن جُدْعَانَ هَذِهِ مَجْهُولَةٌ» .

[عون المعبود (13/ 164 - 165)].

ص: 175

873 -

إنها ستكون فتنة»، قيل:«فما المخرج منها؟» ، قال:«كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تشبع منه العلماء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخْلَق عن الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تَفُتْه الجن إذ سمعته عن أن قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} (الجن: 1 - 2)، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجِر، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط المستقيم» (1).

(1) لا شك أن التمسك بكتاب الله هو سبب العزة والفلاح والمخرج من كل فتنة، إن المنهج الرباني الذي كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم هو الاعتماد على القرآن الكريم والسنة الصحيحة في كل شؤون الحياة والذي فيه من الشمول ما في مصادر تلقيه، وقد قال الله تعالى عن مصدره الأول:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: 185)؛ فهو الهُدَى في كل زمان ومكان، بل لا هداية إلا به؛ فهو الهدى في الأخلاق والمعاملات، كما أنه الهدى في العقائد والعبادات، بل ليس هو الهادي إلى الصواب فحسب وإنما إلى قمته وذروته، قال تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)} (الإسراء: 9).

إن الشريعة الإسلامية فيها عزنا ومجدنا، قال تعالى:{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (الأنبياء: 10). وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} (الزخرف: 44). وإقامة دين الله في الأرض معناها الصلاح والكسب والفلاح في حياة المؤمنين في هذه الدنيا وفي الآخرة على السواء، لا افتراق بين دين ودنيا، ولا افتراق بين دنيا وآخرة، فهو منهج واحد للدنيا وللآخرة، للدنيا وللدين.

إن الأمن والطمأنينة والسعادة في الدنيا قبل الآخرة لن تكون إلا بتطبيق شرع الله في عباد الله، وإلا فهو الشقاء والنكد والفوضى والسلب والنهب والهرج والمرج، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِى الأَرْضِ خَيْرٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا» . (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).

ص: 176

874 -

إني رأيت البارحة عجبا رأيت رجلًا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلًا من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذته من ذلك، ورأيت رجلًا من أمتي احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فخلصه منهم، ورأيت رجلًا من أمتي يلهث عطشًا فجاءه صيام رمضان فسقاه، ورأيت رجلًا من أمتي من بين يديه ظُلمة ومن خلفه ظُلمة وعن يمينه ظُلمة وعن شماله ظُلمة ومن فوقه ظُلمة ومن تحته ظُلمة فجاءته حجته وعمرته فاستخرجاه من الظُلمة، ورأيت رجلًا من أمتي جاءه ملَك الموت ليقبض روحه فجاءه بره لوالديه فرده عنه، ورأيت رجلًا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلة الرحم فقالت:«إن هذا كان واصلًا لرحمه» ، فكلمهم وكلموه وصار معهم، ورأيت رجلًا من أمتي يأتي النبيين وهم حِلَقٌ حِلَقٌ كلما مر على حلقة طُرِدَ فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبي، ورأيت رجلًا من أمتي يتقي وهج النار بيديه عن وجهه فجاءته صدقته فصارت ظلًا على رأسه وسترا عن وجهه، ورأيت رجلًا من أمتي جاءته زبانية العذاب فجاءه أمرُه بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلًا من أمتي هوى في النار فجاءته دموعه اللاتي بكى بها في الدنيا من خشية الله فأخرجته من النار، ورأيتُ رجُلًا من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله فجاءه خوفه من الله - تعالى - فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه، ورأيت رجلًا من أمتي قد خَفَّ ميزانه فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلًا من أمتي على شفير جهنم فجاءه وجله من الله - تعالى - فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلًا من أمتي يرعد كما ترعد السعفة فجاءه حسن ظنه بالله تعالى فسكن رعدته، ورأيت رجلًا من أمتي يزحف على الصراط مرة ويحبو مرة فجاءته صلاته علي فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاز، ورأيت رجلًا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغُلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فأخذت بيده فأدخلته الجنة.

ص: 177

875 -

إني كنت أعلمها (أي: ساعة الإجابة يوم الجمعة) ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر.

876 -

أهل الجنة جُرْدٌ (1) إلا موسى بن عمران، فإن له لحية إلى سرته.

877 -

أهل القرى من أهل البلاء.

878 -

أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.

879 -

أهلا بالذي عاتبني ربي من أجله»، رُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوم لعبد الله بن أم مكتوم ويفرش له رداءه ليجلس عليه ويقول:«أهلا بالذي عاتبني ربي من أجله» .

880 -

أوحى الله إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني وأتعبي من خدمك.

881 -

أوحى الله إلى داود عليه السلام فقال: «يا داود لو يعلم المدْبِرون عني انتظاري لهم ورفقي بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إليَّ، ولتقطعت أوصالهم لمحبتي، يا داود هذه إرادتي بالمدبرين عني فكيف بالمقبلين عليَّ؟» .

882 -

أوحى الله إلى عيسى عليه السلام: «يا عيسى آمن بمحمد، وأمُرْ مَن أدركه مِن أمتك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم، ولولا محمد ما خلقت الجنة ولا النار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فسكن» .

(1) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سدد خطاكم أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً» . (رواه الترمذي وصححه الألباني). جُرْد: جمع أجرد وهو الذي لا شعر على جسده، وضده الأشعر، مُرْد: جمع أمرد وهو غلام لا شعر على ذقنه، وقد يراد به الحُسْن بناءً على الغالب، مُكَحَّلِينَ: الكَحَل: سواد في أجفان العين خِلْقَةً، (أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً):(أَوْ) لِلشَّكِّ مِنْ الرَّاوِي.

ص: 178

883 -

أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها، قال: فقال: «يا رب إن فيها عبدًا لم يعصك طرفة عين» ، قال:«اقلبها عليه وعليهم، فإن وجهه لم يتمَعّر فيَّ ساعةً قط» (1).

884 -

أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إنك لن تتقرب إليَّ بشيء أحبَّ إليَّ من الرضا بقضائي، ولم تعمل عملًا أحبط لحسناتك من الكبرياء، يا موسى! لا تضرع إلى أهل الدنيا فأسخط عليك، ولا تخف بدينك لدنياهم فأغلق عليك أبواب رحمتي، يا موسى! قل للمذنبين النادمين: أبشروا، وقل للعاملين المعجبين: اخسروا.

885 -

أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أنْ قُلْ لفلان العابد: «أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك وأما انقطاعك إلي فتعززت بي فماذا عملت فيما لي عليك؟» ، قال:«يا رب! وماذا لك علَيَّ؟» ، قال:«هل عاديتَ فيَّ عدوًّا؟ أو هل والَيْتَ فيَّ وليًّا؟» (2).

886 -

أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام: «يا خليلي! حَسّنْ خلقك ولو مع الكفار تدخلْ مداخل الأبرار، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه: أن أظله تحت عرشي، وأن أسقيه من حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري» .

887 -

أوحى الله عز وجل إلى داود النبي عليه السلام: «يا داود! ما من عبد يعتصم بي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له

(1) قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال: 25). بل تصيب فاعل الظلم وغيره، وذلك إذا ظهر الظلم فلم يغير، فإن عقوبته تعم الفاعل وغيره، اتقاء هذه الفتنة يكون بالنهي عن المنكر، وقمع أهل الشر والفساد، وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن. (انظر تفسير السعدي).

(2)

عن عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لأَبِي ذَرٍّ: «أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ - أَظُنُّهُ قَالَ -: أَوْثَقُ؟» ، قَالَ:«اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ» ، قَالَ:«الْمُوَالاةُ فِي اللهِ، وَالْمُعَادَاةُ فِي الله، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ» (رواه الطبراني، وحسّنه الألباني).

ص: 179

من بين ذلك مخرجًا، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه وأرسخت الهوى من تحت قدميه، وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني، وغافر له قبل أن يستغفرني».

888 -

أوصاني جبرائيل عليه السلام بالجار إلى أربعين دارًا، عشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا.

889 -

أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة (1).

890 -

أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.

891 -

أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة.

892 -

أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي عبد الرحمن بن عوف، والذي نفسي بيده إن يدخلها إلا حبوًا (2).

893 -

أولاد الزنا يحشرون يوم القيامة على صورة القردة والخنازير.

894 -

أَوَ لَمْ تَرَيْ إِلَى هَيَّأَتِهَا، إِنْهُ لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ يَبْدُو مِنْهَا إِلا هَكَذَا»، رُوِيَ عن إِبْرَاهِيمَ بن عُبَيْدِ بن رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ يُخْبِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بنتِ عُمَيْسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا عَلَى عَائِشَةَ بنتِ أَبِي بَكْرٍ وَعِنْدَهَا أُخْتُهَا أَسْمَاءُ، وَعَلَيْهَا

ص: 180

ثِيَابٌ سَابِغَةٌ وَاسِعَةُ الأَكِمَّةِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَامَ فَخَرَجَ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ:«تَنَحَّيْ فَقَدْ رَأَى مِنْكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَمْرًا كَرِهَهُ، فَفَتَحَتْ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ لِمَ قَامَ؟، فَقَالَ: «أَوَ لَمْ تَرَيْ إِلَى هَيَّأَتِهَا، إِنْهُ لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ يَبْدُو مِنْهَا إِلا هَكَذَا» ، وَأَخَذَ كُمَّيْهِ فَغَطَّى بِهِمَا ظُهُورَ كَفَّيْهِ حَتَّى لَمْ يَبْدُ مِنْ كَفَّيْهِ إِلا أَصَابِعُهُ، ثُمَّ نَصَبَ كَفَّيْهِ عَلَى صُدْغَيْهِ حَتَّى لَمْ يَبْدُ إِلا وَجْهُهُ.

895 -

أي أخي، إني موصيك بوصية فاحفظها لعل الله أن ينفعك بها، زُرِ القبور تذكرْ بها الآخرة بالنهار أحيانا ولا تكثر، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاوٍ عظة بليغة، وصلّ على الجنائز لعل ذلك يحزن قلبك؛ فإن الحزين في ظل الله تعالى معرّضٌ لكل خير، وجالِسِ المساكين وسلّمْ عليهم إذا لقيتهم، وكُلْ مع صاحب البلاء تواضعًا لله تعالى وإيمانًا به، والبس الخشن الضيق من الثياب؛ لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ، وتزينْ أحيانًا لعبادة ربك فإن المؤمن كذلك يفعل تعففًا وتكرمًا وتجملًا، ولا تعذب شيئًا مما خلق الله بالنار (1).

896 -

أيُّ الخلق أعجب إليكم إيمانا؟»، رُوِيَ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«أي الخلق أعجب إليكم إيمانا؟» ، قالوا:«الملائكة» ، قال:«وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم عز وجل؟» ، قالوا:«فالنبيون؟» ، قال:«وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟» ، قالوا:«فنحن» ، قال: «وما لكم لا تؤمنون وأنا بين

(1) عن حَمْزَةَ الْأَسْلَمِيّ سدد خطاكم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَمَّرَهُ عَلَى سَرِيَّةٍ قَالَ: فَخَرَجْتُ فِيهَا، وَقَالَ:«إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ» . فَوَلَّيْتُ فَنَادَانِي فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ، فَإِنَّهُ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ» . (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

ص: 181

أظهركم؟»، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا إن أعجب الخلق إليَّ إيمانًا لَقومٌ يكونون مِن بعدِكم يجدون صحفًا فيها كتاب يؤمنون بما فيها» (1).

897 -

إيّاك والسرف (2) فإن أكلتين في يوم من السرف.

898 -

إيّاكم والتعري؛ فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يُفْضِي الرجل إلى أهله؛ فاستحيوهم وأكرموهم.

899 -

إيّاكم والجلوس في الشمس؛ فإنها تبلي الثوب وتنتن الريح وتظهر الداء الدفين.

900 -

إيّاكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

901 -

إيّاكم والدَّيْن؛ فإنه هم بالليل ومذَلّة بالنهار.

902 -

إيّاكم والزنا؛ فإن فيه أربع خصال: يذهب بالبهاء من الوجه، ويقطع الرزق، ويسخط الرحمن، والخلود في النار.

903 -

إيّاكم والزنا؛ فإنه فيه ست خصال: ثلاثًا في الدنيا وثلاثًا في الآخرة، فأما اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء، ويورث الفقر، وينقص الرزق، وأما اللواتي في الآخرة: فإنه يورث سخط الرب، وسوء الحساب والخلود في النار.

ص: 182

904 -

إيّاكم والزنا فإن في الزنا ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه، وانقطاع الرزق، وسرعة الفناء وأما اللواتي في الآخرة فغضب الرب، وسوء الحساب، والخلود في النار إلا أن يشاء الله.

905 -

إيّاكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا؛ إن الرجل قد يزني ويتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه.

906 -

إيّاكم والكِبْر؛ فإن إبليس حمَلَه الكِبْرُ على أن لا يسجد لآدم، وإياكم والحرص؛ فإن آدم حمله الحرص على أنْ أكلَ من الشجرة، وإياكم والحسد فإن ابْنَيْ آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسدًا؛ فهو أصل كل خطيئة.

907 -

إيّاكم وخضراءُ الدِّمن»، فقيل:«ما خضراء الدِّمَن؟» ، قال:«المرأةُ الحسناء في المَنْبَتِ السوء» .

908 -

أيُّكم يعرف قس بن ساعدة الإيادي؟»، رُوِيَ أن وفد عبد القيس وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:«أيكم يعرف قس بن ساعدة الإيادي؟» ، قالوا:«كلنا نعرفه يا رسول الله» ، قال:«فما فعل؟» ، قالوا:«هلك» . قال: «ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول: «أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعُوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبرًا، وإن في الأرض لعِبرًا، مهادٌ موضوع، وسقفٌ مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور، أقسم قس قسمًا حقًا لئن كان في الأرض رضًى ليكونَنّ سخط، إن لله لَدِينًا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرَضُوا فأقاموا، أم تركوا فناموا» ، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم:«أيكم يُنشد شعره؟» فأنشدوه:

في الذاهبين الأولين من

القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردًا للموت

ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها

تغدو الأكابر والأصاغر

ص: 183

أيقنت أني لا محالة

حيث صار القوم صائر

909 -

أيكون المؤمن جبانًا»، قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أيكون المؤمن جبانًا؟» ، فقال:«نعم» ، فقيل له:«أيكون المؤمن بخيلًا؟» ، فقال:«نعم» ، فقيل له:«أيكون المؤمن كذابًا؟» ، فقال:«لا» .

910 -

أيُّمَا امرَأةٍ مَاتَتْ وَزَوجُها رَاضٍ عَنهَا، دَخَلَتِ الجَنَّةَ (1).

911 -

أيما شاب تزوج في حداثة سنه، عج شيطانه: يا ويله عصم مني دينه.

912 -

أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنها نعمة من الله سيقت إليه فإن قبلها بشكر وإلا كانت حجة من الله عليه ليزداد بها إثما ويزداد الله عليه بها سخطا

913 -

أيها الناس أيُّ نبِيِّ كنت لكم؟»، رُوي عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس في قول الله عز وجل:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} (النصر: 1 - 3)، قال: لما نزلت قال محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «يا جبريل، نفسي قد نُعيت» . قال جبريل عليه السلام: «الآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى» ، فأمر رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بلالًا أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، ثم صعد المنبر فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت العيون ثم قال:«أيها الناس أي نبي كنت لكم؟» ، فقالوا:«جزاك الله من نبي خيرًا، فلقد كنت بنا كالأب الرحيم وكالأخ الناصح المشفق، أدّيْتَ رسالاتِ الله عز وجل، وأبلغْتَنا وحيه ودعوتَ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبيًا عن أمته» ، فقال

ص: 184

لهم: «معاشرَ المسلمين، أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قِبَلي مظلمة فلْيَقُمْ فليقْتَصّ مني» . فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثانية، فلم يقم أحد، فناشدهم الثالثة:«معاشر المسلمين أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قِبَلي مظلمة فلْيَقُمْ فليقْتَصّ مني قبل القصاص في القيامة» .

فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له عكاشة، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:«فداك أبي وأمي، لولا أنك ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنتُ بالذي يُقْدِم على شيء من هذا، كنت معك في غزاة فلما فتح الله عز وجل علينا ونصر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك، فنزلتُ عن الناقة ودنوتُ منك لأقَبّل فخدك، فرفعْتَ القضيب فضربْتَ خاصرتي، ولا أدري أكان عمدًا منك أم أردتَ ضرب الناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أعيذُك بجلال الله أن يَتعمد رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بالضرب، يا بلال انطلق إلى منزل فاطمة وائتني بالقضيب المَمْشُوق» . فخرج بلال ويده على أم رأسه وهو ينادي: «هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعطي القصاص من نفسه» ، فقرع الباب على فاطمة، فقال:«يا بنت رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ناوليني القضيب الممشوق» ، فقالت فاطمة:«يا بلال، وما يصنع أبي بالقضيب، وليس هذا يوم حج ولا غزاة» ، فقال:«يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوكِ، إن رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يودع الدين ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه» ، فقالت فاطمة رضي الله عنها:«يا بلال، ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم؟ يا بلال إذن فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل، فيقتص منهما ولا يدَعانه يقتص من رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم» ، فدخل بلال المسجد ودفع القضيب إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، ودفع رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم القضيب إلى عكاشة، فلما نظر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى ذلك قاما فقالا:«يا عكاشة هذان نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم» ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«امْضِ يا أبا بكر، وأنت يا عمر فامضِ، فقد عرف الله مكانكما ومقامكما» .

فقام علي بن أبي طالب فقال: «يا عكاشة أنا في الحياة بين يدي رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تطيب نفسي أن يُضرب رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا

ص: 185

ظهري وبطني اقتص مني بيدك واجلدني مائة، ولا تقتص من رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم»، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«يا علي، اقعد فقد عرف الله عز وجل مقامك ونيتك» . وقام الحسن والحسين رضي الله عنهما فقالا: «يا عكاشة، أليس تعلم أنا سِبْطَا رسول اللهِ؟ فالقصاص منا كالقصاص من رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم» ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:«اقعدا يا قُرة عيني لا نَسِيَ الله لكما هذا المقام» . ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا عكاشة اضرب إن كنت ضَاربًا» . فقال: «يا رسول الله ضربتني وأنا حاسر عن بطني» ، فكشف عن بطنه صلى الله عليه وآله وسلم، وصاح المسلمون بالبكاء، وقالوا:«أترى يا عكاشة ضارب رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم» ، فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كأنه القباطي (1)،

لم يملك أن كبّ عليه وقبّل بطنه وهو يقول: «فداءٌ لك أبي وأمي، ومن تطيق نفسه أن يقتص منك؟» ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«إمَّا أن تضرب وإمَّا أن تعفو» . فقال: «قد عفوت عنك رجاءً أن يعفو الله عني يوم القيامة» ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«من أراد أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ» .

فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عيني عكاشة، ويقولون:«طوباك، طوباك، نلت الدرجات العلى ومرافقة رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فمرض رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم من يومه فكان مريضًا ثمانية عشر يومًا يعوده الناس، وكان صلى الله عليه وآله وسلم ولد يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين، فلما كان في يوم الأحد ثقل في مرضه، فأذن بلال بالأذان، ثم وقف بالباب فنادى: «السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله الصلاة رحمك الله» ، فسمع رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم صوت بلال فقالت فاطمة رضي الله عنها:«يا بلال، إن رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مشغول بنفسه» ، فدخل بلال المسجد، فلما أسفر الصبح قال:«والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فرجع فقام بالباب ونادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمك الله» ، فسمع رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم صوت بلال فقال:«أدخل يا بلال، إن رسول الله مشغول بنفسه، مُر أبا بكر يُصلِّ بالناس» .

(1) القُبْطِيَّةُ: ثياب بِيْضٌ من كَتَّانٍ، والجميع قَبَاطِيٌّ.

ص: 186

فخرج ويدُه على أم رأسه وهو يقول: «واغوثا بالله وانقطاع رجائه وانفصام ظهري، ليتني لم تلدني أمي، وإذ ولدتني لم أشهد من رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم هذا اليوم» ، ثم قال:«يا أبا بكر، ألا إن رسول اللهِ أمرك أن تصلي بالناس» ، فتقدم أبو بكر سدد خطاكم للناس، وكان رجلًا رقيقًا، فلما نظر إلى خلوة المكان من رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لم يتمالك أن خَرّ مغشيًا عليه، وصاح المسلمون بالبكاء، فسمع رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ضجيج الناس، فقال:«ما هذه الضجة» .

قالوا: «ضجة المسلمين لفَقْدِك يا رسول الله» ، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما، فاتكأ عليهما، فخرج إلى المسجد فصلى بالناس ركعتين خفيفتين، ثم أقبل بوجهه المليح عليهم فقال:«يا معشر المسلمين أستودعكم الله وأنتم في رجاء الله وأمانه، والله خليفتي عليكم، معاشرَ المسلمين عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدي، فإني مفارق الدنيا، هذا أول يوم من الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا» . فلما كان يوم الاثنين اشتد به الأمر، وأوصى الله عز وجل إلى ملك الموت عليه السلام أن اهبط إلى حبيبي وصفِيِّي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أحسن صورة، وارفق به في قبض روحه، فهبط ملك الموت عليه السلام، فوقف بالباب شَبَهُ أعرابي، ثم قال:«السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة أأدْخُل؟» ، فقالت عائشة رضي الله عنها لفاطمة:«أجيبي الرجل؟» ، فقالت فاطمة:«آجرك الله في ممشاك يا عبد الله، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشغول بنفسه» ، فدعا الثانية، فقالت عائشة:«يا فاطمة أجيبي الرجل» ، فقالت فاطمة:«آجرك الله في ممشاك عبد الله، إن رسول الله مشغول بنفسه» ، ثم دعا الثالثة:«السلام عليكم يا أهل النبوة ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة أأدْخُل؟ فلابد من الدخول» ، فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صوت ملك الموت عليه السلام فقال:«يا فاطمة من بالباب؟» . فقالت: «يا رسول الله، إن رجلًا بالباب يستأذن في الدخول فأجبناه مرة بعد أخرى، فنادى في الثالثة صوتًا اقشعر فيه جلدي وارتعدت فرائصي» ، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا فاطمة أتدرين مَن بالباب؟ هذا هازم اللذات ومفرقُ الجماعات، هذا مُرمل الأزواج ومُوتِم الأولاد،

ص: 187

هذا مُخرِّبُ الدُّور عامر القبورِ، هذا ملك الموت عليه السلام، ادْخل رحمك الله يا ملكَ الموت». فدخل ملك الموت على رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«يا ملك الموت جئتني زائرًا أم قابضًا» .

قال: «جئتك زائرًا وقابضًا، وأمرني الله أذِنْتَ وإلا رجعتُ إلى ربي عز وجل، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «يا ملَك الموت أين خلفت حبيبي جبريل؟» ، قال:«خلفته في السماء الدنيا والملائكة يعَزّونه فيك» ، فما كان بأسرع أن أتاه جبريل عليه السلام، فقعد عند رأسه فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«يا جبريل، هذا الرحيل من الدنيا فبشرني ما لي عند الله» . قال: «أبشرك يا حبيب الله أني قد تركتُ أبواب السماء قد فُتِحَت، والملائكة قد قاموا صفوفًا صفوفًا بالتحية والريحان يحَيّون روحك يا محمد» ، فقال:«لوجه ربي الحمد، وبشِّرْني يا جبريل» . قال: «أبشرك أن أبواب الجنان قد فُتحت، وأنهارها قد اطردت، وأشجارها قد تدلت، وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد» ، قال:«لوجه ربي الحمد فبشِّرْني يا جبريل» . قال: «أنت أول شافع وأول مشفع في القيامة» ، قال:«لوجه ربي الحمد» . قال جبريل: «يا حبيبي عم تسألني؟» ، قال:«أسألك عن غمي وهمي، مَن لقُرّاء القرآن من بعدي، من لصوم شهر رمضان من بعدي؟ مَن لحاج بيت الله الحرام من بعدي؟ من لأمتي المصفاة من بعدي؟» ، قال:«أبشر يا حبيب الله، فإن الله عز وجل يقول: قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تدخلها أنت وأمتك يا محمد» ، قال:«الآن طابت نفسي إذن يا ملك الموت فانْتَه إلى ما أمِرْتَ» . فقال علي سدد خطاكم: «يا رسول الله، إذا أنت قبضت فمن يغسلك؟ وفيم نكفنك؟ ومن يصلي عليك؟ ومن يدخل القبر؟» ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا عليَّ أما الغسل، فاغسلني أنت والفضل بن عباس يصب عليك بالماء، وجبريل عليه السلام ثالثًا، فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جُدد، وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني، فإنَّ أول من يصلي عليَّ الرب عز وجل مِن فوق عرشه، ثم جبريل عليه السلام، ثم

ص: 188

ميكائيل، ثم إسرافيل عليهما السلام، ثم الملائكة زُمرًا زُمرًا، ثم ادخلوا فقوموا صفوفًا لا يتقدم عليَّ أحد».

فقالت فاطمة رضي الله عنها: «اليوم الفراق فمتي ألقاك؟» ، فقال لها:«يا بُنَيَّة تلقيني يوم القيامة عند الحوض، وأنا أسقي من يَرِدُ عليَّ الحوض من أمتي» . قالت: «فإن لم ألْقَك يا رسول الله؟» ، قال:«تلقيني عند الميزان وأنا أشفع لأمتي» . قالت: «فإن لم ألْقَك يا رسول الله؟» ، قال:«تلقيني عند الصراط وأنا أنادي ربي: «سلِّم أمتي من النَّار» . فدنا ملك الموت عليه السلام يعالج قبض رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فلما بلغت الروح الركبتين قال صلى الله عليه وآله وسلم:«يا جبريل، ما أشَد مرارة الموت» . فولى جبريل عليه السلام وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«يا جبريل كرهت النظر إليَّ» ، فقال جبريل عليه السلام:«يا حبيبي ومن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت، فقُبِض رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فغسّله علي بن أبي طالب وابن عباس يصب عليه الماء، وجبريل عليه السلام معهما، وكُفِّن بثلاثة أثواب جدد، وحمل على سرير، ثم أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد، وخرج الناس عنه، فأول من صلى عليه الرب - تعالى - من فوق عرشه، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم الملائكة زمرًا زمرًا، قال سدد خطاكم: لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصًا فسمعنا هاتفًا يهتف يقول: «ادخلوا رحمكم الله فصَلّوا على نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم» ، فدخلنا وقُمنا صفوفًا صفوفًا كما أمرنا رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فكبرنا بتكبير جبريل عليه السلام، وصلينا على رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بصلاة جبريل عليه السلام، ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودخل القبر أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس رضي الله عنهم، ودُفِن رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي سدد خطاكم:«يا أبا الحسن دفنتم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم؟» ، قال:«نعم» .

قالت فاطمة رضي الله عنها: «كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أما كان في صدوركم لرسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم الرحمة؟ أما كان معلم الخير؟» ، قال: «بلى يا فاطمة، ولكن أمر الله الذي لا

ص: 189

مَرَدّ له»، فجعلَتْ تبكي وتندب، وهي تقول:«يا أبتاه، الآن انقطع جبريل عليه السلام، وكان جبريل يأتينا بالوحي من السماء» (1).

914 -

أيها الناس ضَحُّوا واحتسبوا بدمائها؛ فإن الدم - وإن وقع في الأرض - فإنه يقع في حرز الله عز وجل».

(1) راجع القصة الصحيحة لوفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البخاري ومسلم وغيرهما.

ص: 190