الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الباء
915 -
بادروا بالأعمال (1) سبعًا، هل تنتظرون إلا مرضًا مفسدًا وهرمًا مفندًا أو غنًى مُطغيًا أو فقرًا مُنْسِيًا، أو موتًا مُجْهِزًا (2)، أو الدجال، فشَر منتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمَرّ.
(1) الْمُرَادُ مِنْ هَذَا أَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا تَعُوقُ عَنِ الْأَعْمَالِ، فَبَعْضُهَا يَشْغَلُ عَنْهُ، إِمَّا فِي خَاصَّةِ الْإِنْسَانَ، كَفَقْرِهِ وَغِنَاهُ وَمَرَضِهِ وَهَرَمِهِ وَمَوْتِهِ، وَبَعْضُهَا عَامٌّ، كَقِيَامِ السَّاعَةِ، وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ، وَكَذَلِكَ الْفِتْنُ الْمُزْعِجَةُ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ:«بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» (رواه مسلم).
وقال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا: إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافًا بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَنَشْوًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَهُ يُغَنِّيهِمْ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فِقْهًا» (رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني، والأرنؤوط).
(بادروا) أي: اطلبوا من الله تعالى أن يميتكم قبل هذه الست. (إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ) أي إمارتهم. (الشُّرَطِ) بضم ففتحِ، جمع شُرْط، بضمٍّ فسكون، وهو من يتقدم بين يدي الأمير لتنفيذ أوامره. (الْحُكْمِ) أي: القضاء، أي: يتوسل إليه بالرشوة. (نَشْوًا) أي: جماعةً أحداثًا. (يُقَدِّمُونَهُ) من التقديم، أي: الناس يقدمون هذا الشاب في الصلاة.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ» (رواه مسلم).
(بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا) أي سابقوا ست آيات دالة على وجود القيامة قبل وقوعها وحلولها فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يقبل ولا يعتبر. (خَاصَّةُ أَحَدِكِمُ) أَي مَا يَخُصُّهُ من الْمَوْت الَّذِي يمنعهُ من الْعَمَل، (أَمْرُ الْعَامَّةِ) يَعْنِي الْقِيَامَة، لِأَنَّهَا تعم النَّاس جَمِيعًا بِالْمَوْتِ.
(2)
الفقر المنسي: ينسي طاعة الله وذكره، والغنى المطغي: يتجاوز به الحد حتى يشغله عن الدين، والمرض المفسد للبدن، والهرم المفند: حتى لا يمكن معه الحركة. والموت المجهز: الذي يقضي على العبد بالفناء.
916 -
بادروا بالعمل هرمًا ناغصًا، أوموتًا خالسًا، أومرضًا حابسًا، أوتسويفًا مؤيّسًا.
917 -
بارك في عسل «بنها» (1).
918 -
بخلاء أمتي الخياطون.
919 -
برِّدوا طعامكم يبارَكْ لكم فيه.
920 -
بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده.
921 -
بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفّوا تعف نساؤكم.
922 -
بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفّوا عن النساء تعف نساؤكم.
923 -
بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب.
924 -
بشر القاتل بالقتل، والزاني بالفقر ولو بعد حين.
925 -
بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لي بيتًا، خط لهما جبريل، فجعل آدم يحفر وحواء تنقل حتى أجابه الماء، ثم نودي من تحته: حسبك يا آدم! فلما بنَيَاه أوحى الله إليه أن يطوف به، وقيل له: أنت أول الناس، وهذا أول بيت، ثم تناسخت القرون حتى حَجَّهُ نوح، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد منه.
926 -
بُعِثْتُ في زمن الملك العادل. (يعني أنو شروان).
927 -
بعدما ينفخ اسرافيل عليه السلام في الصور النفخة الأولى تستوي الأرض من شدة الزلزلة فيموت أهل الأرض جميعًا وتموت ملائكة السبع سموات والحجب والسرادقات والصافون والمسبحون وحملة العرش وأهل سرادقات المجد والكروبيون ويبقى جبريل وميكائيل واسرافيل ومَلَك الموت عليهم السلام، يقول الجبار جل جلاله:«ياملك الموت من بقي؟» - وهوأعلم - فيقول ملك الموت: «سيدي ومولاي أنت أعلم، بقي إسرافيل وبقي ميكائيل وبقي جبريل وبقي عبدك الضعيف
(1) قال يحيى بن معين: «بنها: قرية من قرى مصر» .
ملك الموت خاضع ذليل قد ذهلت نفسه لعظيم ما عاين من الأهوال». فيقول له الجبار تبارك وتعالى: «انطلق إلى جبريل فاقبض رُوحَه» ، فينطلق الى جبريل فيجده ساجدًا راكعًا فيقول له:«ما أغفلك عما يراد بك يا مسكين، قد مات بنو آدم وأهل الدنيا والأرض والطير والسباع والهوام وسكان السموات وحملة العرش والكرسي والسرادقات وسكان سدرة المنتهى وقد أمرني المولى بقبض روحك» ، فعند ذلك يبكي جبريل عليه السلام ويقول متضرعًا إلى الله عز وجل:«يا الله هوّن علَيَّ سكرات الموت» ، فيضمه ضمة فيخر جبريل منها صريعًا، فيقول الجبار جل جلاله:«من بقي يا ملك الموت» - وهو أعلم - فيقول: «مولاي وسيدي بقي ميكائيل وإسرافيل وعبدك الضعيف ملَك الموت» ، فيقول الله عز وجل انطلق إلى ميكائيل فاقبض رُوحه فينطلق إلى ميكائيل فيجده ينتظر المطر ليكيله على السحاب فيقول له:«ما أغفلك يا مسكين عما يُراد بك، ما بقي لبني آدم رزق ولا للأنعام ولا للوحوش ولا للهوام ، قد مات أهل السموات والأرضين وأهل الحجب والسرادقات وحملة العرش والكرسي وسرادقات المجد والكروبيون والصافون والمسبحون، وقد أمرني ربي بقبض روحك» ، فعند ذلك يبكي ميكائيل ويتضرع إلى الله ويسأله أن يهوّن عليه سكرات الموت ، فيحضنه ملك الموت ويضمه ضمة يقبض روحه فيخر صريعًا ميتًا لا رُوح فيه ، فيقول الجبار جل جلاله:«من بقي - وهو أعلم - يا ملك الموت؟» ، فيقول:«مولاي وسيدي أنت أعلم، بقي إسرافيل وعبدك الضعيف ملَك الموت» . فيقول الجبار تبارك وتعالى: «انطلق إلى إسرافيل فاقبض رُوحه» .
فينطلق كما أمره الجبار إلى إسرافيل ، فيقول له:«ما أغفلك يا مسكين عما يُرَاد بك، قد ماتت الخلائق كلها وما بقي أحد وقد أمرني الله بقبض روحك» ، فيقول إسرافيل:«سبحان مَن قَهَر العباد بالموت ،سبحان مَن تفرد بالبقاء» ،ثم يقول:«مولاي هوّن علَيَّ مرارة الموت» . فيضمه ملَك الموت ضمة يقبض فيها رُوحه فيخر صريعًا، فلو كان أهل السموات والأرض في السموات والأرض لماتوا كلهم من شدة وقعته. فيسأل الله ملك
الموت: «من بقي يا ملك الموت؟» - وهو أعلم -، فيقول:«مولاي وسيدي أنت أعلم بمن بقي، بقي عبدك الضعيف ملك الموت» ، فيقول الجبار عز وجل:«وعزتي وجلالي لأذيقنك ما أذقت عبادي انطلق بين الجنة والنار ومُتْ» ، فينطلق بين الجنة والنار فيصيح صيحة لولا أن الله تبارك وتعالى أمات الخلائق لَمَاتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت. ثم يطلع الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول:«يا دنيا أين أنهارك، أين أشجارك، وأين عُمارُك؟ أين الملوك وأبناء الملوك وأين الجبابرة وأبناء الجبابرة؟ أين الذين أكلوا رزقي وتقلبوا في نعمتي وعبدوا غيري ، لمن الملك اليوم؟» ، فلا يجيبه أحد.
928 -
بكى شعيب النبي؛ من حب الله عز وجل حتى عَمِيَ، فرَدَّ الله إليه بصره، وأوحى إليه:«يا شعيب ما هذا البكاء؟! أشوقًا إلى الجنة أم خوفًا من النار؟» ، قال:«إلهي وسيدي أنت تعلم ما أبكي شوقًا إلى جنتك ولا خوفًا من النار، ولكني اعتقدت حبك بقلبي، فإذا أنا نظرتُ إليك فما أبالي ما الذي صُنع بي، فأوحى الله عز وجل إليه: «يا شعيب إن يَكُ ذلك حقًا فهنيئًا لك لقائي يا شعيب! ولذلك أخدمتك موسى بن عمران كَلِيمِي» (1).
(1) قال الألباني: «ومما يُنْكَر في هذا الحديث قوله: «ما أبكي شوقًا إلى جنتك، ولا خوفًا من النار» ! فإنها فلسفة صوفية، اشتهرت بها رابعة العدوية، إن صح ذلك عنها، فقد ذكروا أنها كانت تقول في مناجاتها:«رب! ما عبدتُك طمعًا في جنتك ولا خوفًا من نارك» . وهذا كلام لا يصدر إلا ممن لم يعرف الله تبارك وتعالى حق معرفته، ولا شعر بعظمته وجلاله، ولا بجوده وكرمه، وإلا لتعبده طمعًا فيما عنده من نعيم مقيم، ومن ذلك رؤيته تبارك وتعالى وخوفًا مما أعده للعصاة والكفار من الجحيم والعذاب الأليم، ومن ذلك حرمانهم النظر إليه كما قال تعالى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (المطففين: 15)، ولذلك كان الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وهم العارفون بالله حقًا - لا يناجونه بمثل هذه الكلمة الخيالية، بل يعبدونه طمعًا في جنته - وكيف لا وفيها أعلى ما تسمو إليه النفس المؤمنة، وهو النظر إليه سبحانه، ورهبةً من ناره، ولم لا وذلك يستلزم حرمانهم من ذلك، ولهذا قال تعالى بعد ذكر نخبة من الأنبياء:
…
=
…
= {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء: 90)، ولذلك كان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أخشى الناس لله، كما ثبت في غير ما حديث صحيح عنه. هذه كلمة سريعة حول تلك الجملة العدوية، التي افتتن بها كثير من الخاصة فضلا عن العامة، وهي في الواقع {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً}
…
(النور: 39)» (انظر السلسلة الضعيفة رقم 998).
929 -
بَلْ ائْتَمِرُوا بِالمَعْرُوفِ»، رُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: «كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الآيَةِ؟» ، قَالَ:«أَيَّةُ آيَةٍ؟» ، قُلْتُ:«قَوْلُهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (المائدة: 105)، قَالَ: «أَمَا وَاللهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «بَلْ ائْتَمِرُوا بِالمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ المُنْكَرِر، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعِ العَوَامَّ» (1).
930 -
بل نبيًّا عبدًا»، رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، وجبريل معه على الصفا، فقال له محمد صلى الله عليه وآله وسلم:«والذي بعثك بالحق، ما أمسى لآل محمد كف سَوِيق، ولا شق دقيق» ، فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفظعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أمر الله عز وجل القيامة أن تقوم؟» ، فقال:«لا، ولكن هذا إسرافيل عليه السلام نزل إليك حين سمع الله كلامك» ، فأتاه إسرافيل، فقال: «إن الله سمع ما ذكرْتَ، فبعثني إليك بمفاتيح الأرض، وأمرني أن أعرض عليك: إن أحببت أن أسيّر معك جبال تهامة زمردًا وياقوتًا وذهبًا وفضةً،
(1) قال الألباني: في السلسلة الضعيفة (3/ 94): «والمعروف في تفسير الآية يخالفه (أي يخالف هذا الحديث الضعيف) في الظاهر، وهو ما أخرجه أصحاب السنن وأحمد وابن حبان في صحيحه (1837) وغيرهم بسند صحيح عن أبي بكر الصديق سدد خطاكم أنه قام فحمد الله، ثم قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (المائدة: 105)، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعَهَا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ لَا يُغَيِّرُونَهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ» ، وقد خرجته في الصحيحة (1564)».
فعلتُ، وإن شئتَ نبيًّا ملَكًا، وإن شئتَ نبيًّا عبدًا، فأومى إليه جبريل عليه السلام: أن تواضع لله، فقال:«بل نبيًّا عبدًا» ثلاثًا (1).
931 -
بَلْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ»، رُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نَزَلَ بِأَدْنَى مَاءٍ مِنْ بَدْرٍ. فقال الْحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ:«يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ هَذَا الْمَنْزِلَ أَمَنْزِلًا أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدّمَهُ وَلَا نَتَأَخّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟ قَالَ: «بَلْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» ، فَقَالَ:«يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ فَانْهَضْ بِالنّاسِ حَتّى نَأْتِيَ أَدْنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ، فَنَنْزِلَهُ ثُمّ نُغَوّرُ مَا وَرَاءَهُ مِنْ الْقُلُبِ (2)، ثُمّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً، ثُمّ نُقَاتِلُ الْقَوْمَ فَنَشْرَبُ وَلَا يَشْرَبُونَ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:«لَقَدْ أَشَرْتَ بِالرّأْيِ» . فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَنْ مَعَهُ مِنْ النّاسِ فَسَارَ حَتّى إذَا أَتَى أَدْنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ نَزَلَ عَلَيْهِ ثُمّ أَمَرَ بِالْقُلُبِ فَغُوّرَتْ وَبَنَى حَوْضًا عَلَى الْقَلِيبِ الّذِي نَزَلَ عَلَيْهِ فَمُلِئَ مَاءً ثُمّ قَذَفُوا فِيهِ الْآنِيَةَ.
932 -
بل هي حلال إذا نحن خمَّسنا»، رُوِيَ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق: 2 - 3)، قال: نزلت هذه الآية في ابن لعوف بن مالك الأشجعي وكان المشركون أسروه وأوثقوه وأجاعوه فكتب إلى أبيه أن ائت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعْلِمْه ما أنا فيه من الضيق والشدة، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له رسول الله: «اكتب إليه ومُرْهُ بالتقوى والتوكل على الله، وأن يقول عند صباحه ومسائه {لَقَدْ جَاءَكُمْ
(1) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ:«إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ» ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ:«يَا مُحَمَّدُ أَرْسَلَنِى إِلَيْكَ رَبُّكَ، أَفَمَلَكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْدًا رَسُولًا» ، قَالَ جِبْرِيلُ:«تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ» . قَالَ: «بَلْ عَبْدًا رَسُولًا» . (رواه الإمام أحمد وصححه الألباني).
(2)
القَليب: البئر، والجمع أَقْلِبَة وقُلُب.
رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)} (التوبة: 128 - 129)، فلما ورد عليه الكتاب قرأه فأطْلَقَ الله وثاقه، فمر بواديهم الذي ترعى فيه إبلهم وغنمهم فاستاقها فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:«يا رسول الله إني اغتلتهم بعد ما أطلق الله وثاقى فحلال هي أم حرام؟» ، قال:«بل هي حلال إذا نحن خَمّسْنَا» ، فأنزل الله:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ} أي من الشدة والرخاء {قَدْرًا} يعنى أجلًا، وقال ابن عباس:«من قرأ هذه الآية عند سلطان يخاف غشمه، أو عند موج يخاف الغرق، أو عند سبع، لم يضره شيء من ذلك» .
933 -
بُنِيَ الإسلام على النظافة.
934 -
بيت لا صبيان فيه لا بركة فيه.
935 -
بيت لا صبيان فيه؛ لا بركة فيه، وبيت لا خل فيه؛ قفار لأهله
936 -
بين كل أذانين صلاة إلا المغرب (1).
937 -
بَيْنَا (2) أَنَا جَالِسٌ إِذْ جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَحَمَلَنِي، فَأَدْخَلَنِي جَنَّةَ رَبِّي عز وجل، فَبَيْنَما أَنَا جَالِسٌ إِذْ جُعِلَتْ فِي يَدِي تُفَّاحَةٌ، فَانْفَلَقَتِ التُّفَّاحَةُ بنصْفَيْنِ، فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِيَةٌ لَمْ أَرَ جَارِيَةً أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا، وَلا أَجْمَلَ مِنْهَا جَمَالًا، تُسَبِّحُ تَسْبِيحًا لَمْ يَسْمَعِ
(1) قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ» ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ:«لِمَنْ شَاءَ» (رواه البخاري ومسلم).
(2)
بَيْنا: ظرف زمان يدل على المفاجأة مركّب من (بَيْنَ) و (الألف الاسميّة) الدالّة على وقت محذوف يحتاج إلى جواب، ويكثر ورود (إذ) أو (إذا) الدالتين على المفاجأة بعده:«بَيْنا محمد في المكتبة إذ دخل عليه صديقه» . [انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة (1/ 277)].
الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ بِمِثْلِهِ. فَقُلْتُ: «مَنْ أَنْتِ يَا جَارِيَةُ؟» ، قَالَتْ: أَنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، خَلَقَنِي اللهُ عز وجل مِنْ نُورِ عَرْشِهِ، فَقُلْتُ:«لِمَنْ أَنْتِ؟» ، قَالَتْ: لِلْخَلِيفَةِ الْمَظْلُومِ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه.
938 -
بيْنَا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم فقال:«السلام عليكم يا أهل الجنة» ، وذلك قول الله {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} (يس: 58)، فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم.