المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌يحيى بن محمد بن يوسف الأنصاري - الإحاطة في أخبار غرناطة - جـ ٤

[لسان الدين بن الخطيب]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الرابع]

- ‌[تتمة قسم الثانى]

- ‌ومن الغرباء

- ‌عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن بن محمد ابن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد الحضرمي

- ‌عبد المهيمن بن محمد الأشجعي البلّذوذي

- ‌عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد الملزوزي

- ‌ومن العمّال

- ‌عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز الأسدي العراقي

- ‌عبد القادر بن عبد الله ابن عبد الملك بن سوّار المحاربي

- ‌ومن الزهّاد والصلحاء وأولا الأصليون

- ‌عبد الأعلى بن معلا

- ‌عبد المنعم بن علي بن عبد المنعم بن إبراهيم ابن سدراي بن طفيل

- ‌ومن الطارئين وغيرهم

- ‌عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن فتح ابن سبعين العكّي

- ‌دعواه وإزراؤه:

- ‌وفيما يسمى بإحدى عيون الإسلام من الأسماء العينية وهم عتيق وعمر وعثمان وعلي، وأولا الأمراء والملوك وهم ما بين طارىء وأصلي وغريب

- ‌دخوله غرناطة وإلبيرة:

- ‌عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة التجيبي

- ‌ومن الغرباء

- ‌عثمان بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن

- ‌علي بن حمود بن ميمون بن حمود بن علي بن عبيد الله ابن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن علي ابن أبي طالب

- ‌علي بن يوسف بن تاشفين بن ترجوت

- ‌ظهور الموحدين في أيامه:

- ‌الأعيان والوزراء والأماثل والكبراء

- ‌عتيق بن زكريا بن مول التجيبي

- ‌عمر بن يحيى بن محلّى البطّوي

- ‌عامر بن عثمان بن إدريس بن عبد الحق

- ‌علي بن بدر الدين بن موسى بن رحّو بن عبد الله ابن عبد الحق

- ‌علي بن مسعود بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ابن مسعود المحاربي

- ‌علي بن لب بن محمد بن عبد الملك ابن سعيد العنسي

- ‌علي بن يوسف بن محمد بن كماشة

- ‌عثمان بن إدريس بن عبد الله بن عبد الحق بن محيو

- ‌القضاة الأصليون

- ‌عتيق بن أحمد بن محمد بن يحيى الغساني

- ‌علي بن محمد بن توبة

- ‌علي بن عمر بن محمد بن مشرف بن محمد بن أضحى ابن عبد اللطيف بن الغريب بن يزيد بن الشمر ابن عبد شمس بن الغريب الهمداني

- ‌ومن الطارئين والغرباء

- ‌عثمان بن يحيى بن محمد بن منظور القيسي

- ‌علي بن أحمد بن الحسن المذحجي

- ‌علي بن عبد الله بن الحسن الجذامي النّباهي المالقي

- ‌المقرئون والعلماء

- ‌علي بن أحمد بن خلف بن محمد بن الباذش الأنصاري

- ‌علي بن محمد بن دري

- ‌علي بن عمر بن إبراهيم ابن عبد الله الكناني القيجاطي

- ‌ومن الطارئين

- ‌عمر بن عبد المجيد بن عمر الأزدي

- ‌عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموي

- ‌علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح ابن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد

- ‌علي بن إبراهيم بن علي الأنصاري المالقي

- ‌علي بن محمد بن علي بن يوسف الكتامي

- ‌الكتاب والشعراء وأولا الأصليون منهم

- ‌علي بن محمد بن عبد الحق بن الصباغ العقيلي

- ‌علي بن محمد بن سليمان بن علي بن سليمان ابن حسن الأنصاري

- ‌علي بن عبد الرحمن بن موسى بن جودي القيسي

- ‌ومن الطارئين

- ‌عمر بن خلاف بن سليمان بن سلمة

- ‌علي بن أحمد بن محمد بن يوسف بن عمر الغساني

- ‌علي بن محمد بن علي بن البنا

- ‌علي بن محمد بن علي العبدري

- ‌علي بن عبد العزيز ابن الإمام الأنصاري

- ‌أخباره في الجود والجلالة:

- ‌ومن المحدّثين والفقهاء والطلبة النجباء

- ‌علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الجذامي

- ‌علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الضحاك الفزاري

- ‌علي بن عبد الله بن يحيى بن زكريا الأنصاري

- ‌ومن الطارئين والغرباء

- ‌علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الخشني

- ‌علي بن أحمد بن محمد بن يوسف بن مروان بن عمر الغساني

- ‌علي بن صالح بن أبي الليث الأسعد بن الفرج بن يوسف

- ‌علي بن أبي جلّا المكناسي

- ‌علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن علي ابن سمحون الهلالي

- ‌علي بن محمد بن عبد الحق الزرويلي

- ‌علي بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن عبد الله ابن يحيى بن عبد الله بن يحيى الغافقي

- ‌محنته ودخوله غرناطة:

- ‌علي بن عبد الله بن محمد ابن يوسف بن أحمد الأنصاري

- ‌عمر بن علي بن غفرون الكلبي

- ‌علي بن يحيى الفزاري

- ‌الزهاد والصلحاء والصوفية والفقراء

- ‌عتيق بن معاذ بن عتيق بن معاذ بن سعيد بن مقدم بن سعيد بن يوسف بن مقدم اللخمي

- ‌علي بن علي بن عتيق بن أحمد بن محمد ابن عبد العزيز الهاشمي

- ‌علي بن أحمد بن محمد بن عثمان الأشعري

- ‌ومن الطارئين

- ‌علي بن عبد الله النميري الششتري

- ‌الأعيان والوزراء والأماثل والكبراء

- ‌عامر بن محمد بن علي الهنتاني

- ‌ومن الطارئين في القضاة والغرباء

- ‌عاشر بن محمد بن عاشر بن خلف بن رجا ابن حكم الأنصاري

- ‌عياض بن محمد بن محمد بن عياض بن موسى اليحصبي

- ‌عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى ابن عياض بن محمد بن عبد الله بن موسى ابن عياض اليحصبي

- ‌عقيل بن عطية بن أبي أحمد جعفر بن محمد ابن عطية القضاعي

- ‌ومن الكتّاب والشعراء

- ‌عاصم بن زيد بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عدي بن محمد التميمي ثم العبادي الجاهلي

- ‌ومن الأصليين من ترجمة المحدّثين الفقهاء والطلبة النجباء

- ‌عيسى بن محمد بن أبي عبد الله بن أبي زمنين المرّي

- ‌عيسى بن محمد بن عيسى بن عمر بن سعادة الأموي

- ‌غالب بن أبي بكر الحضرمي

- ‌ومن المقربين

- ‌غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام ابن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن خفاف ابن أسلم بن مكتوم المحاربي، أبو بكر

- ‌غالب بن حسن بن غالب بن حسن بن أحمد بن يحيى ابن سيد بونه الخزاعي

- ‌غالب بن علي بن محمد اللخمي الشقوري

- ‌فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر

- ‌فرج بن محمد بن محمد بن يوسف بن نصر

- ‌فرج بن محمد بن يوسف بن محمد بن نصر

- ‌ومن الكتاب والشعراء

- ‌الفتح بن علي بن أحمد بن عبيد الله الكاتب المشهور

- ‌ومن المقرئين والعلماء

- ‌فرج بن قاسم بن أحمد بن لب التغلبي

- ‌ومن الصوفية والصلحاء

- ‌فضل بن محمد بن علي بن فضيلة المعافري

- ‌ومن العمال الأثرا

- ‌فلّوج العلج

- ‌ومن المقرئين والعلماء

- ‌قاسم بن عبد الله بن محمد الشّاط الأنصاري

- ‌قاسم بن عبد الكريم بن جابر الأنصاري

- ‌قاسم بن يحيى بن محمد الزّروالي

- ‌ومن الكتّاب والشعراء

- ‌قرشي بن حارث بن أسد بن بشر بن هندي بن المهلب ابن القاسم بن معاوية بن عبد الرحمن الهمداني

- ‌قاسم بن محمد بن الجد العمري

- ‌ومن المحدّثين والفقهاء والطلبة النجباء

- ‌قاسم بن أحمد بن محمد بن عمران الحضرمي

- ‌قاسم بن خضر بن محمد العامري

- ‌سوّار بن حمدون بن عبدة بن زهير بن ديسم بن قديدة ابن هنيدة

- ‌حاله وبعض آثاره وحروبه:

- ‌مبدأ أمره وحروبه وشعره:

- ‌سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر لدين الله الخليفة بقرطبة

- ‌سليمان بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان

- ‌سعيد بن سليمان بن جودي السّعدي

- ‌ومن ترجمة الأعيان والوزراء والأماثل والكبراء

- ‌سهل بن محمد بن سهل بن مالك بن أحمد بن إبراهيم ابن مالك الأزدي

- ‌سليمان بن موسى بن سالم بن حسان بن أحمد ابن عبد السلام الحميري الكلاعي

- ‌ومن القضاة في هذا الحرف

- ‌سلمون بن علي بن عبد الله بن سلمون الكناني

- ‌ومن المحدّثين والفقهاء وسائر الطلبة النجباء بين أصلي وغيره:

- ‌سعيد بن محمد بن إبراهيم بن عاصم بن سعيد الغساني

- ‌ومن الكتاب والشعراء

- ‌سهل بن طلحة

- ‌سالم بن صالح بن علي بن صالح بن محمد الهمداني

- ‌هشام بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن محمد بن عبد الله

- ‌ومن ترجمة الأعيان والكبرا والأماثل والوزرا

- ‌هاشم بن أبي رجاء الإلبيري

- ‌يوسف بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر الأنصاري الخزرجي

- ‌رئيس الغزاة ويعسوب الجند الغربي:

- ‌من كان على عهده من الملوك:

- ‌يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة ابن نافع الفهري

- ‌ومن غير الأصليين

- ‌يحيى بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عزفة اللخمي

- ‌يحيى بن علي بن غانية الصحراوي، الأمير أبو زكريا

- ‌يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن توقورت بن وريابطن ابن منصور بن مصالة بن أمية بن وايامى الصنهاجي ثم اللمتوني

- ‌يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد بن نصر

- ‌يوسف بن عبد المؤمن بن علي

- ‌يوسف بن يعقوب بن عبد الحق بن محيو

- ‌يعقوب بن عبد الحق بن محيو بن بكر بن حمامة ابن محمد بن رزين بن فقوس بن كرناطة بن مرين

- ‌الأعيان والوزراء والأماثل والكبراء

- ‌يحيى بن رحو بن تاشفين بن معطي بن شريفين

- ‌يحيى بن طلحة بن محلّى البطوي، الوزير أبو زكريا

- ‌يحيى بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن الحكيم اللخمي

- ‌يحيى بن عمر بن رحّو بن عبد الله بن عبد الحق

- ‌يوسف بن هلال

- ‌ومن القضاة الأصليين وغيرهم

- ‌يحيى بن عبد الله بن يحيى بن كثير بن وسلاسن ابن سمال بن مهايا المصمودي

- ‌يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن ربيع الأشعري

- ‌يحيى بن عبد الله بن يحيى بن زكريا الأنصاري

- ‌يوسف بن الحسن بن عبد العزيز بن محمد ابن أبي الأحوص القرشي الفهري

- ‌يوسف بن موسى بن سليمان بن فتح بن أحمد ابن أحمد الجذامي المنتشاقري

- ‌ومن المقرئين

- ‌يحيى بن أحمد بن هذيل التجيبي

- ‌يحيى بن عبد الكريم الشنتوفي

- ‌يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن محمد بن قاسم ابن علي الفهري

- ‌ومن الكتّاب والشعراء بين أصلي وغيره:

- ‌يحيى بن محمد بن يوسف الأنصاري

- ‌ومن ترجمة الشعراء من السفر الأخير وهو الثاني عشر المفتتح بالترجمة بعد

- ‌يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد السلام التطيلي الهذلي

- ‌يحيى بن بقي

- ‌يوسف بن محمد بن محمد اليحصبي اللوشي، أبو عمر

- ‌يوسف بن علي الطرطوشي، يكنى أبا الحجاج

- ‌ومن ترجمة المحدّثين والفقهاء وسائر الطلبة النجباء:

- ‌يحيى بن محمد بن عبد العزيز بن علي الأنصاري

- ‌ومن العمال

- ‌يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف ابن رضوان بن يوسف بن رضوان بن محمد بن خير بن أسامة الأنصاري النّجاري

- ‌ومن ترجمة الزهاد والصلحاء

- ‌يحيى بن إبراهيم بن يحيى البرغواطي

- ‌[ترجمة ابن الخطيب]

- ‌ذكر بعض ما صدر لي من التشريعات الملوكية أيام تأبّشي بهذه الغرور

- ‌المقطوعات المشتملة على الأغراض العديدة

- ‌ومن المقطوعات أيضا:

- ‌ومن الأوصاف وما يرجع إليها

- ‌ومن أغراض الإشارات الصوفية وغيرها من الوعظ والجدّ والحكم، ولعلّ ذلك ماحيا لما تقدّمه بفضل الله

- ‌رسالة السياسة

- ‌فهارس الإحاطة

- ‌فهرس تراجم الأعلام

- ‌فهرس الكنى والألقاب

- ‌فهرس الكتب والمؤلّفات

- ‌فهرس الأماكن والبقاع

- ‌فهرس القوافي

- ‌فهرس الأرجاز

- ‌فهرس المحتويات

الفصل: ‌يحيى بن محمد بن يوسف الأنصاري

وما سمعت أذناي عن كلّ عالم

وما جاد من نطمي وما راق من نثري «1»

على شرط أصحاب الحديث وضبطهم

بريّ من «2» التّصحيف عار من «3» النّكر

وجدّي رشيق شاع في الغرب ذكره

وفي الشّرق أيضا فادر إن كنت لا تدري «4»

ولي مولد من بعد عشرين حجّة

ثمان على السّتّ المئين «5» ابتدا عمري «6»

وبالله توفيقي عليه توكّلي

له الحمد في الحالين «7» في العسر واليسر

حدّثني شيخنا أبو بكر بن الحكيم، قال: أصابتني حمّى، فلمّا انصرفت عني، تركت في شفتي بثورا علي، فزارني الفقيه أبو الحجاج السّاحلي، فأنشدني «8» :

[السريع]

حاشاك أن تمرض حاشاكا

قد اشتكى قلبي لشكواكا

إن كنت محموما ضعيف القوى

فإنّني أحسد حمّاكا

ما رضيت حمّاك إذ باشرت

جسمك حتى قبّلت فاكا

مولده: عام سبعة وستين وستمائة «9» .

وفاته: توفي، رحمه الله، بالحمراء العليّة، في السابع والعشرين لشهر رمضان من عام اثنين وخمسين وسبعمائة.

‌ومن الكتّاب والشعراء بين أصلي وغيره:

‌يحيى بن محمد بن يوسف الأنصاري

«10»

يكنى أبا بكر، ويعرف بابن الصّيرفي، من أهل غرناطة.

ص: 348

حاله: كان نسيج وحده في البلاغة والجزالة، والتّبريز في أسلوب التاريخ، والتملؤ من الأدب، والمعرفة باللغة والخبر. قال أبو القاسم «1» : من أهل المعرفة بالأدب والعربية والفقه والتاريخ، ومن الكتاب المجيدين والشعراء المطبوعين المكثرين. كتب بغرناطة عن الأمير أبي محمد تاشفين «2» ، وله فيه نظم حسن.

مشيخته: قرأ على شيوخ بلده، وأخذ عن العالم الحافظ أبي بكر بن العربي ونمطه.

تواليفه: ألّف في تاريخ الأندلس كتابا سماه «الأنوار الجلية، في أخبار الدولة المرابطيّة» ضمّنه العجاب إلى سنة ثلاثين وخمسمائة. ثم وصله إلى قرب وفاته، وكتابا آخر سمّاه «تقصّي الأنباء وسياسة الرؤساء» .

شعره: قال: أنشدت الأمير تاشفين في هلاك ابن رذمير: [البسيط]

أشكو الغليل بحيث المشرب الخضر

حسبي وإلّا فورد ما له صدر

تجهّمت لي وجوه الصبر منكرة

ولا حظتني عيون حشوها حذر

إني لأجزع من ذاك الوعيد وفي

ملقى الأسنّة منّا معشر صبروا «3»

فلّت سلاحي الليالي أيّ ظالمة

ولو أعادت شبابي كنت أنتصر

مشيّعا كنت ما استصحبت من أمل

كما يشيّع سهم النّازع الوتر

فها أنا وعزيز في نامسة

تسود في عينه الأوضاح والغرر

يا حيّ عذرة، فتياكم بنازلة

لم تنفصل يمن عنها ولا مضر

ما الحكم عندكم إذ نحن في حرم

على جناية رام سهمه النّظر

أرعاني الشّهب في أحشاء ليلتها

حمل من الصّبح أرجوه وأنتظر

يفترّ عن برد من حوله لهب

أو عن نبات أقاح أرضه سقر

وبين أجفانه نهيف الأمير أبي

محمد تاشفين أو هو القدر

سيف به ثلّ عرش الروم واطّادت

قواعد الملك واستولى به الظّفر

وأدرك الدين بالثّأر المنيم على

رغم وجاءت صروف الدهر تعتذر

منى تنال وأيام مفضّضة

مذهبات العشايا ليلها سحر

ص: 349

وفي الذّؤابة من صنهاجة ملك

أغرّ أبلج يستسقى به المطر

مؤيد من أمير المسلمين له هوى

ورأي ومن سير له سير

أنحى على الجور يمحو رسم أحرفه

حتى استجار بأحداق المهى الحور

يا تاشفين، أما تنفكّ بادرة

من راحتيك المنايا الحمر تبتدر؟

وكم ترنّح في روض جداوله

بيض السيوف وملتفّ للقنا شجر

هي التّرايك فوق الهام لا حبب

والسّابغات على الأعطاف لا القدر

لك الكتائب ملء البيد غازية

إذا أتت زمر منها مضت زمر

على ساكبها للنّقع أردية من

تحتها جلّق من تحتها زبر

تدبّ منها إلى الأعداء سابلة

عقارب ما لها إلّا القنا إبر

بعثتها أسدا شتّى إذا مرجت

جنّ الوغا انقضّ منها أنجم زهر

يا أيها الملك الأعلى الذي سجدت

لسيفه الهام في الهيجاء والقصر

أعر حرار ضلوعي برد ما نهلت

خيل الزّبير ونار الحرب تستعر

حيث الغبار دخان والظّبا لهب

والأسنّة في هام العدا شرر

والنّقع يطفو وبيض الهند راسية

إن الصواعق يوم الغيم تنكدر

أعطى الزبير فتى العلياء صارمه

لكن بسعدك ما لم يعطه عمر

ولّته أظهرها الأبطال خاضعة

تكبو وتصفعها الهنديّة البتر

بحر من الخلق المسرود ملتطم

يسيل من كل سيف نحوه نصر

أمّ ابن الزبير ابن رذمير بداهية

عضّت ومسّك من أظفاره ظفر

لقد نفحت من التّيجان في محم

وأين من فتكات الضّيغم النّمر؟

لقد نجوت طليق الركض في وهن

من الأسنّة حتى جاءك القدر

خلعت درعا واعتضت الظّلام بها

وخاض بحر الوغا مركوبك الخطر

ومنها:

ما بال إنجيلك المتروك ما ذمرت

نفوس قومك منه الآي والسّور

أهديتها غير مشكور مضمّرة

ملء الأعنّة منها الزّهو والأسر

وظلّ طفل من البولاد دانية

سمراء «1» ترضعه اللبّات والثّغر

ص: 350

وعابس للمنايا «1» وهي ضاحكة

من خدّه بثغور زانها أشر

وكل حارسة في الرّوع لابسها

منسوجة من عيون ما لها نظر

أعدت للحرب إنذارا سخوت بها

على الرّجال التي منها لها وزر

قضتك من حمير صيد غطارفة

فضّ الرجاحة عوص الدهر ينحبر

ملثّمون حياء كلّما سفرت لهم

وجوه المنايا في الوغا سفروا

جادوا بطعن كأسماع المحاص

إلى ضرب كما فغرت أفواهها الحمر

وحدت عنها محيّا مروّعة

فضت بما مجّ في أحشائك الذّعر

فرّت إلى حتفها من حتفها فمضت

والموت يطردها والموت ينتظر

قالوا: نجا بذماء «2» النّفس منك فما

نجا وقد بقرته الحيّة الذّكر

توزّعت نفسا على حشيّتها

من «3» للوساوس يحدو جيشها السّهر؟

نصر عزيز وفتح ليس يعدله

فتح ولله فيه الحمد والشكر

فاهنأ به ابن أمير المسلمين ودم

للملك ما قامت الآصال والبكر

واهنأ بعيدك وافخر شانئيك به

فإنّها نسك الأسياف لا الجزر

جاورت بحرك تغشاني مواهبه

فمن بذاك ونظمي هذه الدّرر

وأنشد أيضا من شعره قوله، رحمة الله عليه:[الخفيف]

ركبت خيلها جيوش الضّلال

وسرت من رماحها بذبال

ملقيات دروعها لا لوقت

فيه تنضو الجلود رقش الصّلال

حثّ في إثرها الأمير بعقبا

ن جياد هوت بأسد رجال

في صقيل البريك تحدث للشم

س بعكس الشّعاع حمّى اشتعال

لاث بالريح عمّة من غبار

ومشى للحديد في أذيال

كلّما جرّها على الصّلد أبقت

كخطوط الصّلال فوق الرمال

لبست أمرها على الرّوم حتى

فجئتها كعادة الآجال

أبدلت هامها قصار قدود

بطوال من الرّماح الطوال

والذي فرّ عن سيوفك أودى

بقنا الرّعب في ثنايا الجبال

كنت فيها وأنت في كل حرب

مغمد النّصل في طلى الأبطال

ص: 351

يطلع البدر منك حاجب شمس

ويرى الليث في إهاب هلال

يا لصنهاجة وحولك منهم

خير جيش عليهم خير وال

ملك ليس يركب الدهر إلّا

كلّ عالي الركاب عالي القذال

ما عرا الجدب أو علاه «1» الخطب

سال غيثا ولاح بدر كمال

وحفيف على أمور خفاف

وثقيل على أمور ثقال

لاعب المعطفين بالحمد زهوا

شيمة الرّمح هزّة في اعتدال

مسترقّ النفوس خوفا وحسنا

إنما السيف هيبة في جمال

شيم كالغمام ينشر في الرو

ض بأندابه صغار اللّآل

وسجايا تفتّحت زهرات

وخلال تسدّ كل اختلال

أنت يا تاشفين والله واق

لك شخص العلا ونفس الكمال

ليس آمال من على الأرض إلّا

أن ترى وأنت غاية الآمال

وهنيّا بأن نهضت وأقبل

ت عزيز النّهوض والإقبال

وعلى الكفر منك حرّ مجير

وعلى الدّين منك برد ظلال

يا فتى والزمان نعمى وبؤس

شرّ حال أفضت إلى خير حال

وبما تجزع النفوس من الأم

ر له فرجة كحلّ العقال

ربّ أشياء ليس يبلغ منها

كنه ما في النّفوس بالأقوال

غير أن الكلام إن جلّ قدرا

وعلا كنت فوقه في الفعال

ومن شعره، وقد بيّت العدوّ محلّة الأمير تاشفين، ويذكر حسن ثباته، وقد أسلمه قومه، وهي من القصائد المفيدة، المبدية في الإحسان المعيدة «2» :[الكامل]

يا أيها الملك «3» الذي يتقنّع «4»

من منكم البطل الهمام الأروع «5» ؟

ص: 352

ومن الذي غدر العدوّ به دجى

فانفضّ كلّ وهو لا يتزعزع؟

تمضي الفوارس والطعان يصدّها

عنه ويزجرها «1» الوفاء فترجع

والليل من وضح التّرائك والظّبا «2»

صبح على هام الكماة ممنّع «3»

عن أربعين ثنت أعنّتها دجى

ألفان ألف حاسر ومقنّع

لولا رجال كالجبال تعرّضت

ما كان ذاك السيل مما يردع «4»

يتقحّمون على الرماح كأنهم

إبل «5» عطاش والأسنة تكرع «6»

ومن الدّجى لهم «7» على قمم الرّبى

وذؤابة بين الظّبا تتقطّع

نصرت ظلام الكفر ظلمة ليلة

لم يدر فيها الفجر أين المطلع «8»

لولا ثبوتك تاشفين لغادرت

أخرى الليالي وهيبة لا ترقع

فثبتّ والأقدام تزلق والرّدى «9»

حول السّرادق والأسنّة تقرع

لا تعظمنّ «10» على الأمير فإنها

خدع الحروب وكل حرب تخدع «11»

ولكل يوم حنكة وتمرّس

وتجارب في مثل نفسك تنجع

يا أشجع الشجعان «12» ليلة أمسه

اليوم «13» أنت على التجارب أشجع

أهديك من أدب الوغا حكما بها

كانت ملوك الحرب مثلك تولع

لا أنّني أدرى بها لكنها

ذكرى تخصّ المؤمنين وتنفع

اختر من الخلق المضاعفة التي

وصّى بها صنع السّوابغ تبّع «14»

ص: 353

والهند وانى للرفيق «1» فإنه

أمضى على حلق الدلاص وأقطع

ومن الرواجل ما إذا زعزعته

أعطاك هزّة معطفيه الأشجع

ومن الجياد الجرد كلّ مضمّر

تشجى بأربعه الرياح الأربع

والصّمّة البطل الذي لا يلتوي

منه الصّليب ولا يلين الأخدع

وكذاك قدر في العدو حزامة

فالنّبع بالنّبع المثقّف يقرع

خندق عليك إذا اضطربت «2» محلّة

سيّان تتبع ظافرا «3» أو تتبع

واجعل ببابك في الثّقات ومن له

قلب على هول الحروب مشيّع «4»

وتوقّ من كذب الطلائع إنّه

لا رأي للمكذوب «5» فيما «6» يصنع

فإذا احترست بذاك لم يك للعدا

في فرصة أو في انتهاز مطمع

حارب بمن يخشى «7» عقابك بالذي

يخشى «8» ومن في جود كفّك يطمع

قبل التّناوش عبّ جيشك مفحصا «9»

حيث التمكّن والمجال الأوسع

إياك تعبئة الجيوش مضيّقا

والخيل تفحص بالرجال وتمرع «10»

حصّن حواشيها وكن في قلبها

واجعل أمامك منهم من يشجع

والبس لبوسا لا يكون مشهّرا

فيكون نحوك للعدوّ تطلّع

واحتل لتوقع في مضايقة الوغى

خدعا ترويها وأنت موسّع «11»

واحذر كمين الرّوم عند لقائها

واخفض «12» كمينك خلفها إذ تدفع

لا تبقين «13» النهر خلفك عندما

تلقى العدوّ فأمره «14» متوقّع

واجعل «15» مناجزة العدوّ عشيّة

ووراءك «16» الصدف «17» الذي هو أمنع

ص: 354

واصدمه أول وهلة لا ترتدع

بعد التقدم فالنّكول «1» يضعضع

وإذا تكاثفت «2» الرجال بمعرك

ضنك فأطراف الرّماح توسع

حتى إذا استعصت «3» عليك ولم يكن

إلّا شماس دائم وتمنّع

ورأيت نار الحرب تضرم بالظّبا

ودخانها «4» فوق الأسنّة يسطع «5»

ومضت تؤذّن بالصّميل جيادها

والهام تسجد والصّوارم تركع «6»

والرمح يثني معطفيه كأنه

في الرّاح لا علق الفوارس يكرع

والريح تنشأ سجسجا هفّافة

وهي السّكينة عن يمينك توضع

أقص «7» الكمين على العدوّ فإنه

يعطيك من أكتافه ما يمنع

وإذا هزمت عداك فاحذر كرّها

واضرب وجوه كماتها إذ ترجع

وهي الحروب قوى النّفوس وحزبها

من قوّة الأبدان فيها أنفع

ثم انتهض بجميع من «8» أحمدته «9»

حتى يكون لك المحلّ الأرفع

وبذاك «10» تعتب إن تولّت عصبة

كانت ترفّه للوغى «11» وترفّع

من معشر إعراض وجهك عنهم

فعل الجميل وسخطك المتوقّع

يكبو «12» الجواد وكل حبر «13» عالم

يهفو وتنبو المرهفات القطّع

أنّى قرعتم «14» يا بني صنهاجة

وإليكم في الرّوع كان المفزع؟

ما أنتم إلّا أسود خفيّة «15»

كلّ بكلّ عظيمة تستطلع «16»

ص: 355

ما بال سيدكم تورّط «1» ؟ لم يكن

لكم التفات نحوه وتجمّع

إنسان عين لم يصبه «2» منكم

جفن وقلب أسلمته الأضلع

تلك التي جرّت عليكم خطّة

شنعاء وهي على رجال أشنع

أو ما ليوسف جدّه منن «3» على

كلّ وفضل سابق لا يدفع «4» ؟

أو ما لوالده عليّ «5» نعمة

وبكل جيد ربقة لا تخلع؟

ولكم بمجلس تاشفين كرامة

وشفيعكم فيما يشاء مشفّع

ألا رعيتم ذاك وأحسابكم

وأنفتم من قالة تستشنع

أبطأتم عن تاشفين ولم يزل

إحسانه لجميعكم «6» يتسرّع

ردّت مكارمه لكم وتوطّأت

أكنافه إنّ الكريم سميدع

خاف العدى لكن عليكم مشفقا «7»

فهجعتم «8» وجفونه لا تهجع

ومن العجائب أنه مع «9» سنّه

أدرى وأشهر «10» في الخطوب «11» وأضلع

ولقد «12» عفا والعفو منه سجيّة

ولسطوة لو شاء فيكم موضع

يا تاشفين، أقم «13» لجيشك عذره

فالليل «14» والقدر الذي لا يدفع

هجم العدوّ دجى فروّع مقبلا

ومضى يهينم «15» وهو منك مروّع

لا يزدهي إلّا سواك بها ولا

إلّا لغيرك بالسّنان يقنّع «16»

لمّا سددت له الثّنيّة لم يكن

إلّا على ظهر المنيّة مهيع

وكذاك للعيرات «17» إقدام على

أسد العرين الورد ممّا يجزع

ص: 356