الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا المحبّ طوى حديث غرامه
…
كبا الضلوع وشت به أجفانه
وهي طويلة.
وفاته: بمراكش سحر ليلة الأربعاء الرابعة والعشرين من رمضان سنة ست «1» وستين وستمائة. ودفن عقب ظهره بجبانة الشيوخ مقاربا باب السادة أحد أبواب قصر مراكش. وكان الحفل في جنازته عظيما، لم يتخلّف كبير أحد.
علي بن محمد بن علي بن البنا
«2»
من أهل وادي آش، يكنى أبا الحسن.
حاله: من «الإكليل الزاهر» ، قال فيه «3» : فاضل يروقك وقاره، وصقر بعد مطاره. قدم من بلده وادي آش «4» يروم اللحاق بكتّاب الإنشاء، وتوسل بنظم أنيق، وأدب «5» في نسب الإجادة عريق، تعرب براعته عن لسان ذليق، وطبع طليق، وذكاء بالأثرة خليق، وبيننا هو يلحم في ذلك الغرض ويسدي، ويعيد ويبدي، وقد كادت وسائله أن تنجح، وليلة «6» رجائه أن تصبح، اغتاله الحمام، وخانته الأيام، والبقاء لله والدّوام.
شعره: من شعره يخاطبني لما تقلدت الكتابة العليا «7» : [البسيط]
هو العلاء «8» جرى باليمن طائره
…
فكان منك على الآمال ناصره
ولو جرى بك ممتدّا إلى أمل «9»
…
لأعجز الشمس ما أمّت «10» عساكره
لقد حباه منيع العزّ خالقه
…
بفاضل منك لا تحصى مآثره
فليزه فخرا فما خلق يعارضه
…
ولا علاء «11» مدى الدنيا يفاخره
لله أوصافك الحسنى لقد عجزت
…
من كلّ ذي لسن عنها خواطره
هيهات ليس عجيبا عجز ذي لسن
…
عن وصف بحر رمى بالدّرّ زاخره
هل أنت إلّا الخطيب ابن الخطيب ومن
…
زانت حلى الدين والدنيا مفاخره
فإن يقصّر عن الأوصاف ذو أدب
…
فما بدا منك في التقصير عاذره
يا ابن الكرام الألى ما شبّ طفلهم
…
إلّا وللمجد قد شدّت مآزره
مهلا عليك فما العلياء قافية
…
ولا العلاء «1» بسجع أنت ناثره
ولا المكارم طرسا أنت راقمه
…
ولا المناقب طبّا أنت ماهره
ماذا على سابق يسري على سنن
…
إن كان من نفعه «2» خلّ يسايره
سر حيث شئت من العلياء متّئدا «3»
…
فما أمامك سابق «4» تحاذره
أنت الإمام لأهل الفخر إن فخروا
…
أنت الجواد الذي عزّت مفاخره «5»
ما بعد ما حزته من عزّة وعلا
…
شأو يطارد فيه المجد كابره
نادت بك الدولة النّصريّ «6» محتدها
…
نداء مستنجد «7» أزرا يوازره
حلّيتها برداء البرّ مرتديا
…
وصبح يمنك فجر السّعد سافره «8»
فالملك يرفل في أبراده مرحا
…
قد عمّت الأرض إشراقا بشائره
فاهنأ «9» بها نعمة ما أن يقوم لها «10»
…
من اللسان ببعض الحقّ شاكره
وليهننا أنه «11» ألقت مقالدها
…
إلى سريّ «12» زكت منه عناصره
فإنه بدر تمّ في مطالعها
…
قد طبّق الأرض بالأنوار نائره
ومن أطبع ما هزّ به إلى إقامة سوقه، ورعي حقوقه، قوله «13» :[البسيط]
يا معدن الفضل موروثا ومكتسبا
…
فكل «14» مجد إلى عليائها «15» انتسبا
بباب مجدكم الأسمى أخو أدب
…
مستصرخ بكم يستنجد الأدبا
ذلّ الزمان له طورا فبلّغه
…
من بعض آماله بعض «1» الذي طلبا
والآن أركبه من كلّ نائبة «2»
…
صعب الأعنّة لا يألو به نصبا
فحمّلته دواعي حبّكم وكفى
…
بذاك شافع صدق يبلّغ الأربا
فهل سرى نسمة من جاهكم فيها «3»
…
خليفة الله فينا يمطر الذّهبا
وأهدى إليّ قباقب خشب برسمي ومعها من جنسها صغار للأولاد من مدينة وادي آش من خشب الجوز، وكتب لي معها «4» :[الخفيف]
هاكها ضمّرا مطايا حسانا
…
نشأت في الرياض قضبا لدانا
وثوت بين روضة وغدير
…
مرضعات من النّمير لبانا «5»
ثم لمّا أراد إكرامها الله
…
وسنّى لها المنى والأمانا
قصدت بابك العليّ ابتدارا
…
ورجت في قبولك الإحسانا «6»
قد قبلنا جيادك الدّهم لمّا
…
أن بلونا منها العتاق الحسانا
أقبلت خلف كلّ حجر ببيع «7»
…
خلعت وصفها عليه عيانا
فقبلنا «8» برعيها وفسحنا
…
في ديار «9» العلى لها ميدانا
وأردنا امتطاءها «10» فاتّخذنا «11»
…
من شراك الأديم فيها عنانا
قدمت قبلها كتيبة سحر
…
من كتاب سبت به الأذهانا
مثلما تجنب الجيوش المذاكي «12»
…
عدّة للقاء مهما كانا