الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وطال وحقّ مجدك ما تبدّوا
…
وحولهم الغواضب والسيوف
أسود يقدمون أسود حرب
…
وخلفهم العساكر والصفوف
أتى بهم الزمان إليك قصدا
…
حيارى فيه يعجزهم رغيف
فعطفا أيها المولى عليهم
…
وقاك السوء باريك اللطيف
فرحمة سيّد قد ذلّ فرض
…
يقول به النّبي الهادي الشريف
وما يرعى الكرام سوى كريم
…
وأنت الماجد النّدي العطوف
تواليفه: قال الأستاذ: وقفت على تأليف سماه «فصل المقال، في الموازنة بين الأعمال» تكلّم فيه مع أبي عبد الله الحميدي وشيخه أبي محمد بن حزم، فأجاد فيه وأحسن وأتى بكل بديع، وشرح المقامات الحريرية.
وفاته: في صفر سنة ثمان وستمائة.
ومن الكتّاب والشعراء
عاصم بن زيد بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عدي بن محمد التميمي ثم العبادي الجاهلي
«1»
يكنى أبا المخشي «2» ، من أهل إلبيرة.
حاله: كان شاعرا مجيدا، شهير المكان، بعيد الصّيت على عهده. قال أبو القاسم: كان من أعلام الجند ومقدميهم. وقال الرّازي: دخل والده زيد بن يحيى من المشرق إلى الأندلس، واختطّ بكورة جند دمشق، وشهر ابنه عاصم هذا بالشّعر، إذ كان غزير القول، حسن المعاني، كثير النادر، سبط اللفظ، فاغتدى شاعر الأندلس، ومادح بني أمية، المخلّف فيهم قوافي شعر «3» المديح الشاردة، وقد كان في لسانه بذاءة زائدة، يتسرّع به إلى من لم يوافقه من الناس، فيقذع هجوهم، ويقذف نساءهم ويهتك حرمهم. وكان أفّاكا نهابا، لا يعدم متظلّما منه، وداعيا عليه، وذاكرا له بالسوء، وهو مستهزئ بذلك، جار على غلوائه.
محنته: قال «1» : وكان مع ذلك منقطعا إلى سليمان ابن الأمير عبد الرحمن بن معاوية، كثير المدح له، على أنه ما أخلى الأمير هشاما من مدحه، وهو مع ذلك لا يسأل سخيمته وحقده عليه؛ لانحطاطه في شعب سليمان أخيه، وبينهما من التنافس والمشاحة ما لا شيء فوقه. وروي «2» أن الذي هاج غضب هشام عليه، أن قال له الساعي عليه: قد عرّض بك بقوله في مديح أخيك سليمان في شعر له فيه منه «3» :
[الوافر]
وليس كمثل من إن سيل عرفا «4»
…
يقلّب مقلة فيها اعورار «5»
وكان هشام أحول، فاغتاظ لذلك. وركب فيه من المثلة وركبه، وحقد عليه، إلى أن استدعاه إلى مدينة ماردة، وهشام يومئذ واليها في حياة الأمير أبيه، فخرج إليه أبو المخشي من قرطبة، طامعا في نائله، غير مرتاب بباطنه، فلمّا دخل عليه قال له:
يا أبا المخشي، إن المرأة الصالحة التي هجوت ابنها فقذفتها، فأفحشت سبّها، قد أخلصت دعاءها لله في أن ينتقم لها منك، فاستجاب لها، وسلّطني وتأذّن بالاقتصاص لها على يدي منك، ثم أمر به فقطع لسانه، وسمّلت عيناه، وعولج من جراحه، فاستقل منها، وعاش زمنا ممثّلا به. فأما لسانه، فانجبر بعيد وقت إلّا قليلا، واقتدر على الكلام إلّا تلعثما كان يعترضه، واستمرّ العمى، فعظم عليه مصابه، فكثرت في شكواه أشعاره. قال: ويذكر أن قصة أبي المخشي في نبات لسانه، لما بلغت مالك بن أنس، أشار إليها في فتواه في التأنّي بديّة اللسان طمعا في نبتها، وقال:
يتأنّى بالحكم عاما، فإن نبت أو شيء منه، عمل في ديّته بحسب ذلك، فقد بلغني أن رجلا بالأندلس نبت لسانه أو أكثره بعدما قطع، فأمكنه الكلام.
شعره: قالوا: وبلغ الأمير عبد الرحمن بن معاوية صنيع ابنه هشام بمادحهم أبي المخشي، فساءه وكتب إليه يعنّفه، وأوصل أبا المخشي إليه عند استيلائه بعد حين، فاعتذر إليه ورقّ له، وأنشده بعض ما أحدثه بعد، فكان لا يبين الإنشاد، فينشد له صبيّ كان قد علّمه ودرّبه، فأنشده قصيدته التي وصف فيها عماه وأولها «6» :
[الرمل]
خضعت أمّ بناتي للعدى
…
إذ قضى الله بأمر فمضى «1»
ورأت أعمى ضريرا إنما
…
مشيه في الأرض لمس بالعصا
فبكت «2» وجدا وقالت قولة
…
وهي حرّى «3» بلغت منّي المدى
ففؤادي قرح «4» من قولها:
…
ما من الأدواء داء كالعمى «5»
وإذا نال العمى ذا بصر
…
كان حيّا مثل ميت قد ثوى «6»
وكأنّ الناعم «7» المسرور لم
…
يك مسرورا إذا لاقى «8» الرّدى
عانى بالقرب وهنا طرب
…
بيّن لجّ في الحمى
................ .... «9»
…
كيف يعتاد الصّبا من لا يرى
أبصرت مستبدلا من طرفه
…
قائدا «10» يسعى به حيث سعى
بالعصا إن لم يقده قائد «11»
…
وسؤال الناس يمشي إن مشى
وإذا ركب دنوا كان «12» لهم
…
هوجلا في المهمه الخرق الصّوى «13»
لم يزل في كلّ مخشيّ الرّدى «14»
…
يصطلي الحرب ويجتاب الدّجى
امتطيناها سمانا بدنا
…
فتركناها نضاء بالفنا
وذريني «15» قد تجاورت بها
…
مهمها فقرا إلى أهل النّدى
قاصدا خير مناف كلها
…
ومناف خير من فوق الثّرى
وهي طويلة. ومن شعره في الوقيعة بأبي الأسود الفهري «1» ، وكانت عظيمة من أعظم فتوحات الأمير عبد الرحمن «2» :[الكامل]
ماذا تسائل «3» عن مواقع معشر
…
أودى بهم «4» طلب الذي لم يقدر
رشد الخليفة إذا غووا فرماهم
…
بالموبذيّ الجهم «5» والمتأزّر
فغدا «6» سليمان السّماح عليهم
…
كالليث لا يلوي على متعذّر
غاداهم «7» متقنّعا في مأزق
…
بالموت مرتجس العوارض ممطر «8»
أما سليمان السماح فإنه
…
جلّى الدّجى وأقام ميل الأصعر
وهو الذي ورث النّدى أهل النّدى
…
ومحا مغبّة «9» يوم وادي الأحمر
بعدا لقتلى بالمجانص «10» أصبحت
…
جيفا تلوح عظامها لم تقبر
فالليل فيها للذئاب فرائس «11»
…
ونهارها وقف لنهش «12» الأنسر
أفناهم سيف مبير صارم «13»
…
في قسطلونة بل «14» بوادي الأحمر
فلتركبنّك «15» ما هربت مخافة
…
منه فقع يا ابن اللّقيطة أو طر