الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقد تقفّاها الزبير وقد نجت
…
إلّا فلولا إنّ «1» منه المصرع
وغدا يعاقب والنفوس حميّة
…
والسّمر هيم والصّوارم جوّع
أعطش سلاحك ثم أوردها الوغا
…
كيما يلذّ لها ويصفو المشرع
كم وقعة لك في ديارهم انثنت
…
عنها أعزّتها تذلّ وتخضع
النّعمة العظمى سلامتك التي
…
فيها من الظّفر الرّضى والمقنع
لا ضيّع الرحمن سعيك إنه
…
سعي به الإسلام ليس يضيّع
نستحفظ «2» الرحمن منك وديعة
…
فهو الحفيظ لكلّ ما يستودع
وفاته: بغرناطة في حدود السبعين وخمسمائة «3» .
ومن ترجمة الشعراء من السفر الأخير وهو الثاني عشر المفتتح بالترجمة بعد
يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد السلام التطيلي الهذلي
«4»
أصله من تطيلة، وهو غرناطي، يكنى أبا بكر.
حاله: قال أبو القاسم الملّاحي: أديب «5» زمانه، وواحد أقرانه، سيال القريحة، بارع الأدب، رائق الشعر، علم في النحو واللغة والتاريخ والعروض وأخبار الأمم، لحق بالفحول المتقدّمين، وأعجزت براعته براعة «6» المتأخرين، وشعره مدوّن، جرى «7» في ذلك كلّه طلق الجموح. ثم انقبض وعكف على قراءة القرآن، وقيام الليل، وسرد الصوم، وصنع «8» المعشّرات في شرف النبيّ عليه الصلاة والسلام.
وأشعاره كثيرة، من الزهد والتذكير للآخرة، والتّجريد من الدنيا، حتى جمع له من ذلك ديوان كبير.
شعره: من ذلك قوله من قصيدة: [الطويل]
أذوب حياء إن تذكّرت زلّتي
…
وحلمك حتى ما أقلّ نواظري
وأسكت مغلوبا وأطرق خجلة
…
على مثل أطراف القنا والتّواتر
تعود بصفح إثر صفح تكرّما
…
على الذنب بعد الذنب يا خير غافر
وتلحظني بالعفو أثناء زلّتي
…
وتنظر مني في خلال جرائر
وحقّ هواك المستكنّ بأضلعي
…
وما لك عندي من خفيّ ضمائر
لما قمت بالمعشار من عشر عشرة
…
ولو جئت فيه بالنجوم الزّواهر
فيا أيها المولى الصّفوح ومن به
…
تنوء احتمالاتي بأعباء شاكر
أنلني من برد اليقين صبابة
…
ألفّ بها حدّ الهوى والهواجر
وخلت الدّجى عذرا أهاب «1» سرى العدا
…
إليّ تغطّيني بسود الغدائر
وخافت على عيني من السّهد والبكا
…
فذرّت بقايا الكحل من جفن ساهر
وقال رادّا على ابن رشد حين ردّ على أبي حامد في كتابه المسمى «تهافت التهافت» : [الطويل]
كلام ابن رشد لا يبين رشاده
…
هو اللّيل يعشى الناظرين سواده
ولا سيما نقض التهافت إنه
…
تضمّن برساما يعزّ اعتقاده
كما اطّرد «2» المحموم في هذيانه
…
يفوه بما يملي عليه احتداده
أتى فيه بالبهت الصّريح مغالطا
…
فما غيّر البحر الخضمّ ثماده
وحاول إخفاء الغزالة بالسّها
…
فأخفق مسعاه وردّ اعتقاده
دلائل تعطيك النّقيضين بالسّوى
…
وأكثر ما لا يستحيل عناده
إذا أوضح المطلوب منها وضدّه
…
يبين على قرب وبان انفراده
وأنت بعيد الفكر عن ترّهاته
…
فمعظمها رأي يقلّ سداده