الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن شعره «1» :
إليك بسطت الكفّ في فحمة الدجى
…
نداء «2» غريق في الذنوب عريق
رجاك ضميري كي تخلّص جملتي
…
فكم من فريق شافع لفريق
مشيخته: أخذ عن أبيه أبي عبد الله، وحدّث عن الأستاذ أبي الحسن جابر بن محمد التميمي، وعن الأستاذ المقرئ ببلنسية أبي محمد عبد الله بن سعدون التميمي الضرير، عن أبي داود المقرئ. وقرأ أيضا على الخطيب أبي عبد الله محمد بن عروس، وعلى القاضي العالم أبي الوليد بن رشد.
مولده: فجر يوم الثلاثاء الخامس والعشرين لمحرم تسعة وخمسين وخمسمائة.
وفاته: بغرناظة عام تسعة وعشرين وستمائة.
يحيى بن بقي
«3»
من أهل وادي آش «4» .
حاله: بارع الأدب، سيّال القريحة، كثير الشعر جيّده في جميع أنواعه. وكان مع ذلك موصوفا بغفلة.
شعره «5» : [الكامل]
بأبي غزال غازلته مقلتي
…
بين العذيب وبين شطّي بارق
وسألت منه قبلة «1» تشفي الجوى
…
فأجابني «2» عنها «3» بوعد صادق
وأتيت منزله وقد هجع العدا
…
أسري إليه كالخيال الطّارق
بتنا ونحن من الدّجى في لجّة «4»
…
ومن النجوم الزّهر تحت سرادق
عاطيته والليل يسحب ذيله
…
صهباء «5» كالمسك العتيق «6» لناشق
حتى إذا مالت «7» به سنة الكرى
…
باعدته «8» شيئا «9» وكان معانقي
أبعدته «10» من أضلع تشتاقه
…
كي لا ينام على وساد خافق
وضممته ضمّ الكميّ لسيفه
…
وذؤابتاه حمائل في عاتقي
لمّا رأيت الليل ولّى «11» عمره
…
قد شاب في لمم له ومفارق
ودّعت من أهوى وقلت تأسّفا «12» :
…
أعزز عليّ بأن أراك مفارقي
وفاته: توفي بمدينة وادي آش سنة أربعين وخمسمائة «13» .
يحيى بن عبد الجليل بن عبد الرحمن بن مجبر «14» الفهري
فرتشي «15» ، وقال صفوان: إنه بلّشي «16» ، يكنى أبا بكر.
حاله: قال ابن عبد الملك: كان «1» في وقته شاعر المغرب، لم يكن يجري أحد مجراه من فحول الشعراء. يعترف له بذلك أكابر الأدباء، وتشهد له بقوة عارضته وسلامة طبعه قصائده التي صارت مثالا، وبعدت على قربها منالا. وشعره كثير مدوّن، ويشتمل على أكثر من سبعة «2» آلاف بيت وأربعمائة بيت. امتدح الأمراء والرؤساء، وكتب عن بعضهم، وحظي عندهم حظوة تامة، واتصل بالأمير أبي عبد الله بن سعد «3» ، وله فيه أمداح كثيرة. وبعد موته انتقل إلى إشبيلية، وبملازمته للأمير المذكور، وكونه في جملته، استحقّ الذكر فيمن حلّ بغرناطة. ومن أثرته لدى ملوك مراكش، أنه أنشد يوسف بن عبد المؤمن «4» يهنّئه بفتح من قصيدة «5» :[الخفيف]
إنّ خير الفتوح ما جاء «6» عفوا
…
مثل ما يخطب البليغ «7» ارتجالا
قالوا: وكان أبو العباس الجراوي الأعمى الشاعر حاضرا، فقطع عليه؛ لحسادة وجدها، فقال: يا سيدنا، اهتدم فيه بيت ابن «8» وضّاح:[الرجز]
خير شراب ما جاء «9» عفوا
…
كأنه خطبة ارتجالا «10»
فبدر المنصور، وهو حينئذ وزير أبيه، وسنّه في حدود العشرين من عمره، فقال: إن كان قد اهتدمه، فقد استحقّه لنقله إياه من معنى خسيس إلى معنى شريف، فسرّ أبوه لجوابه، وعجب منه الحاضرون.
ومرّ المنصور أيام إمرته بأونبة «11» من أرض شلب، ووقف على قبر أبي محمد بن حزم، وقال: عجبا لهذا الموضع، يخرج منه مثل هذا العالم. ثم قال: كلّ
العلماء عيال على ابن حزم. ثم رفع رأسه، وقال: كما أنّ الشعراء عيال عليك يا أبا بكر، يخاطب ابن مجير.
شعره: من شعره يصف الخيل العتاق من قصيدة في مدح المنصور»
:
[الطويل]
له خطّت «2» الخيل العتاق كأنها
…
نشاوى تهادت «3» تطلب العزف «4» والقصفا
عرائس أغنتها الحجول عن الحلى
…
فلم تبغ خلخالا ولا التمست وقفا
فمن يقق «5» كالطّرس تحسب أنه
…
وإن جرّدوه في ملاءته التفّا
وأبلق أعطى الليل نصف إهابه
…
وغار عليه الصبح فاحتبس النّصفا
وورد تغشّى جلده شفق الدّجى
…
فإذا حازه حلّى «6» له الذّيل والعرفا
وأشقر مجّ الراح صرفا أديمه
…
وأصفر لم يسمح بها جلده صرفا
وأشهب فضّيّ الأديم مدنّر
…
عليه خطوط غير مفهمة حرفا
كما خطر «7» الزاهي بمهرق كاتب
…
يجرّ «8» عليه ذيله وهو ما جفّا «9»
تهبّ على الأعداء منها عواصف
…
ستنسف «10» أرض المشركين بها نسفا
ترى كلّ طرف «11» كالغزال فتمتري
…
أظبيا «12» ترى تحت العجاجة أم طرفا؟
وقد كان في البيداء يألف سربه
…
فربّته مهرا وهي تحسبه خشفا
تناوله لفظ الجواد لأنه
…
متى «13» ما أردت الجري أعطاكه ضعفا