الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: قال شيخنا الكاتب أبو بكر بن شبرين، رحمه الله: وفي ذي حجة من عام أربعة وأربعين وسبعمائة توفي الفقيه أبو علي بن غفرون من أهل منتفريد من حصون براجلة غرناطة. قدم قديما بالباب السلطانية في تنفيذ واجب العسكر الأندلسي وإشراف الحضرة وحفازتها. وكان ميمون النقيبة، وجها في الناس فاضلا، رحمه الله.
علي بن يحيى الفزاري
«1»
من أهل مالقة، بربري النسب فزاريه. يكنى أبا الحسن، ويعرف بابن البربري.
حاله: كان من أماثل طريقته عدلا، وعفافا، وفضلا، ليّن العريكة، دمث الأخلاق، حسن الخط، جيد الشعر، تغلب عليه السلامة والغفلة، تصرف في إشراف مالقة وسواها عمره، محمود الطريقة، حسن السيرة. ومدح الملوك والكبراء.
شعره: ممّا خاطبني به قوله «2» : [الطويل]
لبابك أمّ الآملون ويمّموا
…
وفي ساحتي رحماك حطّوا وخيّموا «3»
ومن راحتي كفّيك جدواك تنهمي «4»
…
فتروى عطاش من نداك وتنعم
وأنت لما راموه كعبة حجّهم
…
إذا شاهدوا مرآك لبّوا وأحرموا «5»
يطوفون سبعا حول بابك عندما
…
يلوح لهم ذاك المقام المعظّم
فيمناك يمن للرعايا «6» ومنّة
…
ويسراك يسر «7» للعفاة ومغنم
ولقياك بشر للنفوس وجنّة
…
تزقّ «8» بها ورق المنا وترنّم
فيا واحد الأزمان علما ومنصبا
…
ويا من «9» به الدنيا تروق وتبسم
ومن وجهه كالبدر يشرق نوره
…
ومن «10» جوده كالغيث بل هو أكرم
ومن ذكره كالمسك فضّ ختامه
…
وكالشمس نورا بشره المتوسّم
لقد حزت خصل «1» السّبق غير معاند «2»
…
فأنت على أهل السباق مقدّم
حويت من العلياء كلّ كريمة
…
بها الروض يندى والرّبى تتبسّم
وباهيت أقلام المقام «3» براعة
…
فلا قلم إلّا يراعك يخدم
إذا «4» فاخر الأمجاد يوما فإنما
…
لمجدك في حال الفخار يسلّم
وإن سكتوا كنت البليغ لديهم
…
يعبّر «5» عن سرّ العلى ويترجم «6»
ومنها:
فيا صاحبي نجواي عوجا برامة
…
على ربعه حيث النّدى والتّكرّم
وقولا له: عبد «7» ببابك يرتجي
…
قضاء لبانات لديك تتمّم
وليس له إلّا علاك وسيلة
…
ولا شيء أسمى من علاك وأعظم
فجد بالذي يرجوه منك «8» فما له
…
كعقد ثمين من ثنائك ينظم
بقيت ونجم السّعد عندك طالع
…
يضيء له بدر وتشرق أنجم
وقال مراجعا القاضي أبا عبد الله بن غالب، رحمه الله:[الطويل]
وما كنت عن ذكر الأحبّة ساليا
…
ولا عن هوى بيض الدّما برغيب
فلمّا أتتني رقعة بلبليّة
…
شغلت بها عن منزل وحبيب
وقبّلتها ألفا وقلت لها انعمي
…
صباحا وممسى بالقبول وطيب
فيا حسن خطّ جاء من عند بارع
…
ويا سحر لفظ من كلام أديب
وإنّ قريضا لم يحكه ابن غالب
…
لخلو من الآداب غير عجيب
وفاته: بمالقة في الطاعون عام خمسين وسبعمائة.