الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولد بفاس سنة ثنتين وستين وخمسمائة «1» . وتوفي، عفا الله عنه، يوم الاثنين لإحدى عشرة خلت من جمادى الأولى «2» عام أحد وخمسين وستمائة بمراكش.
«انتهى اختصار السفر العاشر بحمد الله تعالى، يتلوه، ومن السفر الحادي عشر ترجمة الطارئين في ترجمة العمال والأثرا.
والحمد لله رب العالمين» *** ومن السّفر الحادي عشر من ترجمة الطارئين في ترجمة العمال والأثرا
عمر بن علي بن غفرون الكلبي
«3»
من أهل منتفريد «4» .
حاله: كان شيخا مخشوشن الظاهر بدويّه، سريع الجواب، جلدا على العمل، صليبا وقاحا. له ببلده نباهة وخصل من طلب وخطّ وحساب. أمّ ببلده، وانتقل إلى الحضرة عند انتزاء ثغره، وداخل السلطان في سبيل استرجاعه، فنشأت له غمامة رزق ببابه، وأقلّته هضبة حظوة ناطت به ديوان الجيش مدة أيام السلطان، وولّي بعده خططا نبيهة، ثم التأثت حاله وأسنّ، ومات تحت خمول.
وجرى ذكره في «الإكليل» بما نصّه «5» : شيخ خدم، قام له الدهر فيها على قدم، وصاحب تعريض، ودهاء عريض، وفائز من الدولة «6» بأياد بيض، خدم الدولة النصرية ببلده عند انتزاء أهله، وكان ممن استنزلهم من حزنه إلى سهله، وحكّم الأمر الغالبي في يافعه وكهله، فاكتسب «7» حظوة أرضته، ووسيلة أرهفته وأمضته، حتى
عظم ماله «1» ، واتسقت آماله. ثم دالت الدول، ونكرت «2» أيامه الأول، وتقلب «3» من يجانسه، وشقي بكل «4» من كان ينافسه، فجفّ عوده، والتاثت سعوده، وهلك والخمول يطلبه «5» ، والدهر يقوته من صبابة حرث كان يستغلّه.
شعره: وله شعر لم يثقّفه النظر، ولا وضحت منه الغرر. كتب للسلطان أمير المسلمين منفق سوق خدمته، ومتغمده بنعمته، يطلب منه تجديد بعض عنايته:
[السريع]
يا ملكا، ساد ملوك الورى
…
في الحال أو في الأعصر الخاليه
العبد لا يطلب شيئا سوى
…
تجديد خطّ يدك العالية
ومن شعره يخبر عن وداده، ويعلن في جناب الملوك الغالبيين بحسن اعتقاده:
[الكامل]
حبّ الملوك من آل نصر ديني
…
ألقى به ربّي بحسن يقيني
هو عدّتي في شدّتي وذخيرتي
…
وبه يتحسّبني غدا ويقيني «6»
حتى أوان «7» الحشر لم أخدم سوى
…
أبوابهم بوسيلة تكفيني «8»
أرجو نفاد العمر في أيامهم
…
من تحت ستر رعاية ترضيني «9»
إن كان دهري في نفادي بعدهم
…
فالله، عز وجل، لا يبقيني «10»
وسلم في أيام خموله، وانغلق على المتغلب على الدولة أبي عبد الله بن المحروق، وقد احتقره ببابه، وأعرض عن جوابه، فكتب إليه، ولم يرهب ما لديه:
[المجتث]
يا من سألتك وعدا «11»
…
في كل يوم مرارا
اردد عليّ سلامي
…
ولا تدعه احتقارا