الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نثره: وقع هنا بياض مقدار وجهة في أصل الشيخ.
مولده: ولد ببلده سبتة في عام ستة وسبعين وستمائة.
وفاته: وتوفي بتونس في الثاني عشر لشوال من عام تسعة وأربعين وسبعمائة في وقيعة الطاعون العام، بعد أن أصابته نبوة من مخدومه السلطان أبي الحسن «1» ، ثم استعتبه وتلطف له. وكانت جنازته مشهورة، ودفن بالزّلاج من جبانات خارج تونس، رحمه الله.
عبد المهيمن بن محمد الأشجعي البلّذوذي
نزيل مراكش.
حاله: من كتاب «المؤتمن» «2» ، قال: كان شاعرا مكثرا، سهل الشعر، سريعه، كثيرا ما يستجدي به، وكان يتقلّد مذهب أبي محمد علي بن حزم، الفقيه الظاهري، ويصول بلسانه على من نافره. دخل الأندلس وجال في بلادها بعد دخوله مراكش.
وكان أصله من بلّذوذ. ورد مالقة أيام قضاء أبي جعفر بن مسعدة، وأطال بها لسانه، فحمل عليه هنالك حملا أذاه، إلى أن كان مآل أمره ما أخبرني به شيوخ مالقة، وأنسيته الآن، فتوصّل إلى مآل أمره من جهة من بقي بها الآن من الشيوخ، نقلت اسمه ونسبه من خطّه.
شعره: [مجزوء الرجز]
أما على ذي شرك
…
في صيدنا من درك؟
تصيدنا لواحظ
…
وما لها من حرك
والبدر إن غاب فمن
…
يجلو ظلام الحلك؟
قد تاب للقلب «3» فما
…
يدري إن لم تدركي «4»
عدا السقام أو عدا
…
وعد الذي لم يأفك
أو لم «5» يكن حلّ دمي
…
فلتبطلي «6» أو أترك
حاربت من لا قدرة
…
لديه في المعترك
يفلّ غرب سيفه
…
سيف لحاظ فتّك
يا لفتى يا قبلتي
…
يا حجّتي يا نسكي «1»
إن عظم الحزن فما
…
أرجل حسن الفلك «2»
أو أهديت الحيّ
…
فلابن عبد الملك «3»
خطيب ومران للّذي
…
سلك على سلك «4»
ركن التّقى محمد
…
ذو النّبل والطبع الزكي «5»
منفرد في جوده
…
بماله المشترك
يا نوق، هذا بابه
…
فهو أجلّ مبرك
وأنت يا حادية،
…
قربت، ما أسعدك!
فبرّكي وكبّري
…
وأبركي «6» وبرّك
فقد أتينا بشرا
…
له صفات الملك
كفّك يهمي ملكت
…
كأنّها لم تملك
قصيدتي لو لم تنل
…
منك حلّى لم تسبك
أبكيت ديمة النّدى
…
فزهرها ذو ضحك
لكنني يا سيدي
…
من فاقتي في شرك
وشعره على هذه الوتيرة. حدّثني أبي، قال: رأيته رجلا طوالا، شديد الأدمة، حليق الرأس، دمينه، عاريه، كثير الاستجداء والتّهاتر مع المحابين من أدباء وقته، يناضل عن مذهب الظاهرية بجهده.
وفاته: من خط الشيخ أبي بكر بن شبرين: وفي عام سبعة وتسعين وستمائة توفي بفاس الأديب عبد المهيمن المكناسي، المكتنى بأبي الجيوش البلّذوذي، وكان ذا هذر وخرق، طوّافا على البلاد، ينظم شعرا ضعيفا يستمنح به الناس، وآلت حاله إلى أن سعي به لأبي فارس عزّوز الملزوزي الشاعر، شاعر السلطان أبي يعقوب وخديمه، وذكر له أنه هجاه، فألقى إلى السلطان ما أوجب سجنه، ثم ضربت عنقه صبرا، نفعه الله.