الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله أنهم يجعلون لله ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم "، ويقول صلى الله عليه وسلم:" إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "(1).
ويوجه سبحانه وتعالى الأنظار إلى الخلق والمخلوقات ففيها الدلالة على وحدانية الخالق، وفيها الدلالة على قدرته القاهرة وإرادته الظاهرة وفيها الدلالة على خضوع الوجود كله له سبحانه ساجدا داخرا صاغرًا، فقال عز من قائل:
(1) رواه البخاري (4318)، ومسلم: البر واصلة تحريم الظلم (4680).
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ
(48)
الهمزة داخلة على فعل محذوف يقدره المقام والمعنى يفعلون ما يفعلون معاندين مجاهرين بالعصيان، ولم يروا ما خلق اللَّه من شيء، و (مِن) بيانية، أو لاستغراق النفي والاستفهام هنا إنكاري؛ لإنكار الوقوع وهو داخل على نفي، ونفي النفي إثبات، والمعنى انظروا (وفكروا) إلى ما خلق من أشياء تتفيأ ظلاله، أي لها فيء، ولهذا الفيء ظل، وتتداخل ظلاله، فالجبال لها فيء والأشجار لها فيء، وكل فيء له ظل، فتتفيؤ هذه الأفياء، ويكون ظلال كما ترى الشجر المتداخل تتفيأ الظلال ذات اليمين وذات الشمال، وعبر عن الجانبين المقابلين باليمين والشمال، فقوله عن اليمين والشمائل، عن الجانب اليمين من ناحية الشرق، وعن الشمائل من جهة الغرب، وذلك بالنسبة للكعبة فما يكون على شرقيها يكون يمينا، وما يكون عن غربيها يكون شمالا، وعبر عن اليمين بالمفرد ويراد به الجمع؛ لأنه أفياء مختلفة تطول ابتداء وتقصر عند الظهيرة، ثم تكون الأفياء ناحية الغرب تبتدئ قصيرة من فيء الزوال ثم تكبر شيئا فشيئا حتى تستطيل طولا كثيرا.
وفى التعبير عن اليمين بالمفرد إشارة إلى نهايته، وإلى أنه لَا يرى إلا قصيرا