الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والآية الثامنة أنه سبحانه وتعالى أخذهم بالجدب والسنين الشديدة، التي يقل الخير والثمر، ولذا قال تعالى:(ولَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ منَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).
والآية التاسعة، فلق البحر، وفتح الطريق لبني إسرائيل، وكان عليهم أن يعتبروا بهذه الآية، ولكنهم اغتروا فاتخذوا الشق سبيلا ليتبعوا بني إسرائيل، فاتبعوهم فكانوا من المغرقين.
هذه آيات، واجه موسى بها فرعون، (فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ)، أي إذ واجه بها موسى فرعون (فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا)، أي أنه بدل أن يذعن بها ويؤمن بالحق إذ جاءته بينات، كابر واستمر في غيه، وضلاله القديم وما أجدت تلك الآيات الحسية شيئا، بل قال مؤكدا، (إِنِّي لأَظُنُّكَ) الظن هنا بمعنى العلم، وقد أكد علمه بسحر موسى بـ " إن " و " اللام " و (مَسْحُورًا) قال الفراء والزجاج: إنها بمعنى ساحر، وأقول: إن معناها بمعنى مفعول لأن معناها أنك فيما تدعيه مسحور، أي مخدوع أو مخيل لك، فأنت لَا تقول الحق، بل إنك واهم.
أجابه موسى عليه موسى مستيقنا بما يقول، ومبينا له أنه يناقض حسه بما زعم من أنه مسحور أو واهم.
(قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا
(102)
ضمير الفاعل يعود إليه، لأنه المتحدث عنه في الآيات التي أُعطيها (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ)(التاء) ضمير المخاطب بالفتح على قراءة الأكثرين (1)، وفيه تأكيد موسى لفرعون أنه علم أنه ما أنزل هذه
(1) قراءة (لقد علمتَ) بفتح التاء، كلهم، ما عدا (الكسائي)، والأعشى عن بكر بن عاصم، فقد قرآها بضم التاء. غاية الاختصار: 2/ 551.