الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سبحانه وتعالى خلق الإنسان، فقال عز من قائل:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) الصلصال هو الطين اليابس، وروي ذلك عن ابن عباس، وقال مجاهد: هو الطين المنتن، أي الطين العطن وذلك بيان لصغر أصل الإنسان حتى لَا يستكبر ويغتر، ونحن نميل إلى رأى ابن عباس رضي الله عنهما وقوله:(مِنْ حَمَإٍ) الحمأ: الطين، و (من) ابتدائية، أي خلقناه من طين يصلصل، (مَّسْنون)، أي شكل بأي شكل، وليكن شكل إنسان.
هذا خلق الإنسان أو أصل مادة تكوينه، أما الجن فقد قال تعالى:
(وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ
(27)
والجان الجن الذي منه إبليس اللعين، والسموم الرياح الشديدة الحرارة التي تنفذ في المسام، وذكر أنه كان من قبل خلق آدم بدليل أن إبليس أمر بالسجود لآدم.
وهنا في هذا النص لم يذكر آدم على أنه خليفة في الأرض، وذكرت هنالك المفاضلة بينه وبين الملائكة في العلم ولم تذكر هنا، ولا تعارض بل توافق من غير مقابلة مضادة.
ويقول سبحانه وتعالى في طلب السجود:
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
…
(28)
أي شكلته على الخلق السوى في أحسن تقويم (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) قال سبحانه بعد قوله:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)، وقوله تعالى:(فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) معناه خروا له ساجدين، سجود إجبار وتكريم لَا سجود عبادة، فالعبادة لِلَّهِ تعالى وحده لَا شريك له، ويقول الزمخشري في قوله تعالى:(وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي) وأحييته، وليس ثمة نفخ ولا منفوخ، وإنما هو ليحصل ما يحيا به فيه، وحاصل هذا أن ذلك تصوير للروح إذ تدخل الجسم ويحيا بها الإنسان حياة محس مدرك، ويقول البيضاوي في قوله:(وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي) " حتى جرى آثاره في تجاويف أعضائه، وأصل النفخ إجراء الريح في تجويف جسم آخر، ولما كان الروح يتعلق أولا بالبخار اللطيف المنبعث من القلب، ويفيض عليه القوة الحيوانية، فيسري حاملا لها في