الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العشاء ثم نبه سبحانه وتعالى إلى الفجر وصلاته، فقال:(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) عبر عن صلاة الفجر بقوله: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ)؛ لأن القراءة ركنها ولأنه يجب أن يكون الجهر بها، ولأنه يندب أن تكون القراءة فيها بطوال السور أو ببعضها، ولأن القرآن فيها مشهود مستحسن، وقوله تعالى:(إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، أي تشهده الملائكة إذا لم تدرن النفس بعوجاء الحياة، واختلافات الأهواء والمنازع؛ ولأن الفجر ينبغي أن يؤدي في جماعة، ويجب أن يشهده أكثر المؤمنين القريبين من المسجد، ولأنه أول ما تستقبل به الحياة، ويصح أن نقول: إن (مَشْهُودًا) كناية عن رفعته ومقامه عند اللَّه وعند المؤمنين، وهذه الأوقات تتلاقى مع قوله تعالى في سورة الروم المكية:(فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18).
وبعد ذكر اللَّه تعالى الفرائض، أشار سبحانه وتعالى إلى النوافل فقال:
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
(79)
من هنا للتبعيض، والفاء عاطفة على فعل محذوف وتقدير الكلام قم جزءا من الليل فتهجد به نافلة (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مُّحْمُودًا)، أي رجاء أن يبعثك ربك مقاما محمودا، والتهجد معناه قطع الليل في العبادة وخاصة الصلاة، وقالوا: إنه سلب الهجود أي النوم فمادة تفَعَّل تأتي أحيانا بمعنى سلب الفعل، فالتهجد سلب الهجود وهو النوم والاستراحة كالتأثم سلب الإثم أو إبعاده، والتحرج إبعاد الحرج إلى آخر أمثال هذه الألفاظ.
والمقام المحمود هو المقام الذي يحمد قائمه، وهو مقام العبادة، وهو بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم مقام الشفاعة يوم القيامة، فهو المقام الذي يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم لمن يؤمر بالشفاعة، كما قال تعالى:(. . . وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ).
وقوله تعالى: (نَافِلَةً لَّكَ)، أي هذا التهجد نافلة أي زائدة، أي أن هذا التكليف بالتهجد كنافلة زائدة هو لك أنت مثل قوله تعالى: (. . . وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن