الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفسقهم في دينهم وظلموا الرسول باستهزائهم به، وتسبب هذا التكاثر كان العذاب الهائل الذي لم يعرفوا له حدا ولا نهاية.
هذه حالهم، فما هي حال الأوثان التي يعبدونها لتقربهم إلى اللَّه زلفى، أو لتكون شفعاء لهم، قال الله تعالى عنها في ذلك اليوم الذي لَا تنفع فيه شفاعة الشافعين.
(وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ
(86)
هذه حال الذين ظلموا الناس وظلموا أنفسهم وعقولهم بعبادة الأحجار مع اللَّه تعالى، فما هي حالهم من هذه الأنداد التي اتخذوها آلهة من دون اللَّه، أجاب اللَّه تعالى عن ذلك، فقال:(وَإِذَا رَأَى الذِينَ أَشْرَكوا شُرَكاءَهمْ) بالإضافة هنا لملابسة عبادتها شركاء لِلَّهِ، فهي إضافة لأدنى ملابسة، إذا رأى الذين أشركوا ما عبدوه من دونه ظنوا في ذلك فرجا؛ إذ يتحول جزء من العذاب الذي نزل بهم إليها، وكانوا بذلك ضالين في الآخرة، كما كانوا ضالين به في الدنيا، قالوا للأنبياء الذين شاهدوا اللَّه: هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوهم من دون اللَّه. ندعو معناها نعبد، أو نلجأ بأن كنا نحسب ما يقينا عن اللَّه، وكأنهم بهذا يحسبون أنها تكون شريكة في العذاب، فتكون هذه الشركة مخففة ما هم فيها، وقولهم:(مِن دُونِكَ)، أي غيرك، فردوا عليهم بأنهم ليسوا شركاء في العذاب، وإنكم أنتم الذين ارتكبتم بهواكم، ولغلبة الأوهام عليكم، فتصورتم ما ليس بحقيقة، وعليكم وحدكم وزر ما صنعتم وارتكبتم، وهذا قوله تعالى:(فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ) القول هو إنكم لكاذبون، والضمير في ألقوا يعود إلى الشركاء، أي ألقوا ذلك القول إنكم لكاذبون، والشركاء فيها أحجار وأشخاص، وملائكة، وشياطين، وكل هؤلاء ألقوا تبعة ادعاء غير اللَّه تعالى على المشركين؛ لأن أحدًا من هؤلاء الشركاء لم يدع إلى عبادته، فالأحجار لَا تنطق ولا تدعو، والأشخاص الذين عبدوهم كعيسى وكالملائكة يتبرأون منهم، والشيطان، وإن قد أغواهم فهم