المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحديث الثاني 417/ 2/ 80 - عن سهل بن سعد الساعدي - الإعلام بفوائد عمدة الأحكام - جـ ١٠

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌74 - باب القضاء

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌75 - باب الأطعمة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث [الثامن]

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العاشر

- ‌76 - باب الصيد

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌77 - باب الأضاحي

- ‌78 - باب الأشربة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌79 - باب اللباس

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌كتاب الجهاد

- ‌80 - باب الجهاد

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العاشر

- ‌الحديث الحادي عشر

- ‌الحديث الثاني عشر

- ‌الحديث الثالث عشر

- ‌الحديث الرابع عشر

- ‌الحديث الخامس عشر

- ‌الحديث السادس عشر

- ‌الحديث السابع عشر

- ‌الحديث الثامن عشر

- ‌الحديث التاسع عشر

- ‌كتاب العتق

- ‌81 - باب العتق

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

الفصل: ‌ ‌الحديث الثاني 417/ 2/ 80 - عن سهل بن سعد الساعدي

‌الحديث الثاني

417/ 2/ 80 - عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال:"رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها. وموضع سوط أحدكم في الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها. والروحة يروحها العبد في سبيل [الله] (1)، أو الغدوة: خيرٌ من الدنيا [وما فيها] (2) "(3).

[الرباط: مراقبة العدو في الثغور المتاخمة لبلاده](4).

الكلام عليه من وجوه:

(1) في الأصل ساقطة.

(2)

ذكر الشارح أنه بهذه السياقة للبخاري في باب فضل رباط يوم في سبيل الله وهنا (فيها)، وفي البخاري:(وما عليها).

(3)

البخاري (2794)، ومسلم (1881)، وأحمد (3/ 433)(5/ 338)، وابن ماجه (2766)، والحميدي (930)، والنسائي (6/ 40) والنسائي في الكبرى (4326)، والترمذي (1664)، وأبو عوانة (5/ 47) والطبراني (6/ 5716، 5858، 5892)، والبيهقي في السنن (9/ 266).

(4)

زيادة من إحكام الأحكام.

ص: 282

أحدها: في التعريف براويه، وقد سلف في أول كتاب الجمعة.

ثانيها: هذا الحديث بهذه السياقة للبخاري في الجهاد: في باب فضل رباط يوم في سبيل الله خير. ورواه قبله مختصرًا. ورواه مسلم مختصرًا بلفظ "والغدوة يغدوها في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها".

ثالثها: روى حديث "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها". رواه مع سهل بن سعد من الصحابة عمر بن الخطاب (1) وأنس (2) وابن عباس (3) والزبير (4) وأبو

(1) السنن الكبرى (3/ 187)، ولفظ:"الغدرة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها"، قال ابن كثير في كتابه "مسند الفاروق"(207) بيه انقطاع. اهـ.

(2)

ولفظه: "غدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها" البخاري (2792)، وفي مسلم (1880)، وأحمد في المسند (3/ 132، 141، 153، 157، 207، 263، 264)، وأبو عوانة (5/ 47)، وابن أبي شيبة (5/ 286)، والزهد لابن أبي عاصم (242)، وابن ماجه (2/ 2757)، والبغوي (10/ 351، 352)، والترمذي (1165).

(3)

ولفظه: "لغدوة أو روحة خير من الدنيا وما فيها"، أحمد في المسند (1/ 256)، ومصنف ابن أبي شيبة (5/ 284)(14/ 512)، والترمذي (1649)، والطيالسي (2699)، والطبراني في الكبير (11/ 388)، وابن عساكر في تاريخه تهذيب (7/ 392).

(4)

ولفظه: "لغدوة في سبيل الله وروحة خير من الدنيا وما فيها، البزار (3/ 199)، وأبو يعلى (2/ 39)، والعقيلي في الضعفاء (276/ 3)، =

ص: 283

هريرة: (1)، وأبو أيوب (2) ومعاوية ابن حديج (3)، وأبو حميد (4)،

= وأورده الدارقطني في العلل (4/ 240، 241)، قال في مجمع الزوائد (5/ 28)، رواه أبو يعلى والبزار وفيه عمرو بن صفوان المزني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

(1)

ولفظه: "لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها" مسلم (1882)، والبخاري (2793)، وأحمد (2/ 532، 533)، والترمذي (1649)، وابن أبي شيبة (5/ 332)، والزهد لابن أبي عاصم (239، 247).

(2)

ولفظه: "لغدوة في سبيل الله أو روحة في سبيل الله خير مما طلعت عليه الشمس" مسلم (3883)، والنسائي (6/ 15)، والنسائي في الكبرى (3/ 12)، وأحمد (5/ 422)، والترمذي (1648)، أبو عوانة (5/ 48)، وابن أبي شيبة (4/ 560)، وعبد بن حميد (225)، والطبراني في الكبير (4/ 417).

(3)

ولفظه: "غدوة أو روحة في سبيل الله غير من الدنيا وما فيها"، أحمد في المسند (6/ 401)، والطبراني في معجمه الكبير (19/ 1045، 1046، 1047)، قال في مجمع الزوائد (5/ 284)، وفيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث.

(4)

لم أجده بعد البحث والتحري.

أيضًا جاء من رواية أبي الدرداء أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (248).

وقد ذكر ابن أبي عاصم في كتابه الجهاد (228) من رواه من الصحابة وأغفل عمر بن الخطاب والزبير، وأبا حميد، وزاد رواية أبي الدرداء. أقول: وجاء من رواية.

1 -

أبي أمامة رضي الله عنه عند أحمد (5/ 266)، وسنده ضعيف.

2 -

وعبد الله بن بسر رضي الله عنه، ولفظه: "لغدوة أو روحة في =

ص: 284

قاله ابن منده. وهو مخرج في "الصحيحين" من حديث أنس، وأبي هريرة. وفي "صحيح مسلم" من حديث أبي أيوب. والمصنف ذكره بعد من حديث أنس وأبي أيوبَ كما ستعلمه.

رابعها: "الرباط" مراقبة العدو في الثغور المتاخمة لبلادهم بحراسة من بها من المسلمين، وهو في الأصل الإِقامة على الجهاد. وقد يطلق على كل مقيم على طاعة: كالطهارة والصلاة وغيرهما من العبادات. ومنه الحديث الصحيح (1) المشهور في إسباغ الوضوء على المكاره وغيره: "فذلكم الرباط"، وهو مصدر رابطت أي لا زمت.

وقيل: هو اسم لما يربط به الشيء، أي: يشد فكان المرابط في الثغور وغيرها ربط نفسه عن الاشتغال بغيرها من المخالفات وحظوظ النفوس.

= سبيل الله خير من تعبد عبد في بيته سبعين عامًا".

3 -

عن ابن عمر رضي الله عنهما "غدوة في سببل الله عز وجل خير من خمسين حجة"، عبد الرزاق (5/ 260)، وابن المبارك (2/ 186)، وسنن سعيد بن منصور (3/ 2/ 144).

4 -

وجاء مرسلًا من رواية الحسن البصري.

(1)

ولفظه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ "، قالوا: بلى يا رسول الله، قال:"إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط". رواه مسلم (41)، الترمذي (51).

ص: 285

خامسها: "السبيل" الطريق يذكر ويؤنث. وقد أسلفنا الكلام على السبيل في الحديث الثامن من باب أفضل الصيام وغيره، فراجعه من ثم.

سادسها: [قوله](1)"خير من الدنيا وما عليها"، أي:[إن](2) ثواب ذلك خير من نعيم الدنيا كله لو ملكه إنسان، وقصد تنعمه به، لأنه زائل، ونعيم الآخرة باق، ولو لم يكن منه إلَّا النظر إلى وجهه الكريم لكان كافيًا، نسأل الله أن لا يحرمنا إياه.

وقيل: في معناه ومعنى نظائره من تمثيل أمور الآخرة وثوابها بأمور الدنيا: أنها خير من الدنيا وما فيها، لو ملكها إنسان وملك ما فيها وأنفقها في أمور الآخرة حكاه القاضي (3) قال: هذا القائل وليس تمثيل الباقي بالفاني على ظاهره، أي: لأنه لا يقاس به، وإنما يقع

التفضيل من علتين أخروتين باقيتين. وقال الشيخ تقي الدين (4): فيه وجهان:

أحدهما: أن يكون من باب تنزيل الغيب منزلة المحسوس، تحقيقًا له وتثبيتًا في النفوس، فإن ملك الدنيا ونعيمها ولذاتها محسوسة، مستعظمة في طباع النفوس فحقِّق عندها أن ثواب اليوم

(1) في ن هـ ساقطة.

(2)

في ن هـ ساقطة.

(3)

ذكره في إكمال إكمال المعلم (5/ 226)، وشرح مسلم للنووي (13/ 26، 27).

(4)

إحكام الأحكام (4/ 504).

ص: 286

الواحد في الرباط وهو من المغيبات خير من المحسوسات التي عهد تموها من لذات الدنيا.

وثانيها: أنه قد استبعد بعضهم أن يوازن شيء من نعيم الآخرة بالدنيا كلها، فحمل الحديث أو ما هو في معناه على أن هذا الذي رتب عليه الثواب خير من الدنيا كلها، لو أنفقت في طاعة الله تعالى. وكأنه قصد بهذا أن تحصل الموازنة بين ثوابين أخرويين لاستحقاره الدنيا في مقابلة شيء من الأخرى، ولو [(1)] على سبيل التفضيل [(2)]، قال الشيخ: والأول عندي أوجه وأظهر.

سابعها: سلف الكلام على حقيقة الدنيا وضبطها في أول حديث في الكتاب، وهو حديث:"إنما اعمال بالنيات"[فراجعه من ثم](3).

ثامنها: قوله: "ووضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما [عليها] (4) " إنما ضرب المثل به لأنه مما يخص القوس لأنه يضرب فرسه في الزحف، ونبه عليه الصلاة والسلام به على أن موضع السوط في الآخرة في غاية النفاسة، وإن كان تافهًا في الدنيا.

تاسعها: "الروحة" بفتح الراء: المرة من الرواح أي وقت كان، والمراد به هنا من الزوال إلى الغروب.

(1) في ن هـ زيادة (كان).

(2)

في إحكام الأحكام زيادة (وأكدار، ولا بأضداد وأغيار، بل).

(3)

في ن هـ ساقطة.

(4)

متن الحديث في الباب (وما فيها)، وهذا يوافق سباق البخاري كما ذكره.

ص: 287

"والغدوة" بفتح العين: المرة من الغدو، وهو من أول النهار إلى الزوال.

أما بالضم فمن صلاة الغداة إلى طلوع الشمس.

"وأو" هنا للتقسيم لا للشك. واللفظ مشعر بأنها تكون فعلًا واحدًا، ولا شك أنه قد يقع على اليسير والكثير من الفعل الواقع في

هذين الوقتين، ففيه زيادة ترغيب وفضل عظيم. فالروحة تحصل هذا الثواب وكذا الغدوة. قال النووي (1): والظاهر أنه لا يختص ذلك بالغدوِّ أو الرواح من بلدته، بل يحصل هذا الثواب بكل غدوة وروحة في طريقه إلى الغزو، وكذا غدوه ورواحه في موضع القتال، لأن الجميع يسمى كدوة وروحة في سبيل [الله](2)،

[عاشرها](3): صحف بعض الرواة (الغدوة) بالغزوة، فقال:"والغزوة يغزوها"، بالزاي والمعروف [بالدال](4).

[أحادي عشرة](5): فيه الحث على الرباط في سبيل الله، والتنبيه على فضله، وهو أحد شعب الجهاد. وقال ابن حبيب: وليس من سكن الرباط بأهله وماله وولده مرابطًا، وإنما الرباط من خرج عن بلده وأهله وماله قاصدًا للرباط.

(1) شرح مسلم (13/ 26).

(2)

زيادة من ن هـ

(3)

في ن هـ (تنبيه).

(4)

في ن هـ (الأول).

(5)

في ن هـ (عاشرها).

ص: 288

وقد اختلف هل هو أفضل من الجهاد أو الجهاد أفضل منه؟ فذهب ابن عمر إلى الأول، لأن فيه حقن دماء المسلمين، وهو أولى من سفك دماء المشركين.

وحجة الثاني: اجتماع الأمرين فيه، وهذا الحديث ظاهر فيه، لأنه رتب على رباط قوم من الثواب مثل ما يرتب على الروحة أو الغدوة مع قلة العمل في اليوم وكثرته [وغيرهما](1).

[ثاني عشرها](2): أن اليوم يطلق عليه رباط. وقال مالك: أقله [في الاستحباب أربعون](3) يومًا.

[الثاني عشر](4): التنبيه على عظم فضل ما أُعد للمجاهد. وإن قل عمله.

[الثالث عشر](5): الحثّ على الغزو والرواح في سبيله.

[الرابع عشر](6): التنبيه على حقارة الدنيا وما فيها وعلى فنائها وبقاء الآخرة.

(1) في ن هـ (فيهما).

(2)

في ن هـ ساقطة.

(3)

في ن هـ ساقطة.

(4)

في ن هـ ساقطة.

(5)

في ن هـ ساقطة.

(6)

في ن هـ ساقطة.

ص: 289