الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث التاسع
120/ 9/ 21 - عن جابر رضي الله عنه[أن](1) النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"(2).
هذا الحديث كذا هو في محفوظنا، وأورده الشيخ تقي الدين (3) بلفظ:"فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإِنسان"، وفي رواية:"بنو آدم"، وتبعه الشراح على ذلك: كابن العطار والفاكهي.
ثم الكلام عليه من وجوه:
(1) في ن ب (عن).
(2)
مسلم (564)، وابن ماجه (3365)، والحميدي (1299)، وابن خزيمة (1668)، وأبو يعلى (2226، 2321)، وأحمد (3/ 374، 387، 397)، والبيهقي (3/ 76)، ومعاني الآثار (4/ 240)، والطبراني في الصغير (37)، وابن حبان (1644، 2086)، والترمذي (1806)، والنسائي (2/ 43).
(3)
إحكام الأحكام (2/ 516).
الأول: في هذا الحديث زيادة الكراث [وهو](1) في معنى ما سلف، لأن العلة تشمله، وقد قدمنا أن الحكم تعدى إلى كل ماله
رائحة كريهة.
الثاني: تقدم التوسع بالمسجد إلى سائر المجامع خلا الأسواق ونحوها (2).
الثالث: ليس المراد بالملائكة: الحفظة، لأنه لو كان مرادًا لامتنع أكل ذلك مطلقًا، وهو خلاف مذهب الجمهور كما سلف،
نعم في الحديث تنبيه على كراهة أكلها مطلقًا أو في مواضع حضور الملائكة.
الرابع: علل في هذا الحديث بتأذي الملائكة، وفي حديث آخر:"بتأذي بني آدم". قال الشيخ تقي الدين (3): والظاهر أن كل واحد منهما علة مستقلة. وقال صاحب "القبس"(4): علله الشارع بثلاث علل بهاتين والثالثة: "لا يقربن مسجدنا" وذكر الصفة في
الحكم وهي المسجد به يدل على التعليل، وفيه تنبيه على مسألة
(1) في ن ب (وهي).
(2)
علل المنع في الحديث بترك أذى الملائكة وترك أذى المسلمين، فإن كل منهما جزء علة اختص النهي بالمساجد وما في معناها، وهذا هو الأظهر، وإلَّا لعم النهي كل مجمع كالأسراق، ويؤيد هذا البحث قوله في حديث أبي سعيد عند مسلم:"من أكل من هذه الشجرة شيئًا فلا يقربنا في المسجد". اهـ، من فتح الباري (2/ 343).
(3)
إحكام الأحكام (2/ 517).
(4)
القبس (1/ 112).
أصولية، وهي جواز تعليل الحكم الواحد بعلل مستقلة وفيه خلاف بين أهل الأصول. قال: بخلاف العلل الفعلية، فإن الحكم لا يعلل
فيها إلَّا بعلة واحدة.
الخامس: قوله: "تتأذى مما يتأذى" هو بتشديد الذال فيهما. قال النووي (1): وهو ظاهر، ووقع في أكثر أصول مسلم تأذى مما
يتأذى بتخفيف الذال فيها، وهو لغة يقال: أذى تأذى: كعمى يعمى. ومعناه تأذى.
السادس: قال العلماء: في هذا الحديث دليل على منع من أكل الثوم ونحوه من دخول المسجد، وإن كان خاليًا لأنه محل الملائكة.
السابع: هذا كله ما دامت هذه البقول غير مطبوخة، كما أسلفته في الحديث قبله. قال عمر رضي الله عنه: فمن أكلهما فليمتهما طبخًا، [والله أعلم](2).
(1) شرح مسلم (5/ 49).
(2)
زيادة من ب د.