الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله عز وجل افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة من أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» (1).
وقد اتفق الإجماع على فرضية الزكاة لم يخالف أحد من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.
وأما منزلتها من الدين:
فالزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي ثالثة دعائم الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:«بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً» (2).
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ على الصحابة البيعة عليها:
فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: «بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم» (3).
وأمر صلى الله عليه وسلم بقتال مانعي الزكاة:
فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة ....» (4).
من فضائل وفوائد الزكاة
1 -
أنها من صفات الأبرار أصحاب الجنة: قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (5).
(1) صحيح: أخرجه البخاري (1496)، ومسلم (19).
(2)
صحيح: أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16).
(3)
صحيح: أخرجه البخاري (57)، ومسلم (56).
(4)
صحيح: أخرجه البخاري (25)، ومسلم (22).
(5)
سورة الذاريات: 15 - 19.
2 -
أنها من صفات المؤمنين المستحقين لرحمة الله: قال سبحانه {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} (1).
3 -
أن الله ينميها ويربيها لصاحبها: قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} (2).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من تصدَّق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يُرَبِّيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل» (3).
4 -
أن الله تعالى يظل صاحبها من حر يوم القيامة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
…
ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه
…
» (4).
5 -
أنها تزكي المال وتنميه وتفتح لصاحبها أبواب الرزق:
فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال
…
» (5).
6 -
أنها سبب لنزول الخيرات: ومنعها سبب في منعها، ففي الحديث: «
…
وما منع قوم زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا» (6).
7 -
أنها تكفر الخطايا والذنوب:
ففي حديث معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «
…
والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» (7).
8 -
أنها دليل على صدق إيمان المزكي: وذلك أن المال محبوب للنفوس، والمحبوب لا يبذل إلا ابتغاء محبوب مثله أو أكثر، بل ابتغاء محبوب أكثر منه،
(1) سورة التوبة: 71.
(2)
سورة البقرة: 276.
(3)
صحيح: أخرجه البخاري (1410)، ومسلم (1014).
(4)
صحيح: أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031).
(5)
صحيح: أخرجه مسلم (2588).
(6)
ابن ماجه (4019) وغيره وصححه الألباني في «الصحيحة» (105) لشواهده.
(7)
الترمذي (609)، والنسائي في الكبرى (11394)، وابن ماجه (3973)، وأحمد (5/ 531) وهو محتمل للتحسين.