الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
أن لا يجد مال مسلم أو ذمي من الأطعمة الحلال، وفي هذا الشرط عندهم تفصيل.
تنبيهان:
1 -
لا يجوز أن يتجاوز ما يسد به الرمق ويندفع به الضرر، وإلى هذا أشار الله تعالى بقوله:{غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} .
2 -
ما حرِّم لكونه يقتل الإنسان (كالسموم) لا يحلُّ للاضطرار: لأن تناوله استعجال للموت وقتل للنفس، وهو من أكبر الكبائر، وهذا متفق عليه.
من آداب الأكل
هذه جملة من الآداب الشرعية في الطعام، ينبغي الأخذ بها، لما فيها من إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وما فيها من طرد وإبعاد وحرمان للشيطان، الذي يحرص على مشاركة المسلم في مأكله ومشربه وملبسه ومبيته، حتى يتمكن من إغوائه والسيطرة على قلبه وعقله وجوارحه، ولما فيها من تحقيق المصالح الدينية والاقتصادية والاجتماعية، ومن هذه الآداب:
1 -
التسمية على الطعام:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل: بسم الله، فإن نسي فليقل: بسم الله أوله وآخره» (1).
وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يُذكر اسم الله عليه
…
» (2) وقال عليه الصلاة والسلام لعمرو بن أبي سلمة: «يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك
…
» (3).
فإن نسى التسمية في أول الطعام:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسى أن يذكر الله عز وجل في أول طعامه، فليقل حين يذكر: بسم الله أوله وآخره، فإنه يستقبل طعامًا جديدًا، أو يمتنع الخبيث (4) مما كان يصيب منه» (5).
(1) صحيح: أخرجه أبو داود (3767)، والترمذي (1858)، وأحمد (6/ 143).
(2)
صحيح: أخرجه مسلم (2017)، وأحمد (5/ 383).
(3)
صحيح: يأتي بتمامه وتخريجه قريبًا.
(4)
أي: الشيطان.
(5)
صحيح: أخرجه ابن السني في «عمل اليوم الليلة» (461) بسند صحيح وله شاهد عن عائشة وقد تقدم.
2، 3 - الأكل باليمين، وعدم الأكل مما أمام الغير -إذا كان في إناء واحد-:
فعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله» (1).
وعن عمرو بن أبي سلمة، قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا غلام، سَمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكل مما يليك» فما زالت تلك طعمتي بعد (2).
4 -
الأكل من حافة الطعام لا من وسطه:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «البركة تنزل في وسط الطعام، فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه» (3).
5 -
عدم الأكل وهو متكئ:
لحديث أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أنا فلا آكل مُتَّكئًا» (4).
6 -
أن لا يعيب الطعام إن كرهه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه» (5).
7 -
الاجتماع على الطعام وعدم الأكل منفردًا: لأن كثرة الأيدي على الطعام تزيد بركته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة
…
» (6).
وقد ورد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع، فقال:«فلعلكم تفترقون؟» قالوا: نعم، قال:«فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله، يبارك لكم فيه» (7) وفيه ضعف.
(1) صحيح: أخرجه مسلم (2020)، والترمذي (1800)، وأبو داود (3776).
(2)
صحيح: أخرجه البخاري (5376)، ومسلم (2022).
(3)
حسن: أخرجه أبو داود (3772)، وابن ماجه (3277)، وأحمد (1/ 343 - 345).
(4)
صحيح: أخرجه البخاري (5398)، والترمذي في «الشمائل» (64).
(5)
صحيح: أخرجه البخاري (5409)، ومسلم (2064).
(6)
صحيح: أخرجه البخاري (5392)، ومسلم (2058).
(7)
ضعيف: أخرجه أبو داود (3764) وغيره.
8 -
أكل اللقمة -إذا سقطت- بعد مسح الأذى عنها:
فعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من الأذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان» (1).
9 -
لعق الأصابع والقصعة قبل غسل اليد أو مسحها:
فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم: أمر بلعق الأصابع والصحفة، وقال:«إنكم لا تدرون في أيِّه البركة» (2).
10، 11 - حمد الله، والدعاء بعد الفراغ من الطعام:
فعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة، فيحمده عليها» (3).
وقد ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة صيغ للحمد والدعاء بعد الفراغ من الطعام، ومن ذلك:
(أ)«الحمد لله الذي كفانا وأروانا، غير مكفيٍّ ولا مكفور» (4).
(ب)«الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي، ولا مُودَّعٍ، ولا مُستَغنىً عنه ربَّنا» (5).
(جـ)«الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوَّغه وجعل له مخرجًا» (6).
(د)«اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقْنَيْتَ وهديتَ وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت» (7).
12 -
الدعاء لمن قدَّم الطعام: ومما ثبت في ذلك:
(أ) أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة» (8).
(1) صحيح: أخرجه مسلم (2033).
(2)
صحيح: أخرجه مسلم (2033).
(3)
صحيح: أخرجه مسلم (2724)، والترمذي (1816).
(4)
صحيح: أخرجه البخاري (5459).
(5)
صحيح: أخرجه البخاري (5458)، وأبو داود (3849)، وابن ماجه (3284)، وأحمد (5/ 256).
(6)
صحيح: أخرجه أبو داود (3851)، وابن السني.
(7)
حسن: أخرجه أحمد في «المسند» رقم (1600).
(8)
صحيح لشواهده: أخرجه أبو داود (3854)، وابن ماجه (1747) وغيرهما.