الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مات في جمادى الأولى سنةَ خمسٍ وسبعين ومئتين.
والأثرمُ وغيرُه من أصحاب الإمام أحمد أكثرُ حفظًا للحديث ولفنونِه منه، ولكنَّ المرُّوذي إمام في السنّة، شديدُ الاتباع، له جلالة عظيمة.
وفيها مات محدِّث بغداد يحيى بن أبي طالب جعفر بن الزِّبرقان.
رحمهم الله تعالى.
626 - التّرْمِذي *
الإمام الحافظ، أبو عيسى، محمد بنُ عيسى بن سَوْرة السلَمي الضَّرير، مصنف "الجامع" وكتاب "العلل".
سمع: قتيبةَ بنَ سعيد، وأبا مُصْعب، وإبراهيمَ بنَ عبد الله الهَرَوي، وإسماعيلَ بنَ موسى السّدِّي، وسويدَ بنَ نصر، وعليَّ بنَ حُجْر، ومحمدَ بنَ عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وعبدَ اللهِ بنَ معاوية الجُمَحي، وطبقتهم. وتفقَّه في الحديث بالبخاري.
روى عنه: مكحولُ بن الفضل، ومحمدُ بنُ محمود بن عَنْبر،
* فهرست النديم: ص 289، أنساب السمعاني:(البوغي) 2/ 335 و (الترمذي) 3/ 45، معجم البلدان: 1/ 510 و 2/ 27، اللباب: 1/ 188 و 213، وفيات الأعيان: 4/ 278، تهذيب الكمال: ورقة 1254، سير أعلام النبلاء: 13/ 270 - 277، تذكرة الحفاظ: 2/ 633، ميزان الاعتدال: 3/ 678، العبر: 2/ 62، الكاشف: 3/ 77، الوافي بالوفيات: 4/ 294، نكت الهميان: ص 264، البداية والنهاية: 11/ 66، تهذيب التهذيب: 9/ 387، النجوم الزاهرة: 3/ 81، طبقات الحفاظ: ص 278، خلاصة تذهيب الكمال: ص 355، شذرات الذهب: 2/ 174، هدية العارفين: 2/ 19، الرسالة المستطرفة: ص 11، تاريخ التراث العربي: 1/ 241.
وحمّادُ بنُ شاكر، وعبدُ بن محمد النَّسفيّون، والهيثمُ بن كُليب الشاشي، وأحمدُ بن علي بن حسنويه، وأبو العباس المَحْبوبي، وخلق.
قال ابنُ حبان في كتاب "الثقات": كان أبو عيسى ممَّن جمع، وصنَّف، وحفظ، وذاكر (1).
وقال أبو سعيد الإدريسي: كان أبو عيسى يُضرب به المثل في الحِفظ (2).
وقال الحاكم: سمعتُ عمرَ بنَ علَّك يقول: مات البخاري فلم يخلِّف بخراسانَ مثلَ أبي عيسى في العلم، والحفظ، والورع، والزُّهد. بكى حتى عَمِي، وبقيَ ضريرًا سنين (3).
ونقل الإدريسي بإسناد له: أنَّ أبا عيسى قال: كنتُ في طريق مكة، فكتبتُ جزءَين من حديث شيخ، فوجدتُه فسألتُه، وأنا أظن أن الجزءَين معي، فسألته، فأجابني، فإذا معي جزءان بياض، فبقي يقرأُ عليَّ من لفظِه، فنظر فرأى في يدي ورقًا بياضًا، فقال: أما تستحي مني؟ ! فأعلمتُهُ بأمري وقلت: أحفظُه كله، قال: اقرأ. فقرأتُه عليه، فلم يصدِّقني، وقال: استظهرتَ قبل أن تجيء؟ فقلت: حدِّثني بغيره، فحدَّثني بأربعين حديثًا، وقال: هاتِ، فأعدتها عليه ما أخطأتُ في حرف (4).
(1) تهذيب الكمال: ورقة 1255.
(2)
سير أعلام النبلاء: 1/ 2733.
(3)
المصدر السابق.
(4)
الخبر بنحوه في "أنساب السمعاني" 2/ 335.
وعن أبي علي منصور بن عبد اللَّه الخالدي قال: قال أبو عيسى: صنّفت هذا الكتاب، فعرضتُه على علماء الحجازِ والعراقِ وخُراسان، فرضُوا به، ومَنْ كان في بيته هذا الكتاب -يعني "الجامع"- فكأنَّما في بيته نبي يتكلم (1).
وقال أبو نصرٍ عبدُ الرحيم بن عبد الخالق اليوسُفي: "الجامع" على أربعة أقسام: قسم مقطوع بصحَّتِه، وقسم على شرط أبي داود والنَّسائي كما بيَّنّا، وقسم أخرجه الصدر وأبان عن علَّته، وقسم رابع أبان عنه، فقال: ما أخرجتُ في كتابي هذا إلا حديثًا قد عَمِلَ به بعض الفقهاء (2).
وتِرْمذ -بالكسر- هو المشهور. وقال مؤتمنُ السَّاجي: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ محمد الأنصاري يقول: هو بضم التاء (3).
وقد سمعَ من أبي عيسى التِّرمذي محمد بنُ إسماعيل البخاري.
ومات في ثالث عشر رجب سنةَ تسعٍ وسبعينَ ومئتين بترمذ.
وفيها مات: المسند المحدِّثُ أحمدُ بنُ الخليل بن ثابت أبو جعفر البُرْجلاني -نسبةً إلى البُرجلانيَّة محلّة ببغداد، والمسندُ إبراهيمُ بنُ عبد اللَّه العبسي الكوفي القصّار خاتمةُ أصحاب وكيع، ومحدِّثُ مكّة أبو يحيى عبدُ اللَّهِ بنُ أحمد بن أبي مسرَّة، والمحدِّثُ جعفر بن محمد بن شاكر الصّائغ ببغداد عن تسعين سنة.
(1) سير أعلام النبلاء: 13/ 274.
(2)
تمام كلامه كما في "السير" 13/ 274 - 275:
…
سوى حديث "فإن شرب في الرابعة فاقتلوه" وحديث "جمع بين الظهر والعصر بالمدينة من غير خوف ولا سفر".
(3)
ونقل الحافظ أبو الفتح بن اليعمري: أنه يقال فيه: ترمذ -بالفتح. انظر "أنساب السمعاني" 3/ 44، و"السير" 13/ 274.