الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1149 - ابن دقيق العيد *
الإِمام، الفقيه، الحافظ، العَلَّامة الأَوْحد، الشيخ تقي الدِّين، أبو الفَتْح، محمد بن علي بن وَهْب بن مطيع، القُشَيري، المَنْفَلُوطي، الصَّعِيدي، المالكي والشَّافعي، صاحب التصانيف.
ولد في شعبان سنة خمسٍ وعشرين وست مئة.
وسمع من ابن الجُمَّيزِي، وابن رواج، وسِبْط السِّلفي، والزكي عبد العظيم، وطائفة، وبدمشق من ابن عبد الدائم، وأبي البقاء خالد بن يوسف.
وخرج لنفسه أربعين تساعية، وكان من أذكياء زمانه، واسع العِلْم، كثيرَ الكُتُب، مديمًا للاشتغال، وكان يبالغ في أمر الطَّهارة ويشدد.
روى عنه: القاضي علاء الدين القونوي، والقاضي علم الدِّين بن الأخنائي، والشيخ جمال الدين المِزِّي، والشيخ قُطْب الدين الحَلَبي، وآخرون.
قال الشيخ قُطْب الدين: كان الشيخ تقي الدين إمام أهل زمانه،
* الطالع السعيد: 567 - 599، تذكرة الحفاظ: 4/ 1481 - 1484، ذيل العبر: 21 - 22، فوات الوفيات: 3/ 442 - 450، الوافي بالوفيات: 4/ 193 - 209، مرآة الجنان: 4/ 236 - 238، طبقات الشافعية للسبكي: 9/ 207 - 249، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 227 - 233، البداية والنهاية: 14/ 27، الديباج المذهب: 324 - 325، الدرر الكامنة: 4/ 210 - 214، النجوم الزاهرة: 8/ 206 - 207، طبقات الحفاظ: 513، حسن المحاضرة: 1/ 317 - 320، مفتاح السعادة: 2/ 219 - 220، شذرات الذهب: 6/ 5 - 6، البدر الطالع: 2/ 229 - 232، الرسالة المستطرفة:180.
وممن فاق بالعِلْم والزُّهْد على أقرانه، عارفًا بالمذهبين، إمامًا في الأَصْلَين، حافِظًا، متقنًا في الحديث وعلومه، يُضْرَبُ به المثل في ذلك، وكان آيةً في الحفظ والإِتقان والتحرِّي، وشديدَ الخوف، دائم الذِّكْر، لا ينام الليل إلا قليلًا، يقطعه فيما بين مطالعةٍ وتلاوةٍ وذِكْرٍ وتهجُّدٍ حتى صار السَّهر له عادة، وأوقاته كلُّها معمورة، ولم يُرَ في عصره مثله، صنَّف كتبًا قليلة، كمل تسويد كتاب "الإِمام" وبيَّض منه قطعة، وشرح "مقدمة المُطَرِّزي في أُصول الفقه"، وله "الأربعون في الرِّواية عن رب العالمين"، وشرح بعض "الإِلمام" شرحًا عظيمًا، وشرح بعض "مختصر ابن الحاجب" في الفقه لمالك، لم أَرَ في كتب الفقه مثله، عزَلَ نفسه من القضاء غَيرَ مَرَّة، ثم يسأل ويعاد، وبلغني أنَّ السلطان حُسَام الدِّين (1) لما طلع إليه الشيخ قام للقيه، وخَرَجَ عن مرتبته، وكان كثير الشَّفَقة على المشتغلين، كثير البِرِّ لهم، أتيته بجزء سمعه من ابن رواج والطبقة بخَطِّه فقال: حتى أنظر. ثم عُدْتُ إليه فقال: هو بخطِّي محقق، ولكن ما أُحقق سماعي له، ولا أذكره.
توفِّيَ في صفر سنة اثنتين وسبع مئة.
وفيها: مات مُفْتي نابُلُس الشيخ فخر الدين عليُّ بن عبد الرحمن بن عبد المُنْعم النَّابُلُسي الحَنْبَلي. والمسنِد عبد الحميد بن أحمد بن خَوْلان البَنَّاء بزَمْلَكا (2)، وله بضع وثمانون سنة. والمسند الأمين بَدْرُ الدِّين
(1) لاجين بن عبد الله المنصوري، حسام الدين، من ملوك دولة المماليك البحرية بمصر والشام، ولي السلطنة سنة (695) هـ، وتلقب بالملك المنصور، قتل سنة (698) هـ، انظر "السلوك" للمقريزي: ج 1 / ق 3/ 820 - 865.
(2)
زملكان؛ قرية بغوطة دمشق، وأهل الشام لا يلحقون به النون، انظر "معجم البلدان": 3/ 150.