الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن الجَوْزي: حَجَّ أبو سَعْد إحدى عشرة حِجَّة، وتردَّدَ مِرَارًا، وسمِعْت منه الكثير، ورأيت أخلاقه اللَّطيفة، ومحاسِنَه الجميلة (1).
وقال أبو الفتح محمد بن علي النَّطَنْزِيُّ: كنتُ ببغداد فاقترض مني أبو سَعْد بن البغدادي عشرة دنانير، فاتَّفَقَ أني دخلت على السُّلْطان مسعود بن محمد (2)؛ فذكرت له ذلك، فبعث معي إليه خمس مئة دينار، ففرِحْتُ وجئته فأبى أن يأخذها.
توفِّيَ بنُهَاوَنْد راجعًا من الحَجِّ في ربيع الأوَّل سنةَ أربعين وخمس مئة، وحُمِلَ إلى أَصْبَهان.
وفيهات مات مسنِدُ نَيسَابور أبو بكر عبد الرَّحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البَحِيري، صاحِبُ البَيهَقِي. والعلَّامة أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخَضِر بن الجَواليقي اللُّغوي إمام الخليفة المُقْتَفي. وأبو عبد الله الحسينُ بنُ الحسن المَقْدسي الحَنَفي، نزيلُ بَغْدَاد، سمع أبا القاسم بن البُسْري.
1056 - اليُوْنَارْتي *
الحافظ، المجوِّد، أبو نَصْر، الحَسَنُ بن محمد بن إبراهيم بن أحمد، الأَصْبَهاني. ويُونارت (3): قَرْية على باب أَصْبهان.
(1)" المنتظم": 10/ 117.
(2)
من كبار ملوك السلاجقة، توفي سنة (547) هـ. انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 5/ 200 - 202.
* الأنساب: 603 آ، المنتظم: 10/ 32، معجم البلدان: 5/ 453، اللباب: 3/ 316، سير أعلام النبلاء: 19/ 621 - 622، تذكرة الحفاظ: 4/ 1286 - 1288، العبر: 4/ 71 - 72، الوافي بالوفيات: 12/ 215، البداية والنهاية: 12/ 205، طبقات الحفاظ: 465، شذرات الذهب: 4/ 80.
(3)
ضبطت في "الأنساب": 603 آ "بسكون الراء"، وفي "معجم البلدان": 5/ 453 "بفتحها".
ولد في آخر سنة ستٍّ وستين وأربع مئة.
وسمع أبا بكر بن ماجَة الأَبهَري، وأبا مَنْصور بن شكرويه، وغيرهما ببلده، وأبا بكر بن خَلَف الشِّيرَازي بنيسابور، وأبا عامر الأزْدي بهَرَاة، وأبا القاسم أحمد بن محمد الخَليلي ببَلْخ، وأبا عبد الله النَّعَالي، وأحمد بن عبد القادر اليُوسُفي ببغداد.
حدَّث عنه: الفَقِيه أبو الفَتْح نَصْرُ بنُ فِتْيَان بن المَنِّي (1)، وعَرَفة بن البَقْلي، وأحمد بن صالح بن شافع، ومُظَفَّر بن علي الخَيَّاط، وفاطمة بنت سَعْد الخير.
ذكره ابنُ عساكر فرجَّحه على إسماعيل التيمي (2).
وقال ابنُ النَّجَّار: قرأت بخطِّ مَعْمَر بن الفاخر على مجلسٍ لأبي نَصْر اليُوْنارْتي: كان رحمه الله مَجْدًا في السُّنَّة، سريعَ الكتابة، سريعَ القراءة، حَسَنَ الخَطِّ، حَسَنَ الخُلُق، كثيرَ الرحَل، كثير التِّلاوة، حَسَنَ العِبارة، كان يقرأ القرْآن من سورة، ويكتُب القُرْآن ويُقرئ مِنْ سُورة أُخرى.
وقال ابنُ النَّجَّار: قدِمَ بغداد سنةَ أربع وعشرين وخمس مئة، وحدَّث بها بـ"جامع الترْمِذِي"، وأملى بها، وجمع لنفسه "المُعْجم" في عِدَّة أجزاء، وكان موصوفًا بالمَعْرفة والدِّراية.
(1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1287 "المفتي" وهو تحريف، انظر "تبصير المنتبه": 4/ 1250.
(2)
سلفت ترجمته برقم (1053).
وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ أبا علي بن الوزير يقول: ما سمعت صَوْتًا في قراءة الحديث أَحْسَن ولا أَطْيَبَ من صوت اليُوْنَارْتي.
وقال السَّمَعْاني: قال لي إسماعيل بن محمد الحافظ: ما كان لليُونارتي كبيرُ مَعْرفة، غيرَ أنه كان نظيفَ الأجزاء (1).
وحكى السَّمْعاني عن إسماعيل أيضًا أنه قال: رحل اليُوْنَارْتي إلى ابن خَلَف الشِّيرَازي، وكان آخرَ من رَحَلَ إليه، ثم رَحَل بَعْدَه عَبْدُ الرحمن بن أحمد بن البَاغْبَان مع أبيه، فقال: دَخَلْتُ نَيسابور وأنا أَعْدو إلى بيتِ أحمدَ بنِ خَلَف، فلقِيتُ اليُونَارْتي، فعانقني وقال: تعال أطعمك أولًا، فقدَّم طعامًا، وأكلنا، وأَخْرَجَ لي مسموعاتِه من ابنِ خَلَف. وقال: ماتَ ودَفَنْتُه. قال عبد الرحمن: فكادت مَرَارتي تَنْشَقُّ.
مات اليُوْنَارْتي في شَوَّال سنة سَبْع وعشرين وخمس مئة.
وفيها: ماتَ مُسْنِد بغداد أبو غالب أحمد بن أبي علي الحسن بن أحمد بن البَنَّاء البَغْدَادي الحنبلي. والعلَّامة أبو العَبّاس أحمد بن سلامة بن عُبيد الله بن الرُّطَبِيُّ الكَرْخي، تلميذ ابنِ الصَّبَّاغ، وأبي إسحاق. والعلامة أبو الفتح أسعد بن أبي نَصْر الميهَنِي الشَّافعي. والعلامة شيخُ الحَنابلة أبو الحسن عليُّ بن عُبيد الله بن نَصْر بن الزَّاغُوني. ومسنِدُ نَيسَابور أبو سعيد محمد بن أحمد بن صَاعد الصَّاعِدي القاضي، يروي عن عمر بن مَسْرور. والإمام المسنِدُ أبو بكر محمد بن الحُسَين المَزْرَفي مقرئ بغداد. والإمام أبو حازم محمد بن القاضي أبي يَعْلى محمد بن الحسين بن الفَرَّاء الحَنْبَلي.
(1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1287 "لطيف الأجزاء".