الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1057 - محمَّد بن ناصر *
ابن محمد بن علي بن عمر، الإِمام، الحافظ، محدِّث العِراق، أبو الفَضْل، السَّلَامي.
ولد سنة سَبْع وستين وأربع مئة.
ومات أبوه وهو صغير، فكفلَه جدُّه لأمه الفقيه أبو حكيم الخَبْري (1)، وأسمعه الحديث، وأقرأه القرآن.
سمع أبا القاسم علي بن البُسْري، وأبا طاهر بن أبي الصَّقْر، وعاصم بن الحسن، ومالكًا البَانِيَاسي، ورِزْق الله التَّميمي، وطِرَادًا الزَّينَبي، وأبا عبد الله النَّعَالي، ومَنْ بعدهم، إلى أن نزل إلى أصحاب الجَوْهري، وابن المهتدي بالله.
* الأنساب: 7/ 209، المنتظم: 10/ 162 - 163، مناقب الإمام أحمد: 530 - 531، الكامل لابن الأثير: 11/ 202، اللباب: 1/ 583، مرآة الزمان: 8/ 138، وفيات الأعيان: 4/ 293 - 294، سير أعلام النبلاء: 20/ 265 - 271، تذكرة الحفاظ: 4/ 1289 - 1293، العبر: 4/ 140 - 141، دول الإسلام: 2/ 47، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 38 - 40، الوافي بالوفيات: 5/ 104 - 106، البداية والنهاية: 12/ 233، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 225 - 229، النجوم الزاهرة: 5/ 320، طبقات الحفاظ: 466، كشف الظنون: 1/ 163، شذرات الذهب: 44/ 155 - 156، هدية العارفين: 2/ 92، إيضاح المكنون: 2/ 560، الرسالة المستطرفة:160.
وفيه تبدأ الطبقة السادسة عشرة حسب ترتيب الذهبي للطبقات في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1289.
(1)
انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 18/ 558 - 559.
وعني بهذا الشَّأْن، وكان عارِفًا بالفِقْه، واللُّغة.
وأجاز له ابن النَّقور، وابن هَزَارْمَرْد، وابن ماكُولا، وأبو القاسم بن عَلِيَّك، وأبو صالح المُؤَذِّن، وجماعة.
روى عنه: السِّلَفي، وابنُ عساكر، وأبو موسى، والسَّمْعَاني، وابن الجَوْزي، وابن سُكينة، وابن الأخضر، والكندي، وداود بن ملاعب، وموسى بن عبد القادر، وخَلْق، وآخر مَنْ رَوَى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المُقَيَّر.
قال ابن الجَوْزي: كان ثِقَةً، حافظًا، ضابطًا، من أهل السُّنَّة، لا مغمز فيه، تولَّى تسميعي، وسمِعْتُ بقراءته "مُسْند أحمد" والكُتُبَ الكِبار، وعنه أخذت عِلْمَ الحديث، وكان كثيرَ الذِّكْر، سريعَ الدَّمْعة (1).
وقال السَّمْعَاني: هو ثِقَةٌ، حافظ، دَيِّنٌ، ثَبْت، لُغوي، عارِفٌ بالمتون والأسانيد، كثيرُ الصَّلاة والتِّلاوة، غير أنه يحبُّ أن يقعَ في النَّاس، وهو صحيحُ القِراءة والنَّقْل، وأوَّل سَمَاعه في سنة ثلاث وسبعين من أبي طاهر الأَنْبَاري.
وقال السِّلَفي: سَمِعَ ابنُ ناصر معنا كثيرًا، وهو شافعيٌّ أشعريٌّ، ثم انتقل إلى مَذْهب أحمد في الأُصول والفروع، وماتَ عليه، وله جودةُ حفظٍ وإتقان، وحُسْنُ معرفة، وهو ثبْتٌ إمام.
وقال أبو موسى المَدِيني: هو مقدَّم أصحاب الحديث في وقته ببغداد.
(1)"المنتظم": 10/ 163.
وقال ابنُ النَّجَّار: كان ثِقَةً، ثَبْتًا، حَسَنَ الطَّريقة، متديِّنًا، فقيرًا، متعفِّفًا، نظيفًا، نَزِهًا، وَقَفَ كُتُبَه، وخَلّف ثيابًا خليعًا (1)، وثلاثة دنانير، ولم يُعقب، سمعت ابن سُكينة، وابنَ الأخْضر وغيرهما يكثرون الثَّناء عليه، ويصفونه بالحِفْظ والإتقان والدِّيانة، والمحافظة على السُّنَن والنَّوافل، وسمِعْت جماعةً من شيوخي يذكرون [أن](2) ابن ناصر وابن الجواليقي، كانا يقرأان على أبي زكريا التَّبْريزي، ويَطْلُبان الحديثَ فكان الناس يقولون: يخرج ابنُ ناصر لغوي بغداد، وابن الجَوَاليقي محدِّثُها، فانعكس الأمرُ وانقلب.
قال: وسمعت ابنَ سُكينة يقول: قلتُ لابنِ ناصر: أريد أن أقرأ عليك "ديوان المُتنَبِّي" و "شَرْحَه" لأبي زكريا، فقال: إنك دائمًا تقرأُ عليَّ الحديث مجَّانًا، وهذا شِعْر، ونحن نحتاج إلى نَفَقة. فأعطاني أبي خمسة دنانير، فدفعْتُها إليه، وقرأتُ عليه الكِتاب.
ثم ذكر ابنُ النَّجَّار سببَ انتقال ابن ناصر من مَذْهب الشَّافعي إلى مذهب أحمد (3).
وقد توفِّي ابنُ ناصر في ثامن عشر شعبان سنةَ خمسين وخمس مئة.
(1) ثوب خليع: خَلَق. "اللسان"(خلع).
(2)
ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1290.
(3)
انظر الخبر في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1291، وانظره مفصلًا في "ذيل طبقات الحنابلة": 1/ 98 - 99، في ترجمة أبي منصور الخياط.
قال ابن الجَوْزي: حدَّثني الفَقِيه أبو بكر بن الحُصْري (1) قال: رأيت ابنَ ناصر [في المنام] فقلت: ما فَعَلَ الله بك؟ قال: غَفَر لي، وقال لي: قَدْ غفرتُ لعشرةٍ من أصحاب الحديث في زمانك؛ لأنك رئيسهم وسيِّدُهم (2).
وقد مات في سنةِ خمسين أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العَصَائدي بِنَيسَابور، وهو في عَشْر التِّسْعين. والمعمَّر الخطيبُ أبو الحسن عليُّ بن محمد المُشْكاني، راوي "التَّاريخ الصَّغير" للبخاري. والمسنِدُ أبو الفَتْح محمد بن علي بن هبَة الله بن عبد السَّلام الكاتب ببغداد. ومقرئُ العراق أبو الكرم المبارك بن الحسن بن الشَّهْرُزوري مصنِّف "المِصْباح"(3). وقاضي مِصْر أبو المعالي مُجلِّي (4) بن جُمَيع القُرَشي الشافعي، مصنِّف كتاب "الذّخائر"(5). والواعظ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم السَّلَماسي.
(1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1292 "الحضرمي"، وهو تحريف.
(2)
"المنتظم": 10/ 163، وما بين حاصرتين منه.
(3)
"المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر". انظر كشف الظنون: 2/ 1706.
(4)
في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1292 "محمد"، وهر تحريف، انظر ترجمه في "سير أعلام النبلاء": 20/ 325 - 326.
(5)
"الذخائر في فروع الشافعية"، وهو من الكتب المعتبرة في المذهب. انظر "كشف الظنون": 1/ 822.