الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن دِحْية: كان يتسوَّغ بالعَفَاف ويتبلَّغ بالكفَاف، حتى نُمِيَ خَبَرُه إلى صاحب مَرَّاكُش، فطلبه، وأحسن إليه، وأقبل عليه، فأقام بها نحوًا من ثلاثة أعوام (1).
وقال أبو جعفر بن الزبير: كان واسعَ المَعْرفة، غزير العِلْم، نَحْويًّا، متقدَّمًا، لغويًّا، عالمًا بالتَّفْسير وصناعة الحديث، عارفًا بالرجال والأنساب، عارفًا بعِلْم الكلام وأصول الفِقْه، حافظًا للتاريخ القديم والحديث، ذكيًّا نبيهًا، صاحبَ اختراعات واستنباطات مستغربة، وله شِعْرٌ كثير (2).
توفي بمَرَّاكُش في شعْبان سنةَ إحدى وثمانين وخمس مئة.
1078 - عَبْدُ الحَقّ *
ابن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن حُسين بن سعيد، العلَّامة، الحافظ، الحُجَّة، أبو محمد، الْأَزْدي، الإِشْبيلي.
(1) انظر "المطرب": 232 - 233.
(2)
وهو صاحب القصيدة المشهورة، التي مطلعها:
يا مَن يرى ما في الضمير ويسمع
…
أنت المُعَدُّ لكل ما يتوقعُ
يا من يرجّى للشدائد كلِّها
…
يا مَنْ إليه المُشْتكى والمفزغُ
انظرها في "المطرب": 234.
* بغية الملتمس: 391 - 392، تهذيب الأسماء واللغات: ق 1 / ج 1/ 292 - 293، عنوان الدراية: 20، صلة الصلة: 4 - 7، سير أعلام النبلاء: 21/ 198 - 202، تذكرة الحفاظ: 4/ 1350 - 1352، العبر: 4/ 243 - 244، فوات الوفيات: 2/ 256 - 257، مرآة الجنان: 3/ 422، الديباج المذهب 1750 - 177، طبقات الحفاظ: 479 - 480، كشف الظنون: 1/ 19، 20، شذرات الذهب: 4/ 271، الرسالة المستطرفة: 173، شجرة النور الزكية: 155 - 156، تاريخ الفكر الأندلسي: 428 - 429.
ولد سنة عشر وخمس مئة، وقيل: سنة أربع عشرة (1).
وروى عن: شُرَيح بن محمد، وأبي الحكم بن بَرَّجان، وأبي بكر بن مُدير، وطاهر بن عَطِيَّة، وجماعة.
وكتب إليه بالإِجازة الحافظ ابنُ عساكر وغيره، وسكنَ بِجَاية (2) وقت الفتْنة، وولي الخَطَابة بها، وصنَّف التَّصانيف المفيدة.
روى عنه: خطيب القُدْس أبو الحسن عليُّ بن محمد المَعَافِري، وأبو الحَجَّاج بن الشَّيخ، وطائفة.
قال الحافظ أبو عبد الله الأبَّار: كان فقيهًا حافِظًا، عالِمًا بالحديث وعِلله، عارِفًا بالرِّجَال، موصوفًا بالخَير والصَّلاح والزُّهْد والورع، ولزوم السُّنَّة، والتقلُّل من الدُّنيا، مشارِكًا في الأدب وقَوْلِ الشِّعْر، قد صنَّف في الأحكام نسختين: كُبْرى وصغرى، سبقه إلى مثل ذلك أبو العَبَّاس بن أبي مَرْوان الشَّهيد بِلَبْلَة (3) فحَظِيَ عبدُ الحقِّ دونه، وله في الجَمْع بين الصحيحين مصنَّف كبير، جمع فيه بين الكُتُب السّتَّة، وله كتاب "المُعْتَل من الحديث"، وكتاب في "الرَّقائق" ومصنَّفات أُخَرُ.
قال: وله في اللُّغة كتاب حافِل ضاهى به كتاب "الغريبين" للهَرَوي، حدَّثنا عنه جماعة من شيوخنا.
(1) هذا القول هو الذي اعتمده ابن الزبير في "صلة الصلة": 6.
(2)
مدينة على ساحل البحر بين إفريقية والمغرب. "معجم البلدان": 1/ 339.
(3)
لبلة: بفتح أوله ثم السكون، ولام أخرى: قصبة كورة بالأندلس كبيرة .. غربي قرطبة .. انظر "معجم البلدان": 5/ 10.