الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التصور إلى تجنب ذكر أسماء الأمراض وأسماء الوحوش حتى لا تحل بالمكان الذي نطقت فيه أسماؤها. ولذا تنوعت تسميات الحيوان المخيف في الجماعة اللغوية الواحدة، وقد تجنبت جماعات لغوية في شمال أوربا ذكر اسم الدب صراحة فكانوا يرمزون له بتسميات أخرى مجازية حتى لا يحضر1كما حاول البعض تجنب حضور الأسد بأن أطلقوا عليه تسميات مجازية أخرى كثيرة حتى لا يحل بالمكان ورغم وجود أمثلة كثيرة لذلك في بيئات حضارية مختلفة فواقع اللغة يثبت أنه لا علاقة بين الرمز اللغوي وما يشير إليه في عالم الواقع إلا علاقة الرمز. وكل الرموز اللغوية سواء في ذلك.
1 يطلق على هذه الظاهرة taboo Influence وأشهر أمثلتها في اللغات الأوربية اختفاء الكملة القديمة للدب من لغات شمال أوربا بينما احتفظت بها السنسكريتية واليونانية، وقد حلت محل هذه الكلمات صفات للدب تحولت بعد ذلك إلى أسماء له، انظر:
S. Ulmann، Principled of Semantics، p. 184
W. Havers، Neuere Literature zum Sprachtabu "Akademie Der Wissen-schaften in Wien، Phil -Hist. Kl. Sitzungsberichte. 223، 5، 1946"
N.B. Emenau، Taboos on Animal. Names "Language XXIV 1948، 56-63"
وظيفة اللغة
مدخل
…
2-
وظيفة اللغة:
يرتبط الرمز اللغوي ببيئة محددة يطلق عليها الجماعة اللغوية Linguistic Communtity فعندما يسمع إنسان لغة أجنبية لا يعرفها يسمعها أصواتا غير متميزة، وليس لها تصنيف واضح عنده، وليست لها لدلالة رمزية، إنه يسمع سلسلة صوتية لسيت لها وحدات متميزة. ولكن ابن اللغة أو العارف بها لا يسمع هذه السلسلة الصوتية فحسب، بل يميز مكوناتها ويفهم محتواها الدلالي.
ومن الممكن بحث الأصوات المنطوقة من ناحية الخصائص الفيزيائية، فالمادة الصوتية موضوع من موضوعات التحليل في الفيزياء، ويكشف التحليل الفيزيائي
للصوت عن جوانب كثيرة من خصائصه الطبيعية، مما يفيد أيضا من الناحية التطبيقية في تصميم أجهزة التليفونات وأجهزة الإرسال والاستقبال اللاسكلي وتصميم المباني التي يتردد فيها الصوت.. إلخ ولكن البحث اللغوي لا يبحث الخصائص الفيزيائية باعتبارها هدفًا في ذاتها، بل يبحث المادة الصوتية باعتبارها وسيلة لتوصيل المعلومات، ولذا لا يراها مجرد حشد صوتي كما تبدو للأجنبي وكما يسجلها الجهاز الأصم بل يرى فيها نظامًا محددًا من الرموز المتميزة التي تحمل معنى.
تختلف الخصائص الفيزيائية للصوت باختلاف الأفراد والمواقف الكلامية داخل الجماعة اللغوية الواحدة، فلكل فعل كلامي خصوصيته. وتختلف الخصائص النطقية والفيزيائة للعبارة الواحدة باختلاف الأفراد، وقد يختلف نطق الإنسان الواحد لنفس العبارة باختلاف أحواله النفسية ويتغير نطقه بتقدم العمر. ومع هذا فالجماعة اللغوية هي الجماعة التي تتشابه فيها مجموع العبارات التي يتعامل بها أبناؤها، على نحو يمكنهم من الفهم المتبادل mutual intelligibility، ومجموع العبارات المستعملة في الجماعة اللغوية يصدر عن بنية لغوية واحدة تربط كل أفراد الجماعة. وتتحدد الجماعة اللغوية باعتبار تشابه مجموع العبارات التي يتعامل بها أفرادها، فتعاملهم بها هو الذي جعل منهم جماعة لغوية واحدة1.
1 إن الفهم المتبادل بين شخصين يتحدثان معا ليس بالضرورة دليلا على كونهما يتحدثان نفس اللغة، ولا بد أن يكون إثبات أنهما يتحدثان نفس اللغة قائمًا على أساس تشابه مكونات أقوالهما بدرجة عالية، أي أن يكون كلاهما يتعامل بنفس النظام اللغوي انظر:
Carroll، The Study of Language. P. 8.
يعبر بلومفيلد عن رأيه في ذلك على النحو التالي:
كل فعل كلامي act of speech ينتج قولا Utterance، والجماعة التي تتشابه فيها مجموع الأقوال التي يتعامل بها أبناؤها، ومجموع الأقوال المستعملة في الجماعة اللغوية "= الكلامية" الواحدة هي لغة هذه الجماعة. والسمات النطقية المشتركة في اللغة الواحدة هي الصيغ Forms أما المعاني Meanings فهي المحتوى الدلالي للفعل الكلامي. "انظر: المرجع السابق".