الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
معاجم الترتيب الهجائي:
تنتظم المعاجم العربية ذات الترتيب الهجائي في مجموعتين. فالمجموعة الأولى بدأت بكتاب "الحروف" أو كتاب "الجيم" للشيباني، ت 206هـ، وترتب فيها الكلمات وفق الحرف الأول من حروفها الأصول. أما المجموعة الثانية فبدأت بـ"ديوان الأدب" للفارابي، ت 305هـ، و"الصحاح" للجوهري، ت 393هـ، وترتب فيها الكلمات وفق الحرف الأخير من حروفها الأصول. لقد أفادت معاجم الترتيب الهجائي من منهج الخليل بن أحمد، فكل هذه المعاجم حذت حذوه في ذكر الكلمات باعتبار حروفها الأصول، وقد ظل هذا المبدأ سائدًا في كل المعاجم العربية العامة قبل العصر الحديث، التزمت به معاجم الترتيب الصوتي كما التزمت به معاجم الترتيب الهجائي.
ولكن معاجم الترتيب الهجائي اتخذت ترتيب الحروف المتعارف عليه عند جمهور المثقفين أساسًا لها، ويرجع هذا الترتيب إلى نصر بن عاصم الذي طوره عن النظم السامي الشمالي المعروف باسم الأبجدية. كان ترتيب الحروف عند الأجريتين والفينيقيين والعبريين والآراميين يتخذ النظام التالي، أب ج د هـ وز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت1. وعندما استخدم هذا الترتيب الأبجدي عند العرب وضعوا الحروف العربية التي لم ترد فيه في آخر الترتيب وهي ث خ ذ ض ظ غ.
ولكن نصر بن عاصم، ت 89هـ، أعاد ترتيب الحروف على أساس شكلي فوضع إلى جانب الباء التاء والثاء، ووضع إلى جانب الجيم الحاء والخاء وهكذا..
وبذلك ظهر الترتيب الهجائي للحروف العربية وهو الترتيب الذي قامت عليه
1 انظر: Mayer. hebraische grammatik، berlin 1966، 1/36-38.
والأصفهاني، حمزة: التنبيه على حدوث التصحيف، ص15-16.
معاجم الترتيب الهجائي1
يعد "كتاب الجيم" ، كتاب "الحروف" للشيباني، ت 206 هـ، أقدم المعاجم ذات الترتيب الهجائي. لقد رتب الشيباني الكلمات الوادرة في إطار الجذر الواحد ترتيبًا داخليًّا على نحو ما فعل الخليل. وقد ألف الزمخشري معجمه "أساس البلاغة" على هذا النسق فكتاب الجيم وأساس البلاغة متفقان من هذا الجانب.
ولكن معاجم الترتيب الهجائي التي ألفت في القرن الرابع الهجري احتفظت بفكرة الترتيب الداخلي وفق الأبنية، والمعاجم المقصودة هي "جمهرة اللغة" لابن دريد، ت 321 هـ، ومعجم "مقاييس اللغة" لابن فارس، ت 395هـ، و"المجمل" لابن فارس أيضا، تتفق هذه المعاجم في اتخاذها للترتيب الهجائي أساسًا للترتيب العام للجذور، ثم في مراعاتها للأبنية باعتبارها أساس الترتيب الداخلي. ولكن ثمة خلافا بين هذه المعاجم؛ فجمهرة اللغة لابن دريد وهو أقربها زمنا إلى عصر الخليل بن أحمد احتفظ بنظام ذكر الكلمة ومقلوباتها في أقرب موضع ممكن. أي أن ابن دريد أفاد من الخليل من عدة جوانب ولكنه عدل ترتيب الحروف.
أما معجم مقاييس اللغة لابن فارس فقد رتب الجذور وفق نظام الدائرة فعندما تأتي الكلمات التي تبدأ بالباء تنتظم الجذور فيها على النحو التالي: ب ب، ب ت، ب ث.... ويكون آخر هذه الحروف ب أوعندما تأتي الكلمات التي تبدأ بالثاء تنتظم فيها الجذور على النحو التالي: ث ث، ث ج، ث ح
…
ويكون آخر هذه الجذور ث أ، ث ت. أي أن ابن فارس يبدأ من
1 انظر المعجم العربي بين الماضي والحاضر لعدنان الخطيب - القاهرة 66-1967ص 22-24.