الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحرف نفسه ثم يأتي الحرف مع الحرف الذي يليه في الترتيب الهجائي إلى أن تنتهي حروف الترتيب الهجائي ثم تأتي الحروف الأخرى السابقة على ذلك الحرف في الترتيب الهجائي.
أما معاجم الترتيب الهجائي التي رتبت الجذور فيها وفق الحرف الأخير بدأت بـ"ديوان الأدب" للفارابي، ت 350هـ، و"الصحاح" للجوهري، ت 393هـ، أقام الفارابي معجمه على أساس تقسيم الكلمات العربية وفق أبنيتها. ويقوم الترتيب الداخلي في كل قسم من أقسام "ديوان الأدب" على أساس الترتيب الهجائي أي أن "ديوان الأدب" معجم للأبنية مرتب داخليًّا على أساس الترتيب الهجائي للحروف1. أما "الصحاح" للجوهري فهو معجم عام اتبع نظام الباب والفصل والمقصود بهذا أن الكلمات ترتب بمراعاة حروفها الأصول وفق الحرف الأول وقد ظل هذا النظام سائدًا في المعاجم العربية التي ألفت في القرون التالية، أهمها "العباب" للصاغاني، ت 577هـ، و"لسان العرب" لابن منظور، ت 711هـ، و"القاموس المحيط" للفيروزآبادي، ت 817هـ، و"تاج العروس" للزبيدي، ت 1025هـ، والمعاجم الثلاثة الأخيرة هي أكثر المعاجم العربية شهرة وانتشارًا.
1 انظر: البحث اللغوي عند العرب لأحمد مختار عمر، القاهرة 1971، ص191 وما بعدها.
4-
مصادر المعاجم الموسوعية العامة:
يعد لسان العرب لابن منظور، ت 711هـ، أول معجم موسوعي ضخم. كان مؤلفو المعاجم قبل لسان العرب ينزعون إلى الاختيار والانتقاء من المادة اللغوية المتاحة لهم في مصادرهم، ومن ثم سميت المعاجم بأسماء تعبر
عن هذا الاتجاه الانتقائي. وعبر مؤلفو "جمهرة اللغة" و"تهذيب اللغة" و"صحاح اللغة" في مقدمات معاجمهم عن هذا. أما ابن منظور فقد أراد تأليف معجم موسوعي كبير ولكنه لم يلجأ إلى جمع المادة جمعًا مباشرًا كما فعل اللغويون في القرن الثاني وكما فعل الأزهري في القرن الرابع، بل اعتمد على خمسة معاجم اعتمادًا كاملا فأخذ مادتها وحشدها في كتابه. يقول ابن منظور: وأنا مع ذلك لا أدعي فيه بدعوى فأقول شافهت أو سمعت أو فعلت أو صنعت أو شددت أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء أو حملت
…
فكل هذه الدعاوى لم يترك الأزهري وابن سيده لقائل مقالا ولم يخليا فيه لأحد مجالا1. وقد صرح ابن منظور بعد ذلك بمصادره التي اعتمد عليها وهي:
1-
تهذيب اللغة للأزهري، ت 370هـ.
2-
المحكم لابن سيده، ت 458هـ.
3-
الصحاح للجوهري، ت 393هـ.
4-
حواشي ابن بري، ت 583هـ على الصحاح.
5-
النهاية في غريب الحديث لابن الأثير الجزري، ت 606هـ.
أخذ ابن منظور ما وجده في هذه المعاجم ونقله نقلا، قال ابن منظور: ليس لي في هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها، سوى أني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من العلوم
…
ونقلت من كل أصل مضمونه، ولم أبدل منه شيئًا
…
بل أديت الأمانة في نقل الأصول بالنص، وما تصرفت فيه بكلام غير ما فيها من النص2. وبذلك اعتمد ابن منظور على مصادر تعود بدورها إلى المادة التي جمع أكثرها في القرن الثاني الهجري بالإضافة إلى نقله المواد الموجودة في معجم متخصص هو "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير.
1 مقدمة لسان العرب، المقدمة 1/ 3.
2 لسان العرب 1/ 4.
ولكن ضخامة حجم لسان العرب أتاح للقاموس المحيط للفيروزآبادي، ت 816هـ، أن ينتشر ويصبح عنوانه بعد ذلك علمًا على كل معجم عربي حديث، وتقابل كلمة قاموس التي فسرها الفيروزآبادي بأنها البحر الأعظم إلى الكلمة اليونانية Oceanos واللاتينية Oceanus وتعني المحيط، وكان الفيروزآبادي قد عرف كلمة القاموس بهذا المعنى في البيئة اللغوية والفارسية التي نشأ فيها1. اعتمد الفيروزآبادي على معجمين موسوعيين هما "المحكم" لابن سيده و"العباب" للصاغاني ويعتمد كل منهما على معاجم أخرى سبقتهما فالمحكم يضم ما جاء في كتاب "العين" و"جمهرة اللغة" و"البارع". أما العباب فيضم مادة معجم مقاييس اللغة والصحاح والمعاجم المؤلفة حول الصحاح. وبذلك يقوم عمل الفيروزآبادي على كل هذه الجهود ولكنه لم ينسخ ما أخذه من مصادره، بل كان يأخذ خلاصة ما فيها، ويحذف الشواهد، ويضيف إلى هذه المادة معلومات جديدة خاصة بالأعلام وبالنباتات وبذلك ضم القاموس المحيط مادة لغوية متنوعة، وقد شرحت شرحًا بسيطًا، محذوف الشواهد مطروح الزوائد.
ويعد "تاج العروس" للزبيدي، ت 1025هـ، أكبر المعاجم العربية على الإطلاق. لقد ألف الزبيدي تاج العروس شرحًا للقاموس المحيط ولكن عمله تجاوز حدود الشرح اللغوي البسيط، فأصبح تاج العروس أضخم المعاجم
1 هناك عدة معاجم عربية اتخذت أسماء البحر أو صفاته، منها:
المحيط للصاحب بن عباد.
المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده. العباب للصاغاني.
انظر: المعجم العربي لعدنان الخطيب ص48.
وقد وردت كلمة القاموس بمعنى ماء البحر -قبل الفيرزآبادي- عند المقدسي ت 375 في: أحسن التقاسيم ص124.
العربية وأكثرها مادة وشرحًا، واعتمد الزبيدي على المعاجم العربية الكثيرة التي أتيحت له؛ منها الصحاح للجوهري وتهذيب اللغة للأزهري والمحكم لابن سيده ولسان العرب لابن منظور وأساس البلاغة للزمخشري والمجمل لابن فارس والمعاجم الكثيرة التي ألفت إكمالا لهذه المعاجم أو تلخيصًا لها.
ولكن الزبيدي لم يكتف بهذه المعاجم -كما فعل كثير ممن سبقوه في التأليف المعجمي- بل اعتمد على المعاجم القرآنية والحديثة، والكتب اللغوية وكتب الطبقات، وشروح اللغويين على النصوص الأدبية. اعتمد الزبيدي على مجموعة من معاجم ألفاظ القرآن والحديث مثل: كتاب "الغريبين" لأبي عبيد الهَرَوِي و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير الجزري و"المفردات" للراغب الأصفهاني و"مشكل القرآن" لابن قتيبة إلى جانب كتب القراءات. مثل: الحجة في قراءات الأئمة السبعة لابن خالويه، واعتمد الزبيدي على مجموعة كبيرة من كتب الدراسات اللغوية والتثقيف اللغوي، مثل فصيح ثعلب، وإصلاح المنطق لابن السكيت، والخصائص لابن جني، وسر صناعة الإعراب لابن جني، والمقصور والممدود للقالي، والأضداد لأبي الطيب اللغوي، وتهذيب الأبنية والأفعال لابن القطاع، واعتمد الزبيدي أيضا على كتب كثيرة في الطبقات والأعلام والتراجم مثل جمهرة الأنساب لابن حزم، وطبقات الشافعية للسبكي، والوافي بالوفيات للصفدي إلخ...... واعتمد الزبيدي أيضا على شروح الدواوين والمجموعات الشعرية. مثل: شرح ديوان الهذليين للسكري، وشرح المعلقات السبع لابن الأنباري....... إلخ1.
ولكن الزبيدي أخذ ما أخذه من هذه المصادر المتنوعة دون تعليل أو تعليق أو إضافة.. وكان شرحه لما جاء في القاموس المحيط نقولا من هذه المصادر التي اعتمد عليها، وفي هذا يقول الزبيدي "عن كل كتاب نقلت
1 صرح الزبيدي بأسماء الكتب التي اعتمد عليها في مقدمة تاج العروس 1/ 5-9.